المجموع : 7
ما طَلَعَتْ شَمْسٌ مِنَ الْمَغْرِبِ
ما طَلَعَتْ شَمْسٌ مِنَ الْمَغْرِبِ / قَبْلَكَ فِي أُفْقٍ وَلا مَوْكِبِ
وَلا سَمَتْ هِمَّةُ ذِي هِمَّةٍ / حَتّى اسْتَوَتْ فِي ذِرْوَةِ الْكَوْكَبِ
هانَ الَّذِي عَزَّ وَنِلْتَ الَّذِي / حاوَلْتَهُ مِنْ دَرَكِ الْمَطْلَبِ
فاسْعَدْ وَبُشْراكَ بِها عِزَّةً / مَتى تَرُمْ صَهْوَتَها تَرْكَبِ
مُمَلأً بِالْعِزِّ سامِي الْعُلى / مُهَنَّأً بِالظَّفَرِ الأَقْرَبِ
ما الْفَخْرُ فَخْرَ الْمُلْكِ إِلاّ الَّذِي / شِدْتُ بِطِيبِ الْفِعْلِ وَالْمَنْصِبِ
فاليوم أدركت المنى غالباً / وليس غير الليث بالأغلب
فَالنَّصْرُ كُلُّ النَّصْرِ فِي سَيْفِكَ الْ / باتِكِ أَوْ فِي عَزْمِكَ الْمِقْضَبِ
فِي عِزِّكَ الأَقْعَسِ أَوْ هَمِّكَ الْ / أَشْرَفِ أَوْ فِي رَأْيكَ الأَنْجَبِ
يا كاشِفاً لِلخَطْبِ يا راشِفاً / لِلْعَذْبِ مِنْ ثَغْرِ الْعُلى الأَشْنَبِ
لَيْتَ الَّذِي قَلْبِي بِهِ مُغْرَمُ
لَيْتَ الَّذِي قَلْبِي بِهِ مُغْرَمُ / يَعْلَمُ مِنْ وَجْدِي كَما أَعْلَمُ
لَعَلَّهُ إِنْ لَمْ يَصِلْ رَغْبَةً / يَرِقُّ لِلْكْرُوبِ أَوْ يَرْحَمُ
أَذَلَّنِي حُبُّكُمُ فِي الْهُوى / فَما حَمَتْنِي ذِلَّتِي مِنْكُمْ
وَمَذْهَبٌ ما زالَ مُسْتَقْبحاً / فِي الْحَرْبِ أَنْ يُقْتَلَ مُسْتَسْلِمُ
قولا لِفَخْراوَرَ قَوْلَ امْرِئٍ
قولا لِفَخْراوَرَ قَوْلَ امْرِئٍ / فِي عِرْضِهِ عاثَ وَفِي الرِّيشِ راثْ
يا جَبَلَ الُّلؤْمِ الثَّقِيلِ الَّذِي / لَيْسَ لَهُ فِي الصّالِحاتِ انْبِعاثْ
ما كنْتَ أَهْلاً لِرَجائِي وَلا / مِثْلُكَ فِي الْكُرْبَةِ مَنْ يُسْتَغاثْ
لكَّنِنِي كُنْتُ كَذِي جَوْعَةٍ / حَلَّتْ لَهُ الْمَيْتَةُ بَعْدَ الْثَّلاثْ
مَهْلاً بَنِي الصّوفِيِّ إِنَّكُمُ
مَهْلاً بَنِي الصّوفِيِّ إِنَّكُمُ / لَيُعَدُّ دُونَ حصاتِكُمْ جَبَلِي
لَوْ تُنْصِفُونَ صَفاءَ نِعْمَتِكُمْ / ما احْتاجَ بَحْرُكُمْ إِلى وَشَلِي
لا يَشْهَرَنَّ عَلَيَّ سَيْفُكُمُ / سَيْفاً بِهِ فِي الْحَقِّ لَمْ يَصُلِ
إِنَّ الْكَرِيمَ الْمَحْضَ سُؤْدَدُهُ / مَنْ لَمْ تَضِقْ بِوَفائِهِ حِيَلِي
وَالْماجِدَ الْمَرْجُوَّ نائِلُهُ / مَنْ لَمْ يَخِبْ فِي وُدِّهِ أَمَلِي
بِئْسَ الْجَزاءُ جَزَيْتُمُ رَجُلاً / لَمْ يَخْفَ مَوْضِعُهُ عَلَى رَجُلِ
دَبَّتْ عَقارِبُكُمْ إِلَيَّ وَقَدْ / تَهْوِي إِلى أَقْدامِكُمْ قُبَلِي
يَابْنَ عَلِيٍّ ما أُضِيعَتْ عُلىً
يَابْنَ عَلِيٍّ ما أُضِيعَتْ عُلىً / أَمْسَتْ بِتَأْيِيدِكَ مَضْبُوطَهْ
مَنْ كانَ مَغْبُوطاً بِإِدْراكِها / فَهْيَ بِإِدْراكِكَ مَغْبُوطَهْ
كَمْ مِنْ يَدٍ لَيْسَتْ بِمَجْحوُدَةٍ / وَنْعْمَةٍ لَيسَتْ بِمَغْمُوطَهْ
حُزْتَ بِها شُكْرِي وَدَلَّتْ عَلَى / مَحَبَّةٍ بِالنَّفْسِ مَخْلُوطَهْ
وَالْماجِدُ الْمِفْضالُ لا يَأْمَنُ الْ / مالُ غَداةَ الْجُودِ تَفْرِيطَهْ
قَدْ وَصَلَ الثُّوْبُ وَلا عُذْرَ لِي / أَنْ أَلْبَسَ الثَّوْبَ بِلا فُوطَهْ
لا سِيَّما وَهْيَ بِحُكْمِ النَّدى / فِي عَقْدِ مِيعادِكَ مَشْرُوطَهْ
كَيْفَ وَأَخْلاٌقكُ مَرضِيَّةٌ / أَصْحَبُها وَالْحالُ مَسْخُوطَهْ
لا قَبَضَ الدَّهْرُ يَدِي عَنْ غِنىً / وَهْيَ إِلى جُودِكَ مَبْسُوطَهْ
ما لأَبِي اليُمْنِ عَلَيْنا يَدٌ
ما لأَبِي اليُمْنِ عَلَيْنا يَدٌ / لكِنْ أَيادِينا جَمِيعاً عَلَيْهْ
لأَنَّهُ يَعْتَدُّ إِسْداءهُ الْ / جَمِيلَ إِسْداءَ جَمِيلٍ إِلَيْهْ
كَأَنَّما نعطِيهِ مِنْ جُودِ أَيْ / دِينا الَّذِي نَأْخُذُهُ مِنْ يَدَيْهْ
أَخْلاقُهُ أَحْلى مِنَ الأَمْنِ
أَخْلاقُهُ أَحْلى مِنَ الأَمْنِ / وَكَفُّهُ أَنْدى مِنَ الْمُزْنِ
إِذا وَصَفْناهُ وَلَمْ نُسْمِهِ / قَالَ الْوَرى ذاكَ أَبُو الْيُمْنِ
ذاكَ الَّذِي لَوْ لَمْ نَبُحْ بِاسْمِهِ / لَمْ يَجْهَلِ الْعالَمُ مَنْ نَعْنِي
رَأَيْتُكَ تَقْتَضِي شُكْرَ الرِّجالِ / وَلَسْتَ بِمُقْتَضى بَذْلِ النَّوالِ
غَراماً بِالْمَحامِدِ وَالْمَساعِي / وَوَجْداً بِالْمَكارِمِ وَالْمَعالِي
وَلَسْتَ بِعاطِلٍ مِنْ حَلْيِ حَمْدٍ / وَكُلُّ مُؤَمِّلٍ بِنَداكَ حالِ
وَلَيسَ الشُّكْرُ بَعْدَ الْجُودِ إِلاّ / أَسِيرَ الْجُودِ مِنْ قَبْلِ السُّؤالِ
عَلَوْتَ عَنِ الثَّناءِ وَأَيُّ خِرْقٍ / سِواكَ عَنِ الثَّناءِ الْمَحْضِ عالِ
وَأَيْنَ الشُّكْرُ مِنْ هذِي الْعَطايا / وَأَيْنَ الْحَمْدُ مِنْ هذا الْجَلالِ
سَلا الْعُذْرِيُّ عَمَّنْ باتَ يَهْوى / وَلَسْتَ عَنِ النَّدى يَوْماً بِسالِ
بَقِيتَ مُمَلأً غَفَلاتِ عَيْشٍ / نَمِيرِ الْوِرْدِ مَمْدُودِ الظِّلالِ
تُعَمَّرُ وَالْمُيَسَّرَ فِيهِ عُمْراً / جَدِيداً ثَوْبُهُ وَالدَّهْرُ بالِ
تُسَرُّ بِهِ وَتُمْنَحُهُ أَمِينَ الْ / فِطامِ حَمِيدَ عاقِبَةِ الْفِصالِ
بِيُمْنِكَ يا أَبا الْيُمْنِ اسْتَطَلْنا / إِلى الْعَلْياءِ مِنْ كَرَمِ الْخِلالِ
سَعِيداً يا سَعِيدُ تَفُوزُ مِنْهُ / بِأَيّامٍ كَأَيّامِ الْوِصالِ
لَقَدْ شَرُفَتْ بِكَ الدُّنْيا وَطالَتْ / بِكَ الأَيّامُ فَخْراً وَاللَّيالِي
فَعِشْتَ بِها تُسَرْبَلُ مِنْكَ فَخْراً / وَتَلْبَسُ مِنْكَ أَثْوابَ الْجَمالِ