المجموع : 14
عبدُكَ شمسَ الدولة المرتجى
عبدُكَ شمسَ الدولة المرتجى / منتظرٌ تشريفكَ المذهبا
فاعتبْ صلاحَ الدِّين لي حالتي / عساهُ بالإصلاح أَنْ يعتبا
عَرِّفْهُ ماثمَّ فإنّي أَرى / من فضلهِ للفضلِ أن يغضبا
وكيف يَرْضَى ذاكَ بعضَ الرِّضا / ومجدُهُ يأباهُ كلَّ الإبا
وقُلْ له جاءَتْهُ ملبوسةٌ / تخلّفتْ من تُبَّعٍ في سبا
عمامةٌ رقّتْ ورثّتْ فما / نشرتُها إلا وطارتْ هَبَا
فديتُ سرّاجاً إذا لم يَرُج
فديتُ سرّاجاً إذا لم يَرُج / للعشق عندي حَسَنٌ راجَ هو
يقولُ لي اركبني ولا تُفْشه / يريدُ إلجامي وإسراجَهُ
لو أنَّ عذري يا لاح لاحْ
لو أنَّ عذري يا لاح لاحْ / مَا كنتُ عن سكريَ يا صاحِ صاحْ
وما شفائي وسقامي سوى / لواحظ الغيدِ المراض الصحاحْ
وحرمةِ الوُدِّ الذي بيننا
وحرمةِ الوُدِّ الذي بيننا / وما لنا من كرَمِ العهدِ
ما نقضتْ عهدي لكم جَفْوة / ولا أَحالت حالةٌ وُدِّي
ولا تَغيّرتُ ويأْبَى الهوى / وذاكَ في قُرْبٍ وفي بُعْدِ
بالمَلكِ العادِل محمودِ
بالمَلكِ العادِل محمودِ / أَنْجَزتِ الأيامُ موعودي
أسكنني الإقبالُ في ظلِّهِ / وعادَ حظّي مُورِقَ العُودِ
مَنْ لم يكنْ في ظلِّهِ ساكناً / فإنّه ليسَ بِمَسْعُودِ
وكيف لا يَسْعَدُ عبدٌ له / أَقامَ بينَ العدلِ والجُودِ
سفائنُ الآمالِ من جُودهِ / قد اسْتَوَتْ منا على الجُودي
آلاؤُه البيضُ بِلألائها / تُشرِقُ في ليلاتِنا السُّودِ
عَزْمَتُهُ مشهورة في الورى / وسيفُهُ ليس بمغمود
وثَلْمُ ثَغْرِ الكُفرِ عاداتُهُ / لا لَثْمُ ثَغْرِ الغادةِ الرُّودِ
تثني مثاني الذِّكر عطْفَيهِ لا / لحنُ المثاني والأَغاريدِ
وفي مطا الجُرْدِ له راحةٌ / تُنسي وصالَ الخُرَّدِ الغِيدِ
غدوت للإسلامِ رُكْناً وكم / رُكْنِ ضلالٍ بكَ مهدودِ
وذُلّ لأْواءِ بني الشِّرْكِ في / لواءِ نصرٍ لكَ معقودِ
شيَّدتَ بالشَّامِ بناءَ الهُدَى / عَزْماً وحَزْماً أيَّ تَشْييدِ
لولاكَ لم تَعْلُ بأَطرافهِ / راياتُ إيمانٍ وتوحيدِ
فلم تَدَعْ في أرضهِ كافراً / أَو ملحداً ليس بملحودِ
ولم تغادرْ منهم سيِّداً / يَغْدُرُ إلاّ طُعْمَةَ السَّيدِ
ولم تَزَلْ تُردي صناديدهم / بجُندِك الغُرِّ الصّناديدِ
يا مُغزياً شملَ العدَى واللُّهَى / في جمعهِ الحمدَ بتَبْديدِ
أَجَدْتُ لما جُدْتَ لي فاغْتدى / بمقتضى جُودِكَ تجويدي
هُنِّي بكَ العيدُ وقَوْلُ الورى / هنِّيتَ نورَ الدِّين بالعيدِ
يُؤمِّلُ المملوكُ مملوكَه
يُؤمِّلُ المملوكُ مملوكَه / تبدُّلَ الوحشةِ بالأُنسِ
تُخرجُهُ من ليلِ وسواسهِ / بطلعةٍ تشرقُ كالشّمسِ
فوحدةُ الغربةِ قد حرَّكتْ / سواكنَ البلبالِ والمسِّ
فلا تدعْ يهدمُ شيطانَهُ / ما أَحكمَ التقوى من الأُسِّ
فَوَقِّعِ اليومَ بمطلوبهِ / مما سَبَى الأَسطولُ بالأَمسِ
لا زلتَ وهّاباً لما حازَهُ / سيفُكَ من حورٍ ومنْ لُعْسِ
وإنّني آملُ من بعدِها / كرائمَ السّبي منَ القُدسِ
إقنعْ ولا تطمعْ فإنَّ الفتى
إقنعْ ولا تطمعْ فإنَّ الفتى / كمالهُ في عزَّةِ النّفسِ
وإنّما ينقصُ بدرُ الدُّجَى / لأَخذهِ الضّوء من الشّمسِ
يا ربِّ حتّامِ أُعاني الهوى
يا ربِّ حتّامِ أُعاني الهوى / في ذنب ذا المغرب لا أرتقي
غارتْ فيَ الشّمسُ فمن أَجل ذا / لم تُبقني أَطلعُ في المشرقِ
طريقُ مصر ضيّق المسلكِ
طريقُ مصر ضيّق المسلكِ / سالكُهُ لا شكَّ في مهلكِ
وحبُّ مصر صار جُبّاً لمن / أَوقَعَهُ في شبكِ الشَّوْبَكِ
لكنَّما منْ دُونها كعبةٌ / محجوجةٌ مبرورةُ المنسكِ
بها صلاحُ الدِّين يُشكى الذي / إليه من أَيامهِ يشتكي
ما يمنعُ الخادمَ من قَصْدهِ ال
ما يمنعُ الخادمَ من قَصْدهِ ال / خدمةَ غيرُ الطُّرْق والوحلِ
كأَنّما مَوْصلكم مقطعٌ / ما يُهتدى فيه إلى وصلِ
وكلُّ مَنْ حلَّ بها لا يرى / في زمنِ الخصبِ سوى المحلِ
ومذ دخلناها حصلنا بها / كرهاً على خرجٍ بلا دخلِ
أَصعبُ ما نلقاهُ من أَهلها / قولٌ بلا أهلٍ ولا سهلِ
وكنتُ أَهواها ولكنّني / لقيتُ منها كلَّ ما يسلي
وأَنتَ مَنْ أَصبحَ إحسانُهُ / حليةَ هذا الزَّمنِ العُطلِ
يا أَسداً يحمي عرينَ العُلى
يا أَسداً يحمي عرينَ العُلى / هنيتَ جمعَ الشّملِ بالشِّبلِ
عثمان ذي النُّورينِ بينَ الورى / مِن سؤدٍ سامٍ ومن فضلِ
يا طيّبَ النّجرِ بلغتَ المنى / تملياً بالطَّاهرِ النّجلِ
يحكيكَ إقداماً وبأساً فما / أَشبه هذا الفرع بالأَصلِ
فحائلُ الرُّشدِ على بِشْرهِ / شاهدةٌ بالفضلِ والنُّبلِ
مَلْكٌ قَضَى اللّهُ له أَنّه / على ملوكِ الأَرضِ يستعلي
بالملكِ النّاصرِ سلطاننا / طالتْ يدُ الإحسانِ والعدلِ
بشملهِ المجموعِ آمالُنا / بنُجحها مجموعةُ الشملِ
احملْ إلى مصرَ ومَنْ يلتمسْ
احملْ إلى مصرَ ومَنْ يلتمسْ / غناهُ في غربتهِ يحملِ
كتابتي قد كسدتْ سوقُها / وحِيلتي بارتْ ولم أَعضلِ
لعّلَ نجمَ الدِّين ذا الفضل
لعّلَ نجمَ الدِّين ذا الفضل / يُذكِّرُ الفاضلَ في شغلي
إنَّ أَجلَّ النّاسِ قدراً فتىً / بفضلهِ يتعبُ من أَجلي
ومثلُهُ مَنْ يعتني بالعُلى / ويستديمُ الحمدَ من مثلي
عندَ سليمانَ على قدرِهِ
عندَ سليمانَ على قدرِهِ / هديّةُ النّملةِ مقبولَهْ
ويصغرُ المملوكُ عن نملةٍ / عندكَ والرَّحمةُ مأْمولَهْ
رِقِّي لمولانا وملكي له / وذِمَّتي بالشُّكرِ مشغولَهْ
وكيف يقضي الحقُّ ذو منّةٍ / ضعيفةٍ بالعجزِ معلولَهْ
وإنَّما شيمة مولى الورى / طاهرةٌ بالخيرِ مجبولَهْ