القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ناصِيف اليازجي الكل
المجموع : 2
قد طَلَعَ البدرُ من المَغرِبِ
قد طَلَعَ البدرُ من المَغرِبِ / فَمنْ رأى هذا ولم يَعجَبِ
والبحرُ في البحرِ أتى راكباً / في طَيِّ فُلْكٍ طيّبَ المَشرَبِ
شخصٌ إذا أقبلَ لكنَّهُ / من شخصهِ يَخرُجُ في مَوْكِبِ
في كلِّ فنٍّ ولسانٍ ترى / منهُ إماماً مُذْهبَ المَذهبِ
يعلمُ ما ليسَ لهُ عالمٌ / قارئَما قد كان لم يُكتِ
في قلبهِ من نَظَرٍ صادِقٍ / ما كذَّبَ العَينَ ولم يَكذبِ
دائِرَةُ الحِكمةِ أقلامُهُ / أعمِدةُ الحقِّ على المَنْكبِ
أحاطَ بالعِلمِ وأسرارهِ / إحاطةَ الهالةِ بالكوكبِ
وكادَ يستقصي لُغاتِ الورى / من مُعْجَمٍ فيها ومن مُعرَبِ
تستحضرُ الأمرَ لهُ فِكرَةٌ / تَستدركُ الأبَعدَ بالأقرَبِ
بَدِيهُ رأيٍ من وَقارٍ بهِ / يأبى ابتِدارَ القولِ بالمُوجَبِ
يَعفوُ على قُدرتهِ مُغضِياً / من حلِمهِ عن نَظَر المغُضَبِ
يحتالُ في التَّرْكِ لذَنبٍ فإنْ / كانَ ففي معذِرَةِ المُذنِبِ
بديعُ لُطفٍ كنسيم الصَبَا / يُهدِي الرُبى عَرْفَ الكِبا الطيّبِ
رَحْبُ النُهَى والصدرِ والباعِ وال / مَنطِقِ والدارِ كريمُ الأبِ
إن كان خيرُ الناسِ من ينفَعُ النْ / نَاسَ فقُلْ هذا ولا تَرْهبِ
ورُبما ضَرَّ حَسُوداً لهُ / أتعَبهُ جرياً ولم يتعَبِ
يا لابساً ثَوبَ سَوادٍ كما / يلبَسُ بدرٌ حُلَّةَ الغَيهَبِ
هَيَّجت بي في الشعر بعد النَّوى / وَجداً قدِيماً في الحَشا قد ربي
والشِعرُ مثلُ المُهرِ في خُلقِهِ / إن طالَ عهدُ الرَّبْطِ لم يُركَبِ
لاحَتْ فقُلنا كوكبُ الصُبحِ بان
لاحَتْ فقُلنا كوكبُ الصُبحِ بان / قالتْ نَعَمْ لكنْ على غُصنِ بانْ
جميلةُ الطَلْعةِ وَضَّاحَةٌ / صارت بها السَبْعُ الدَرارِي ثَمانْ
هَيفاءُ في وَجنْتِها وَردةٌ / يا مَنْ رأى الوَردَ على الخَيْزُرانْ
قد تَلِفَتْ في يَدِها مُهجتي / عَمْداً ولم يَثْبُتْ عليها الضَّمانْ
ما بينَ عَينَيها وأكبادِنا / داهيةٌ بِكرٌ وحَرْبٌ عَوانْ
إذا شَكونا ما لَقينا بها / تَقولُ قد قُدِّرَ هذا فكانْ
في خَدِّها نارُ المَجُوسِ التي / قامَ لَدَيها الخالُ كالمُوبَذانْ
أو نارُ إبراهيمَ مشبوبةً / في مُهَج الحُسَّادِ ذاتِ الدُخانْ
هذا خليلُ اللهِ والناسِ في الدْ / دِينِ وفي الدُّنيا فنِعْمَ القِرانْ
أشَمُّ ماضي العَزمِ ماضي اليَدِ ال / بَيضاءِ ماضي الرأْي ماضي اللِّسانْ
الشَّاعرُ الواري الزِنادِ الذي / تَحكي قوافيهِ عُقودَ الجُمانْ
يَصدَعُ من أقلامِهِ عاملٌ / للحَقِّ فيهِ الهُدَى تَرْجُمانْ
يَستَبِقُ المَعَنى إلى قلبهِ / واللفظُ كالفُرْسانِ يومَ الرِّهانْ
في كلِّ فَنٍّ من بَلاغاتهِ / يَجلُو بَيانُ السِّحرِ سِحرَ البَيانْ
مُهذَّبُ الأخلاقِ مَيمونُها / رَيَّانُ طَلْقُ الوجهِ طَلْقُ البَنانْ
ثَناؤهُ لم يَخلُ منهُ فَمٌ / وذِكرُهُ لم يَخلُ منهُ مَكانْ
رَقَّت معانيهِ ودَقّت كما / رَقَّت نُسَيماتُ الصَّبا في الجِنانْ
يُنسِي جَريراً نَظمُ أبياتِهِ / ونثرهُ يُنسِي بديعَ الزَّمانْ
رَبُّ القوافي المُطرِباتِ التي / سُكري بها لا بِسُلاف الدِّنانْ
تُقيِّدُ القلبَ بأسبابِها / إذا التَقاها الطَرْفُ طَلْقَ العِنانْ
ورُبَّ حَسناءِ المُحيَّا انْجَلتْ / مِثلَ اللآلي في نُحورِ الحِسانْ
ألبَسَها ثَوبَ سَوادٍ به / تاهَتْ فعافَتْ حُلَّةَ الأُرْجُوانْ
يا أُنسَ يومٍ قد أتَتْني ضُحىً / أشَهى من النَيرُوزِ والمِهْرَجانْ
وَهبْتُها عَيني وأُذْني فلم / تَرضَ لها إلاّ صَميمَ الجَنَانْ
يا خيرَ من صامَ وصَلَّى ومَن / قامَ خطيباً وارتَدَى الطَيلْسانْ
إليكَ عَذراءَ سَعَتْ نَحوَكُمْ / بِقَدَمِ الصَبِّ وقلبِ الجَبانْ
خافتْ منَ الذَّنبِ بتَقصيرها / فأقبَلَتْ تَطلُبُ منكَ الأمانْ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025