المجموع : 33
ما عايَنَتْ عَينايَ في عُطلتي
ما عايَنَتْ عَينايَ في عُطلتي / أفحش مِن حَظِّي ومن بختي
قَد بِعتُ عَبدي وَحِصاني وَقَدْ / أَصبحتُ لا فوقي ولا تحتي
يا سائلي عنْ حرفَتي في الورى
يا سائلي عنْ حرفَتي في الورى / وَثَروتي فيهم وإفلاسي
ما حالُ مَنْ درهَم إنفاقه / يأخذهُ من أعُين النّاس
صاحبُنا الآسي لم يُعْطه ال
صاحبُنا الآسي لم يُعْطه ال / رحمانُ في صَنْعَته علماً
وكُلّما أعمى عُيونَ الورى / قال لنا إنَّ الحديدَ أعمى
قَطَعْتُ من يَومين بَطّيخةً
قَطَعْتُ من يَومين بَطّيخةً / وَجَدْتُ فيها جَعْسَ مَصْمودي
قالوا خرى الخولي في أَصلها / أَيّامَ جَرْي الماء في العود
عَوادُنا عِلقُ الفصيحِ أمرءٌ
عَوادُنا عِلقُ الفصيحِ أمرءٌ / يَنبحُ أي قد صارَ هَجاءَ
كأنَه قد سَقَطَتْ دالهُ / فأصبحَ العَوادُ عَواءَ
رَأَيتُ في النّومِ أبا مُرَّة
رَأَيتُ في النّومِ أبا مُرَّة / وَهَوَ حَزينُ القَلْبِ لي مَرَّه
وَعَيْنُه العوراءُ مَقروحة / تَقطُرُ دَمعاً قَطرةً قَطْرة
يَصيحُ وا ويلاهُ منْ حَسرتي / تِلكَ التي ما مِثلُها حَسْرَه
وَحَولَهُ منْ رَهْطهِ عُصبة / فيهِمْ على قِلَتهمْ كَثْرَه
مِن كل عِلْقٍ مثل بدر الدجى / قيَمتُهُ في واحدٍ بَدْرَه
مُظَفرُ اللّحْظِ بِعُشّاقه / وإنمّا في جَفْنِهِ كَسْرَه
شمسُ ضحى غصن نقاقدُه / وظله من خلفه الشِّعره
تَجميشُهُ نَقْلٌ لمن ضَمَهُ / وَجَوَنَ التَيَنَةَ بالتّمْرَه
يَهونُ وَزنُ المالِ في وَصله / طالِعُهُ الميزانُ والزُّهرَه
وَمِن سَحورِ العينِ فَتَانهٍ / خَودٍ لهَا شمسُ الضُّحى ضُرّه
وَكل خَمّارٍ وفي كفهِ / كأسٌ على عاتقهِ جرَّه
وَمِن حَشيشيٍ سطيلٍ على / شاربهِ قد بَقَلَتْ خُضره
وَمن نبي حامٍ لَهُ مزرةٌ / صفّى لَهُ صاحِبهُ المزرَه
وَكُلُّ بَغّاء به أبنةٌ / مُبادِلٌ أبغى من الابره
وكلّ جَلاَد على خَلوةٍ / عميرةً هاجَتْ بهِ عُمره
ومِن خياليَ وَمِنْ مطرب / وزامرٍ قد جاءَ في الزُّمره
فَقُلتُ يا إبليسُ ماذا الذي / أسالَ من مُقْلَتِكَ العَبرَه
وما الذي أزعج أشياعك النو / كى وإن كانوا ذَوي شِرَه
فقال يا مانيُّ أَنت الذي / وقعتَ في أخت ما أكره
قلّتْ جيوشي وَوَهى منصبي / وَعُدْتُ لا أَمرَ ولا إمره
وأَصبحَ الخّمارُ لا يكتفي / في بيته كوزاً ولا جَرَّه
وَمَنزِلُ المزّارِ صفرٌ وقد / عَلَتْهُ من ذُلّتهِ صُفرَه
وَباتَ قَلي النارِ في حسرة / وَقَلبُه يُقلى على جَمْرَه
وكاد أن يسطو الحشيشي وأن / يخرجَ بالخنْجَر والشّفْره
وسائرُ السّتّاتِ من / أَكثرهنَّ اليوم في الحُجْرَه
يَطْلُبنَ أَزواجاً فلا / منهُن إلاّ أَصبَحَتْ حُرَّه
وَكُل ساكوس قمارِ وقد / أجادَ بالعفقِ بها مهره
كم جهد ما أَعوي وعوي وكم / أُصَفِّفُ المقصوصَ والطُّرَه
وَكم أرى العينينِ مكحولةً / لمَنْ رُمي بالعين والنظره
وَكمْ وَكمْ أسهرُ في خدمة ال / عُشّاقِ في الليلِ إلى بُكْرَه
قَد كسدَتْ سوقُ المعاصي فلا / شُرْبَ ولا قَصْفَ ولا عشرَه
هذا على أنَي من غيّتي / أقودُ لا آجرَ ولا أُجَره
فقُلتُ يا إبليسُ سافرْ بنا / وَطَوِّل الغَيبَةَ والسّفْرَه
إياك أن تَسُكُنَ مصراً وأن / تقرَبَها إنْ كنْتَ ذا خبرَه
فإنَّ فيها صاحباً عادلاً / مباركَ الطلعة والغُرّه
قد عَلمَ السلطانُ من نُصحه / لملكه ما شاعَ بالشّهرَه
جزاءُ مَنْ خالفَ مرسومَهُ / تجريسُه والضّربُ بالدره
دَعوتني للعرسِ يا سَيِّدي
دَعوتني للعرسِ يا سَيِّدي / فَكدْتُ أنْ أحضَرَ من أمسِ
وَهَا أنا الليلةَ في دارِكم / فالكلْبُ ما يهربُ من عرْسِ
قد كانَ رَسمي منكَ شاشٌ وقد
قد كانَ رَسمي منكَ شاشٌ وقد / بَدَّلتَ ذاكَ الشّاشَ بالنّطعِ
هديّة النيروزِ هذي بلا / شكٍّ وَقَدْ دَلّتْ على الصّفع
لنا صَديقٌ كيِّسٌ عاقلٌ
لنا صَديقٌ كيِّسٌ عاقلٌ / وإنّما في السُّكرِ يُبدي الجنونْ
أَقرَضَني سَكّاً ورام الوفا / فزاد ذاك السّكِّ ياءً ونونْ
لا تلم العطار في عادة
لا تلم العطار في عادة / يغشى بها الأسرار مذمومة
أسرارُنا ضائعة عندَهُ / إذْ قالَ عَنْها هي مَكتومه
أوحَدني الدَّهرُ ولي هِرَّةٌ
أوحَدني الدَّهرُ ولي هِرَّةٌ / تُؤنِسُني مَعْ طولِ أفكاري
تُرى كلينا شاكياً حالهُ / أشكو وَتشكو قِلّةَ الفارِ
تَفديكُمُ نَفْسٌ بِكُمْ صَبّه
تَفديكُمُ نَفْسٌ بِكُمْ صَبّه / ليس لها في غيرِكُمْ رَغْبَه
يا سادةً درَّبّني عِشْقُهُمْ / ولم يَكُنْ بالِعشْقِ لي دربَه
بأيِّ شيءٍ أتَلا فاكُمُ / إلى الرِّضى منْ هذهِ الغَضْبَه
حاشاكُمُ أنْ تَنْقُضوا مَوْثقي / وبيتنا مِن زَمَن صًحْبَه
كُلُّ حسابٍ كانَ في خاطِري / وهَجْركُمْ ما كانَ في الحَسْبَه
باللهِ زوروني وَلَو في الكرى / وَفَرِّجوا عنيَ ذي الكُريَه
أو فَعِدوني مَوْعِداً باللقا / بِلَفْظَةٍ لو أَنّها كِذْبَه
وَجَرِّبوني وافرضوا أَنَّني / يا سادَتي في يَدِكِمْ خَضْبَه
أَنتُمْ نَسيمُ الأنس إن تُمسكوا / عَنّي زَماناً فَلَكُمْ هَبّه
قيلَ فُلانُ الدين قد تابا
قيلَ فُلانُ الدين قد تابا / وَروحُه للزُّهدِ قَد ثابا
قلتُ عنِ التّوبة قالوا نعم / فازدَدْتُ مِنْ ذلكَ إعجابا
من شَيخُه قال الذي قد كسي / بالزفرِ الماشِيِّ ألقابا
تقليةٌ قالوا نَعم ذاكَ هُوْ / قلتُ الذي ما زالَ حلاَّبا
قالوا أَجَل قلت أَما كانَ قد / أَقسَمَ لا داسَ لهُ بابا
لأنّه دلّس في / عَلَيْه تَدليساً وما حابى
ذات زئيرُ شَعرِ / تَخالُهُ في اللّمسِ سِنجابا
تَوَدُّ لو باتَ على / من حُبِّها ضَرَّابا
عاصفاً زعزَعاً / يقلَعُ أوتاداً وأطناباً
تَرقصُ مثلَ الدُّب إن عاينت / في مَجْلسِ دَبّابا
سائبةُ تَرى دائماً / كُلَّ فيه مُنسابا
قالَتْ وَقدْ غازلَها هي هَهِيْ / بَقى أو نَغْلُقُ البابا
والعهدُ يا عَينيَّ قد غَمّني / صَفْعُكَ للشّيخ وما تابا
مُشْتَغِلاً عَنْكَ بِبُهتانه / يَرمُقُ سجّاداً وَمحِرابا
نَسِيت إذْ صَفَى لكَ الشيخُ بال / مزرةِ حمصيصاً وطبطابا
وإذ جنى منْ كَرْمةٍ فوقه / عندَكَ للخمرة أعنابا
تخونُكَ البركةُ تلكَ التي / سَقاكَ منها أمسِ أكوابا
ودَلقةٌ رَهنٌ على غَلبهِ / وَلَمْ يزلْ بالنّردِ غَلاّبا
قال لهَا كُفِّي كفى ما جَرى / فلا تَظني الشّيخَ نَصّابا
لا تَلُم البقيِّ في فِعْلهِ
لا تَلُم البقيِّ في فِعْلهِ / إنْ زاغَ تَضليلاً عن الحقِّ
لو هذَّبَ الناموسُ أخلاقَهُ / ما كانَ منسوباً إلى البقِّ
قيلَ فْلانٌ قد جفى إلفّهُ
قيلَ فْلانٌ قد جفى إلفّهُ / واسَتبْدلَ الوحشةَ مِن أُنسهِ
فَقلتُ للاحيْ عليهِ الغنى / يَعرِفُه الباحثُ عن جنْسهِ
لا تَبرحوا إثري على فاقةٍ / فالبخلُ مَوقوفٌ على نَفْسهِ
ولا تُرجي الودَّ ممّن ترى / أَنك مُحتاجٌ إلى فَلسهِ
رأَيتُ سراراً على رأسه
رأَيتُ سراراً على رأسه / عمامة دارَتْ على قَرنهِ
كأنّها مِنْ صُفْرَةٍ خَرْيةٌ / وَرُبّما سالَتْ على ذَقنهِ
يا رُبَّ عِلْقٍ واسِعِ الثُّقبَه
يا رُبَّ عِلْقٍ واسِعِ الثُّقبَه / مرَّتْ لنا في خَطْبَه
مَنْ وَلَدِ بينَ الخصى / وبينَ فَخْذَي زَوقهِ نسِبَه
تَصيحُ رِدْفاهُ وَرا / لاوُو وَرا أنَّ لَمنْ هَسْبَه
قَضيبُ بانٍ لَم يَزَلْ عِطفه / يُميلهُ لِلْمجتني هَبّه
لهُ لِسانٌ إنْ تُثَقِّلْ لَهُ / كَفّتَهُ طارَ على حَبّه
صَحِبتُهُ في مَعْشَرٍ سادَةٍ / أُلي عَفافٍ صالحي الصُّحْبه
من كلِّ من جَعسُ فراً عندهُ / يعدِلُ لوزِينجَةٍ رَطبَه
إذا رأى صِهريجَ تجدْ / فيشَتتَهُ تسكُبُ كالقِرْبَه
مُهَدَّبٌ إنْ قبلي يَقلْ / منْ أدبٍ يا سيّدي حُجبَه
لمّا رأوا وَجدي بهِ زائداً / وَفَيْشَتَي في خَطّهِ صَعْبَه
قالوا ألا دونَكُمُ / كبيرةً ناعمةً صُلبَه
وَجَرِّباً حِنّا على / واحسبْ أنّها خَضْبَه
حتى إذا صِرنا إلى مَنْزلٍ / مُصوَّقِ الحيطانِ والقبّه
وَهوَ على أربعٍ / منْ خَنثٍ يَرْقصُ كالدبّة
ولم يزلْ يَرفَعُها كُلّما / جَرَرْتُ حتّى تمّتِ
وَرِفقتي إذْ عايَنتْ / لي وَثبَةَ على الكلبه
ثمَّ أنثنى بعدِ عِناقي وَقَد / صَيّرَهُ أضمَرَ مِن قَسبْه
يقولُ لي يا باخَوي اكوبا / زاراوكي قلتُ خُذِ الجبّة
فَقالَ منمْ غَيظٍ هلويابسي / لا وانكا كرَّبِسي قَهْبَه
قلتُ إذا لا يَنقفلْ ينفَتحْ / ولا تكأكأ أكسر الضّبَه
وقُمْتُ أعدو مُستجيراً بمن / منزلُهُ للمُجتَدي كعبَه
ولي أَبٌ يجهَلُ قَدري وَلو
ولي أَبٌ يجهَلُ قَدري وَلو / كُنتُ أجلَّ النّاسِ في العلمِ
يَلومُني إذ لَسْتُ شِبهاً لهُ / وَيَحمِلُ الأَمر على الظلمِ
وكيفَ أَغدو شِبْهَهُ والورى / يَقولُ لي إنَّ أَبي أُمَّي
يا شامِلَ الفَضْلِ وَمُغني الورى
يا شامِلَ الفَضْلِ وَمُغني الورى / والكامِلَ الارشادِ والتّبصِرَه
إنْ ذُكِرَ العَبْدُ فلا بُدَّ للْ / كَحّالِ في الدستورِ من تَذكرَه
مكارمٌ ما زالَ في طبَّهِ
مكارمٌ ما زالَ في طبَّهِ / مكارهاً واللّفْظُ فيه اشتباه
أعني بهِ الغارقَ في ذَقنه / وَلَسْتُ أعني غارقاَ في خراه