القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مصطفى صادق الرافعي الكل
المجموع : 46
يا من يرى الفخرَ بأجدادِهِ
يا من يرى الفخرَ بأجدادِهِ / لستَ من الأجدادِ لو تدري
وما ارى أعجبَ من جدوَلٍ / ينضبُ والأمواهُ في النهرِ
فاترك عظامَ الناسِ في قبرها / ولا تقل زيدي ولا عمري
إن ضقتَ بالعُسرِ فلا تَبْتَئِسْ
إن ضقتَ بالعُسرِ فلا تَبْتَئِسْ / فربَّما دلَّ على ضِدَّهِ
كالبرقِ يحكي في سناهُ اللَّظى / وقد يكونُ الغيثُ من بَعْدِهِ
فكلْ إلى اللهِ وبتْ راضِياً / فكلُّ ما مَسَّكَ من عِنْدِهِ
زفتْ ولمّا يفترعها المزاج
زفتْ ولمّا يفترعها المزاج / كما تُزَفُّ البكرُ عندَ الزواجْ
فهللُ الشرب سروراً بها / وكبرَ الديكُ وصاحَ الدجاجْ
كأنهم رهبانُ في بيعةٍ / قد أوقدوا في كل كأسٍ سراجْ
كأن حاسبها المريضَ ارتمى / على سريرٍ يتعاطى العلاجْ
كأننا إذ نحنُ صرعى بها / فرسانُ حربٍ صرعوا في العجاجْ
من كفِ حوراءَ غلاميةٍ / مفعمةِ الحجلينِ خودٍ رجاجْ
شكَ فؤادي لحظها وانثنى / فلم يزل في لحظها في انزعاجْ
يبصِرها من خلفِ أضلاعهِ / كأنما يبصِرها من زجاجْ
هاتِ اسقنيها والدجى ساحبُ
هاتِ اسقنيها والدجى ساحبُ / ذيلَ الصبا كالملكِ الأشوسِ
واقبس لنا من نارها جذوةً / تثورُ بالنخوةِ في الأرؤسِ
قد شبها الليلُ لمن بهتدي / فصبها الفجرُ لمن يحتسي
كالخدِ والدمعِ ولكنها / ليست من الوردِ ولا النرجسِ
وعاطني والروضُ من حسنهِ / يرقصُ في الأطلسِ والسندسِ
كيفَ فؤادي والهوى شاغلٌ
كيفَ فؤادي والهوى شاغلٌ / يهيجهُ المنزلُ والنازلُ
ما زلتُ أخفيهِ وأخفى بهِ / في الناسِ حتى فضحَ العاذلُ
فعادنا المطلُ وعدنا لهُ / رحماكَ فينا أيها الماطلُ
كلُّ امرئٍ أيامُهُ تنقضي / لا أمل يبقى ولا آملُ
وما السنوغرافُ وما مثلتْ / إلا الصدى ينفلهُ الناقلُ
تُبعَثُ فيها أممٌ قد خلتْ / وتُجتلى في لندن بابلُ
كم مثلتْ من طللٍ ماثلٍ / فكادَ يحيى الطللُ الماثلُ
كأنَّ فيها للهوى منزلاً / فكلُّ قلب عندها نازلُ
تلهو بهِ غطبلةٌ خاذلٌ / وقد بكتْ عطبولةٌ خاذلُ
وعانقَ العاشق معشوقهُ / فاجتمعَ المقتولُ والقاتلُ
يا ويحَ نفسي هل رؤى نائمٍ / أم خطرةٌ ظنها غافلُ
لا تضحك الجاهلَ في نفسهِ / إلا بكى في نفسهِ العاقلُ
مواعظ مثلها هازلٌ / وربَّ جدٍّ جرهُ الهازلُ
كالنفسِ تنسى الهوى في لهوها / وليسَ ينسى الأجلُ العاجلُ
وهكذا الدنيا انتقاضٌ وما / يكونُ فيها فرحٌ كاملُ
يا طيرُ ما للنومِ قد طارا
يا طيرُ ما للنومِ قد طارا / وما قضينا منهُ أوطارا
كأن هذا السهدَ لا يأتلي / يطلبُ من أجفاننا ثارا
إن كنتَ ظمآنَ فذي دمعي / تفجرَتْ في الأرضِ أنهارا
أو كنتَ ذا مسبغةٍ فالتقط / حبةَ قلبي كيفما صارا
أو كنتَ مشتاقاً فكن مثلنا / على الهوى يا طير صبارا
وجارني إن كنتَ لي صاحباً / فإن خيرَ الصحبِ من جارى
يا طيرُ كم في الحبِّ من ساعةٍ / تخالُ فيها العمرَ أعمارا
إن قلتُ تلهيني بها فكرةٌ / جرت على الأفكار أفكارا
أو قلتُ أنساها أقامَ الهوى / من حرها في القلبِ تذكارا
والصبُّ ما ينفكُّ في حيرةٍ / تزيدُهُ حزناً وأكدارا
ما لي أرى الأطيارَ نواحةً / كأنما فارقنَ أطيارا
وما لأغصانِ الرُّبى تلتقي / كأنما يبثثنَ أسرارا
فاسأل نسيمَ الصبحِ إن مرَّ بي / هل حملتهُ الغيدُ أخبارا
وسلْ عن الديارِ ويا ليتني / أزور يوماً هذهِ الدارا
كأنها الجنةُ لكنني / أبطنتُ من وجدي بها النارا
سماؤها مطلعةٌ أنجما / وأرضُها تطلعُ أقمارا
وكمْ بها من أكحلٍ إن رنا / سلتْ لكَ الأجفانُ بتارا
وإن مشى يخطرُ في تيههِ / هزَّت لكَ الأعطافَ خطارا
لا أنكرُ السحرَ وذا طرفهُ / أصبحَ بينَ الناسِ سحَّارا
يا فاتنَ الصبِّ على رغمهِ / والمرءُ لا يعشقُ مختارا
طوراً بنا هجرٌ وطوراً نوىً / أهكذا نخلقُ أطوارا
لو شبهوا بدرَ السما درهماً / لشبهوا وجهكَ دينارا
وكم درارٍ فيكَ نظَّمتُها / تجلُّ أن تحسبَ أشعارا
لو أن بشاراً حكى مثلها / أعطوا لواءَ الشعرِ بشارا
لاحتْ لنا والشمسُ من غيظها / قدْ ضرجتْ أثوابها بالدمِ
فاتنةٌ من بخلها لم تزلْ / وجنتُها معصورةً في الفمِ
فما أراها راهبٌ راهباً / إلا شكا المغرمُ للمغرمِ
بأبي أنتَ يا غزالُ وروحي / وفؤادي ونورُ عيني وعيني
أنتَ كالبدرِ حين يطلعُ لكنْ / في سوادِ القلوبِ والمقلتينِ
لو رآكَ الذينَ قالوا ثلاثٌ / بعدَ وهنٍ لثلثوا القمرينِ
خفقَ الحلي فوقَ صدركَ والقل / بِ فهل أنتَ مالكُ الخافقينِ
وأرى السحرَ في العيونِ فهل جئ / تَ بها بابلاً إلى الساحرينِ
وبخديكِ جنتانِ ولكنْ / في فؤادي لظىً من الجنتينِ
يا قضاةَ الغرامِ في أيِّ شرعٍ / أن يحولوا بينَ الحبيبِ وبيني
في يدكمْ غريمٌ ظبي من الغر / بِ سبى المشرقينِ والمغربينِ
فاتقوا اللهَ في قتيلٍ حبيبٍ / حسنٍ طُلَّ دمهُ كالحسينِ
قالتْ سألتُ الورد عن وجنتي
قالتْ سألتُ الورد عن وجنتي / يوماً ووجناتي عن الوردِ
فقالَ لي خدي أنا وردةٌ / ثمَّ انتمى الوردُ إلى خدي
رأتهُ عيني فوقَ كرسيهِ
رأتهُ عيني فوقَ كرسيهِ / كالشمسِ أو أبهى من الشمسِ
مثلَ سليمانَ على عرشهِ / يحكمُ بينَ الجنِّ والأنسِ
فقالَ لي العاذلُ آمنتُ ما / أجحدُ فيهِ آيةَ الكرسي
يا من أطالَ الهجرَ من بعدِ ما
يا من أطالَ الهجرَ من بعدِ ما / مسنيَ الحبُّ بما مسني
أنتَ وإن أسرفتَ في ذا الجفا / أحسنُ خلقِ اللهِ في أعيني
يا فاتنَ النساكِ ما عهدنا
يا فاتنَ النساكِ ما عهدنا / أنْ يدخلَ المسجدَ ريمُ الفلاةِ
أما تخافُ اللهَ في خلقهِ / لو تركوا إن شاهدوكَ الصلاة
يا صاحِ من للقلبِ من نائم
يا صاحِ من للقلبِ من نائم / كلُّ محبٍ فيهِ سهرانُ
هجرتُ نومي وهو لي هاجرٌ / فكلُّ عمري فيهِ هجرانُ
لو سلطوا عينيهِ في عسكرٍ / لم يبقَ في العسكرِ انسانُ
أبصرتهُ تحتَ ظلامِ الدجى
أبصرتهُ تحتَ ظلامِ الدجى / تضيءُ في خديهِ لي جمرتانِ
فقلتُ في الخدينِ نارُ الحشا / فقالَ لكنْ فيهما جنتانِ
قولوا لهذا الرشإ الهاجر
قولوا لهذا الرشإ الهاجر / إن دموعي جرحتْ ناظري
أبيتُ لا بدرَ الدجى مُسعدي / ولا أخوهُ في الكرى زائري
والليلُ في خطوةِ أقدامهِ / أبطأُ من تأميلي العاثرِ
وطائرُ البانِ على أيكهِ / مكتحل من نومي الطائرِ
وبي هوىً قامَ على مهجتي / ينفذُ أمرَ الملكِ الجائرِ
أطيعهُ في قتلِ نفسي وما / عليَّ إلا طاعةُ الأمرِ
من ام يكنْ مثلي فلا يدعي / حبَ ذاتِ النظرِ الفاترِ
أنا الذي أرسلَ ذكرَ الهوى / في الناسِ مثلَ المثلِ السائرِ
من معشرٍ نالوا العلى كابراً / تعزى لهُ العلياءُ عن كابرِ
حلوا ذرَى الفخرِ وما غيرهم / يسمو إلى الذروةِ من فاخرِ
فقل لهذي الأرضِ تزهى بنا / زهو السما بالفلكِ الدائرِ
إنَّا ليوثٌ شهدوا أنها / أشبالُ ذاكَ الأسدِ الكاسرِ
المفزعِ الدنيا بسمرِ القنا / والضاربِ الآفاقِ بالباترِ
والمحكمُ العدلَ كما شاءهُ / من باتَ يخشى بطشةَ القاهرِ
ما عابني أن قيلَ ذو صبوةٍ / أو قيلَ مجنونٌ بني عامرِ
والحبُّ أهدى لفؤادِ الفتى / من حاجةِ النفسِ إلى الخاطرِ
بحارُ عقلُ المرءِ فيهِ فهلْ / من حيلةٍ في عقلي الحائرِ
وبي مليحُ الدلِّ ذو طلعةٍ / تكمدُ وحه القمرِ الباهرِ
وافتْ إلي المكرماتُ التي / ليسَ لها غيري من شاعرِ
لو مرَّ بالظبياتِ لاستأنستْ / وجداً بمثلِ الرشإ النافرِ
ولو رأتهُ الأسدُ في غابها / رأتء مذلَّ الأسدِ الخادرِ
براهُ من صوَّرَهُ فتنةً / مهفهفاً كالغصنِ الناضرِ
يسومني الصبرُ وهل عاشقٌ / من لم تمتهُ لوعةُ الصابرِ
راحَ بنومي واصطباري معاً / يتيهُ تيهَ الملكِ الظافرِ
ومن اتقى اللهَ ولا يتقي / في مدمعي الملتطمِ الزاخرِ
يا مرهفَ الأعطافِ ماذا الذي / ترهفهُ من لحظكَ الساحرِ
سلبتني النومَ وضيعتهُ / فردَّ بعضَ النومِ للساهرِ
كم عاذلٍ فيكَ وكم عاذرٍ / وما على العاذلِ والعاذرِ
إنب امرؤٌ في نفسهِ عزةٌ / تجلُّهُ عن شيمةِ الغادرِ
إن قتلتني صبوتي فالهوى / أولُهُ يقتلُ في الآخرِ
أنتَ غرستَ الحبَّ في اضلعي
أنتَ غرستَ الحبَّ في اضلعي / فكيفَ لا أسقيهِ من أدمعي
لو شئتَ يا حلوَ اللمى لم تبتْ / غلةَ هذا القلبِ لم تنقعِ
ولم أبتْ ليلةَ جافيتني / من مضجعٍ جافٍ إلى مضجعِ
إذا دعاني السهدُ لبيتهُ / وإن دعوتُ النومَ لم يسمعِ
أسألُ ليليَ ما لهُ لم يغبْ / وما لنجمِ الصبحِ لم يطلعِ
وأحسبُ الطيرَ إذا رجعتْ / حنتْ لمن أهوى فناحتْ معي
ذو هيفٍ يقنعني طيفهُ / وهو بغيرِ الروحِ لم يقنعِ
لم ألقَ ممن نظروا وجههُ / الا فتىً يعشقُ أويدعي
يا هاجراً أسقمني طرفهُ / كلُ دواءٍ فيَّ لم ينجع
كم حرقةٍ قد ضاقَ صدري بها / ولوعةٍ كاتمتها اضلعي
وحسرةٍ في النفسِ ما غادرتْ / قلب الفتى العذريِّ حتى نُعي
أخلفها بعدي لأهلِ الهوى / من موجعِ القلبِ إلى موجعِ
تستنزلُ المالكَ عن عرشهِ / بينَ يدي عرشِ الهوى الأرفعِ
وتبعث الروعة يوم الوغى / إلى فؤاد البطل الأورعِ
فابعث لقلبي منكَ تسليمةً / أبثها في ذلكَ الموضعِ
تسترجع النومَ إلى أعيني / فقد مضى النومُ ولم يرجعِ
كم أمرَ الحبُّ وكم قد نهى / فبتُّ باكي العينِ لم أهجعِ
ومن يكنْ قائُدُهُ حُبُّهُ / يقدهُ بالرغمِ إلى المصرعِ
باللهِ يا بدرَ السما هل درى
باللهِ يا بدرَ السما هل درى / أخوكَ أني في غمارِ المنونْ
يقتلني الشوقُ وهذا النَّوى / وذلكَ السحرُ وتلكَ العيون
أحْسِبُني كسرى لتيهي بهِ / لو لم أكن أبطنتُ ما يعبدونْ
وما أرى الدنيا سوى دولتي / ومن فنونِ الحبِّ هذا الجنونْ
يا بدرُ بلغهُ سلامي وقفْ / واشرحَ لهُ ما أحدثَ العاذلونْ
سبحانَ من صورهُ فتنةً / يعذبُ الناسَ ولا يغضبونْ
أيا ضلوعاً قلبها وامقُ
أيا ضلوعاً قلبها وامقُ / ويا عيوناً طرفها رامقُ
من لفؤادٍ طاهرٍ جرَّهُ / إلى الغرامِ النظرُ الفاسقُ
لم ينكشفْ همي ولكنني
لم ينكشفْ همي ولكنني / أريهمُ ما عرفوني بهِ
كذي هزالٍ خانهُ جسمهُ / فاستلفتَ الناسَ إلى ثوبهِ
وربما كانَ الفتى باسماً / وكانَ كلُّ الهمِّ في قلبهِ
ومن رأى ذلته صحبهُ / فربما هانَ على صحبهِ
وأغيدٍ قلنا لها هاتِها
وأغيدٍ قلنا لها هاتِها / فقالَ ما هاتِ ومعناها
كأنما ليسَ لنا أضلعٌ / على هواهُ قد طويناها
ولم تكنْ في خدِّهِ وردةٌ / تزيدُ حسناً إن قطفناها
قلنا لهُ تلكَ إذنْ قبلةٌ / كلُّ محبّ قد تمناها
فلم يزلْ يمنعنا خدَهُ / ولم تزلْ حتى أخذناها
مالتْ دلالاً فارتمى شعرها
مالتْ دلالاً فارتمى شعرها / كالليلةِ الظلماءِ أو شبهها
فلم نزلْ نرقبُ بدرَ الدجى / حتى تجلى البدرُ من وجهها
الشرقُ سوقُ الغربِ لكنها
الشرقُ سوقُ الغربِ لكنها / لا يشتري منها سوى البائرِ
باعَ بنوها بعضُهمْ بعضَهم / والويلُ للرابحِ وللخاسرِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025