المجموع : 59
وشادنٍ شَرْطِ الصِّبا مُرْهَفٍ
وشادنٍ شَرْطِ الصِّبا مُرْهَفٍ / قُرَّةِ عينيْ من تمنّاهُ
كأنما الحسنُ رأى وجهَه / إِليه محتاجاً فأغناه
فانتثرت بالغُنْجِ ألفاظُه / وانكسرت باللّحظ جفناه
ولاح برقُ الثغر من مَبْسِمٍ / المسك والقهوةُ مَجْناه
وبتَّل الأردافَ فاستثقلت / وأَرْهف الخصر وأَضْناه
زُرْنا به منزلَ خَمّارةٍ / واللّيلُ في صِبْغ بريَّاهُ
وقد علا الأُفْقَ هلالٌ بدا / كعَطْفة الحاجب مَحْناه
حتى إذا الخمّارُ أصغت إلى / صِحابنا في المشي أُذْناه
قام إلينا عَجِلاً شاغلاً / بالرّاح يُمناه ويسراه
فاستلّ من إبريقه قهوةً / أشرق منها ليلُ مَغْناه
حتى إذا سُمْنَاه في بيعها / قَطَّب غيظاً حين سُمْناه
وقال ما استام بها ماجِدٌ / قَبلَكمُ فيما علِمناه
دَونَكُموها وزِنُوا مثلَها / دُرًّا وتِبْراً ووَزَنّاه
فغاب عن ألحاظنا ساعةً / ثُمَّتَ وافانا ودَنَّاه
فقام بالكأس هَضِيمُ الحشا / لولا قَبَاه لشَرِبناه
كأنّها في كفّه خدُّه / لكنّها في السّكر عيناه
إذا سقى نَدْمانَه كأسَه / أَلثَمَه فاه وغنّاه
ما استكمل اللَّذاتِ إلاّ فتىً / يشرَب والمُرْدُ نَداماه
ولم تَنِكُه غيرُ ألحاظنا / يا كاشحاً قد زاد معناه
فإن تُدَاخِلْكَ بنا ظِنّةٌ / فقد عَلى رغْمِك نِكْناه
ولم نَزَلْ في بيتِ خمّارها / نشرَبُها شهراً ومَثْنَاه
إذا أشاب الصبحُ رأْسَ الدُّجى / وهزّنا الساقي أجَبْناه
نحبو إذا نادى إليه كما / يَحْبو إلى الوالد أَبناهُ
وإنْ بَدَا من صاحبٍ بعضُ ما / يأتي به السُّكْرُ عَذَرْناه
تَعَاشُرٌ مُشْتَبِهٌ بيننا / أقصاه في البِرّ كَأدْناه
سَقْياً ورَعْياً لزمانٍ مَضَى / به مَعدٌّ فَعدِمْناه
ما كان أبْهَى حُسْنَ أيَّامِه / فينا وأحلاَه وأهناه
إذ لم يكن في عَيْن شمسٍ لنا / مُخَيَّمٌ نَكْرَهُ سُكْناه
ولم نكن ننزلُ فيه على / حُكْم من الأَيام نَشْناه
لكنّنا نغدو على ماجدٍ / تُمْطِرنُا بالجُود يُمْنَاه
أُتْرُجَّةٌ مادَ بها غصنُها
أُتْرُجَّةٌ مادَ بها غصنُها / وجادها الطَّلّ فأبقاها
كأنّما زارتْ محبًّا لها / فالتفّ خوفَ الباه ساقاها
نحن من البستان في نُزْهةٍ
نحن من البستان في نُزْهةٍ / ولفظُنا مثل حُلاه سَوَا
تَذاكُرٌ يطفي غليلَ الجوى / كأدمُع المشتاقِ يوم النَّوَى
وا بِأبِي الظّبيُ الذي لو بدا
وا بِأبِي الظّبيُ الذي لو بدا / للبدرِ قال البدرُ واظُلْمَتاهْ
أثّرتُ بالألحاظ في خدّه / فانتصفت منّي له مُقْلتاه
ثم رمَى قلبي بألحاظِه / وا بِأبِي ألحاظُه من رمَاه
كم سفكت أجفانه من دَمٍ / نمّت عليهنّ به وَجْنتاه
يا قومِ ما بالُ ظُلاماتِنا / في الحُبّ لا ينظرُ فيها القُضَاه
فتَمنعَ المحبوبَ من زَهْوه / وتُنْصِف العاشقَ ممّن جَفاه
لا تَطلبوا خَلْقاً بقتلي سوى / فواتِر اللَّحظ ووَرْدِ الشِّفاه
لو قيل لي ما تَشْتهي لم أَقُلْ / شيئاً سوى قَلْع عيون الوُشاه
يا من بَراني حبُّه وانتهى / بِيَ العَنا في هَجره مُنتْهاه
مَنَعْتَنِي الطيفَ بمَنْع الكَرَى / مِنَّى فكدّرتَ عليّ الحياه
والله لا أَنْسَى لها قولَها / من خَلْف سِجْف السِّتْر واضَيْعتاه
متى استوتْ في الحبّ أقدامُنا / حتى أُواتيه وأَبْغي رِضاه
ثم علَتْها رِقّةٌ فانثنتْ / قائلةً يُجْزَى بمثلَيْ هواه
فوجَّهتْ بالدرّ لي ثغرَها / وأرسلتْ لي وجهَها في المِرَاه
رأيتُ في البستان إنسانةً
رأيتُ في البستان إنسانةً / صفراء للألباب سلاَّبَهْ
كأنّها لمَّا بدَتْ ظبيةٌ / من الظباء العُفْر مُرْتَابَهْ
أَذْهب ماءُ الحسن تَفْضِيضَها / فَجوَّد الخالق إذهابَه
يا حسنَها تُومي بِنيلُوفَرٍ / قد ركّبته فوق عُنَّابه
تَشَمُّه طوراً وأرواحُها / على رياح النَّوْر غلابهْ
فقلتُ نِيلُوفَرةٌ هذه / أَمْ بفؤادي أنتِ لعَّابَه
إن كانت الألحاظُ رُسْلَ القلوبْ
إن كانت الألحاظُ رُسْلَ القلوبْ / فِينا فما أَهْونَ كَيْدَ الرّقيبْ
قّبلتُ من أَهْوى بعيني ولم / يشعر بتقبيليَ خَدُّ الحبيبْ
لكنّه قد فَطنَتْ عينُه / بسرِّ عيني فطْنَةَ المُسْتَريب
إن كان علمُ الغيب مُسْتَخْفياً / عنّا فعند اللّحظ علُم الغيوب
لومُ لئيم كلّما اشتدّ خابْ
لومُ لئيم كلّما اشتدّ خابْ / والشَّوقُ لا يُصْغِي لبعض العِتاب
مَنْ لام في الحب كئيب الحشا / فإنما أغراه بالاكتئاب
واكَبِداً لم يُبْقِ منها الجَوَى / بين ضُلوعي للجوى ما يُذَابْ
صبابَةٌ تقدَح في مُهْجَتي / بِلاعج البَثّ شجىً والتهابْ
يا مَنْ تَشَفَّى بعذابي به / إني لاستَعْذِب منك العَذاب
لو فتَّشوا جِسْميَ ما أبصروا / غيرَ الأسى يَسْرَح بين الثّياب
لا زال سُقْمِي وعذابي على / سُقْم المآقِي والثَّنايَا العِذاب
لا خيرَ في الحُبّ إذا لم يكن / في أنْفُس العُشّاق ماضي الحِراب
في خدّ مَنْ يَتمّنى من دمي / رَشْحٌ وفي كَفَّيْه منه خِضاب
كأنما الإصباحُ من وجهه / لاح ومن خَدَّيْه ذاب الشَّراب
فما رَمى عن قوس أجفانه / قلبَي بالألحاظ إلاّ أصاب
لما تَشكَّيتُ إليه الهوى / بأَلْسُن الدَّمع رَثَى واستجابْ
وزارني تحت رِواق الدُّجى / واللَّيلُ في صِبْغ جَناح الغُرابْ
يَلُوح في الظلماء لألاَؤُه / كالبدر في مِدْرَعة من سَحاب
مُكْتَتِماً يفرقُ من ظلمة / مُسْتَحْسِراً من فلَقٍ واكتِئاب
والبدرُ في أوّل إقباله / كخطّ نونٍ مُذْهَب في كتاب
فبات يُعْطينَي من وصله / أضعافَ ما أَعطى من الاجتِناب
إذا سقاني الرَّاحَ من كفّه / مَزْجْتُها لَثْماً براح الرُّضَاب
كأنّها في الكأس ما جال في / خدَّيْه من رقّة ماء الشباب
حتى تولّى الليلُ في جيشه / وحلّ ضَوءُ الصّبح عَقْدَ النِّقاب
كأنّما الليل بإصباحه / كان عِذاراً حالكاً ثم شابْ
أو كان مثل الجَوْر في لونه / فحلّه عدلُ نِزارٍ فغاب
قل لأبي المنصور يا خيرَ من / أقام أو حثَّ لمجدٍ ركاب
ويا إماماً قَابَلتْ مُلْكَه / لوائحُ الإقبال من كلّ باب
خوَّلك القدرةَ والنّصَر مَنْ / حَباكَ بالحُكم وفصل الخِطاب
إن ابن حمدان عدا رُشْدَه / ورام أن يَظفَر جهلاً فخاب
ظنّ الذي أخْلَفه ظنّه / فيها وخال الماء لَمْعَ السَّراب
فيا أبا تَغْلِبَ سُؤْتَ المُنى / ومتَّ بالتّهديد قبل الضِّراب
كيف يُلاقي الأسْدَ منك امرؤٌ / قد فرّ من أدنى نُباح الكِلاب
حارَبْتَ بالبَغْي إمامَ الهدى / ولم تَهَبْ منها عزيزاً يُهاب
وكان قد طاب لكم عفُوه / فعاد مُرّاً منه ما كان طاب
وجَّهَ بالبِيضِ كتاباً له / إليك مَنْشوراً فكنُتَ الجواب
وعجَّلتْ رأسَك سُمْرُ القنا / وخلّفت جسمَك رهنَ التراب
كذاك من حُيِّر عن سعده / مِثْلُك لا يَزداد إلاَّ اغتراب
يا بن معزّ الدين أَبْشِر فقد / مدّتْ لك الأملاك طوعَ الرِّقابْ
وانحلّ عن مُلْكك عَقْدُ الأذى / قَسْراً وذلّت لك فيه الصِّعاب
لأنّك الغُرّة من هاشم / والصفو من ساداتها واللُّباب
وابن الصَّفا والحِجرُ ابن الهدى / ابن نبيّ الله ابن الكتاب
كفّاك كفٌّ تَنْهمي بالثّواب / عفواً وكفٌّ تَنْهمي بالعِقاب
كم من يدٍ أَوليْتني جمَّةٍ / أُبْتُ بنُعماها لخير المآب
ما زلتَ تُدْنيني وتُعْلى يدي / فعلَ كريم الأصَل حُرِّ النِّصاب
فُرحتُ من نُعماك بادِي الغِنى / مُتَمَّمَ الآمال رَحْبَ الجنَاب
والله ما في جسدي شعرةٌ / إلاّ وشكري لك فيها سِخَاب
وبركة تزهو بنيلُوفَرٍ
وبركة تزهو بنيلُوفَرٍ / نسيمه يشبه نَشْرُ الحبيبْ
مفتَّح الأجفان في نومه / حتى إذا الشمس دنت للمغيبْ
أطبَق جفنيه على خدّه / وغاص في البركة خوف الرقيبْ
يا عجباً للناس كيف اغتدَوْا
يا عجباً للناس كيف اغتدَوْا / في غفلةٍ عمّا وراء المَماتْ
لو حاسبوا أنفسَهم لم يكن / لهمْ على إحدى المعاصي ثَباتْ
من شكّ في الله فَذاك الذي / أصِيب في تمييزه بالشَّتَات
يُحيِيهمُ بعد البِلى مِثلَ ما / أخرجهمْ من عَدَمٍ للحياةْ
اخترت بالمختار لذَّاتي
اخترت بالمختار لذَّاتي / وكرَّ كاساتي وطاساتي
وبَرْدَ ظَلْماء دُجَاه إذا / بلّله قطرُ الغَمامات
سَقْياً لأيام سروري إذا / أَسْعدها إقبالُ أوقاتي
بِتْنا نُسَقِّي قَهوةً مُرّةً / على طَنابِيرٍ ونَايات
من كَفّ مَخْطوف الحَشا أهَيفٍ / يَرْفُل في ثوب الملاحات
فنَمَّم الرحمن ربُّ العلا / دهرَ نِزارٍ بالمسَرَّات
لو لم تَفحْ لم تُعْرَف الرَّاحُ
لو لم تَفحْ لم تُعْرَف الرَّاحُ / لأنها في الكأس إصباحُ
كأنها تَرْجَم عنها السَّنا / أو ذاب في الأقداح تُفّاح
جاريةٌ مرهفةُ القدِّ
جاريةٌ مرهفةُ القدِّ / ظالمةٌ مظلومةُ الخَدِّ
كالقمر الطالع لكنّها / في حسنها كالرَّشأ الفَرْد
في ليلها البدرُ وفي دِعْصها / غصنٌ به رُمَّانَتا نهد
تَبْسم عن بَرْق وعن لؤلؤ / مُنَظَّم أحلى من الشَّهد
بتنا معاً تحت ظلال الدّجى / من مَفْرَش الوَرْد على مهد
أَجْنِي ثمارَ الخمر من مَضْحك / شفاهُه من ورق الوردِ
كأنّني ليثُ وغىً خادِرٌ / مَعْ شادن أحورَ في بُرْد
تُكتُمني ما عندها من جوىً / منّي كما أكتمُ ما عندي
تُخْفِي وتُبدي بيّ وجداً كما / أُخفِي من الحبّ وما أُبدي
أَصُدّ عنها ظالماً كلَّما / زادتْ من الوصل على الصَّدّ
لا نِدَّ في الحسن لها مثل ما / أّنّيّ في الحبِّ بلا نِدّ
لا زالت الجيزة معمورة / بكل مخطوف الحشا نهد
إني ألذُّ العيشُ فيها بما / أولى عزيز الدين من رِفد
المجد بسّامٌ إلى ماجدٍ / أروعَ بسّامٍ إلى المجد
كأنما راحتُه مُزْنَة / تبْدا بلا بَرْق ولا رعد
كأنّما في الحزم آراؤه / مشتقّة من قُضُب الهند
المُلكْ ذو عِقْد ولكنَّه / في عصره واسطةُ العِقْد
ما السيف أمضى منه في عزمه / في غِمده إذ سُلَّ من غِمد
يا أيها البدر الذي جَدّه / محمدٌ أُكْرِمَ من جَدّ
قصّرتُ في مدحك لكنّني / أُواصِل المدح كما أُبدِي
فإن تُسامِحْني فيا نعمة / يَقْصُر عن حمدي لها جَهْدي
ومجلسٍ قد حاز من حسنه
ومجلسٍ قد حاز من حسنه / مثلَ الذي جاز من المجد
يضحك للتُّفَّاح نارَنْجُه / ويَغْمز النَّرْجِسُ للورد
وأُلبِس الأُتْرجّ ما بينها / صفرةَ من عُذِّب بالصّدّ
وانتصب الليمون من حوله / مثل انتصاب النَّهد للنَّهد
قابَلَه وجهُ إمام الهدى / فلاح فيه قمر السَّعْد
واندفعتْ عِيدانُه وسطَه / بكلّ ممتدٍّ ومُشْتَدّ
يُتْبعها الزّمرُ حنِيناً كما / ناح القَمَارِيّ على الرَّنّد
إذا اعتلى العنبر غَنَّتْ له / رائحة الكافور والنَّدّ
لا زالت الأيام معمورة / منك أبا المنصور بالرّشد
اشِرَبْ على ضوءِ نهارٍ بدا
اشِرَبْ على ضوءِ نهارٍ بدا / فمزّق الليل وأبدى السعودْ
كأنّه في نوره لابسٌ / نورَ الثنايا واحمرارَ الخدود
سار لك التّوفيق والسّعدُ
سار لك التّوفيق والسّعدُ / وحفّك الإقبالُ والمجدُ
بِنْتَ مَبينَ الصبحِ في نُوره / فالأُفقُ من بعدك مُسْوَدّ
كأنّني بعدَك مستأسِرٌ / ليس له قَبْلٌ ولا بَعْدُ
بُعْدُك موت صَبِرٌ طعمُه / وقربُك الماذِيّ والشهد
فَدَيْتُ مَن ألفاظُه جَذْوةٌ
فَدَيْتُ مَن ألفاظُه جَذْوةٌ / تُذْكي ومَن مَلْثَمُه باردُ
لَمَّا تشكِّيتُ إليه الهوى / والشوقُ نامٍ والجوى زائد
أرسل في تُفَّاحةٍ خَدّه / إليّ كَيْلاَ يفطن الحاسِدُ
فلونُه في لونها ظاهِرٌ / ورِيقُه في طعمها جامِدُ
أَذكَرني النِسْرِينُ لمَّا أتى
أَذكَرني النِسْرِينُ لمَّا أتى / ريحَ حبيب لي أطال الصدودْ
كأنما قبَّلتُ من نَشْره / بيضَ الثنايا واحمرارَ الخدودْ
ما أجودَ النِسْرِينَ لكنَّه / ذكَّرني منتزِحا لا يجودْ
قد ظلموا إذ نسبوا ثغرَهُ
قد ظلموا إذ نسبوا ثغرَهُ / في حسنه للدّرّ أو للبَرَدْ
ولم يَصُغْه الله إلا لكَيْ / يقدحَ في الأكباد نارَ الكَمَدْ
وابِأبِي من لان مَسّاً ومَن / لو عقدوه لانثنى وانعقدْ
يسمح بالوعد ولكنّه / لا يَصْدُق الوعد إذا ما وعدْ
هذا ولا يُحْقِدُني فعله / وأحمقُ العُشاق مَنْ قد حَقَد
أنْعَمْ من العَيْش بما تشتهي
أنْعَمْ من العَيْش بما تشتهي / واطْرَبْ ودَعْ من لام أو فنَّدا
واغْتَنِم اللَّذاتِ مستمِتعاً / ولاتَبِعْ يومك ترجوا غدا
في مجلس أسِّس بُنْيانُه / بالطائر السعْد ورَغْم العِدَا
كأنّه من حُسْنه لم يَزْل / يستخدِمُ التوفيقَ والأسعُدا
شُدّ بناه وعلا سَمْكُهُ / فطاول الجوزاءَ والفَرْقَدا
فلو بدا كِسْرَى له لم يكن / متَّخِذاً إيوانَه مَقعَدا
وكم قصورٍ شُيِّدت قبله / لكنه أحسنُ ما شُيِّدا
وكيف لا يُشْرِق حُسْناً وقد / شيَّده رأيُ إمام الهدى
الملبِسي النُّعْمَى التي صَيَّرتْ / أدانيَ اللُحْمة لي حُسَّدا
أُثني عليه شاكراً بالذي / أولَى من الفضل وما جَدّدا
يا ربِّ صَيِّرني له واقياً / من كلّ ما يَكرههُ أو رَدَى
وصلِّ يا ربّ عليه كما / قام من الأمر بما قُلِّدا
مالي أرى الماء علا وارتقَى
مالي أرى الماء علا وارتقَى / كأنّ فيه حَبَب البَرْدِ
وزاحم المعشوق في قدّه / تزاحم الأْعظُم للجلد
تراه ماء النيل وافتْ به / سَبْع وعشر كُمَّل العدّ
أم نثر المعشوق من دمعه / خوفاً من الهجران والصدّ