القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : وَلِيّ الدِّين يَكَن الكل
المجموع : 22
في ليلة ليس بها كوكب
في ليلة ليس بها كوكب / كأنما مشرقها مغرب
يمسي سواداً كل ما بينها / ففوقها وتحتها غيهب
لا يدرك الفكر بها مطلباً / فكل ما يطلبه يهرب
جاؤا بمظلوم إلى ظالم / قالوا له هذا هو المذنب
بكى وفي الدار بكور مثله / فكل من في داره ينحب
وقد رأينا حوله صبية / تندب حين أمهم تندب
قال اجعلوه مثل أترابه / من كان من مذهبه يذهب
وأقبل الصبح على أيم / وصبية ليس لديهم أب
يا بحر لو تنطق أخبرتنا / ما قال من غيبت إذ غيبوا
يا وطني حييت من موطن
يا وطني حييت من موطن / تحيتي إليه سكب الدموعْ
أسرّ لي من نيل ما اشتهي / أن يقسم الدهر إليك الرجوعْ
أقسمت لو تفتحت وردة / فيك غدا عندي شذاها يضوع
تطلع أقمارك في أوجها / يا ليت عندي كان ذاك الطلوع
خذ من ضلوعي ما يشاء الهوى / أولا فخذ إن شئت معهُ الضلوع
شوق جوى وجد ضنى حسرةٌ / شجوٌ حنين خفقان ولوع
فيك ربوع أهّلت بالصبا / يا ليت شعري كيف تلك الربوع
نزعت عنك كارهاً فرقة / لكن أراد الله هذا النزوع
من أين جدّ اليوم هذا الخصام
من أين جدّ اليوم هذا الخصام / يا أمم الغرب نقضت الذمام
كنا استعدنا الأمسَ عهدَ الصَّفا / فلم يدم أمس ولا العهد دامْ
كنا نسينا ما جرى بيننا / وكاد يبدو في الجراح التئامْ
واستُجمعت في الصفو اهواؤنا / وعادت الوصلة بعد انصرامْ
أريتنا في الودّ معنى الجفا / وجئتنا بالحرب تحت السلام
إختلف التسليم ما بيننا / يد تحيى ويد في الحسام
لا تبسمي من بعد هذا لنا / قد غرّنا فيما مضى الابتسام
وأمّة ما اشبهت أمّة / تفردت بالغدر بين الأنام
تسومنا الضيم بلا علة / يا بنت روما إننا لن نضام
هذي قلوب لا تهاب الحمام / هذي صدور لا تبالي الصدام
فاضرمي بين الثرى والسما / ناراً تلج ما بين ذاك الضرام
هل تُستبى أمّ أسود الشرى / والأسدُ ما بين يديها قيام
أم يستباح اليوم ذاك الحمى / وفيه أمثال طغورد نيامْ
أم جندنا أضحوا كسرب المها / أم أصبح العُرب كخيط النعام
مهلاً فلا تستقدمنْ خطوة / قد يرغم الآناف هذا الرغام
يا رُبَّ همٍّ أصلهُ من هيام / ورُبَّ غرم فادح من غرام
يشوي الفراش النورُ في ناره / وقد تميت الكاس صبّ المدام
وهذه الأقدار مجهولة / والكون لا يبقى عليه انتظام
ما يبلغ الأسطول من معشر / أسطولهم في البرشم الأكام
منيفة ثابتة صلبة / منيعة جانبها لا يرام
تهوي عوالي الطير من دونها / وينثني عن مرتقاها الغمام
يا علَمُ اخفق يا طبول ارعدي / ويا أسود استقدمي للأمام
والله لا نتركها للعدا / تدوس بالأرجل تلك العظام
حتى تروّى إرضها من دمٍ / وتختفي بطاحها في الرمام
وتصبح الدأماء في حمرة / وتغتدي آفاقُها في ظلام
فلا يلمنا بعدها لائم / من أيقظ الشرّ عليه الملام
صاحت طرابلس بأبنائها / لبّيك أمّاه دعوت الكرام
حتى م تبكي العين طال البكاء
حتى م تبكي العين طال البكاء / أما لحزن بت فيه انقضاء
قد خنتني يا دهر قد خنتني / ما كنت أحجوك قليل الوفاء
إن أبد مالي يعيني سرده / أو أخفه يزدد بهذا الخفاء
ماتت أماني ولما أمت / أحيا إذن للياس لا للرجاء
أصبحت آبى كل ما أرتجي / هيهات ما مثل الاباء الرضا
كيف أعزي القلب عما مضى / ويل لقلب ما له من عزاء
ما زلت أدعو للهدى معشراً / ضلوا فلما يجد طول الدعاء
ضاع ندائي حين ناديتهم / لو لم أضع ما ضاع ذاك النداء
هذي رسوم قد محاها البلى / وذي رسوم قد علاها العفاء
فحيثما تسع تجد مأثماً / باك ومبكي وآبي البكاء
ليس صباح بصباح لهم / ولا مساء لهم بالمساء
في ذمة الله رجال قضوا / طال بهم تحت القبور الثواء
لا التاج ذاك التاج من بعدهم / ولا بهاء الملك ذاك البهاء
تشقي جراغان بسجينها / ويجتلي بيعته من يشاء
يا رب هذي كعبة شيدت / ركناً وهذا خاتم الأنبياء
اساءني بينهما ظالمي / وقد كفى بينهما أن أساء
أعدم قوماً بت أرثيهم / والهفي ماذا يفيد الرتاء
كانوا غيوثي حين لا غيث لي / كانوا نمائي حين ما لي نماء
أقول والطلم بآفاته / يحتث للملك مطايا الفناء
لا ييأس المكروب من فرجة / ولا عليل أبداً من شفاء
العدل سلطان شديد القوى / ينصره الله بجند القضاء
إن تندموا ليس يفيد الندم
إن تندموا ليس يفيد الندم / قد قضي الأمر وجفّ القلم
الله خلاق الورى عادلٌ / فلا يلومَنْ غيره من ظلم
يا أمة يقتلها جهلها / جهلك لا يشبه جهل الأمم
ظلمتم الدهر فما ذنبه
ظلمتم الدهر فما ذنبه / يرحمه من ظلمكم ربه
شاب بكم في حسرة رأسه / أما كفى في حسرة شيبه
يا ليته عاتبكم مرة / فربما يصلحكم عتبه
لقد مضى من زمن جده / فلا يغرنكمو لعبه
ما للهدى قد ضل عن أرضكم / ما خطبه إذ ضل ما خطبه
أخواننا إن الصبا غركم / وهكذا في غيركم دأبه
قد كان مرعى فانقضى خصبه / هذا الذي بنصره جدبه
بت عليه بعده نادياً / وليس بجدي بعده ندبه
أشكو إلى الله قلوباً جنت / وإنني من قد جنى قلبه
أين الوفاء لا أرى من وفا / أمات أم أماته حزبه
أحزننا أحزننا بعده / وقبله افرحنا قربه
الحمد لله مضى ما مضى / لا يغضه باق ولا حبه
يا منزلاً بات الهوى صبه / وإنني قبل الهوى صبه
أظل ابكيك بدمعي وإن / ينفد يجد بغيره غربه
في وحدتي والناس حولي نيام
في وحدتي والناس حولي نيام / أشكو إلى الله ذنوب الغرام
يا قلبها أفنيت قلبي جوى / يا قلبها والله هذا حرام
كأن ليلي لون حظي بها / فهو ظلام دائم في ظلام
سيدتي مالكتي مهجتي / إن مت وجداً فعليك السلام
الله ما أحلاك في ناظري
الله ما أحلاك في ناظري / يا منبع الألهام للخاطر
ما في السما مثلك من فتنة / ولا الثرى مثلي من شاعر
إنا خلقنا للهوى والوفا / من أول العمر إلى الآخر
من مبلغ قلبك عن قلبي
من مبلغ قلبك عن قلبي / بعض الذي فيه من العتب
هل يستطيع الصبر طول النوى / وكان لا يصبر في القرب
نوى أتي في مستهل الهوى / كغصة في أول الشرب
لم تذنبي أنت ولكنني / أذنبت في خوفي من الذنب
عبادة الإنسان للخالق
عبادة الإنسان للخالق / عبادة الطالب للرازق
لولا عطاياه وجناته / أبوابه باتت بلا طارق
هل تعلم الحور وما خوطبت / كم بيننا من ناسك عاشق
يسجدُ لله ليحظى بها / نسك كذوب في هوى صادق
سيدتي أنتِ تقدمتها / والفضل للسابق لا للاحق
إن ندخل الجنة يوماً معاً / ندخل من الغيرة في مأزق
هذا نعيم لست ترضينهُ / في ثامر منه وفي وارق
وهذه الدنيا بنا برّة / لولا تكاليفٌ على العاتق
يأرق ناس ليلهم كلّهُ / ما أطول الليل على الآرق
يرتقبون بارقاً فوقهم / وكم بهذا الأفقِ من بارق
إنّ الأمانيّ تشوق الورى / والنفس تنقاد مع الشائق
وطالبُ النعمة من منعم / كطالب السّقيِ من الوادق
والدهر لا يخرجُ عن نهجهِ / سيّان للراضي وللحانق
ويسمعُ الخالق من صامت / ما يسمع الخالق من ناطق
إنتبهوا يا قوم من نومكم / الله لا ينظر من حالق
انظر إليها إنها تنظرُ
انظر إليها إنها تنظرُ / تسحر بالطرف ولا تسحر
نرجسة كالعين في شكلها / لو لم يشنها الحدق الأصفر
جاحظة جحظتها فتنة / تشقى بها الحوراء والأحورُ
أهدابها مثل جناح الفرا / ش أصله من طرفهِ أصغر
تزمز طيباً لك أنفاسها / فلا تزال دهرها تزفرُ
تصبر في الفرقة عن أرضها / أما عن الماء فلا تصبر
قامت على مهفهف أخضر / وحبذا المهفهف الأخضر
تُرقصهُ الشمأل إذ تجتزي / يسكره النهير إذ يعبر
أجوف كالأنبوب في خلقهِ / يكاد من ليانه يُهصر
قد نظموا الأشعار في وصفها / وحسنها من وصفهم أشعر
بالله يا مصباح بيت الدجى
بالله يا مصباح بيت الدجى / ويا أنيس المعشر الساهدين
حدث بوجدي كل أهل الهوى / وأقرأ تحياتي على العاشقين
ذكرى الصبا لله ذكرى الصبا
ذكرى الصبا لله ذكرى الصبا / في كل نفس نارها موقده
تمكث من تحت رماد المدى / وفوقها تحترق الأفئده
ما هاج في الأطيار هذا النواح
ما هاج في الأطيار هذا النواح / روض أريض ونمير قراح
تبكي على أعقاب ملك الدجى / أم هللت من فرح بالصباح
وشاعر الفجر على ربوة / مستقبل دولته بالصياح
يختال في حلة أرياشه / يضرب تيهاً بالجناح الجناح
يضطرب العرف على رأسه / كتاج ملك في مجال الكفاح
أحمر كالجمرة يسعى بها / مقتبس عند أشتداد الرياح
يا ملك الشعر أطلت المنامْ
يا ملك الشعر أطلت المنامْ / استيقظ اليوم وعد للكلام
البلبل الشادي وباكي الحمام / كلاهما يهدي إليك السلام
لكن ستر القبر لا يرفعُ / وأنت من مثواك لا تطلعُ
لكل قوم شاعر مفلقُ / لسانه عن مجدهم ينطقُ
وأنت من سابقهم أسبقُ / تفوت من فات ولا تُلحق
كالبرق في عليائه يلمعُ / وكل طرف إثره يطلعُ
بكى امرؤ القيس على منزل / بين الدخول القفر أو حوامل
وضج من ليل الهوى الأليلِ / فصاح يا ليل ألا فانجلي
وراح في ضلته يمزعُ / إذا دعت أهواؤهُ يتبعُ
وشأن هومير بإلياذته / شأن إله الحرب في غارته
جرى مع الشعب على عادته / كالعبد لا يعصى هوى سادته
وشاعر الأمة إذ يخضعُ / كالخادم الخائن إذ يخدعُ
هل يعقل الدهر وهل يسمع
هل يعقل الدهر وهل يسمع / فما الذي يشكو له الموجع
تجري صروف لا على نية / نخالها تبطئ إذ تسرع
وكلنا شاك وباك على / تكاد لا تمسكها الأضلع
وصاحب النعمة لاه بها / وحامل النقمة لا يهجع
رحماك يا خالق هذا الورى / إرث لبلواه إذا يضرع
صعب علينا بعض ما قد جرى / أما إذا شئت فما نصنع
بالله يا خنجر من جردك
بالله يا خنجر من جردك / من جفنك البالي شديد السواد
أي فؤاد ظالم أغمدك / من بعد ذاك الجفن في ذا الفؤاد
ظلمت لكن ليس ذا الأوّلا / عُوِّدتَ يا خنجر أن تقتلا
الناس في أوطاننا يقتلون / عودهم ذلك آباؤهم
تمضي قرون ثم تمضي قرون / ويتبع الآباء أبناؤهم
ما بدلوا والكون قد بدلا / كأنهم من غير هذا الملا
فروق ضجت قلت ماذا جرى / فاضطربت عند جوابي فروق
ماذا دهى أم ملوك الورى / كيف عراها من سؤالي الخفوق
من عادة الشاعر أن يسألا / وعادة المنزل أن يبخلا
أرى عيوناً ملؤها أدمع / وأسمع الأنات تحت الصدور
لا بد أن تحترق الأضلع / لا بد للحزن بها أن يثور
جل مصاب الناس أن يحملا / أثقلهم ما شاء أن يثقلا
في مشهد من حرس جامد / وأمة صاحية نائمه
صبت رصاصات على القائد / وافتقد الجيشئ ناظمه
فحق للأكبد أن تشعلا / وحق للأعين أن تهملا
يا روح خيري حين جد الرحيل
يا روح خيري حين جد الرحيل / قفي قليلاً وكفانا القليل
الموت قد بت الذي بيننا / لم يبق منه غير حزن طويل
أما عهود أنت ثبتها / فهي كما ثبتها لا تزول
وحيلة المحزون في حزنه / دمع وبعض الدمع يأبى المسيل
في ذمة الله شباب مضى / ككوكب الصبح عراه الأفول
وهمة طالت على غيرها / لولا الردى ما سئمت أن تطول
وجمع أخلاق كزهر الربى / فكل ما فيها رقيق جميل
وعزة في الطبع موروثة / والنبل طبع ثابت في النبيل
يل وجه خيري هل يحيل الثرى / بشرك كلا إنه لا يحول
أنت جليل رغم حكم الثرى / ولا يهين الموت قدر الجليل
وإن من أوجع ما في الأسى / طول النوى ثم انقطاع السبيل
أمتعك الله بجناته / وحسب أخوانك حمل الغليل
كأنما يراعه سوطه
كأنما يراعه سوطه / يضرب إن جد ولا يكتب
لا تدع العجمة أسلوبه / فليس في أسلوبه معرب
والله يا ملعون قد غظتني
والله يا ملعون قد غظتني / فلست أدري ما الذي أصنع
أهجوك إن الهجو لي مأثم / وقدرك الأدنى به يرفع

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025