القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الطُّغْرائي الكل
المجموع : 35
وكَرمةٍ أعراقُها في الثَّرَى
وكَرمةٍ أعراقُها في الثَّرَى / بعيدةِ المنزِعِ والمضرَبِ
كريمةٍ تلتفُّ أغصانُها ال / غضَّةُ بالأقربِ فالأقربِ
تمتاحُ من قعرِ الثَّرى رِيَّها / أشطانُها عفواً ولم تَجذِبِ
إِذا ارتوتْ من مائِها أسبلتْ / جفونُها بالواكفِ الصَّيِّبِ
وإنْ تغَشَّى سِفلها بالنَّدى / أخصبَ أعلاها ولم يُجدِبِ
ألقحَها الريحُ وصوبُ الحَيَا / والشمسُ في المشرقِ والمغربِ
فأعقبتْ عائِلَها بعدما / عاشَ زماناً وهي لم تُعقِبِ
ووضَعتها نُجُبَاً تنتمِي / إِلى أبٍ أكرِمْ به من أبِ
وألحفتها خُضْرَ أوراقِها / مغذوَّةً بالحَلَبِ الأعذَبِ
وأسكنتها الشمسُ من صنعةِ ال / تلويحِ في الأغرب فالأغربِ
فمهرتْ فيها وجاءتْ بما / يبهرُ من مستحسَنٍ مُعْجِبِ
وبَدَّلتْ خُضْرَ عناقِيدِها / بالأدهمِ اليحمومِ والأشهبِ
واستسلفتْ ماءً وجادتْ بهِ / مُدامةً كالقبَسِ المُلهَبِ
ولم تزلْ بالرِفْقِ حتى اكتسَى / لُجَيْنُها من صبغها المُذهَبِ
فالأشقرُ المنتوجُ من نَسْلِها / سليلُ ذاكَ الأشهبِ المنجِبِ
تَرى الثُّريَّا من عناقِيدِها / تلوح في أخضرَ كالغيهبِ
ألوانُها شَتَّى وأنواعها / متفقاتُ النَّجْرِ والمنْصبِ
كم سبجٍ فيها وكم جَزعةٍ / صحيحةِ التدويرِ لم تُثقَبِ
من حالكِ اللونِ كجُنْحِ الدُّجَى / وناصعٍ يلمعُ كالكوكبِ
كأنما تحمِلُ حَباتِها / أكارِعُ النغرانِ بالمخلبِ
خَيْلان من رُوم وزَنْجٍ غدتْ / في جُنَنٍ خُضْرٍ لها تجتبي
أطيِبْ بها حِلَّاً ومحظورةً / في كَرْمها أو كأسِها أطيِبِ
وجَنَّةٍ بالطِيبِ موصوفةٍ
وجَنَّةٍ بالطِيبِ موصوفةٍ / مَوشِيَّةِ الأرجَاءِ منسوجَهْ
كأنَّما أزهارُ أشجارِهَا / وَشْيٌ على حَسناءَ مغنوجَهْ
يَشُقُّها في وَسْطِها جَدْولٌ / مياهُهُ العَذْبَةُ مثلوجَهْ
له سَواقٍ طفحَتْ والتوَتْ / تلوّيَ الحيَّةِ مشجوجَهْ
فهي رماحٌ أُشْرِعَتْ نحوَها / تطعنُها سُلْكَى ومخلوجَهْ
أَما تَرى المرءَ له عِبرةٌ
أَما تَرى المرءَ له عِبرةٌ / مَتْلَفةٌ يشقَى بها الحُرُّ
لا تلتمسُ فضلَ الغِنَى إنهُ / في صدفٍ أهلكه الدُّرُّ
لا تجزعَنْ إنْ فات ما رُمْتَهُ
لا تجزعَنْ إنْ فات ما رُمْتَهُ / واشْدُدْ عُرَى عزمِكَ بالصَّبْرِ
فالجَدُّ إنْ ساعدَ نالَ الفَتَى / بُغْيَتَه من حيثُ لا يَدرِي
وإنْ نَبا الجَدُّ فكلُّ الذي / تأمُلُ من رِبْحٍ إِلى خُسْرِ
والمرءُ في إقبالِه سابِحٌ / يجري مع الماءِ كما يجري
وهو إِذا أدبر مستقبلٌ / جَرْيتَهُ منقطعَ الظَّهْرِ
عُجْنَا إِلى الجِزْعِ الذي مَدَّ في
عُجْنَا إِلى الجِزْعِ الذي مَدَّ في / أرجائِه الغيمُ بِساطَ الزَّهَرْ
حولَ غديرٍ ماؤهُ المنتمي / إِلى بناتِ المُزْنِ يشكو الخَصَرْ
لو لاذتِ الريحُ سَموماً به / لانقلبتْ وهي نَسيمُ السَّحَرْ
حصباؤهُ دُرٌّ ورَضْرَاضُهُ / سُحالةُ العسجدِ حولَ الدررْ
وقد كَستْهُ الريحُ من نَسْجِها / دِرْعاً به يلقى نِبَالَ المَطَرْ
وألبَستْهُ الشمسُ من ضوئِها / نوراً به يَخْطَفُ نورَ البَصَرْ
كأنها المرآة مجلوَّةً / على بِساطٍ أخضرٍ قد نُشِرْ
كُراتُ دَسْتَنْبُويَةٍ نُضِّدَتْ
كُراتُ دَسْتَنْبُويَةٍ نُضِّدَتْ / مختلفاتِ الشَّكْلِ والمنظَرِ
فمستديرُ الشكلِ ذو سُمْرَةٍ / كأنَّهُ جُمْجُمةُ العنبرِ
ولابسٌ للنورِ ذو نُمرةٍ / والحسنُ كلُ الحُسْنِ للأَنْمرِ
وعسجديُّ اللونِ ذو صُفْرَةٍ / ضُمَّ إِلى تِرْبٍ لهُ أحمرِ
كأنّهُ المِرِّيخُ في لونِه / قارنَهُ في بُرْجِه المُشْتَرِي
مِلْنا إِلى النَّشْر الذي تلتقِي
مِلْنا إِلى النَّشْر الذي تلتقِي / إليه أنفاسُ الصَّبَا عاطِرَه
ثم خلعْنا لُجُمَ الخيلِ في / رياضهِ المونقةِ الناضِرَه
حولَ غديرٍ ماؤُه دارعٌ / والأرضُ من رقَّتِه حاسِرَه
فالشمس إنْ حاذَتْهُ رأْدَ الضُّحَى / حسناءُ في مرآتِها ناظِرَه
والشهب إن حاذَتْهُ جُنحَ الدُّجَى / تسبحُ في لُجَّتِه الزاخِرَه
قد ركّب الخضراء فيه فمن / حصبائِه أنجُمُها الزاهِرَه
يخصَر إن مرَّ بأرجائِه / لفحُ سَمومٍ في لَظَى الهاجِرَه
أنموذجُ الماءِ الذي جاءَنا ال / وعدُ بأنْ نُسْقَاهُ في الآخِرَه
نَيْلُوفَرٌ يسبحُ في لُجَّةٍ
نَيْلُوفَرٌ يسبحُ في لُجَّةٍ / عليهِ ألوانٌ من اللَّبْسِ
مُظاهِرٌ ثوبَ حِدادٍ على / ثوب بياضٍ عُلَّ بالوَرْسِ
فالشطرُ في أعلاهُ في مأتمٍ / وشطرُه الأسفلُ في عُرْسِ
مغَمِّضٌ طولَ الدُّجَى ناعِسٌ / جُفونُه تُفْتَحُ في الشَّمْسِ
فيمَ التجني والصّبا طِينُهُ
فيمَ التجني والصّبا طِينُهُ / رطبٌ فما يعيَى به الطابعُ
إنْ تُعْرضُوا عنِّي فمِنْ دونِكُمْ / في الأرض لي مضطَرَبٌ واسِعُ
ما من خَصاصٍ قد مَررنا بهِ / إلا عليهِ محجرٌ راقعٌ
هيهاتَ أن يخفقَ لي مطلبٌ / والشَّعَرُ الأسودُ لي شافعُ
خَدٌّ سوادُ الصُّدْغِ من فوقهِ
خَدٌّ سوادُ الصُّدْغِ من فوقهِ / قد صبغتْهُ يدُ صبَّاغِهِ
يا عجباً للجَمْرِ من خدِّهِ / لم تشتعلْ في مِسْكِ أصداغِهِ
ومفردٍ بالحُسْنِ أفردْتُهُ
ومفردٍ بالحُسْنِ أفردْتُهُ / بالحُبِّ لمَّا قَلَّ عُشَّاقُه
حيَّيتُه إذ نامَ عُذَّالُه / وطابَ للعُشَّاقِ أخلاقُه
وغضَّ من نخوتِه علمُهُ / بأنني وحديَ مُشتاقُه
انظر إِلى الجنة في وجهه
انظر إِلى الجنة في وجهه / لا ريب في ذاك ولا شكُّ
أما ترى فيه الرحيق الذي / ختامُهُ من خالِهِ مِسكُ
وفاتكٍ أفديهِ من فاتك
وفاتكٍ أفديهِ من فاتك / يَسْبِي فؤادَ العابدِ الناسكْ
قال وقد حاولتُ تقبيلَهُ / اِطْوِ الحَشا طَيّاً على ياسِكْ
ثغرِيَ هذا بَرَدٌ جامِدٌ / تُذيبُهُ جمرةُ أنفاسِكْ
وكلَّما قلتُ عفَا كَلْمُه
وكلَّما قلتُ عفَا كَلْمُه / عاودني منه عِداد السليمْ
يزيدُه طولُ البِلى جِدَّةً / وأَقتلُ الأدواءِ داءٌ قديمْ
قوموا إِلى لذّاتِكمْ يا نِيامْ
قوموا إِلى لذّاتِكمْ يا نِيامْ / ونبِّهوا العودَ وصفُّوا المُدامْ
هذا هلالُ الفِطرِ قد جاءنا / بمنجلٍ يحصدُ شهرَ الصيامْ
الحمد لله الذي خصّنا
الحمد لله الذي خصّنا / من فضله بالنعم الغامره
ألهمنا فكّ الرموز التي / تكاتمتها الأمم الغابره
بغير أستاذ ولا مرشد / إلى اختيار الطرق الجابره
إلا بتوفيق له سابق / منّتنا عن شكره قاصره
وهمه تقضي بتسديده / قد ساعدتها مقلة ساهره
والبحث عن كل الفنون التي / بها تزكى الأنفس الزاهره
وصلوات الله تترى على / محمد والعترة الطاهره
وبعد فالحكمة مخزونة / مكتومة شاردة نافره
قد ضلّ قوم بتآويلها / فيالها من صفقة خاسره
محجوبة بالرمز لكنها / بالكشف في أثنائها سافره
نشراً بها فينا وطياً لها / في همج حائرة بائره
وربما جاءك من رمزنا / خلاف ما عندك بالنادره
فأحسن الظن بنا إنما / كلامنا في الصنعة الفاخره
وذاك كشف للرموز التي / قد أضمرتها الفطن العابره
وإنما تعريض أسلافنا / بالرمز والترجمة الساتره
ضناً بسر الله في أرضه / وخفية للفتن الثائره
فإِن تفطنت فلا تبده / إلا تكن تبغي به الآخره
وكل وأنفق غير مستأثر / فقد كفيت الفقر والفاقره
واسعَ لعقباك ولا تغترر / بهذه الغادرة الساحره
وقدّم الخيرات واسهر لها / ليلك إنّ الموعد الساهره
وكن على نفسك مستحفظا / واحذر جوار الأنفس الحائره
وطائر يخرج من حفرة
وطائر يخرج من حفرة / لطيفة مظلمة القعرِ
يعرفه الناس جميعاً ولا / يدرون ما فيه من الأمرِ
يطير في الجو إلى قُلّة / كهوفها تطبق بالصخرِ
فيحرق الصخر ويرثى على / قُلّته يا لك من وكرِ
يؤخذ حياً ثم يلقى على / نار لنا حامية الجمرِ
حتى إذا صار رماداً بلا / محَشَّةٍ تنشف في البحرِ
تبنى له في بحرنا قبة / حصينة الأرجاء كالقصرِ
يلبث فيها مدة مثلما / يبقى رميم الميت في القبر
وروحه ينفخ فيها على ال / تدريج من شهر إلى شهرِ
حتى إذا استكمل أيامه / عاد جناحاه لدى الحشرِ
قد كانت الأفلاك في بدئها
قد كانت الأفلاك في بدئها / ضعيفة ليس بها كوكبُ
قيمها الشمس التي لم تزل / بالدور في أفلاكها ترأب
وماؤها يزخر في جوفها / ولأرض في هاوية ترسبُ
ودامت الشمس زماناً على ال / ماء وفوق الأرض لا تغربُ
وأطلعت أبخرة منهما / فابتدأت أفلاكها تصلبُ
واخترعت أنجمها أنفسا / مدبّرات شأنها معجبُ
وكوّن الآثار علوية / والمعدن المكروه والطيّبُ
وكل هذا أصله واحد / منه التراكيب التي ركّبوا
يا أيها السائل عن سرنا
يا أيها السائل عن سرنا / وفيه ترتيل وتأويلُ
فتش عن الباطن من كتبنا / فظاهر الكتب أضاليل
إن الزواييق وتركيبها / مع الكباريت أباطيلُ
والمعدنيات وأجسادها / رمز لدى القوم وتمثيلُ
حر وبرد بعده منهما / يبس ولين فيه تحليلُ
تركب الأركان منها وللا / أجناس بالأركان تحصيل
وودار أعلاها على سفلها / فتمّ تمزيج وتعديلُ
وامتزج الظلمة بالنور وال / أدوار فيهن الأفاعيلُ
طبائع من واحد أربع / قد طال فيها القال والقيلُ
فهذه من سرّنا جملة / لها شروح وتفاصيلُ
في المعدنيات لنا حكمة
في المعدنيات لنا حكمة / مخبوءة في الصدور
أعمالنا فيها وأسرارنا / وما سواها فمتاع الغرور
لا شعرة نعني ولا بيضة / فعدّ عن تدبيرهم في الشعور
وأخرج الأشياء عن طبعها / فبالتصاعيد تصحّ الأمور
وفي انقلاب الأرض عن طبعها / غنى وملك دائم لا يبور
فحلّ رمز القوم واحرص على / فهم المعاني فعليها تدور

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025