المجموع : 22
الصُبحُ قَد مَزَّقَ ثَوبَ الدُجى
الصُبحُ قَد مَزَّقَ ثَوبَ الدُجى / فَمَزِّقِ الهَمَّ بِكَفي مَها
خُذ باسمِها مِن ريقِها قَهوَةً / في لَون خَدّيها تُجَلّي الأَسى
ريعَت مِنَ البَرقِ وَفي كَفِّها
ريعَت مِنَ البَرقِ وَفي كَفِّها / بَرقٌ مِنَ القَهوَةِ لَمّاعُ
يا لَيتَ شِعري وَهيَ شَمسُ الضُحى / كَيفَ مِنَ الأَنوار تَرتاعُ
مِن عاشِقٍ يَشكو صَباباتِهِ
مِن عاشِقٍ يَشكو صَباباتِهِ / إِلى مَحبٍّ هائِمٍ مِثلِهِ
كِلاهُما صَبٌّ إِلى إِلفِهِ / حَرّانُ ظَمآنُ إِلى وَصلِهِ
يا رَبّ عَجّل جَمعَ هَذا بِذا / وَقَرّب الشَكلَ إِلى شَكلِهِ
حَكَّمَهُ في مُهجَتي حُسنُهُ
حَكَّمَهُ في مُهجَتي حُسنُهُ / فَظَلّ لا يَعدِلُ في حُكمِهِ
أَفديه ما يَنفَكُّ لي ظالِماً / يا رَبَّ لا يُجزَ عَلى ظُلمِهِ
قَلبي مُوالٍ لِمُعاديهِ
قَلبي مُوالٍ لِمُعاديهِ / وَعاشِقٌ مَن لا يُباليهِ
خِلٌّ ظَلومٌ كُلَّما زدتهُ / مَوَدّةً زادَ تَجَنّيهِ
يا غَفَرَ اللَهُ لَهُ ذَنبَهُ / في ظُلم صَبٍّ هائِمٍ فيهِ
يا حسَنَ الوَجهِ بِحَقّ الهَوى / لا تَرضى قُبحَ الهَجر وَالتيهِ
سُرورُنا بَعدَكُم ناقِصُ
سُرورُنا بَعدَكُم ناقِصُ / وَالعَيشُ لا صافٍ وَلا خالِصُ
وَالسَعدُ إِن طالَعَنا نَجمَهُ / وَغبتِ فَهوَ الآفلُ الناكِصُ
سَمُّوك بِالجَوهرِ مَظلوَمةً / مِثلكِ لا يُدرِكُهُ غائصُ
لَم تَصفُ لي بَعدُ وَإِلّا فَلِم
لَم تَصفُ لي بَعدُ وَإِلّا فَلِم / لَم أَرَ في عُنوانِها جَوهَرَهْ
دَرَت بِأني عاشِقٌ لاسمِها / فَلَم تُرَد لِلغَيظ أَن تَذكُرَهْ
قالَت إِذا أَبصَرَهُ ثابِتا / قَبّلهُ وَاللَهِ لا أَبصَرَهْ
القَلبُ قَد لجَّ فَما يُقصَرُ
القَلبُ قَد لجَّ فَما يُقصَرُ / وَالوَجدُ قَد جَلّ فَما يُستَرُ
وَالدَمعُ جارٍ قَطرهُ وابِلٌ / وَالجِسمُ بالٍ ثَوبُهُ أَصفَرُ
هَذا وَمَن أعشَقُهُ واصِلٌ / كَيفَ بِهِ لَو أَنَّهُ يَهجُر
لَكِن عَدَتني نائِباتُ النَوى / في دَوحِهِ وَالشادنُ الأَحوَرُ
وَالكَوكَبُ الوَقّاد تَحتَ الدُجى / في أُفقهِ وَالقَمَرُ الأَزهَرُ
وَالنَرجِسُ الفَوّاح غَبَّ النَدى / في رَوضهِ وَالمَندَلُ الأَذفَرُ
قَد خُبِّرَت عَنّيَ أَنّي امرؤٌ / فيهِ شُحوبٌ وَظَنّي يَظهَرُ
فَأَبدِتِ الاشفاقَ مِن حالَتي / وَمِثلُ ما تُبديهِ ما تُضمرُ
واِستفهمت إِن كُنتُ ذا علةٍ / أَو ذا اِشتياقٍ نارُهُ تُسعَرُ
سيدتي لَم تُنصِفي عاشِقاً / أَضحى كَما أَخَبرَكِ المُخبِرُ
إِذ قُلتُ هَل مِن أَلَمٍ طائِفٍ / ما بِكِ أَو شوقٌ فَما تَصبُرُ
ظَلَمتِ بالشك هَوايَ الَّذي / يَعرِفُهُ الغُيّبُ وَالحَضَّرُ
وَاللَهِ ما سُقميَ إِلّا هَوىً / كُلَّ هَوىً في جَنبِهِ يَصغُرُ
غيّرَ جِسمي فاِعلَمي أَنَّني / أَرومُ لُقياكِ وَلا أَقدِرُ
فاِستَغفِري اللَهَ مِن الظلمِ لي / فَإِنَّ مَن يَظلم يَستَغفِرُ
يا مُعرِضاً عَنّي وَلَم أَجِن ما
يا مُعرِضاً عَنّي وَلَم أَجِن ما / يوجِبُ إِعراضاً وَلا هَجرا
قَد طالَ لَيلُ الهَجرِ فاِجعَل لَنا / بالوَصلِ في آخرِهِ فَجرا
وَشادنٍ أَسألُهُ قَهوَةً
وَشادنٍ أَسألُهُ قَهوَةً / فَجادَ بِالقَهوَةِ وَالوَردِ
فَبِتُّ أُسقى الراحَ مِن ريقهِ / وَأجتَني الوَردَ مِنَ الخَدِّ
وَشَمعَةٌ تَنفي ظَلام الدُجى
وَشَمعَةٌ تَنفي ظَلام الدُجى / نَفيَ يَدي العُدم عَن الناسِ
قَد جَعَل الرَحمان مِن لُطفِهِ / حَياتَها في القَطع لِلرأسِ
ساهَرتُها وَالكأسُ يَسعى بِها / مَن ريقُهُ أَشهى مِنَ الكأسِ
ضياؤُها لا شَكَّ مِن وَجهِهِ / وَحَرُّها مِن حَرّ أَنفاسي
يا مَلِكا قَد أَصبَحت كَفُّهُ
يا مَلِكا قَد أَصبَحت كَفُّهُ / ساخِرَةً بِالعارِضِ الهاطِلِ
قَد أَقحَمَتني مِنهُ مِثلُها / يُضَيِّق القَولَ عَلى القائِل
وَإِن أَكُن قَصّرت عَن وَصفِها / فَحُسنُها عَن وَصفِها شاغِلي
يا مُتبِعَ الاكرام إِنعاما
يا مُتبِعَ الاكرام إِنعاما / وَمُتبَعَ الانعام إِتماما
وَعادِلاً في الناس لَكِنَّه / أَصبَح لِلأموال ظَلاما
قَرَنتَ في كَفَّك بحر النَدى / بِصارِمٍ أَسكَنتَهُ الهاما
وَجُمّعت فيكَ خِصال الوَرى / وَحُزتَ آراءً وَإِقداما
فالمَوتُ وَالعَيشُ بيُمناك قَد / صرّفت أَسيافاً وَأَقلاما
أَثقَلتَ بالإِنعام ظَهري فَقَد / أُفحِمتُ عَن شكركَ إِفحاما
سَفَكتُ إِفضالاً دَمي كَي تُرى / تَزيدَ في عُمرِكَ أَعواما
فاِسلَم لإِهراق دِماءِ العِدى / ما طَرَدَ الإِصباحُ إِظلاما
يا أَيُّها المَلْك الَّذي لَم يَزَل
يا أَيُّها المَلْك الَّذي لَم يَزَل / يَسري إِلى غُرّته الساري
وَجامِعاً في كَفِّهِ بِالنَدى / وَالبأسُ بَينَ الماء وَالنارِ
إِهنأ فَقَد نِلتَ الَّذي تَشتَهي / نَفسُكَ وَاشكُر نِعَم الباري
يا خَبَر مَن يَلحَظَه ناظِري
يا خَبَر مَن يَلحَظَه ناظِري / شَهادَةٌ ما شابَها زُورُ
وَمَن إِذا ما لَيلُ خطبٍ دجا / لاحَ بِهِ مِن رأيِهِ نورُ
رَأَيُك إِمّا شِمَتُهُ صارِمٌ / عَضبٌ عَلى الأَعداءِ مَشهورُ
جاءَتنيَ الطير الَّتي سِرُّها / نَظمٌ بِهِ قَلبيَ مَسرورُ
شِعرٌ هوَ السِحرُ فَلا تُنكِروا / أَنّي بِهِ ما عِشتُ مَسحورُ
اللَفظُ وَالقِرطاسُ إِن شُبِّها / قيلَ هُما مِسكٌ وَكافورُ
وَإِنَّهُ لَمّا اِغتَدى خاطِري / مُسائِلاً جاوَبَ عُصفورُ
هُوَ لِجَيش الطَير مِن فِكرَتي / صَقرٌ فَوَلّى وَهوَ مَقهورُ
فَلاحَ لي بَيتٌ فُؤادي لَهُ / دأباً عَلى وُدّك مَقصورُ
حَظُّكَ مِن شكريَ يا سيدي / بِما بَدا لي منك مَوفورُ
قصّرتُ في نظميَ فاِعذر فَمَن / ضاهاكَ في التَقصير مَعذورُ
فأنتَ إِن تنظمْ وَنتثرْ فَقَد / أَعوَزَ مَنظومٌ وَمَنثورُ
لا يَعدُكُم رَوضٌ مِنَ الحَظّ في ال / إِكرام وَالتَرفيع ممطُورُ
يا سيّدي يا مَعدَن العِلمِ
يا سيّدي يا مَعدَن العِلمِ / يا آلَةً لِلحَرب وَالسَلمِ
وَجِّهْ طُيورَ الشَعر نَحوي فَقَد / بَثّ فُؤادي شَرَكَ الفَهمِ
بُنَيَّتي كوني بِهِ برّةً
بُنَيَّتي كوني بِهِ برّةً / فَقَد قَضى الدَهرُ بإِسعافهِ
قَيدي أَما تَعلمني مُسلما
قَيدي أَما تَعلمني مُسلما / أَبَيتَ أَن تُشفِقَ أَو تَرحَما
دَمي شَرابٌ لَكَ وَاللَحمُ قَد / أَكَلتهُ لا تَهشم الأَعظُما
يُبصِرُني فيكَ أَبو هاِشمٍ / فَيَنثَني وَالقَلبُ قَد هُشِّما
اِرحَم طُفَيلاً طائِشاً لُبّهُ / لَم يَخشَ أَن يأتيكَ مُستَرحِما
واِرحَم طُفَيلاً طائِشاً لُبّهُ / جَرّعتَهُنَّ عَلَيهِ لِلبُكاء العَمى
مِنهُنَّ مَن يَفهَم شَيئاً فَقَد / خِفنا عَلَيهِ لِلبُكاء العَمى
وَالغَيرُ لا يَفهَمُ شَيئاً فَما / يَفتَحُ إِلّا للرّضاعِ فَما
يا غُرَّةً تَسخَرُ بِالبَدرِ
يا غُرَّةً تَسخَرُ بِالبَدرِ / وَمُقلَةً تَنفُثُ بِالسِحرِ
وَمَبسَمّا نُظِّم مِن جَوهَرٍ / وَماؤُهُ مِن أَعطَرِ الخَمرِ
وَمَنطَقا أَثبَتَ مِن سِحرِهِ / أَحَرَّ في قَلبي مِنَ الجَمرِ
وَشادِنا تَيَّمني شَخصُهُ / وَوَكَّلَ الأَجفانَ بِالسَهرِ
تاجِر بي اللَهَ تَفُز بِالرِضى / وَتَربَحِ الجَنَّةَ في التَجرِ
يا قَمَراً قَلبي لَهُ مَطلَعُ
يا قَمَراً قَلبي لَهُ مَطلَعُ / وَشادِناً في مُهجَتي يَرتَعُ
وَاللَه ما أَطمَعُ في العَيشِ مُذ / أَصبَحتُ في وَصلِكِ لا أَطمَعُ
لَيتَ كَما يَرتَعُ في مُهجَتي / أَنّيَ في ريقِهِ أَكرَعُ