المجموع : 10
تَحِيّةُ اللّهِ عَلى مَعْشَرٍ
تَحِيّةُ اللّهِ عَلى مَعْشَرٍ / ودّعْتَهُم توديع شَرْخ الشّبابْ
كانوا وكُنَّا زَمَناً وانْطوى / ما بَيْننا مثل انطِواء الكِتابْ
إنْ أنْصَفوني لم أسَلْهُم سِوى / أنْ يَجعَلوا العُتبى مكان العِتابْ
لا أرْتَضي البَاخِلَ خِلاً وإنْ
لا أرْتَضي البَاخِلَ خِلاً وإنْ / أحَلّهُ الإيسارُ في ذرْوَتِهِ
دَعْهُ يُكَاثِرْ بِالثّراء الثّرى / قَنَاعَتي أكْثَرُ مِنْ ثَرْوَتِهِ
بُشرَى بإسفارِ صَباحِ النّجاح
بُشرَى بإسفارِ صَباحِ النّجاح / عَن صَفْحَةِ الصّفحِ وَخَفضِ الجَناح
قَدْ آذَنَ المَنُّ بِحَوْزِ المُنى / وَأَعْلَنَ الكَدْحُ بِفَوْزِ القِداح
هَذا افتِتاحُ الصَومِ مُسْتَقبَلاً / عَن اختِتام بِالرّضى وافتِتاح
إنَّ الإمامَ الهاديَ المُرتَضَى / أكّدَ بالعَطْفِ شُرُوطَ السّماح
لِينُ السّجايا عاطِراتٍ كَما / هَزّ الرّياحينَ هُبوبُ الرّياح
وَحُسْنُ إِسْجاحٍ يَليهِ النّدَى / لِذَا انِفِتاحٌ ولِذاَك انفِساح
لَوْ جُبِل الدّهْرُ عَلى حِلْمِهِ / لَم يَكُ مِنْه للنُفوسِ اكْتِساح
عَفْواً إمامَ الحَقِّ عَن خاطِئ / أسْرَفَ للغاياتِ مِنه طِماح
قَدْ راضَهُ بالكَبْحِ تأديبُه / وَلَمْ يُجَاهِرْ عامِداً بالجِماح
أذْنَبَ لَكِنْ تَابَ مِنْ فَوْرِه / وفي قَبُولِ التّوبِ رَفْعُ الجُناح
حَسْبِيَ شَفيعاً لك في هَفْوَتي / حُبّ ونُصْحٌ وثَنَاءٌ صُراح
بَرَحَ بِي الشّوْقُ إلَى حَضْرَةٍ / لَيسَ لِمَنْ وُفِّقَ عَنْها بَراح
وَهِمْتُ فيها بِاقْتِرابٍ فَلَمْ / تُثْمِرْ لِيَ الأقْدَارُ غَيْر انتِزاح
لا زِلْتَ والزّلاتُ شَأنُ الوَرَى / تَهْتَزُّ للصَّفْحِ اهْتِزازَ الصِّفَاح
ثَلاثَةٌ حَيَّتْكَ في الأَرْبَعِينْ
ثَلاثَةٌ حَيَّتْكَ في الأَرْبَعِينْ / نَصْرٌ وَتَمكِينٌ وفَتْحٌ مُبِينْ
أَنتَ أميرُ المُؤمِنينَ الذِي / دَوْلَتُهُ يُمْنٌ عَلَى المُؤْمِنينْ
لَمْ يَبْقَ في أمْرِكَ مِنْ مِرْيَة / مَحَا ظَلامَ الشِّركِ نورُ اليَقينْ
يَحيَى بنُ عبدِ الواحِدِ المُرْتَضَى / ابْن أبي حَفْصٍ لِدُنيا وَدِينْ
فَإِنْ يَكُنْ خَيْرَ مُلُوكِ الوَرَى / فَإنَّ هَذا العامَ أسْنَى السِّنِينْ
لمَّا بَكَتْ مِنْ غَيْرِ دَمْعٍ جَرَى
لمَّا بَكَتْ مِنْ غَيْرِ دَمْعٍ جَرَى / أَعَارَها أدْمُعَهُ المُزْنُ
فَكُلَّما اهْتَزَّ جَنَاحٌ لَهَا / نَظَّمَ مَا يَنْثُرهُ الغُصْنُ
إِلامَ فِي حَلٍّ وَفِي رَبْطِ
إِلامَ فِي حَلٍّ وَفِي رَبْطِ / تَخْبِطُ جَهْلاً أَيَّمَا خَبْطِ
دَعِ الوَرَى وَارْجُ إِلَهَ الوَرَى / فَإِنَّهُ ذُو القَبْضِ وَالبَسْطِ
لَيْسَ لِمَا يُعْطِيهِ مِنْ مانِعٍ / وَلا لِمَا يَمْنَعُ مِنْ مُعْطِ
عَصَى أَبَاهُ وَجَفَا أُمَّهُ
عَصَى أَبَاهُ وَجَفَا أُمَّهُ / وَلَمْ يقلْ مِن عَثرَة عَمّه
يا شرِهاً للبيض والصفر هل
يا شرِهاً للبيض والصفر هل / يثني الردى القبضُ أو القبصُ
في الشقصِ لو تعصي المنى مقنَعٌ / وأنت لا يقنعكَ الشقص
ألم تنبّأ قبلها أنّه / أذلّ أعناق الورى الحرص
خف افتقاراً عند نيل الغنى / كم كامل أدركه النقص
أرضاك بل أنضاك في غير ما / أجدى عليك الوخد والنص
يا حبّذا بحثك لو كان عن / رشدك ذاك البحث والفحص
بشّر بأمن اللّه من خافا
بشّر بأمن اللّه من خافا / وحذّر الأخذةَ من حافا
حسبك من كل الورى واحدٌ / يوليك إن صافاك إنصافا
لا خير في الإسراف إلّا إذا / لم تعتقد في الخير إسرافا
من أقرض اللّه مطيعا له / جازاه أضعافا وأضعافا
ومن يقدّم شكره سائلاً / انتج إسعاداً وإسعافاً
يا بأبي معتمدٌ وجههُ / يلفى مع المشروع وقّافا
وكلّما أيأسَهُ عارضٌ / رجا من الإرجاء ألطافا
مقتفياً في زهده معشراً / لا يسألون الناس إلحافا
واهاً له عاب وجوه الغنى / وباع بالإقتار إترافا
إشراف نفس الحر عارٌ به / فلا تسُم نفسك إشرافا
أما ترى العيدان لما سما / هوى به البارح إعصافا
يا لاهياً عن رشده ساهياً
يا لاهياً عن رشده ساهياً / حتى متى الغفلةُ والسهو
أراك لهن الشيب حدّ الردى / وشيمتاكَ الهزل واللهو
لو راعك القبر وظلماؤهُ / ما راقك البيت ولا البهو
تواضع المرء له عزّةٌ / قعساءُ والذلُ هو الزهو
أمنتَ أن تمنى بعصف الردى / كأنّما زعزَعَهُ رهوُ