القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ظافِر الحَدّاد الكل
المجموع : 27
لِلَّهِ أيامي بقليوبِ
لِلَّهِ أيامي بقليوبِ / والعيشُ مُخضَرُّ الجَلابيبِ
والطيرُ في الأغصان فَتّانة / ما بين تَلْحين وتَطْريب
والشمس في المَغربِ مُصْفَرَّة / كعاشق من بعدِ محبوب
وجُلَّنار بين أغصانه / يُبدِي أفانينَ الأَعاجيب
كزَعْفرانِ لاحَ في لاذةٍ / حمراءَ في راحةِ مخضوب
وغاضبٍ غالَط عن شَيْبِهِ
وغاضبٍ غالَط عن شَيْبِهِ / كأنما دُلَّ على عَيْبِهِ
لو كان أَبْقاهُ على حالِه / ما أَلْجَأ الناس إلى رَيبْه
قد رامَ أَنْ يَخْفَى ومن خَلَفِه / أَدِلةٌ تُعْرِب عن غَيْبِه
والشيبُ كالسيل إذا ما طما / لم تَدْرِ ما يمنع من شَييْبِه
يا نفسُ ما عيشُك بالدائبِ
يا نفسُ ما عيشُك بالدائبِ / فقَصِّري من أملٍ خائبِ
وَيْكِ أَما يكفيك أن تُبِصري / جَنائزا تنقَل بالراتب
بالطفلِ والبالغِ والمُبتدى / شبابَه والكَهْلِ والشائب
من والدٍ أو ولد أو أخٍ / أو من غريبٍ عنكِ أو صاحِب
فهل تَبَقَّى لك من حُجّةٍ / إلا غرور الأمل الكاذب
أمَا عجيبٌ أنّ ذا كلَّه / موفر في شره الكاسب
لو لم يكن شيءٌ سوى الموتِ كا / ن الزهدُ في الدنيا من الواجب
أو لم يكن موتٌ لكانتْ هم / ومُ الدهرِ تَنْفِى رغبةَ الراغب
فكيفَ والإنسانُ من بعدِه / مُناقَشٌ من عالمٍ حاسِب
قد أَنْذَرَ الوعظُ وأَسْماعُنا / عن كلِّ ما يذكرُ في جانب
شُرْبُك حبَّ الفهمِ صعبٌ فلا
شُرْبُك حبَّ الفهمِ صعبٌ فلا / يَغرُّك ألأمرُ بأنْ تَشْرَبَهْ
لكنَّ للنسيانِ حُبّا وقد / صح لبعض الناس بالتجربْه
وشَرْحُه عند أبي عامر / فلا يَفوتَنَّك أنْ تكتبه
ففَهْمُهُ يُنْبِيك عن صِدْقه / بشاهدٍ كَذَّب مَنْ كَذَّبه
لو كان بالنسيانِ يُحْوَى العُلا / صَحَّ له أَرفعُها مَرْتبه
احفَظْ ولا تَنْسَ فإنْ لم تَكُنْ
احفَظْ ولا تَنْسَ فإنْ لم تَكُنْ / تَحفظُ فازْدَدْ رغبةً في الطَّلَبْ
فالطالبُ الأَبْلهُ مَعْ ما به / أفضلُ من ذي فِطْنٍة م طَلَب
كم ناظر ضَلَّ بلا دُرْبَةٍ / فدَلَّه الأعمى الذي قد دَرِب
وذي ذكاءٍ غرَّه فهمُه / فقَصَّرت همتُه في الدَّأَب
مُتَّكِلا أنَّ له فِطْنةً / تُنِيله العلمَ متى ما طَلَب
وغَرَّه التَّسْوِيفُ حتى غَدا / ما فيه من فَضْلٍ لنقصٍ سَبَب
يا ناظِرا يَعْجَب مما رأى
يا ناظِرا يَعْجَب مما رأى / غيرُ الذي تُبْصِرُه أَعْجَبُ
قد رفَع اللهُ لمن شادَها / منزلةً من دُونِها الكوكب
عامرةً بالشكر مأنوسةً / بالحمد لا تَفْنَى ولا تَخْرب
هِمَّتُه في تلك مرفوعة / وجُودُه في هذه يَقْرُب
لا سَلب اللهُ له نعمةً / فإنها لاشك لا تُسْلَب
انْظُرْ إلى الخالِ على خَدِّها
انْظُرْ إلى الخالِ على خَدِّها / ولونِه الأسودِ في الحُمْرَهْ
كطابَعٍ من عنبرٍ حَطَّهُ / مُبَخِّرَ في وَسَط الجَمْرَه
أو قطعةٍ من نَثرٍ مسكٍ عَلَتْ / طافيةً في رائقِ الخَمره
وساعةٍ جاد بها العُمرُ
وساعةٍ جاد بها العُمرُ / ونام عن خُلْستِها الدهرُ
والطيرُ والدُّولاب يَشْدو لنا / كمُطرِبٍ يَتْبَعه زَمْر
والوردُ فوق الماء ما بيننا / قد نُثِرتْ أوراقُه الحُمْر
لم تَر عيني منظرا مثله / ماء تَلظَّى فوقه جَمْر
تِهْنا به زَهْوا كما تَزْدهِي / بالآمرِ الأحكامُ والأمر
مَنْ وجهُه بدرٌ ومن لفظُه / دُرٌّ ومن راحُته بحر
سارتْ عَطايا جودِه مثلما / قد سار فيه الحمد والشكر
وعَطَّر الدنيا بأوصافه / في الفضل حتى خَجِل القَطْر
أُفٍّ لها دُنْيا فلا تستِقرّْ
أُفٍّ لها دُنْيا فلا تستِقرّْ / وعيشُها بالطبعِ مُرٌّ كَدِرْ
جميلةُ المنظرِ لكنّها / أقبحُ شيءٍ عند مَنْ يختبِر
قد وَحِل العالم في سجنها / فكل جنسٍ تحت بؤس وضُرّ
فقيرُها يطلب نيلَ الغِنى / وذو الغِنى يجمعُ كيْ يَدَّخِر
فذاك للإملاقِ في حسرةٍ / وذاك خوفَ الفقرِ تحت الحَذر
والزاهد العابدُ في كُلْفةٍ / من شَعَث الصومِ وطولِ السَّهَر
وخوفِ مايلقاهُ من ربِّه / في آخر الأمرِ إذا ما حُشِر
وَهَمُّه في القوتِ من حِلِّه / صعبٌ شديدٌ مستحيلٌ عَسر
والفاسقُ المذنِبُ في وصمةٍ / مُسفَّه الرأيِ قبيح الأَثَر
ليس بمأمونٍ ولا آمنٍ / مُذمَّم في قومه محتقَر
منخِفض الرتبِة بين الوَرَى / يفتخِر الناسُ ولا يفتخِر
والحوتُ والطير ووَحْش الفَلا / في كُلَفٍ من وِرْدها والصَّدَر
فالوحشُ لا يأمَنُ من قانِصٍ / أو حابِل أو أسدٍ محتِضر
أو جارح يُدرِكها بَغْتةً / في الجو لا يضرِب إلا كَسَر
والطيرُ في الأقفاصِ سجنا لها / تَنوح فيه نَوْحَ صَبٍّ أُسِر
والملكُ الأعظم في خُطَّة / من شدةِ الأمرِ وطول السَّهَر
وخوفِه من ملكٍ غادرٍ / إذا رأى الفرصةَ فيه غدر
إما بسُمٍّ أو سلاحٍ فلا / يأمَنُ حاليْ سَفَرٍ أو حَضَر
يَستشعِر الخِيفةَ من مَلْبسٍ / أو مطعم أو مشرب أو خَضِر
فالناسُ في أمن به وهْو في / توهُّم الخوف فلا ينحصر
والحوتُ في اللُّجِّ على بُعْدِه / من مَلْمسِ الكفِّ ولَمْحِ البصر
يُدْلِي له الصيادُ خِيطانَه / والطُّعْم فيها فوق عُقْفِ الإِبَر
حتى إذا أَوْقَعه جَرَّه / جرَّ عنيف جار لما قَدَر
والبعضُ منها آكِلٌ بعضَه / فما جَفا يأكل ما قد صَغُر
مصائبٌ جَلَّتْ ولكنني / أوردتُ منها نُبذةَ المختِصر
تقديرُ من لا حُكْمَ إلا له / في كلِّ ما يأتِي وفيما يَذَر
حَذَّرتُك الدنيا فلا تحتِقر / نصيحتي عندك نصفُ الخَبر
ما أَبْعَدَ الأشياءَ مما يَسُرّْ
ما أَبْعَدَ الأشياءَ مما يَسُرّْ / فِعْلا وأَدْناها إلى ما يَضُرّْ
فالخير في النادر إلمامُه / والشرُّ ليلا ونهارا يَكُرّْ
والداءُ فيما لَذَّ أو ما حَلا / والنفعُ في كل كريهٍ ومُر
أولَ ما تشربُ يأتي القَذى / فاك وتبِغي صَرْفه لا يَمُر
حتى إذا حاولتَ إخراجَه / بصَبِّ بعضِ الماء وَلَّى وفَرّْ
كأنه يقصِد ذاك الذي / يفعل مختارا لكَيْدٍ وشَرّْ
انظرْ إلى بهجةِ ذا المنظرِ
انظرْ إلى بهجةِ ذا المنظرِ / ولُمْ على الصَّبْوةِ أو فاعْذُرِ
ماءٌ وروضٌ وغزال حَكَتْ / صورتُه الدُّميةَ كالمرمر
وقد حَكى الوردُ بُدرِّ النَّدَى / كأَدمُعٍ في خدِّ مُسْتَعْبِر
والشمسُ في مَشْرِقها تُجْتَلى / في حُلَل الأشجارِ في الأحمر
كأنها نارٌ وقد أُضْرِمتْ / من خلفِ سِتْرٍ خَلَقٍ أخضر
أَفْرط نسياني إلى غايةٍ
أَفْرط نسياني إلى غايةٍ / لم تُبْق في النسيانِ لي جِنْسا
فصرتُ مهما عَرَضتْ حاجةٌ / أُعْنَى بها أَودعتُها طِرْسا
حتى إذا عاودتُ طالعتُها / ذَكَّرتِ العينُ بها النفسا
وأعجبُ ألأشياءَ أنْ غادرتْ / نوائب الأزمانِ لي حسا
فصرتُ أنسى الطِّرْسَ في راحتي / وصرتُ أنسى أنني أَنْسى
أُصيكَ بالبُعْدِ عن الناسِ
أُصيكَ بالبُعْدِ عن الناسِ / فالعِزُّ في الوحدة والياسِ
ووحدة الصَّمصامِ في غِمْدِه / خَصَّتْه بالعزة في الناس
له عِذارٌ أَثْرُهُ ظاهرٌ
له عِذارٌ أَثْرُهُ ظاهرٌ / للعين معدومٌ على اللَّمْسِ
كأن أُولاهُ على خَدِّهِ / ظلُّ قضيبٍ ظَلَّ في الشمس
أو ألفٌ حَرَّرها كاتبٌ / وهْيَ تُرى من ظاهرِ الطِّرْس
أو كطرازٍ في شِعارٍ وقد / شَفَّ عليه ظاهرُ اللُّبْس
وليس ما قلتُ ولكنّه / آثارُ لَمْسي فيه أو جَسِّى
مَنْ فاتَه من نفسه وَعْظُ
مَنْ فاتَه من نفسه وَعْظُ / هَيْهاتَ أَنْ يَنْفعَه اللفْظُ
ما تنفع العين إذا لم يكن / لقلبِ من يَرْنو بها لَحْظ
لو مَلك الدنيا امرؤ جاهلٌ / لكان ممن فاته الحظ
وعالمٍ لا عملٌ عنده / بالعلم لا ينفعُه الحفظ
لا تُشْبِهُ الحَمّامُ في وَضْعِها
لا تُشْبِهُ الحَمّامُ في وَضْعِها / إلا حُمَيّا الخمرِ في طَبْعِها
ففيهما منفعةٌ جَزْلةٌ / وإثْمُها أكبرُ من نَفْعها
فتلك هَتْكُ العقلِ في شُرْبِها / وتلك هتكُ الجسمِ في نَزْعِها
فإنّ في إدمانِها للفتى / مَضَرّةٌ يَعْجَز عن دفعِها
فوالِ عن كلتيهما توبةً / ينقطعُ الشيطانُ عن قَطْعِها
أَنْحَلني حبُّك يا مُتْلِفي
أَنْحَلني حبُّك يا مُتْلِفي / وزادَني الشوقُ فلم أَعْرِفِ
وذبتُ حتى لو رمى بي الهوى / في ناظرِ الناظرِ لم يَطْرف
وجُلتُ في ناحيةٍ طولُها / كعَرْضِ حَدِّ الصارِمِ المُرْهَف
انظرْ إلى الخالِ على خَدِّها
انظرْ إلى الخالِ على خَدِّها / فإنَّ فيه كلَّ معنىً دقيقْ
كوجهِ زنجيٍّ بدا من خلا / ل النار يدعو بالحريق الحريقْ
أو حبةٍ من سَبَجٍ رُصِّعت / في صفحةٍ من كرةٍ من عقيق
أو السوادِ المستحَبِّ الذي / يلمع في حمرةِ زهْرِ الشَّقيق
للهِ حمام كروضٍ أنيقْ
للهِ حمام كروضٍ أنيقْ / رافقني فيه رقيقٌ رفيقْ
صَفا ليَ العيشُ بها مثلما / صفا لقلبي ودُّ ذاك الصَّديقْ
تَنَاسبتْ شخصا وخبْرا فما / للذمّ والعيب إليها طريق
أَحَرَّها الوقّاد حتى غدا / من أجلها للروح مثل الشقيق
فالماءُ فيها كحياةٍ جَرتْ / بها العَوافِي والصِّبَا في العروق
تحت بخارٍ عَطِرٍ مثلما / شُبْتَ بماءِ الورد مِسْكا فَتيق
راقتْ حياضا فأقلُّ القَذى / فيها كشمسٍ تحت غيمٍ رقيق
خُصَّت بألوان الرخام الذي / له بها كلُّ طِرازٍ دقيق
فأعجبُ الأمرِ شموسٌ بها / طالعةٌ دائمةٌ في شروق
فالنفس منها في سرور كما / سَرَّ سُرورَ القلب شربُ الرَّحيق
فقد وَدِدنا أنَّ أعمارنا / فيها صَبوحٌ دائم أو غَبوق
أَفْرَط نسيانُ أبي عامرٍ
أَفْرَط نسيانُ أبي عامرٍ / وزاد حتى جاوز الأَبْلَها
حتى إذا حدثتُه لفظةً / ينساك في ساعِته قبلَها
حَدِّثْه بالأسرارِ مُسترسِلا / وابثُثْه محظوراتِها كلَّها
ولا تخفْ نَقْلا فنسيانُه / في وقتِها يَمنعُه نقلها
لو غابَ عن منزله ساعةً / ما عرف الدار ولا أهلها
ولا بَنيه لا ولا عِرْسَه / ولا متى كان بها بَعْلَها

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025