المجموع : 16
إنْ كنتَ في قُعدُدِ أبنائهِ
إنْ كنتَ في قُعدُدِ أبنائهِ / فقد سقَى أمَّكَ من مائهِ
ما قدَّرَ اللَّهُ هو الغالبُ
ما قدَّرَ اللَّهُ هو الغالبُ / ليس الَّذي يحسُبُهُ الحاسِبُ
قد صدَّقَ اللَّهُ رجاءَ الورَى / وما رجاءٌ عندَهُ خائبُ
وأنزلَ الغيثَ على راغبٍ / رحمتَهُ إذ قنَطَ الراغبُ
قُلْ لابنِ عزرا أَلسَّخيفِ الحجا / زَرَى عليكَ الكوكبُ الثاقبُ
ما يُعْلمُ الشاهدُ من حُكمنا / كيفَ بأمرٍ حكمُهُ غائبُ
وقُلْ لعباسٍ وأشياعهِ / كيفَ تَرى قَولكُمُ الكاذبُ
خانكمُ كِيوانُ في قَوسهِ / وغرَّكم في لوْنهِ الكاتبُ
فكلُّكُمْ يكذِبُ في عِلمهِ / وعلمُكمْ في أصلهِ كاذبُ
ما أنتمُ شيءٌ ولا عِلمُكمْ / قد ضعُفَ المطلوبُ والطالبُ
تُغالبونَ اللَّهَ في حُكمهِ / واللَّهُ لا يغلبُهُ غالبُ
محبوبٌ الحَبْرُ الذي ما لَهُ / في فهمهِ ندٌّ ولا صاحبُ
قد أَشهدَ اللَّهَ على نفسهِ / بأنَّه من جَهلكمْ تائبُ
مَدامِعٌ قَدْ خَدَّدَتْ في الخُدود
مَدامِعٌ قَدْ خَدَّدَتْ في الخُدود / وأَعيُنٌ مَكْحُولَةٌ بالهُجود
وَمَعْشَرٌ أَوْعَدهُمْ رَبُّهُمْ / فبادَروا خَشْيَة ذاكَ الوعِيد
فَهُمْ عُكُوفٌ في مَحارِيبِهمْ / يَبْكونَ مِنْ خَوْفِ عِقابِ المَجيد
قَدْ كادَ أَنْ يُعْشِبَ مِنْ دَمْعِهمْ / ما قابَلتْ أَعْيُنُهُمْ في السُّجُود
طعامُ مَنْ لستُ له ذاكراً
طعامُ مَنْ لستُ له ذاكراً / دقَّ كما دَقَّ بأن يُذْكرا
لا يُفطرُ الصائمُ من أكلهِ / لكنَّه صومٌ لمن أفطرا
في وجههِ من لؤمهِ شاهدٌ / يكفي به الشاهدُ أن يُخبرا
لم تعرفِ المعروفَ أفعالهُ / قطُّ كما لم يُنكرُ المُنكَرا
مَنْ يُرْتَجى غَيرُكَ أَوْ يُتَّقَى
مَنْ يُرْتَجى غَيرُكَ أَوْ يُتَّقَى / وفي يَدَيكَ الجودُ والباسُ
ما عِشْتَ عاشَ النَّاسُ في نِعْمَةٍ / وإِنْ تَمُتْ ماتَ بِكَ النَّاسُ
بَكيتُ حَتَّى لم أَدَعْ عَبرَةً
بَكيتُ حَتَّى لم أَدَعْ عَبرَةً / إِذْ حَملوا الهودَجَ فَوقَ القَلوصْ
بُكاءَ يَعقوبٍ على يُوسُفٍ / حَتَّى شَفَى غُلَّتَهُ بالقَميصْ
لا تأسَفِ الدَّهرَ عَلى ما مَضَى / والقَ الذي ما دونَهُ مِنْ مَحيصْ
قد يُدْركُ المُبطئُ مِنْ حَظِّهِ / وَالخيرُ قَدْ يَسبقُ جُهْدَ الحريصْ
قَلبي رَهينٌ بينَ أَضلاعي
قَلبي رَهينٌ بينَ أَضلاعي / مِن بينِ إيناسٍ وإِطْماعِ
مِن حَيْثُ ما يَدعوهُ داعي الهوى / أجابَهُ لَبَّيْكَ مِن داعِ
مَن لسَقيمٍ ما لهُ عائدٌ / وميِّتٍ ليس له ناعي
لمَّا رأَتْ عاذِلَتي ما رأَتْ / وكانَ لي مِن سَمْعِها واعي
قالت ولم تقصِدْ لِقِيلِ الخنى / مَهْلاً لقد أَبلغْتَ أَسْماعي
وحَومَةٍ غادَرت فُرسانَها
وحَومَةٍ غادَرت فُرسانَها / في مَبْركٍ لِلحَربِ جَعْجاعِ
مُسْتَلْحمٍ بالمَوتِ مُسْتشعِرٍ / مُفَرّقٍ لِلشَّمْلِ جَمَّاعِ
وَبلدَةٍ صَحْصَحْتَ مِنها الرُّبا / بِفَيْلَقٍ كالسَّيْلِ دَفَّاعِ
كأَنَّما باضَتْ نَعامُ الفَلا / مِنهُمْ بهامٍ فوقَ أَدْراعِ
تَراهُمُ عِنْدَ احْتِماسِ الوَغى / كَأَنَّهُم جِنٌّ بِأَجْراعِ
بِكُلِّ مَأثورٍ على مَتنِهِ / مِثْلُ مَدَبِّ النَّمْلِ في القاعِ
يَرتَدُّ طَرفُ العَيْنِ مِنْ حدّهِ / عَنْ كَوْكَبٍ للموتِ لَمَّاعِ
بدرٌ بَدا مِن تَحتِهِ أَبلقُ
بدرٌ بَدا مِن تَحتِهِ أَبلقُ / يحسدُ فيه المغربَ المشرقُ
لما بدا للأرض مُستبهِجاً / كادَت له عيدانُها تُورِقُ
لو يعلمُ الأبلقُ مَن فوقَهُ / لاختالَ عن عُجبٍ به الأبلقُ
يا من رأَى بحرَ ندىً زاخراً / يحملُهُ طِرفٌ فلا يغرقُ
إمامُ عدلٍ باسطٌ كفَّهُ / يرزقُ منها اللَّهُ ما يرزُقُ
عادَ به الدهرُ الَّذي قد مضَى / وجُدِّدَ الملكُ به المُخْلَقُ
للَّهِ دَرُّ البَينِ ما يَفعلُ
للَّهِ دَرُّ البَينِ ما يَفعلُ / يَقتلُ مَن يشاءُ ولا يُقتلُ
بانُوا بمن أهواهُ في ليلةٍ / ردَّ على آخرها الأَوَّلُ
يا طُولَ ليلِ المُبتلى بالهَوى / وصُبحُهُ من ليلهِ أطْولُ
فالدارُ قد ذكَّرني رسمُها / ما كِدتُ عن تَذكارِهِ أَذْهَلُ
هاجَ الهوى رسمٌ بذاتِ الغَضى / مُخْلولقٌ مُسْتعجمٌ مُحْوِلُ
يا وَيلتا مِنْ مَوْقفٍ ما بهِ
يا وَيلتا مِنْ مَوْقفٍ ما بهِ / أَخْوفُ مِنْ أَنْ يعدِلَ الحاكمُ
أبارزُ اللّهَ بعِصيانِهِ / وليسَ لي من دُونِهِ راحِمُ
يا ربِّ غُفرانَك عن مُذنبٍ / أسرفَ إلا أَنَّهُ نادِمُ
سَيفٌ من الحَتْفِ تَردَّى بهِ
سَيفٌ من الحَتْفِ تَردَّى بهِ / يومَ الوَغى سَيفٌ منَ الحزمِ
مُواصِلاً أعداءَهُ عن قِلىً / لا صِلَةَ القُربى ولا الرَّحمِ
وصْلٌ يحِنُّ الإلفُ من بُغضهِ / شَوقاً إلى الهِجرانِ والصَّرمِ
حتّى إذا نادَمَهُمْ سَيفُه / بكلِّ كأسٍ مُرَّةِ الطَّعمِ
تَرى حُميَّاها بهاماتِهم / تَغُورُ بينَ الجلدِ والعظْمِ
على أَهازيجِ ظُباً بَينَها / ما شِئتَ من حَذْفٍ ومن خَرْمِ
طاعُوا لهُ من بعدِ عِصيانِهم / وطاعةُ الأعداءِ عن رَغْمِ
وكم أعدُّوا واسْتَعدُّوا لهُ / هيهاتَ ليسَ الخَضمٌ كالقَضمِ
ومَعشرٍ تَنطِقُ أَقلامُهُمْ
ومَعشرٍ تَنطِقُ أَقلامُهُمْ / بحكمةٍ تَلقَنُها الأَعينُ
تلفِظُها في الصكِّ أَقلامُهُمْ / كأَنَّما أَقلامُهُمْ أَلسُنُ
وعادَ مَن أَهواهُ بعدَ القِلَى
وعادَ مَن أَهواهُ بعدَ القِلَى / شَقيقَ روحٍ بينَ جسمينِ
وأصبحَ الداخِلُ في بَينِنا / كساقطٍ بينَ فراشينِ
قد أُلبسَ البغضةَ هذا وذا / لا يَصْلُحُ الغِمدُ لسيْفينِ
ما بالُ مَن ليسَتْ لهُ حاجَةٌ / يكونُ أنْفاً بينَ عَينينِ
وَرديَّةٌ يَحملُها شادنٌ
وَرديَّةٌ يَحملُها شادنٌ / في مُشْرَبِ الحمرةِ وَرْدِيِّ
كأنّه والكأسُ في كفِّهِ / بدرُ دُجىً يَسعَى بدرِّيِّ
مَنظومةٌ هُذِّبَ ألفاظُها
مَنظومةٌ هُذِّبَ ألفاظُها / ليستْ منَ الشِّعرِ الحجازيِّ
لكنَّها في الصَّوغِ نَجْديَّةٌ / صاحبُها ليسَ بِنجدِيِّ
كوفيَّةُ الإبداعِ بَصْريَّةٌ / لغيرِ كوفيٍّ وبَصْريِّ
كأنَّها شاذورةٌ عُلِّقتْ / بوجهِ دينارٍ هِرَقْلِيِّ