القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مَحمود سامِي البارُودِي الكل
المجموع : 23
يَا مَنْ رَأَى الشَّادِنَ في سِرْبِهِ
يَا مَنْ رَأَى الشَّادِنَ في سِرْبِهِ / يَتِيهُ بِالْحُسْنِ عَلَى تِرْبِهِ
أَرْسَلَ فَرْعَيْهِ لِكَي يَعْبَثَا / بِأُكْرَتَيْ نَهْدَيْهِ مِنْ عُجْبِهِ
أَحْتَمِلُ الْمَكْرُوهَ مِنْ أَجْلِهِ / وَأَبْذُلُ الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ
قَدْ لامَنِي الْعَاذِلُ فيهِ ولَوْ / رَأَى الْهُدَى أَقْصَرَ عَنْ عَتْبِهِ
وَهَلْ يُطِيقُ الْمَرْءُ سَتْرَ الْهَوَى / مِنْ بَعْدِ ما اسْتَوْلَى عَلَى لُبِّهِ
تَقَلُّبُ الْعَينِ دَلِيلٌ عَلَى / ما أَضْمَرَ الإِنْسَانُ فِي قَلْبِهِ
يا سامَحَ اللهُ عُيُونَ الْمَهَا / فَهُنَّ عَوْنُ الدَّهْرِ فِي حَرْبِهِ
أَمَا كَفَى ما جَرَّ أَحْدَاثُهُ / حَتَّى دَعَا الْغِيدَ إِلى حِزْبِهِ
لا تَبْهَتِ الشَّيْطَانَ فِي فِعْلِهِ
لا تَبْهَتِ الشَّيْطَانَ فِي فِعْلِهِ / فَقَدْ كَفَى أَنَّكَ مِنْ حِزْبِهِ
فَاخْسَأْ فَمَا الْخِنْزِيرُ فِي نَوْعِهِ / أَخَسَّ طَبْعاً مِنْكَ فِي كَسْبِهِ
لَوْ لَمْ تَكُنْ فِي الدَّهْرِ مُسْتَوْزَراً / مَا سَارَعَ النَّاسُ إِلى سَبِّهِ
ذَاكَ الَّذِي لَوْلا خُمُولُ الْوَرَى / مَا نامَ مِنْ أَمْنٍ عَلَى جَنْبِهِ
يَفْعَلُ بِالنَّاسِ أَفَاعِيلَهُ / وَلا يَخَافُ الله مِنْ ذَنْبِهِ
فَالْخَيْرُ وَالنِّعْمَةُ فِي بُعْدِهِ / والشَرُّ وَالنِقْمَةُ فِي قُرْبِهِ
أَشَدُّ خَلْقِ اللهِ كِبْراً فَإِنْ / فَاجَأْتَهُ كَرَّ عَلَى عَقْبِهِ
هَجَوْتُهُ لا بَالِغَاً لُؤْمَهُ / لَكِنَّنِي كَفْكَفْتُ مِنْ غَرْبِهِ
فَإِنْ أَكُنْ قَدْ نِلْتُ مِنْ عِرْضِهِ / فَإِنَّنِي دَنَّسْتُ شِعْرِي بِهِ
فَلا يَلُومَنَّ سِوَى نَفْسِهِ / مَنْ سَلَّطَ النَّاسَ عَلَى ثَلْبِهِ
يَا كَوْكَبَ الصُّبْحِ مَتَى يَنْقَضِي
يَا كَوْكَبَ الصُّبْحِ مَتَى يَنْقَضِي / عُمْرُ الدُّجَى يَا كَوْكَبَ الصُّبْحِ
قَدْ سَدَّ حِصْنُ اللَّيْلِ أَبْوَابَهُ / فَاتْلُ عَلَيْهِ سُورَةَ الْفَتْحِ
إِنِّي أَرَى أَنْجُمَهُ قَدْ وَنَتْ / فَمَا لَهَا أَيْد عَلَى السَّبْحِ
وَقَدْ بَدَا ذُو ذَنَبٍ طَالِعاً / كَأَنَّهُ سُنْبُلَةُ الْقَمْحِ
مَنْ قَلَّدَ الزَّهْرَ جُمَانَ النَّدَى
مَنْ قَلَّدَ الزَّهْرَ جُمَانَ النَّدَى / وَأَلْهَمَ الْقُمْرِيَّ حَتَّى شَدَا
وَزَيَّنَ الأَرْضَ بِأَلْوانِهَا / وَصَوَّرَ الأَبْيَضَ والأَسْوَدَا
سُبْحَانَ مَنْ أَبْدَعَ فِي مُلْكِهِ / حَتَّى بَدَا مِنْ صُنْعِهِ مَا بَدَا
تَنَزَّهَتْ عَنْ صِفَةٍ ذَاتُهُ / وَقَامَ فِي لاهُوتِهِ أَوْحَدَا
فَاسْجُدْ لَهُ وَاقْصِدْ حِمَاهُ تَجِدْ / رَبَّاً كَرِيماً وَمَلِيكاً هَدَى
فَقُمْ بِنَا يا صَاحِ نَرْعَ النَّدَى / وَنَسْأَلِ اللهِ عَمِيمَ النَّدَى
أَمَا تَرَى كَيْفَ اسْتَحَارَ الدُّجَى / وَكَيْفَ ضَلَّ النَّجْمُ حَتَّى اهْتَدَى
وَلاحَ خَيْطُ الْفَجْرِ فِي سُحْرَةٍ / كَصَارِمٍ فِي قَسْطَلٍ جُرِّدَا
فَالْجَوُّ قَدْ باحَ بِمَكْنُونِهِ / وَالأَرْضُ قَدْ أَنْجَزَتِ الْمَوْعِدَا
غَمَامَةٌ أَلْقَتْ بِأَفْلاذِهَا / وَجَدْوَلٌ مَدَّ إِلَيْنَا يَدَا
فَانْهَضْ وَسِرْ وَانْظُرْ ومِلْ وَابْتَهِجْ / وَامْرَحْ وَطِبْ وَاشْرَبْ لِتُرْوِي الصَّدَى
وَلا تَسَلْ عَنْ خَبَرٍ لَمْ يَحِنْ / مِيقَاتُهُ وَانْظُرْ إِلَى الْمُبْتَدَا
وَلا تَلُمْ خِلاً عَلَى هَفْوَةٍ / فَقَلَّمَا تَلْقَى فَتىً أَمْجَدَا
لَوْ عَلِمَ الإِنْسَانُ ما أَضْمَرَتْ / أَحْبَابُهُ هَانَتْ عَلَيْهِ الْعِدَا
فَدَعْ بَنِي الدُّنْيَا لأَهْوَائِهِمْ / وَلا تُطِعْ مَنْ لاَمَ أَوْ فَنَّدَا
مَا لِي وَلِلنَّاسِ وَأَعْمَالِهِمْ / كُلُّ امْرِئٍ رَهْنُ حِسَابٍ غَدَا
هِلْ هِيَ إِلَّا مُدَّةٌ تَنْقَضِي / وَكُلُّ نَفْسٍ خُلِقَتْ لِلرَّدَى
فَاسْتَعْمِلِ الرِّفْقَ تَعِشْ رَاشِداً / وَاعْطِفْ عَلَى الأَدْنَى تَكُنْ سَيِّدَا
وَاسْعَ لِمَا أَنْتَ لَهُ فَالْفَتَى / إِنْ هَجَرَ الرَّاحَةَ حَازَ الْمَدَى
مَا خَلَقَ اللهُ الْوَرَى بَاطِلاً / لِيَرْتَعُوا بَيْنَ الْبَوَادِي سُدَى
فَاقْبَلْ وَصَاتِي وَاسْتَمِعْ حِكْمَتِي / فَلَيْسَ مَنْ أَغْوَى كَمَنْ أَرْشَدَا
إِنِّي وإِنْ كُنْتُ أَخَا صَبْوَةٍ / وَمِسْمَعٍ يُطْرِبُنِي مَنْ شَدَا
فَقَدْ أَزُورُ اللَّيْثَ في غَابِهِ / وَأَهْبِطُ الأَرْضَ عَلَيْهَا النَّدَى
وَأَصْدَعُ الْخَصْمَ وَمَا خِلْتُنِي / أَصْدَعُ إِلَّا الْبَطَلَ الأَصْيَدَا
بِلَهْذَمٍ لَيْسَتْ لَهُ صَعْدَةٌ / لَكِنَّهُ يَمْضِي إِذَا سُدِّدَا
أَوْ صَارِمٍ يَفْرِي نِيَاطَ الْكُلَى / وَلَمْ يَزَلْ فِي جَفْنِهِ مُغْمَدَا
مَاضِي الْغِرَارَيْنِ وَلَكِنَّهُ / لا يَعْرِفُ الصَّيْقَلَ وَالْمِبْرَدَا
أَوْ مِشْقَصٍ إِنْ فَوَّقَتْ نَصْلَهُ / إِلَى امْرِئٍ غَيْرُ يَدٍ أَقْصَدا
أَوْ طَائِرٍ فِي وَكْرِهِ جاثِمٍ / يَشُوقُ إِنْ هَيْنَمَ أَوْ غَرَّدَا
لَمْ يَعْدُ كِنَّاً لَمْ يَزَلْ سَاكِناً / فِيهِ وَبَاباً دُونَهُ مُؤْصَدَا
قَدْ لانَ إِلَّا أَنَّهُ إِنْ قَسَا / يَوْمَ نِضَالٍ صَدَعَ الْجَلْمَدَا
مُعْتَقَلٌ لَكِنَّهُ مُطْلَقٌ / يَجُولُ في مَسْكَنِهِ سَرْمَدَا
يَحْكُمُ بِالذَّوْقِ عَلَى ما يَرَى / وَيَعْرِفُ الأَصْلَحَ والأَفْسَدَا
لَهُ صِحَابٌ قَدْ أَحَاطَتْ بِهِ / تَنْقُلُ عَنْهُ نَبَرَاتِ الصَّدَى
فَهْوَ بِهَا مُجْتَمِعٌ شَمْلُهُ / إِنْ أَصْدَرَ الْقَوْلَ بِهَا أَوْرَدَا
مُشْتَبِهَاتُ الرَّصْفِ فِي جَوْدَةٍ / تَبَارَكَ اللهُ الَّذِي جَوَّدَا
يَبِيتُ مِنْهَا وَهْو ذُو مِرَّةٍ / فِي رَصَفٍ مِنْ لُؤْلُؤٍ نُضِّدَا
ذَاكَ لِسَانِي وَهْوَ حَسْبِي إِذَا / ما أَبْرَقَ الْحَاسِدُ أَوْ أَرْعَدَا
وَصَاحِبٍ لا كَانَ مِنْ صَاحِبٍ
وَصَاحِبٍ لا كَانَ مِنْ صَاحِبٍ / أَخْلاقُهُ كَالْمِعْدَةِ الْفَاسِدَهْ
أَقْبَحُ مَا فِي النَّاسِ مِنْ خَصْلَةٍ / أَحْسَنُ مَا فِي نَفْسِهِ الْجَامِدَهْ
لَوْ أَنَّهُ صُوِّرَ مِنْ طَبْعِهِ / كَانَ لَعَمْرِي عَقْرَباً رَاصِدَهْ
يَصْلُحُ لِلصَّفْعِ لِكَيْلا يُرَى / فِي عَدَدِ النَّاسِ بِلا فَائِدَهْ
يَغْلِبُهُ الضَّعْفُ وَلَكِنَّهُ / يَهْدِمُ فِي قَعْدَتِهِ الْمَائِدَهْ
يُرَاقِبُ الصَّحْنَ عَلَى غَفْلَةٍ / مِنْ أَهْلِهِ كَالْهِرَّةِ الصَّائِدَهْ
كَأَنَّمَا أُظْفُورُهُ مِنْجَلٌ / وَبَيْنَ فَكَّيْهِ رَحىً راعِدَهْ
كَأَنَّمَا الْبَطَّةُ فِي حَلْقِهِ / نَعَامَةٌ فِي سَبْسَبٍ شَارِدَهْ
تَسْمَعُ لِلْبَلْعِ نَقِيقاً كَمَا / نَقَّتْ ضَفَادِي لَيْلَةٍ رَاكِدَهْ
كَأَنَّمَا أَنْفَاسُهُ حَرْجَفٌ / وَبَيْنَ جَنْبَيْهِ لَظىً وَاقِدَهْ
وَيْلُمِّهِ إِذْ مَخَضَتْ هَلْ دَرَتْ / أَنَّ الرَّدَى فِي بَطْنِهَا الْعَاقِدَهْ
تَبَّاً لَهَا شَنْعَاءَ جَاءَتْ بِهِ / مِنْ لَقْحَةٍ فِي فَقْحَةٍ كَاسِدَةْ
لا رَحْمَةُ اللهِ عَلَى وَالِدٍ / غَمَّ بِهِ الدُّنْيَا ولا وَالِدَهْ
يَا أَيُّهَا الظَّالِمُ فِي مُلْكِهِ
يَا أَيُّهَا الظَّالِمُ فِي مُلْكِهِ / أَغَرَّكَ الْمُلْكُ الَّذِي يَنْفَدُ
اصْنَعْ بِنَا ما شِئْتَ مِنْ قَسْوَةٍ / فَاللهُ عَدْلٌ وَالتَّلاقِي غَدُ
لَمْ أَصْطَبِرْ بَعْدَكَ مِنْ سَلْوَةٍ
لَمْ أَصْطَبِرْ بَعْدَكَ مِنْ سَلْوَةٍ / لَكِنْ تَصَبَّرْتُ عَلَى جَمْرِ
وَشِيمَةُ الْعَاقِلِ فِي رُزْئِهِ / أَنْ يَسْبقَ السَّلْوَةَ بِالصَّبْرِ
مَنْ طَلَبَ الْعِزَّ بِلا آلَةٍ
مَنْ طَلَبَ الْعِزَّ بِلا آلَةٍ / أَدْرَكَهُ الذُّلُّ مَكانَ الظَّفَرْ
فَاصْبِرْ عَلَى الْمَكْرُوهِ تَظْفَرْ بِمَا / شِئْتَ فَقَدْ حَازَ الْمُنَى مَنْ صَبَرْ
وَقِفْ إِذَا مَا عَرَضَتْ شُبْهَةٌ / فَاللُّبْثُ خَيْرٌ مِنْ رُكُوبِ الْغرَرْ
وَلا تَقُولَنَّ لِشَيءٍ مَضَى / يَا لَيْتَهُ دَامَ وَخُذْ مَا حَضَرْ
وَلا تُعَامِلْ صَاحِبَاً بِالَّتِي / تَرْجِعُ عَنْهَا تَائِبَاً تَعْتَذِرْ
وَغُضَّ مِنْ طَرْفِكَ إِنْ خِفْتَهُ / فَحَاجِبُ الشَّهْوَةِ غَضُّ الْبَصَرْ
مَا أَطْوَلَ اللَّيْلَ عَلَى السَّاهِرِ
مَا أَطْوَلَ اللَّيْلَ عَلَى السَّاهِرِ / أَمَا لِهَذَا اللَّيْلِ مِنْ آخِرِ
يَا مُخْلِفَ الْوَعْدِ أَلا زَوْرَةٌ / أَقْضِي بِهَا الْحَقَّ مِنَ الزَّائِرِ
تَرَكْتَنِي مِنْ غَمَرَاتِ الْهَوَى / فِي لُجِّ بَحْرٍ بِالرَّدَى زَاخِرِ
أَسْمَعُ فِي قَلْبِي دَبِيبَ الْمُنَى / وَألْمَحُ الشُّبْهَةَ فِي خَاطِرِي
فَتَارَةً أَهْدَأُ مِنْ رَوْعَتِي / وَتَارَةً أَفْزَعُ كَالطَّائِرِ
وَبَيْنَ هَاتَيْنِ شَبَا لَوْعَةٍ / لَهَا بِقَلْبِي فَتْكَةُ الثَّائِرِ
فَهَلْ إِلَى الْوُصْلَةِ مِنْ شَافِعٍ / أَمْ هَلْ عَلَى الصَّبْوَةِ مِنْ نَاصِرِ
يَا قَلْبُ لا تَجْزَعْ فَإِنَّ الْمُنَى / فِي الصَّبْرِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِ
بِكَ اسْتَقَامَتْ مِصْرُ حَتَّى غَدَتْ
بِكَ اسْتَقَامَتْ مِصْرُ حَتَّى غَدَتْ / يَحْمَدُهَا الْوَارِدُ وَالصَّادِرُ
وَكَيْفَ لا تُبْصِرُ قَصْدَ الْهُدَى / حُكُومَةٌ أَنْتَ لَهَا نَاظِرُ
نَمَّ الصَّبَا وَانْتَبَهَ الطَّائِرُ
نَمَّ الصَّبَا وَانْتَبَهَ الطَّائِرُ / وَاسْتَحَرَ الصَّاهِلُ وَالْهَادِرُ
وَأَضْحَتِ الأَرْضُ لِفَيْضِ الْحَيَا / مَصْقُولَةً يَلْهُو بِهَا النَّاظِرُ
تَبْدُو بِهَا أَنْجُمُ زَهْرٍ لَهَا / مَنَازِلٌ يَجْهَلُهَا الْخَابِرُ
كَأَنَّمَا أَلْبَسَهَا نَثْرَةً / مِنَ النُّجُومِ الْفَلَكُ الدَّائِرِ
فَقُمْ بِنَا نَلْهُ بِلَذَّاتِنَا / فَإِنَّمَا الْعَيْشُ لَهُ آخِرُ
وَلا تَقُلْ نَنْظُرُ مَا فِي غَدٍ / رُبَّ غَدٍ آمِلُهُ خَاسِرُ
فَإِنَّمَا الْعَيْشُ وَلَذَّاتُهُ / فِي سَاعَةٍ أَنْتَ بِهَا سَادِرُ
لا يَغْنَمُ اللَّذَّةَ غَيْرُ امْرِئٍ / لَيْسَ لَهُ عَنْ لَهْوِهِ زَاجِرُ
قَدْ خَبَرَ الدَّهْرَ فَمَا غَائِبٌ / يَجْهَلُهُ مِنْهُ وَلا حَاضِرُ
يَا سَاقِيَيَّ اعْتَوِرَا كَأْسَهَا / فَلِي بِهَا عَنْ غَيْرِهَا عَاذِرُ
حَمْرَاءُ تُلْقِي بِلَحَاظِ الْفَتَى / صِبْغَاً بِهِ يَعْتَرِفُ النَّاكِرُ
تَفْعَلُ بِالشَّارِبِ أَضْعَافَ مَا / جَرَّ عَلَى عُنْقُودِهَا الْعَاصِرُ
عَتَّقَهَا الدُّهْقَانُ فِي دَيْرِهِ / حِيناً وَلَمْ يَشْعُرْ بِهَا شَاعِرُ
شَجٍ بِهَا يَكْتُمُهَا نَفْسَهُ / وَهْوَ لِيَرْضَاهَا غَدَاً صَابِرُ
حَتَّى إِذَا تَمَّتْ مَوَاقِيتُهَا / وَزَالَ عَنْهَا الزَّبَدُ الْمَائِرُ
جَاءَتْ وَقَدْ شَاكَلَهَا كَأْسُهَا / فَاشْتَبَهَ الْبَاطِنُ وَالظَّاهِرُ
بِمِثْلِهَا تُعْجِبُنِي صَبْوَتِي / وَيَزْدَهِينِي اللَّيْلُ وَالسَّامِرُ
فَمَا لِهَذِي النَّاسِ فِي غَفْلَةٍ / عَمَّا إِلَيْهِ يَنْتَهِي السَّائِرُ
أَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ مَضَتْ قَبْلَهُمْ / مِنْ أُمَمٍ لَيْسَ لَهَا ذَاكِرُ
إِنْ لَمْ يَكُنْ فِي الأَمْرِ مِنْ حِكْمَةٍ / فَفِيمَ هَذَا الشَّغَبُ الثَّائِرُ
كُلُّ امْرِئٍ أَسْلَمَهُ عَقْلُهُ / فَمَا لَهُ مِنْ بَعْدِهِ نَاصِرُ
أَلْهَتْكُمُ الدُّنْيَا عَنِ الآخِرَهْ
أَلْهَتْكُمُ الدُّنْيَا عَنِ الآخِرَهْ / وَهِيَ مِنَ الْجَهْلِ بِكُمْ سَاخِرَهْ
وَغَرَّكُمْ مِنْهَا وَأَنْتُمْ بِكُمْ / جُوعٌ إِلَيْهَا قِدْرُهَا الْبَاخِرَهْ
يَمْشِي الْفَتَى تِيهَاً وَفِي ثَوْبِهِ / مِنْ مَعْطِفَيْهِ جِيفَةٌ جَاخِرَهْ
كَأَنَّهُ فِي كِبْرِهِ سَادِرٌ / سَفِينَةٌ فِي لُجَّةٍ مَاخِرَهْ
كَمْ أَنْفُسٍ عَزَّتْ بِسُلْطَانِهَا / فِي ما مَضَى وَهْيَ إِذَنْ دَاخِرَهْ
وَعُصْبَةٍ كَانَتْ لأَمْوَالِهَا / مَظنَّةَ الْفَقْرِ بِهَا ذَاخِرَهْ
فَأَصْبَحَتْ يَرْحَمُهَا مَنْ يَرَى / وَقَدْ غَنَتْ فِي نِعْمَةٍ فَاخِرَهْ
فَلا جَوَادٌ صَاهِلٌ عَزَّهُمْ / يَوْمَاً وَلا خَيْفَانَةٌ شَاخِرَهْ
بَلْ عَمَّ دُنْيَاهُمْ صُرُوفٌ لَهَا / مِنَ الرَّدَى أَوْدِيَةٌ زَاخِرَهْ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ / وَاخْشَوْا عَذَابَ اللَّهِ وَالآخِرَهْ
أَنْتُمْ قُعُودٌ وَالرَّدَى قَائِمٌ / يُسْقِيكُمُ بِالْكُوبِ وَالصَّاخِرَهْ
فَانْتَبِهُوا مِنْ غَفَلاتِ الْهَوَى / وَاعْتَبِرُوا بِالأَعْظُمِ النَّاخِرَهْ
يَا رُبَّ لَيْلٍ بِتُّ أُسْقَى بِهِ
يَا رُبَّ لَيْلٍ بِتُّ أُسْقَى بِهِ / مَشْمُولَةً صَفْرَاءَ كَالْوَرْسِ
كَأَنَّهَا فِي كَأْسِهَا شُعْلَةٌ / مَقْبُوسَةٌ مِنْ كَوْكَبِ الشَّمْسِ
أَيْنَ لَيَالِينَا بِوَادي الْغَضَى
أَيْنَ لَيَالِينَا بِوَادي الْغَضَى / ذَلِكَ عَهْدٌ لَيْتَهُ مَا انْقَضَى
كُنْتُ بِهِ مِنْ عِيشَتِي رَاضِياً / حَتَّى إِذَا وَلَّى عَدِمْتُ الرِّضَا
أَيَّامُ لَهْوٍ وَصِباً كُلَّمَا / ذَكَرْتُهَا ضَاقَ عَلَيَّ الْفَضَا
فَآهِ مِنْ دَهْرٍ بِأَحْكَامِهِ / جَارَ عَلَيْنَا وَقَضَى مَا قَضَى
أَيَّ قِنَاعٍ مِنْ شَباَبٍ سَرَا / وَأَيَّ ثَوْبٍ مِنْ نَعِيمٍ نَضَا
قَدْ بَيَّضَ الأَسْوَدَ مِنْ لِمَّتِي / يَا لَيْتَهُ سَوَّدَ ما بَيَّضَا
عَهْدٌ كَطَيْفٍ زَارَ حَتَّى إِذَا / أَشْرَقَ صُبْحٌ مِنْ مَشِيبي مَضَى
ما كَانَ إِلَّا كَنَسِيمٍ سَرَى / وَعَارضٍ غَامَ وَبَرْقٍ أَضَا
وَلَّى وَلَمْ يُعْقِبْ سِوَى حَسْرَةٍ / بَيْنَ الْحَشَا كَالصَّارِمِ الْمُنْتَضَى
لَوْلا الْغَضَى وَهْوَ مَطافُ الْهَوَى / مَا شَبَّ فِي قَلْبِيَ جَمْرُ الْغَضَى
أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ بِهِ شَادِنَاً / عَذَّبَنِي بِالصَّدِّ بَلْ أَرْمَضَا
مُعْتَدِلُ الْقَامَةِ ذُو لَحْظَةٍ / تَعَلَّمَ الْخَطِّيُّ مِنْهُ الْمَضَا
ظَبْيُ حِمىً مُذْ غَرَبَتْ شَمْسُهُ / عَنْ نَاظِرِي بِالْبَيْنِ مَا غَمَّضَا
قَدْ سَرَّنِي حِينَ أَتَى مُقْبِلا / وَسَاءَنِي حِينَ مَضَى مُعْرِضَا
حَمَّلَنِي مِنْ وَجْدِهِ لَوْعَةً / لَوْ نَهَضَ الدَّهْرُ بِهَا خَفَّضَا
قَدْ أَخَذَ النَّوْمَ وَمَا رَدَّهُ / وَاسْتَلَبَ الْقَلْبَ وَمَا عَوَّضَا
ما بَالُهُ مَاطَلَ فِي وَعْدِهِ / أَلَمْ يَحِنْ لِلدَّيْنِ أَنْ يُقْتَضَى
قَاضَيْتُهُ عِنْدَ مَلِيكِ الْهَوَى / فَغَلَّ حَقِّي وَأَسَاءَ الْقَضَا
فَمَنْ لَهُ أَشْكُو وَقَدْ سَامَنِي / جَوْراً وَحَقُّ الْجَوْرِ أَنْ يُرْفَضَا
تَاللَّهِ لَوْلا خَوْفُ هِجْرَانِهِ / مَا بَاتَ قَلْبِي عَانِياً مُحْرَضَا
فَإِنَّ لِي مِنْ عَزْمَتِي صَاحِبَاً / يَمْنَعُنِي فِي الرَّوْعِ أَنْ أَدْحَضَا
وَلَسْتُ مِمَّنْ إِنْ دَجَا حَادِثٌ / أَلْقَى زِمَامَ الأَمْرِ أَوْ فَوَّضَا
لَكِنَّنِي أَلْقَى الرَّدَى حَاسِرَاً / وَأَصْدَعُ الْخَصْمَ إِذَا عَرَّضَا
أَسْتَحْقِبُ الشَّهْدَ لِمَنْ وَدَّنِي / وَأَنْفُثُ السُّمَّ لِمَنْ أَبْغَضَا
جَرَّدْتُ نَفْسِي لِطِلابِ الْعُلا / وَالسَّيْفُ لا يُرْهَبُ أَوْ يُنْتَضَى
وَلِي مِنَ الْقَوْلِ نَصِيرٌ إِذَا / دَعَوْتُهُ فِي حَاجَةٍ أَوْفَضَا
سَلْ عَنِّيَ الْمَجْدَ وَلا تَحْتَشِمْ / فَالْمَجْدُ يَدْرِي أَيَّ سَيْفٍ نَضَا
هَلْ مِنْ فَتَى يَنْشُدُ قَلْبِي مَعِي
هَلْ مِنْ فَتَى يَنْشُدُ قَلْبِي مَعِي / بَيْنَ خُدُورِ الْعيْنِ بِالأَجْرَعِ
كَانَ مَعِي ثُمَّ دَعَاهُ الْهَوَى / فَمَرَّ بِالْحَيِّ وَلم يَرْجَعِ
فَهَلْ إِذَا نَادَيْتُهُ بِاسْمِهِ / يُفِيقُ مِنْ سَكْرَتِهِ أَوْ يَعِي
هَيْهَاتَ يَلْقَى رَشَداً بَعْدَمَا / أَغْوَاهُ لَحْظُ الرَّشَإِ الأَتْلَعِ
فَيَا دموعَ الْقَطْرِ سِيلِي دَماً / وَيَا بَنَاتِ الأَيْكِ نُوحِي مَعِي
وَأَنْتِ يَا نَسْمَةَ وَادِي الْغَضَى / مُرِّي بِرَيَّاكِ عَلَى مَرْبَعِي
وَأَنْتِ يَا عُصْفُورَةَ الْمُنْحَنَى / بِاللَّهِ غَنِّي طَرَباً وَاسْجَعِي
وَأَنْتِ يَا عَيْنُ إِذَا لَمْ تَفِي / بِذِمَّةِ الدَّمْعِ فَلا تَهْجَعِي
صَبَابَةٌ أَغْرَتْ عَلَيَّ الأَسَى / وَدَلَّتِ السُّهْدَ عَلَى مَضْجَعِي
وَيْلاهُ مِنْ نارِ الْهَوَى إِنَّهَا / لَوْلا دُمُوعِي أَحْرَقَتْ أَضْلُعِي
أَبِيتُ أَرْعَى النَّجْمَ فِي سُدْفَةٍ / ضَلَّ بِهَا الصُّبْحُ فَلَمْ يَطْلُعِ
لا أَهْتَدِي فِيهَا إِلَى حِيلَةٍ / تَقِي حَيَاتِي مِنْ يَدَيْ مَصْرَعِي
طَوْرَاً أُدَارِي لَوْعَتِي بِالْمُنَى / وَتَارَةً يَغْلِبُنِي مَدْمَعِي
فَهَلْ إِلَى الأَشْوَاقِ مِنْ غَايَةٍ / أَمْ هَلْ إِلَى الأَوْطَانِ مِنْ مَرْجَعِ
لا تَأْسَ يَا قَلْبُ عَلَى مَا مَضَى / لا بُدَّ لِلْمِحْنَةِ مِنْ مَقْطَعِ
عُودِي بِوَصْلٍ أَوْ خُذِي مَا بَقِي
عُودِي بِوَصْلٍ أَوْ خُذِي مَا بَقِي / فَقَدْ تَدَاعَى الْقَلْبُ مِمَّا لَقِي
أَيُّ فُؤَادٍ بِكِ لَمْ يَعْلَقِ / وَأَنْتِ صِنْوُ الْقَمَرِ الْمُشْرِقِ
عَلَّمْتِنِي الذُّلَّ وَكُنْتُ امْرأً / أَفْعَلُ مَا شِئْتُ وَلا أَتَّقِي
فَارْحَمْ فُؤَاداً أَنْتَ أَبْلَيْتَهُ / وَمُقْلَةً لَوْلاكَ لَمْ تَأْرَقِ
لَمْ أَدْرِ حَتَّامَ أُقَاسِي الْجَوَى / يَا وَيْحَ قَلْبِي مِنْكَ مَاذَا لَقِي
إِذَا تَذَكَّرْتُكَ فِي خَلْوَةٍ / هَوَتْ بِدَمْعِي زَفْرَةٌ تَرْتَقِي
تَاللَّهِ مَا أَنْصَفَ مَنْ لامَنِي / فِيكَ وَهَلْ لَوْمٌ عَلَى مُشْفِقِ
وَكَيْفَ لا أَعْشَقُ مَنْ حُسْنُهُ / يَدْعُو إِلَى الصَّبْوَةِ قَلْبَ التَّقِي
لَكَ الْجَمَالُ التِّمُّ دُونَ الْوَرَى / وَلَيْسَ لِلْبَدْرِ سِوَى رَوْنَقِ
فَاعْطِفْ عَلَى قَلْبٍ بِهِ لَوْعَةٌ / يَنْزُو لَهَا فِي الصَّدْرِ كَالزِّئْبَقِ
يَكَادُ يَرْفَضُّ هَوىً كُلَّمَا / لاحَ لَهُ الْبَرْقُ مِنَ الأَبْرَقِ
حِمىً بِهِ مَا شِئْتَ مِنْ صَبْوَةٍ / لَوْ كَانَ فِيهِ مَنْ يَفِي أَوْ يَقِي
حَاطَتْ بِهِ الْفُرْسانُ حُورَ الْمَها / يَا مَنْ رَأَى الرَّبْرَبَ فِي الفَيْلَقِ
مِنْ كُلِّ هَيْفَاءَ كَخُوطِ الْقَنَا / بِلَحْظَةٍ كَاللَّهْذَمِ الأَزْرَقِ
تَخْطِرُ فِي الْفَيْنَانِ مِنْ فَرْعِهَا / فَهْيَ عَلَى التَّمْثِيلِ كَالْبَيْرَقِ
أَرْنُو إِلَيْهَا وَهْيَ فِي شَأْنِهَا / كَنَظْرَةِ الْعَانِي إِلَى الْمُطْلَقِ
فَمَا تَرَانِي صَانِعاً وَهْيَ لا / تَسْمَعُ مَا أَسْرُدُ مِنْ مَنْطِقِي
يَا رَبَّةَ الْقُرْطَقِ هَلْ نَظْرَةٌ / أَحْيَا بِهَا يَا رَبَّةَ الْقُرْطَقِ
إِنْ كَانَ يُرْضِيكِ ذَهَابُ الَّذِي / أَبْقَيْتِ مِنِّي فَخُذِي مَا بَقِي
لَمْ تُبْقِ مِنِّي صَدَمَاتُ الْهَوَى / غَيْرَ صَدىً بَيْنَ حَشاً مُحْرَقِ
قَدْ كُنْتُ قَبْلَ الْحُبِّ ذَا تُدْرَأ / أَقْتَحِمُ الْهَوْلَ وَلَمْ أَفْرَقِ
فَالْيَوْمَ أَصْبَحْتُ عَدِيمَ الْقُوَى / يَسْبِقُنِي الذَّرُّ وَلَمْ أَلْحَقِ
وَالْحُبُّ مَلْكٌ نافِذٌ حُكْمُهُ / مِنْ مَغْرِبِ الأَرْضِ إِلَى الْمَشْرِقِ
فَلْيَقُلِ الْعَاذِلُ مَا شَاءَهُ / فَالْعِشْقُ دَأْبُ الشَّاعِرِ الْمُفْلِقِ
لَوْ لَمْ أَكُنْ ذَا شِيمَةٍ حُرَّةٍ / لَمْ أَقْرِضِ الشِّعْرَ وَلَمْ أَعْشَقِ
يَا وَيْحَ نَفْسِي مِنْ هَوَى شَادِنٍ
يَا وَيْحَ نَفْسِي مِنْ هَوَى شَادِنٍ / غَازَلَ قَلْبِي لَحْظُهُ فَانْهَتَكْ
ذِي نَظْرَةٍ كَالسِّحْرِ لَوْ صَادَفَتْ / غَمْزَتُهَا لَيْثَ وَغىً مَا فَتَكْ
فَكَيْفَ أَحْمِي مُهْجَتِي بَعْدَمَا / خَامَرَهَا الْوَجْدُ فَطَارَتْ بِتَكْ
فَلا يَلُمْنِي غَافِلٌ فَالْهَوَى / سَيْفٌ إِذَا مَرَّ بِشَيءٍ بَتَكْ
مَاذَا عَلَى مَنْ بَخِلَتْ نَفْسُهُ / بِالْوَصْلِ لَوْ قَبَّلْتُ طَرْفَ الأَتَكْ
يَا نَاصِرَ الْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ
يَا نَاصِرَ الْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ / خُذْ لِي بِحَقِّي مِنْ يَدَيْ مَاطِلِي
جَارَ عَلَى ضَعْفِي بِسُلْطَانِهِ / وَمَا رَثَى لِلْمَدْمَعِ الْهَاطِلِ
أَخْرَجَنِي عَمَّا حَوَتْهُ يَدِي / مِنْ كَسْبِيَ الْحُرِّ بِلا نَاطِلِ
مِنْ غَيْرِ مَا ذَنْبٍ سِوَى مَنْطِقٍ / ذِي رَوْنَقٍ كَالصَّارِمِ الْقَاطِلِ
أَتْلُو بِهِ الْحَقَّ وَأَرْمِي بِهِ / نَحْرَ الْعِدَا فِي الرَّهَجِ السَّاطِلِ
فَإِنْ أَكُنْ جُرِّدْتُ مِنْ ثَرْوَتِي / فَفَضْلُ رَبِّي حلْيَةُ الْعَاطِلِ
مَا الدَّهْرُ إِلَّا ضَوْءُ شَمْسٍ عَلا
مَا الدَّهْرُ إِلَّا ضَوْءُ شَمْسٍ عَلا / وَكَوْكَبٌ غَامَ وَنَبْتٌ بَقَلْ
وَرَاحِلٌ أَعْقَبَهُ نَازِلٌ / مَا قِيلَ قَدْ خَيمَ حَتَّى اسْتَقَلْ
عَمَايَةٌ يَخْبِطُ فِيهَا النُّهَى / عَجْزاً وَلا تُبْصِرُ فِيهَا الْمُقَلْ
فَبَادِرِ النّقْلَةَ وَاعْمَلْ لَهَا / مَا شِئْتَ فَالدَّهْرُ سَريعُ النُّقَلْ
وَاصْمُتْ عَنِ الشَّرِّ إِذَا لَمْ تُطِقْ / دَفْعاً وَإِنْ صَادَفْتَ خَيْراً فَقُلْ
وَسِرْ إِذَا مَا عَرَضَتْ فُرْصَةٌ / فَالْبَدْرُ قَدْ يَنْمُو إِذَا مَا انْتَقَلْ
مَنْ طَلَبَ الأَمْرَ بِأَسْبَابِهِ / سَاعَدَهُ الْمَقْدُورُ إِمَّا عَقَلْ
قَدْ يَجْبُنُ الأَعْزَلُ وَهوَ الْفَتَى / وَيَشْجُعُ النِّكْسُ إِذَا مَا اعْتَقَلْ
يَا نَاعِسَ الطَّرْفِ إِلَى كَمْ تَنَامْ
يَا نَاعِسَ الطَّرْفِ إِلَى كَمْ تَنَامْ / أَسْهَرْتَنِي فِيكَ وَنَامَ الأَنَامْ
أَوْشَكَ هَذَا اللَّيْلُ أَنْ يَنْقَضِي / وَالْعَيْنُ لا تَعْرِفُ طِيبَ الْمَنَامْ
وَيْلاهُ مِنْ ظَبْيِ الْحِمَى إِنَّهُ / جَرَّعَنِي بِالصَّدِّ مُرَّ الْحِمَامْ
يَغْضَبُ مِنْ قَوْلِيَ آهٍ وَهَلْ / قَوْلِيَ آهٍ يَا بْنَ وُدِّي حَرَامْ
لا كُتْبُهُ تَتْرَى وَلا رُسْلُهُ / تَأْتِي وَلا الْطَّيْفُ يُوافِي لِمَامْ
اللَّهُ فِي عَينٍ جَفَاهَا الْكَرَى / فِيكُمْ وَقَلْبٍ قَدْ بَرَاهُ الْغَرَامْ
طَالَ النَّوَى مِنْ بَعْدِكُمْ وَانْقَضَتْ / بَشَاشَةُ الْعَيْشِ وَسَاءَ الْمُقَامْ
أَرْتَاحُ إِنْ مَرَّ نَسِيمُ الصَّبَا / وَالْبُرْءُ لِي فِيهِ مَعَاً وَالسَّقَامْ
يَا لَيْتَنِي فِي السِّلْكِ حَرْفٌ سَرَى / أَوْ رِيشَةٌ بَيْنَ خَوَافِي الْحَمَامْ
حَتَّى أُوَافِي مِصْرَ فِي لَحْظَةٍ / أَقْضِي بِهَا فِي الْحُبِّ حَقَّ الذِّمَامْ
مَوْلايَ قَدْ طَالَ مَرِيرُ النَّوَى / فَكُلُّ يَوْمٍ مَرَّ بِي أَلْفُ عَامْ
أَنْظُرُ حَوْلِيَ لا أَرَى صَاحِباً / إِلَّا جَمَاهِيرَ وَخَيْلاً صِيَامْ
وَدَيْدَبَانَاً صَارِخاً فِي الدُّجَى / ارْجِعْ وَرَاءً إِنَّهُ لا أَمَامْ
يُقْتَبَلُ الصُّبْحُ وَيَمْضِي الدُّجَى / وَيَنْقَضِي النُّورُ وَيَأْتِي الظَّلامْ
وَلا كِتَابٌ مِنْ حَبِيبٍ أَتَى / وَلا أَخُو صِدْقٍ يَرُدُّ السَّلامْ
فِي هَضْبَةٍ مِنْ أَرْضِ دَبْريجَةٍ / لَيْسَ بِهَا غَيْرُ بُغَاثٍ وَهَامْ
وَرَاءَنَا الْبَحْرُ وَتِلْقَاءَنَا / سَوَادُ جَيْشٍ مُكْفَهِرٍّ لُهَامْ
فَتِلْكَ حَالِي لا رَمَتْكَ النَّوَى / فَكَيْفَ أَنْتُمْ بَعْدَنَا يَا هُمَامْ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025