القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : تَمِيم بنُ المُعِزّ الفاطِميّ الكل
المجموع : 59
وشادنٍ شَرْطِ الصِّبا مُرْهَفٍ
وشادنٍ شَرْطِ الصِّبا مُرْهَفٍ / قُرَّةِ عينيْ من تمنّاهُ
كأنما الحسنُ رأى وجهَه / إِليه محتاجاً فأغناه
فانتثرت بالغُنْجِ ألفاظُه / وانكسرت باللّحظ جفناه
ولاح برقُ الثغر من مَبْسِمٍ / المسك والقهوةُ مَجْناه
وبتَّل الأردافَ فاستثقلت / وأَرْهف الخصر وأَضْناه
زُرْنا به منزلَ خَمّارةٍ / واللّيلُ في صِبْغ بريَّاهُ
وقد علا الأُفْقَ هلالٌ بدا / كعَطْفة الحاجب مَحْناه
حتى إذا الخمّارُ أصغت إلى / صِحابنا في المشي أُذْناه
قام إلينا عَجِلاً شاغلاً / بالرّاح يُمناه ويسراه
فاستلّ من إبريقه قهوةً / أشرق منها ليلُ مَغْناه
حتى إذا سُمْنَاه في بيعها / قَطَّب غيظاً حين سُمْناه
وقال ما استام بها ماجِدٌ / قَبلَكمُ فيما علِمناه
دَونَكُموها وزِنُوا مثلَها / دُرًّا وتِبْراً ووَزَنّاه
فغاب عن ألحاظنا ساعةً / ثُمَّتَ وافانا ودَنَّاه
فقام بالكأس هَضِيمُ الحشا / لولا قَبَاه لشَرِبناه
كأنّها في كفّه خدُّه / لكنّها في السّكر عيناه
إذا سقى نَدْمانَه كأسَه / أَلثَمَه فاه وغنّاه
ما استكمل اللَّذاتِ إلاّ فتىً / يشرَب والمُرْدُ نَداماه
ولم تَنِكُه غيرُ ألحاظنا / يا كاشحاً قد زاد معناه
فإن تُدَاخِلْكَ بنا ظِنّةٌ / فقد عَلى رغْمِك نِكْناه
ولم نَزَلْ في بيتِ خمّارها / نشرَبُها شهراً ومَثْنَاه
إذا أشاب الصبحُ رأْسَ الدُّجى / وهزّنا الساقي أجَبْناه
نحبو إذا نادى إليه كما / يَحْبو إلى الوالد أَبناهُ
وإنْ بَدَا من صاحبٍ بعضُ ما / يأتي به السُّكْرُ عَذَرْناه
تَعَاشُرٌ مُشْتَبِهٌ بيننا / أقصاه في البِرّ كَأدْناه
سَقْياً ورَعْياً لزمانٍ مَضَى / به مَعدٌّ فَعدِمْناه
ما كان أبْهَى حُسْنَ أيَّامِه / فينا وأحلاَه وأهناه
إذ لم يكن في عَيْن شمسٍ لنا / مُخَيَّمٌ نَكْرَهُ سُكْناه
ولم نكن ننزلُ فيه على / حُكْم من الأَيام نَشْناه
لكنّنا نغدو على ماجدٍ / تُمْطِرنُا بالجُود يُمْنَاه
أُتْرُجَّةٌ مادَ بها غصنُها
أُتْرُجَّةٌ مادَ بها غصنُها / وجادها الطَّلّ فأبقاها
كأنّما زارتْ محبًّا لها / فالتفّ خوفَ الباه ساقاها
نحن من البستان في نُزْهةٍ
نحن من البستان في نُزْهةٍ / ولفظُنا مثل حُلاه سَوَا
تَذاكُرٌ يطفي غليلَ الجوى / كأدمُع المشتاقِ يوم النَّوَى
وا بِأبِي الظّبيُ الذي لو بدا
وا بِأبِي الظّبيُ الذي لو بدا / للبدرِ قال البدرُ واظُلْمَتاهْ
أثّرتُ بالألحاظ في خدّه / فانتصفت منّي له مُقْلتاه
ثم رمَى قلبي بألحاظِه / وا بِأبِي ألحاظُه من رمَاه
كم سفكت أجفانه من دَمٍ / نمّت عليهنّ به وَجْنتاه
يا قومِ ما بالُ ظُلاماتِنا / في الحُبّ لا ينظرُ فيها القُضَاه
فتَمنعَ المحبوبَ من زَهْوه / وتُنْصِف العاشقَ ممّن جَفاه
لا تَطلبوا خَلْقاً بقتلي سوى / فواتِر اللَّحظ ووَرْدِ الشِّفاه
لو قيل لي ما تَشْتهي لم أَقُلْ / شيئاً سوى قَلْع عيون الوُشاه
يا من بَراني حبُّه وانتهى / بِيَ العَنا في هَجره مُنتْهاه
مَنَعْتَنِي الطيفَ بمَنْع الكَرَى / مِنَّى فكدّرتَ عليّ الحياه
والله لا أَنْسَى لها قولَها / من خَلْف سِجْف السِّتْر واضَيْعتاه
متى استوتْ في الحبّ أقدامُنا / حتى أُواتيه وأَبْغي رِضاه
ثم علَتْها رِقّةٌ فانثنتْ / قائلةً يُجْزَى بمثلَيْ هواه
فوجَّهتْ بالدرّ لي ثغرَها / وأرسلتْ لي وجهَها في المِرَاه
رأيتُ في البستان إنسانةً
رأيتُ في البستان إنسانةً / صفراء للألباب سلاَّبَهْ
كأنّها لمَّا بدَتْ ظبيةٌ / من الظباء العُفْر مُرْتَابَهْ
أَذْهب ماءُ الحسن تَفْضِيضَها / فَجوَّد الخالق إذهابَه
يا حسنَها تُومي بِنيلُوفَرٍ / قد ركّبته فوق عُنَّابه
تَشَمُّه طوراً وأرواحُها / على رياح النَّوْر غلابهْ
فقلتُ نِيلُوفَرةٌ هذه / أَمْ بفؤادي أنتِ لعَّابَه
إن كانت الألحاظُ رُسْلَ القلوبْ
إن كانت الألحاظُ رُسْلَ القلوبْ / فِينا فما أَهْونَ كَيْدَ الرّقيبْ
قّبلتُ من أَهْوى بعيني ولم / يشعر بتقبيليَ خَدُّ الحبيبْ
لكنّه قد فَطنَتْ عينُه / بسرِّ عيني فطْنَةَ المُسْتَريب
إن كان علمُ الغيب مُسْتَخْفياً / عنّا فعند اللّحظ علُم الغيوب
لومُ لئيم كلّما اشتدّ خابْ
لومُ لئيم كلّما اشتدّ خابْ / والشَّوقُ لا يُصْغِي لبعض العِتاب
مَنْ لام في الحب كئيب الحشا / فإنما أغراه بالاكتئاب
واكَبِداً لم يُبْقِ منها الجَوَى / بين ضُلوعي للجوى ما يُذَابْ
صبابَةٌ تقدَح في مُهْجَتي / بِلاعج البَثّ شجىً والتهابْ
يا مَنْ تَشَفَّى بعذابي به / إني لاستَعْذِب منك العَذاب
لو فتَّشوا جِسْميَ ما أبصروا / غيرَ الأسى يَسْرَح بين الثّياب
لا زال سُقْمِي وعذابي على / سُقْم المآقِي والثَّنايَا العِذاب
لا خيرَ في الحُبّ إذا لم يكن / في أنْفُس العُشّاق ماضي الحِراب
في خدّ مَنْ يَتمّنى من دمي / رَشْحٌ وفي كَفَّيْه منه خِضاب
كأنما الإصباحُ من وجهه / لاح ومن خَدَّيْه ذاب الشَّراب
فما رَمى عن قوس أجفانه / قلبَي بالألحاظ إلاّ أصاب
لما تَشكَّيتُ إليه الهوى / بأَلْسُن الدَّمع رَثَى واستجابْ
وزارني تحت رِواق الدُّجى / واللَّيلُ في صِبْغ جَناح الغُرابْ
يَلُوح في الظلماء لألاَؤُه / كالبدر في مِدْرَعة من سَحاب
مُكْتَتِماً يفرقُ من ظلمة / مُسْتَحْسِراً من فلَقٍ واكتِئاب
والبدرُ في أوّل إقباله / كخطّ نونٍ مُذْهَب في كتاب
فبات يُعْطينَي من وصله / أضعافَ ما أَعطى من الاجتِناب
إذا سقاني الرَّاحَ من كفّه / مَزْجْتُها لَثْماً براح الرُّضَاب
كأنّها في الكأس ما جال في / خدَّيْه من رقّة ماء الشباب
حتى تولّى الليلُ في جيشه / وحلّ ضَوءُ الصّبح عَقْدَ النِّقاب
كأنّما الليل بإصباحه / كان عِذاراً حالكاً ثم شابْ
أو كان مثل الجَوْر في لونه / فحلّه عدلُ نِزارٍ فغاب
قل لأبي المنصور يا خيرَ من / أقام أو حثَّ لمجدٍ ركاب
ويا إماماً قَابَلتْ مُلْكَه / لوائحُ الإقبال من كلّ باب
خوَّلك القدرةَ والنّصَر مَنْ / حَباكَ بالحُكم وفصل الخِطاب
إن ابن حمدان عدا رُشْدَه / ورام أن يَظفَر جهلاً فخاب
ظنّ الذي أخْلَفه ظنّه / فيها وخال الماء لَمْعَ السَّراب
فيا أبا تَغْلِبَ سُؤْتَ المُنى / ومتَّ بالتّهديد قبل الضِّراب
كيف يُلاقي الأسْدَ منك امرؤٌ / قد فرّ من أدنى نُباح الكِلاب
حارَبْتَ بالبَغْي إمامَ الهدى / ولم تَهَبْ منها عزيزاً يُهاب
وكان قد طاب لكم عفُوه / فعاد مُرّاً منه ما كان طاب
وجَّهَ بالبِيضِ كتاباً له / إليك مَنْشوراً فكنُتَ الجواب
وعجَّلتْ رأسَك سُمْرُ القنا / وخلّفت جسمَك رهنَ التراب
كذاك من حُيِّر عن سعده / مِثْلُك لا يَزداد إلاَّ اغتراب
يا بن معزّ الدين أَبْشِر فقد / مدّتْ لك الأملاك طوعَ الرِّقابْ
وانحلّ عن مُلْكك عَقْدُ الأذى / قَسْراً وذلّت لك فيه الصِّعاب
لأنّك الغُرّة من هاشم / والصفو من ساداتها واللُّباب
وابن الصَّفا والحِجرُ ابن الهدى / ابن نبيّ الله ابن الكتاب
كفّاك كفٌّ تَنْهمي بالثّواب / عفواً وكفٌّ تَنْهمي بالعِقاب
كم من يدٍ أَوليْتني جمَّةٍ / أُبْتُ بنُعماها لخير المآب
ما زلتَ تُدْنيني وتُعْلى يدي / فعلَ كريم الأصَل حُرِّ النِّصاب
فُرحتُ من نُعماك بادِي الغِنى / مُتَمَّمَ الآمال رَحْبَ الجنَاب
والله ما في جسدي شعرةٌ / إلاّ وشكري لك فيها سِخَاب
وبركة تزهو بنيلُوفَرٍ
وبركة تزهو بنيلُوفَرٍ / نسيمه يشبه نَشْرُ الحبيبْ
مفتَّح الأجفان في نومه / حتى إذا الشمس دنت للمغيبْ
أطبَق جفنيه على خدّه / وغاص في البركة خوف الرقيبْ
يا عجباً للناس كيف اغتدَوْا
يا عجباً للناس كيف اغتدَوْا / في غفلةٍ عمّا وراء المَماتْ
لو حاسبوا أنفسَهم لم يكن / لهمْ على إحدى المعاصي ثَباتْ
من شكّ في الله فَذاك الذي / أصِيب في تمييزه بالشَّتَات
يُحيِيهمُ بعد البِلى مِثلَ ما / أخرجهمْ من عَدَمٍ للحياةْ
اخترت بالمختار لذَّاتي
اخترت بالمختار لذَّاتي / وكرَّ كاساتي وطاساتي
وبَرْدَ ظَلْماء دُجَاه إذا / بلّله قطرُ الغَمامات
سَقْياً لأيام سروري إذا / أَسْعدها إقبالُ أوقاتي
بِتْنا نُسَقِّي قَهوةً مُرّةً / على طَنابِيرٍ ونَايات
من كَفّ مَخْطوف الحَشا أهَيفٍ / يَرْفُل في ثوب الملاحات
فنَمَّم الرحمن ربُّ العلا / دهرَ نِزارٍ بالمسَرَّات
لو لم تَفحْ لم تُعْرَف الرَّاحُ
لو لم تَفحْ لم تُعْرَف الرَّاحُ / لأنها في الكأس إصباحُ
كأنها تَرْجَم عنها السَّنا / أو ذاب في الأقداح تُفّاح
جاريةٌ مرهفةُ القدِّ
جاريةٌ مرهفةُ القدِّ / ظالمةٌ مظلومةُ الخَدِّ
كالقمر الطالع لكنّها / في حسنها كالرَّشأ الفَرْد
في ليلها البدرُ وفي دِعْصها / غصنٌ به رُمَّانَتا نهد
تَبْسم عن بَرْق وعن لؤلؤ / مُنَظَّم أحلى من الشَّهد
بتنا معاً تحت ظلال الدّجى / من مَفْرَش الوَرْد على مهد
أَجْنِي ثمارَ الخمر من مَضْحك / شفاهُه من ورق الوردِ
كأنّني ليثُ وغىً خادِرٌ / مَعْ شادن أحورَ في بُرْد
تُكتُمني ما عندها من جوىً / منّي كما أكتمُ ما عندي
تُخْفِي وتُبدي بيّ وجداً كما / أُخفِي من الحبّ وما أُبدي
أَصُدّ عنها ظالماً كلَّما / زادتْ من الوصل على الصَّدّ
لا نِدَّ في الحسن لها مثل ما / أّنّيّ في الحبِّ بلا نِدّ
لا زالت الجيزة معمورة / بكل مخطوف الحشا نهد
إني ألذُّ العيشُ فيها بما / أولى عزيز الدين من رِفد
المجد بسّامٌ إلى ماجدٍ / أروعَ بسّامٍ إلى المجد
كأنما راحتُه مُزْنَة / تبْدا بلا بَرْق ولا رعد
كأنّما في الحزم آراؤه / مشتقّة من قُضُب الهند
المُلكْ ذو عِقْد ولكنَّه / في عصره واسطةُ العِقْد
ما السيف أمضى منه في عزمه / في غِمده إذ سُلَّ من غِمد
يا أيها البدر الذي جَدّه / محمدٌ أُكْرِمَ من جَدّ
قصّرتُ في مدحك لكنّني / أُواصِل المدح كما أُبدِي
فإن تُسامِحْني فيا نعمة / يَقْصُر عن حمدي لها جَهْدي
ومجلسٍ قد حاز من حسنه
ومجلسٍ قد حاز من حسنه / مثلَ الذي جاز من المجد
يضحك للتُّفَّاح نارَنْجُه / ويَغْمز النَّرْجِسُ للورد
وأُلبِس الأُتْرجّ ما بينها / صفرةَ من عُذِّب بالصّدّ
وانتصب الليمون من حوله / مثل انتصاب النَّهد للنَّهد
قابَلَه وجهُ إمام الهدى / فلاح فيه قمر السَّعْد
واندفعتْ عِيدانُه وسطَه / بكلّ ممتدٍّ ومُشْتَدّ
يُتْبعها الزّمرُ حنِيناً كما / ناح القَمَارِيّ على الرَّنّد
إذا اعتلى العنبر غَنَّتْ له / رائحة الكافور والنَّدّ
لا زالت الأيام معمورة / منك أبا المنصور بالرّشد
اشِرَبْ على ضوءِ نهارٍ بدا
اشِرَبْ على ضوءِ نهارٍ بدا / فمزّق الليل وأبدى السعودْ
كأنّه في نوره لابسٌ / نورَ الثنايا واحمرارَ الخدود
سار لك التّوفيق والسّعدُ
سار لك التّوفيق والسّعدُ / وحفّك الإقبالُ والمجدُ
بِنْتَ مَبينَ الصبحِ في نُوره / فالأُفقُ من بعدك مُسْوَدّ
كأنّني بعدَك مستأسِرٌ / ليس له قَبْلٌ ولا بَعْدُ
بُعْدُك موت صَبِرٌ طعمُه / وقربُك الماذِيّ والشهد
فَدَيْتُ مَن ألفاظُه جَذْوةٌ
فَدَيْتُ مَن ألفاظُه جَذْوةٌ / تُذْكي ومَن مَلْثَمُه باردُ
لَمَّا تشكِّيتُ إليه الهوى / والشوقُ نامٍ والجوى زائد
أرسل في تُفَّاحةٍ خَدّه / إليّ كَيْلاَ يفطن الحاسِدُ
فلونُه في لونها ظاهِرٌ / ورِيقُه في طعمها جامِدُ
أَذكَرني النِسْرِينُ لمَّا أتى
أَذكَرني النِسْرِينُ لمَّا أتى / ريحَ حبيب لي أطال الصدودْ
كأنما قبَّلتُ من نَشْره / بيضَ الثنايا واحمرارَ الخدودْ
ما أجودَ النِسْرِينَ لكنَّه / ذكَّرني منتزِحا لا يجودْ
قد ظلموا إذ نسبوا ثغرَهُ
قد ظلموا إذ نسبوا ثغرَهُ / في حسنه للدّرّ أو للبَرَدْ
ولم يَصُغْه الله إلا لكَيْ / يقدحَ في الأكباد نارَ الكَمَدْ
وابِأبِي من لان مَسّاً ومَن / لو عقدوه لانثنى وانعقدْ
يسمح بالوعد ولكنّه / لا يَصْدُق الوعد إذا ما وعدْ
هذا ولا يُحْقِدُني فعله / وأحمقُ العُشاق مَنْ قد حَقَد
أنْعَمْ من العَيْش بما تشتهي
أنْعَمْ من العَيْش بما تشتهي / واطْرَبْ ودَعْ من لام أو فنَّدا
واغْتَنِم اللَّذاتِ مستمِتعاً / ولاتَبِعْ يومك ترجوا غدا
في مجلس أسِّس بُنْيانُه / بالطائر السعْد ورَغْم العِدَا
كأنّه من حُسْنه لم يَزْل / يستخدِمُ التوفيقَ والأسعُدا
شُدّ بناه وعلا سَمْكُهُ / فطاول الجوزاءَ والفَرْقَدا
فلو بدا كِسْرَى له لم يكن / متَّخِذاً إيوانَه مَقعَدا
وكم قصورٍ شُيِّدت قبله / لكنه أحسنُ ما شُيِّدا
وكيف لا يُشْرِق حُسْناً وقد / شيَّده رأيُ إمام الهدى
الملبِسي النُّعْمَى التي صَيَّرتْ / أدانيَ اللُحْمة لي حُسَّدا
أُثني عليه شاكراً بالذي / أولَى من الفضل وما جَدّدا
يا ربِّ صَيِّرني له واقياً / من كلّ ما يَكرههُ أو رَدَى
وصلِّ يا ربّ عليه كما / قام من الأمر بما قُلِّدا
مالي أرى الماء علا وارتقَى
مالي أرى الماء علا وارتقَى / كأنّ فيه حَبَب البَرْدِ
وزاحم المعشوق في قدّه / تزاحم الأْعظُم للجلد
تراه ماء النيل وافتْ به / سَبْع وعشر كُمَّل العدّ
أم نثر المعشوق من دمعه / خوفاً من الهجران والصدّ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025