القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ناصِحُ الدين الأَرَّجاني الكل
المجموع : 13
صوتُ حمامِ الأيكِ عند الصّباحْ
صوتُ حمامِ الأيكِ عند الصّباحْ / جدَّد تذْكارِيَ عهْدَ الصّباحْ
علَّمْننَا الشّجْوَ فيا مَنْ رأى / عُجْماً يُعلِّمْن رجالاً فِصاح
ألحانُ ذاتِ الطَّوقِ في غُصنْهِا / مُذْكِرتي أزْمانَ ذاتِ الوِشاح
لا أشكرُ الطّائرَ إن شاقَني / على نوىً عن سَكَني وانتِزاح
وإنما أشكرُ لو أنّه / أعارني أيضاً إليه جَناح
أكلّما اشتَقْتُ الحِمَى شفَّني / لاح إذا بَرْقٌ من الغَورِ لاح
يَزيدُ إغرائي إذا لامني / وربّما أفسد باغي الصَّلاح
ماذا عسى الواشون أن يصْنَعوا / إذا تراسلْنا بأيدي الرِّياح
ورُبَّ ليلٍ قد تدرَّعتُه / رهينَ شوقٍ نحوكم وارتياح
يَرْوَي غليلُ الأرضِ من عبْرتي / وبي إليكم ظمأٌ والتْيِاح
حتى بَدتْ تُطلِقُ طَيْرَ الدُّجى / من شَكِ الأنجُمِ كفُّ الصباح
لا غرْوَ إن فاضَتْ دماً مقلتي / وقد غدتْ مِلْء فؤادي جِراح
بلُ يا أخا الحَيّ إذا زُرْتَه / فحَيِ عَنّي ساكناتِ البِطاح
وارْمِ بطرْفٍ من بعيدٍ فَمن / دونِ صِفاحِ البيِضِ بِيضٌ صِفاح
وآخِرُ العَهْدِ بأظعانِهم / يومَ حَدَوا تلك المَطِيَّ الطِّلاح
وعارَض الرَّكبَ على رِقْبةٍ / مُديرُ ألحاظٍ مِراضٍ صِحاح
لمّا جلا لي عند تَوديعِه / رِياضَ حُسْنٍ لم تكُنْ لي تُباح
جَعلْتُ ممّا هاج بي شَوقُها / وجْهِي وَقاحاً وجنَيْتُ الأقاح
وطالما قالوا ولم يَكْذِبوا / سِلاح ذي الحاجةِ وجْهٌ وقاح
فكيف ألْقى الدّهرَ قِرناً وقد / أصبَحْتُ لا أملِكُ ذاك السِّلاح
يا صاح إن أعددت لي نصرةً / فهذه حربي مع الدهر صاح
جَرَّبْتَني قِدْماً فصادفْتَني / على الأخِلاءِ قليلَ الجِماح
مُطاوِعاً كالماء إن سُقْتَه / من السّماسَحَّ أوِ الأرضِ ساح
مالكَ يا دَهْرُ على عِزَّتي / أَبيتَ إلا جَفْوتِي واطِّراح
والحُسنُ للحسناء مُستَجمَعٌ / والحظُّ قد جُنَّ بحُبِ القِباح
قلبي وشِعْري أبداً للورى / يُصبحُ كلٌ وحِماهُ مُباح
ذا لمُلوكِ العصرِ فيما أرى / نَهْبٌ وهذا للوجوهِ المِلاح
أمدَحُهمم عُمْري ولكنّني / أرجو من الله ثَوابَ امتداح
كأننّي قُمْريّةٌ عندهم / تَسجَعُ في المَغْدى لهم والمراح
ومالها في الجيدِ منهم سوى / ما قَلّدَ اللهُ بغَيْرِ امتياح
أَستَغْفِرُ اللهَ فتَشْبيهُها / ممّا على القائلِ فيهِ جُناح
فَهْي تَرى حَفْنةَ حَبٍّ لها / تُلقَى إلى جُرْعةِ ماءٍ قَراح
مَعيشةٌ رابحةٌ عندَهم / عِلّتُها كلَّ غَداةٍ تُزاح
ودون إطلاق معَاشي لهم / رِتاجُ مَطْلٍ عَسِرُ الانفتاح
أُلازِمُ الحَضْرةَ دهْراً إلى / أن يَتأنّى لي أوانُ السَّراح
حتّى إذا عُدْتُ إلى مَجْثمِي / عُدْتُ إلى عُمّالِ سُوءٍ وقاح
حان مَسيري راحلاً عنكمُ / ودونَ أوطانيَ بِيدٌ فِساح
فهل مُعينٌ لي على قَطْعها / بواضحِ الغُرّةِ بادي المراح
مُنتصِبِ الهادي سليمِ الشَّظَى / مُتّصلِ الخَطْوِ قليل الجِماح
تَنتَهب الأرض له أربَعٌ / للنّار من أطرافِهنّ انقداح
ومَن تُرَى يَسْخو بأمثاله / حتّى أراه وهْو فَوقَ اقْتِراح
إلاّ الأميرُ الماجِدُ المُرتَجي / نَواله الواهِبُ السُناح
فهذه حالي وذا شَرْحُها / فهل لقَلْبٍ معَ هذا انشراح
إن لم تَزُرْ عُثْمانَ لي أينقٌ / غُدُوَّها يَسبِقْ طَرْفَ الرِّياح
كأن أيديها إذا شارفَتْ / فِناءه فائزةٌ بالقِداح
نجَتْ على بُعْدٍ إليه وفي / بُعْدِ نَجاءِ العيسِ قُرْبُ النّجاح
فَزُرْن مَلْكاً لم يَزلْ جاهُه / عازِبَ سُؤْلٍ لي حتى أراح
صَدْرٌ رحيبُ الصّدْرِ ذو هِمّةٍ / له إلى نيْلِ المعالي طِماح
تَهُزُّ منه الدَّهرَ أعطافُه / نَشْوةُ جُودٍ تَعْتري وهْو صاح
تَرى بكَفّيْهِ ومِن وجْههِ / بَدْرَ سماءٍ بين بَحرَي سَماح
مُتَوَّجُ يَجْعَلُ هامَ العِدا / في الروْع تيِجانَ رؤوسِ الرِماح
يَبْتَدِر الصّارخُ يومَ الوغَى / بسائلِ الغُرّة طاغِي المِراح
في سَرْجه شَمْسٌ وفي نَقْعِه / شَمْسٌ أطاح النَّورَ منها فطاح
شَمْسان لما اكتنَفا قَسْطلاً / بهِ لآفاقِ السّماء اتّشاح
أضمَرَ ليلُ النّقْعِ صُغْراهُما / وضاقَ بالأكبرِ ذرْعاً فَباح
ألْوى إذا عاقَر كأسَ الوغَى / والَى اغتِباقَ الدَّمِ بالاصطِباح
إذا تَردَّى بالحُسامِ اغتَدَى / قرينَ سَيْفِ الرّأيِ سَيْفُ الكِفاح
ذو قَلَمٍ أعجِبْ به جارياً / من مُثْبتٍ آيةَ مُلْكٍ ومَاح
تُديرُه يُمْنَى يدَيْ ماجدٍ / له بزَنْدِ المكرماتِ اقْتداح
شَدَّتْ يدُ الدّولةِ أطنابَها / إليه في أسعَدِ وقْتٍ مُتاح
حامدةٌ مَوضعَها عنده / فما لَها ما عُمِّرتْ من بَراح
عاد بُعْثمانَ اختتِامُ العُلا / كما بدا بالحَسَنِ الافتِتاح
هذا أميرُ المؤمنين الذي / أولَيتَه منك الوَلاءَ الصُراح
دَعاكَ إذ جاهَدْتَ عن مُلْكِه / شهابه والحق فيه اتضاح
ما زادك الخلفة فخراً وإن / أتَتْ جَلالاً فوق كلِّ اقْتِراح
والبَيت لا يُكْسَى لتَشْريِفه / لكنْ تُراعَى سُنّةٌ واصْطِلاح
يا كعبةً للمجدِ مَأهولةً / إذا غدا الوَفْدُ إليها ورَاح
يَفْديكَ قَومٌ حاولُوا ضلّةً / تَناوُلَ المجدِ بأيدٍ شِحاح
مَعاشِرٌ أموالُهم في حِمىً / وعِرْضُهم من لُؤمِهم مُسْتَباح
أمّلْتُهم ثم تأمّلْتُهم / فلاحَ لي أنْ ليس فيهم فَلاح
طال مُقامي بفِنا أرِضكم / من غَيْرِ نَفْعٍ فالرَّواحُ الرَّواح
ما آفةُ الإنسانِ إلا المُنَى / طُوبَى لِمَنْ طَلّقها واستَراح
إلى ذُراكَ الرَّحْبِ نوِّخْتُها / وقد بَراها السَّيرُ بَرْيَ القِداح
من بلدٍ ناءٍ ولم أعتَمِدْ / بُعْدَ المَدى إلا لقُرْبِ النَّجاح
لولاكَ يا شَمْسَ ملوكِ الورى / لم يَبْقَ في طُرْقِ الرَّجا لانفساحْ
فاسمعْ ثناءً لك أبدَعْتُه / كأنه المِسْكُ إذا المِسْك فاح
مِن كلماتٍ كلمّا نُظِمَتْ / فللآلي عندَهُنّ افتضاح
لسوفَ أُهدِي لك أمثالها / إن كان في مُدَّةِ عُمْري انفِتاح
فدُمْ لأهلِ الفضلِ تُغْنيهمُ / فواضِلاً ما شُعْشِعَتْ كأسُ راح
لا عَرفوا غيركَ مَولى لهم / ما اتَّصلَت منهم بَنانٌ بِراح
دام عَلاءُ العِمادْ
دام عَلاءُ العِمادْ / فَهْو رَجاءُ العِبادْ
دام لنا طالِعاً / فهْو ضِياءُ البِلاد
عِمادُ دِينٍ له / على تُقاه اعْتِماد
فَحُبُّه سُنّهٌ / والمَيْلُ عنْهُ ارتِداد
ليس لدِينِ الهُدى / إلاّ بهِ الاعْتِضاد
ولا يعَاديهِ مَن / صَحّ لَه الاعتِقاد
أوحَدُ في دولةٍ / مُشْتَهِرُ الاتّحِاد
مُنْفَردٌ بالعُلا / والمَجدِ أيَّ انِفراد
وعارِضٌ كفُّه / كعارِضٍ حينَ جاد
بُروقُه للعِدا / بِيضُ السّيوفِ الحِداد
وسَيْلُه سَيْبُه ال / فيّاضُ في كلِّ ناد
فالمَجْدُ لم يَحْوِهِ / غَيرُ شجاعٍ جَواد
له يَدٌ لم تَزلْ / تَصْدُرُ منها أياد
عادتُه أنّه / إنْ بدأ العُرفَ عاد
قبلَ خُلُوِّ الدّيارِ / ساس لعَمْري وساد
فاليومَ لا غَرْوَ إن / ألْقَوا إليه المَقاد
حامٍ حِمَى دولةٍ / يُحِسنُ عنها الذِّياد
صَدْرُ الورى صَدْرُها / وهُو لَهُ كالفُؤاد
مُهَوِّنٌ عَزْمُهُ / عنها الخُطوبَ الشِّداد
طَوْراً جِدالٌ له / عنها وطَوراً جِلاد
أقلامُه دونَها / تَجمَعُ شَمْلَ الصِّعاد
والبِيضَ مُذَروِبَةٍ / والخيلَ قُودَ الهَواد
والسُّمْرَ محمولةً / فوق نواصي الجِياد
تُصبِح من خَوفِه / دائمةَ الارْتِعاد
تُمِدُّ راياتِهمُ / آراؤه بالسَّداد
بهِنَّ يَهدِيهمُ / إلى سَبيلِ الرَّشاد
عارِضُ جيشَيْنِ لل / مُلْكِ شَدِيدَيْ قِياد
جيشٌ ورأْيٌ بهِ / يَهزِمُ جُنْدَ الأعاد
إنْ أَينعَتْ أَرؤُسٌ / جَدَّلها في الحَصاد
يا مَن أَفاد الورى / مَطلَعُه ما أَفاد
يُمْنُك أَغناهُمُ / عن عُدَّةٍ أَو عَتاد
فالجيشُ فَضْلٌ إذن / للمُلْكِ يَومَ الطِّراد
يا مَن إلى رأْيِهِ / في النُّوَبِ الاستناد
ومَن بساحاتِه / للكَرمِ الارتياد
وجْهٌ تَرَى ماءَهُ / يَرْوِى به كلَّ صاد
ومَنْطِقٌ حُسْنُه / يَزيدُ بالانتِقاد
وشِيمةٌ أَشْبَهَتْ / شَرْبَةَ عَذْبٍ بِراد
يُغْرَسُ منها له / في كلِّ قلبٍ وِداد
فكُلُّ لفْظٍ له / من حُسنِه يُستَعاد
وكُلُّ معنىً له / في فَنِّه يُستَجاد
وكلُّ نُعمَى غَدتْ / من كَفّه تُستَفاد
عُيونُ حُسّاده / مكحولةٌ بالسُّهاد
كأنّ أَجفانَهم / أَهدابُها من قَتاد
هو الهُمامُ الّذي / يُرغِمُ أَهل العِناد
في السِّلْمِ وافيِ القِرى / والرَّوْعِ وارِي الزِّناد
ذو كرمٍ ذِكْرُه / يَحْدو به كلُّ حاد
لطُرْقِ وُرَّادِه / بالصّادرين انسِداد
وليس عن قَصْدِه / تَمْنَعُ لكنْ تَكاد
يَهدِمُ أَموالَه / من أَجلِ مجدٍ يُشاد
تُمْسِي أُكُفُّ الورى / من حاضرٍ بعد باد
كأنّها أَعيُنٌ / والرِّفدُ منها الرُّقاد
بنانُه بالْلُها / مُستنطِقاتُ الجمَاد
ما لثَناءِ الورى / عن نَهْجِه من حِياد
يَقْنِصُه بالنّدى / والحَمْدُ وحْشٌ يُصاد
دونَك سَيّارةً / يَشْدو بها كلُّ شاد
غَرّاءَ أَبياتُها / تُعادُ حتّى المَعاد
يَعبِقُ من نَشْرِها / رُواتُها كُلُّ ناد
لا بُدّ مَن جاد أَن / يَمدحَهُ مَن أَجاد
وما لسَيْفِ العُلا / إلاَّ القوافي نِجاد
أَسواقُ أَشعارِنا / قد أَسْرفَتْ في الكساد
فاغْضَبْ لنا غَضْبةً / يُخصِبُ منها المَراد
واسعَدْ بزَوْرٍ دنا / إليك بعد البِعاد
في كُلِّ عامٍ لنا / للعَوْدِ فيه اعْتياد
زار عِمادُ الهدَى / فيُمْنُه في ازْدياد
يَهْنيك شَهْرٌ له / من فَخْرِك الاعتِياد
واقْتاده سَعْدُهُ / إليه أَيَّ اقْتِياد
شَهْرٌ شَريفٌ له / رائحُ سَعْدٍ وغَاد
نَهارُه مُلْجِمٌ / للنُسكِ عن أَكْلِ زاد
وليلُه للورى / بُيِّضَ بعد الحِداد
عُلِّمَ مِصْباحُه / من ذِهْنِك الاتِّقاد
كَثْرةُ نوارهِ / على الرُّبا والوِهاد
قد رحَضَتْ ثَوْبَه / فما بهِ مِن سَواد
كذا خطايا الورى / تَمْحو كمَحْو المِداد
فابْقَ لأمثاله / ما كَرَّ حَوْلٌ مُعاد
تَأتيكَ أَيّامُها / في العِزِّ ذاتَ اطِّراد
في نِعَمٍ تَلْتَقي / عوائدٌ مَعْ بَواد
ودولةٍ عُمْرُها / ما لمَداهُ نَفاد
عَلياءَ في ظِلِّها / تُدْرِكُ أَقصَى المُراد
يا راحلاً بالسّعدِ عن مُقْلتي
يا راحلاً بالسّعدِ عن مُقْلتي / ونازلاً ما بينَ أَفكاري
إنْ يَخْلُ طَرْفي منك في حالةٍ / فليس يَخْلو منك إضماري
أحلَلْتَني في مَنْزلٍ آنِسٍ / مَأْلَفِ قُصّادٍ وزُوّار
وروضةٍ غَنّاءَ في صَحْنِها / نُزْهةُ أَسماعٍ وأبصار
فإنّما بُعدُك لا غَيره / هو الّذي يَشغَلُ أَسراري
فنحن من دارِك في جَنّةٍ / نَعَمْ ومن بُعْدِك في نار
فهل سَمعْتُم بفتىً نازِلٍ / بالّنارِ والجنّةِ في دار
لمّا غدَتْ خَيلُ اشتِياقي لكم / تَركُضُ في مِضمارِ إضماري
جَرى إليكم قَلَمي سابِقاً / واحسَدا للقلَمِ الجاري
برَيتُه فانقادَ لي طائعاً / وليس بِدْعاً طاعةُ الباري
وقام لي بالرّأسِ يَعْدو به / عَدْواً كلَمْحِ البارقِ السّاري
فَودَّ قلبي والفلا بيننا / يُعْيِي المطايا بُعدُ أقطاري
لو أنّها طِرْسي ولو أنّني / لقلَمِي أحكِي بتَسْيار
بل لو وصَفْتُ الشّوقَ يا سادتي / مُذْ بَعُدَتْ من دارِكم داري
لكان أَصفاري إذا ضُمِنَتْ / أَقلَّه في طُولِ أسفاري
متى أرَى ليلَ فراقي لكم / يَصدَعُه صُبْحٌ بإسْفار
وأيَّ يومٍ يغَتْدِي ناظري / مُكتحِلاً منكمْ بأنوار
فدَتْك نَفْسي يا ضياءَ الهُدى / من ماجدٍ مُسعِدِ أحرار
لم يُسْلِني عنك كرامُ الوَرى / بل زاد كُلُّ بك إذْكاري
وما أرَى مثلَك في طُولِ ما / أَلُفُّ أنجاداً بأَغوار
فلستَ تغدو يا حليفَ النّدى / إلاّ مُقيماً بينَ أسراري
إليك كنتُ بادئاً هِجْرتيِ / فكنتَ من أكرمِ أنصاري
فانصُرْ أبا نصْرٍ فؤادي على / جَيشَيْنِ من شَوقٍ وأفكار
بِمَدَدٍ تُلْحِقُه عاجِلاً / منك ولو خَمْسةَ أسطار
مجلسُك العالي الّذي أَستقِي
مجلسُك العالي الّذي أَستقِي / على جَفاء الدّهرِ من بِرِّهِ
فربّما أهجرُه عامِداً / والحبُّ يدعوني إلى هَجره
ماليَ ذُخْرٌ غيرُه والفتى / يَكْره أَن يُنفِقُ من ذُخْره
وهْو وإنْ لم يَرَهُ كلّما / فَكّر فيه شَدَّ مِن ظَهْره
فلا عَدِ مناكَ على حالةٍ / فأنت قلْبُ الدَّهرِ في صَدْره
وَقّعْ رعَاكَ اللهُ مِن مَلِكٍ
وَقّعْ رعَاكَ اللهُ مِن مَلِكٍ / في قَصَّتي وتَغنَّمِ الأجْرا
إتعابُ كفِّكَ ساعةً كَرماً / سَبَبٌ لراحةِ مُهجَتي دَهْرا
أيا وليَّ الدَّولةِ المُرتَجى
أيا وليَّ الدَّولةِ المُرتَجى / قَولُ وَليٍّ لكَ مُستَبْطِ
يا مَنْ غدَتْ أخلاقُهُ كُلُّها / عَدْلاً تُقيمُ الوَزْنَ بالقِسْط
ما لِمواعيدِكَ قد أَصبحَتْ / جَزاؤها يَهزَأُ بالشّرط
وكم إلى دارِكَ ردَّدتنِي / من أجلِها تَرْديدَ مُشتَطّ
حتّى من الغَيظِ الّذي نالَني / لطُولِ ذاكَ العَدْو والخَبط
لو كان رِجْلي قَلَماً عندَها / لكنتُ لم أَعدَمْهُ من قَطّ
فَرْطُ الحجابِ الصّعبِ ما وَجْهُه / على صديقٍ زادَ في فَرط
على امْرئٍ تَأخذُ من شُكرِه / إن حُزْتَه فوقَ الّذي تُعطي
أَسرَفْتَ في قَبْضتي وكنتَ الّذي / آمُلُ أن تُسرِفَ في بَسْطي
جاهُك ذا المَقْسومُ بينَ الوَرى / تُراه ما لي فيه من قِسْط
وكَفُّك السّمحةُ مذ لم تَزَلْ / وما لإحسانِكَ من غَمط
تَسمَحُ بالحَظِّ لطُلابه / فكيف لا تَسمَحُ بالخَطِّ
وإنّك الفَردُ الّذي خَطُّه / في أُذُنِ الدّولةِ كالقُرْط
قُلْ للنّجيبِ ابنِ النّجيبِ الّذي / إذا رمَى الأغراضَ لم يُخطي
ظُلْمٌ لأقلامِك أن سُمّيَتْ / إذْ شُبِّهْت بالأَرقَمِ المُرط
وأنمُلٌ منك ثلاثٌ غَدَتْ / يَريشُها من يَدِكَ السَّبْط
خَطُّ كمِثْلِ الدُّرِّ من كاتبٍ / سَطْرٌ له أنْفَسُ من سِمْط
قد نثَر اللُّؤلُؤَ في طِرسِه / فأهوَتِ الجَوزاءُ لِلّقْط
لَوَدَّتِ الأنجُمُ في كُتْبِه / لَو جُعلَتْ أمكنةَ النَّقْط
فَبعضُ ما استحقَقْتَ ما نِلْتَهُ / من رِفعةٍ آمنةِ الحَطّ
ودولةٌ حسناء مَحسودةٌ / أَعطاكَها للدُّوَلِ المُعْطي
ما كُتبَتْ سَهْواً فكنْ آمِناً / لها من المَحْوِ أوِ الكَشْط
قُلْ لعمادِ الدينِ عن عَبْدِه
قُلْ لعمادِ الدينِ عن عَبْدِه / ما أنا من عَفْوِكَ بالقانِطِ
فإنْ ذا يكُنْ غَضباً مُفْرِطاً / لِما بدا من زَلَلٍ فارِط
فالسّاخِطُ الحُرُّ له رَجْعةٌ / والصّعْبُ أمْرُ السّاخطِ السّاقط
مَن سَرَّه العِيدُ فإنّي امرؤٌ
مَن سَرَّه العِيدُ فإنّي امرؤٌ / سِلْكُ دُموعي فيه مَقْطوعُ
أنا الّذي هَيَّجَ أحزانَه / والدَّهْرُ فيما ساءَ مَتْبوع
عيدٌ وتَوديعُ أُناسٍ لنا / لَساءنا عيدٌ وتَوديع
كُلّ خليلٍ بَعْدَ أُنْسى به / أَكبرُ حَظّي منا تَشْييع
متى أَرى يا ربِّ شَمْلي بهمْ / وهْو كما أهواه مَجْموع
حَسْبُكَ منّي يا فتىً خِلْعةً
حَسْبُكَ منّي يا فتىً خِلْعةً / أُمسكُ عن نَشْرِ مَساويكا
في طَيلساني لا تكُنْ طامعاً / طَيُّ لساني عنكَ يَكْفيكا
قُل لأمينِ المُلْكِ عن عَبْدِه
قُل لأمينِ المُلْكِ عن عَبْدِه / مَقالةً يَصْدُقُ مَن قالها
أعني أبا حَرْبٍ حليفَ العُلا / ومُبلِغَ الأقوامِ آمالَها
يَفتخِرُ المجدُ بأنْ حازَهُ / وتَزدَهي العَلياءُ أنْ نالها
باقٍ على حالِ العَطايا وقد / غَيَّرتِ الأيّامُ أحْوالها
أَرْوعُ ما زالتْ له هِمّةٌ / يَحارُ مَن شاهدَ أفضالها
ألقَتْ مُلوكُ الأرضِ في كَفِّهِ / خَزائنَ الدُّنيا وأَمْوالها
فكَفُّه مشغولةٌ بالنَّدى / تُبيحُ ما تَملِكُ سُؤّالها
فليس يوماً حِفْظُه مالَهمْ / أبلغَ من تَضْييعِه مالها
قُلْ لسديدِ الحضرةِ المُرتجَى
قُلْ لسديدِ الحضرةِ المُرتجَى / القائلِ المَعْروفَ والفاعلِ
ومَن غدا طَلُّ عَطِيّاته / يُخْجِلُ صَوْبَ المطَر الوابل
ومَن يُرينا حينَ نَنْتابُه / كيف صَنيعُ المُفْضِلِ الفاضل
يَفْديكَ من طارقِ صَرّفِ الرَّدى / مَن وَجْهُه قُفْلُ فَمِ السّائل
وأنت تَجلو عَنْ سَنا غُرّةٍ / زَهْراءَ تُحْيى أمَلَ الآمِل
بوركْتَ من غَيثِ ندىً هاطِلٍ / أصبحَ حَلْيَ الزَّمَنِ العاطل
بَحْرٍ ولكنْ باللُّها زاخِرٍ / بدْرٍ ولكنْ بالنُّهَى كامل
يَدفَعُ ظُلْمَ الدّهْرِ عن أهلِه / فهْو سَمِيُّ المَلِكِ العَادل
ما عَيبُ جَدْواهُ سوى أنّه / بَعدَها عن حَمْدِها شاغلي
يا مَنْ لنا مِن عندهِ كُلُّ ما / نَهوَى برَغْمِ المانعِ الباخل
مَن وَجْهُه شمسٌ ومَن جاهُه / ظِلٌّ ولكنْ ليس بالزّائل
قد خَفّفَتْ نُعماكَ عن خاطري / لكنّها قد أثقلَتْ كاهلي
لا زلتَ فينا كَعبةً للنّدى / نُثْني على إحسانكِ الشّامل
ولا تَزلْ تَخطِرُ عن خاطري / في بُرْدِ مَدْحٍ سابِغٍ ذائل
له بأَوصافِك عِطرِيّةٌ / تَعبَقُ بالسّامعِ والقائل
عِنديَ ما شِئْتَ منَ الشّكْرِ إذ / عندَك ما شِئْتُ منَ النّائل
عَهْدُ هوىً كنّا عَهِدْناهُ
عَهْدُ هوىً كنّا عَهِدْناهُ / يَفْنَي اصْطباري عند ذِكْراهُ
لا أنا أنْساهُ فأسْلو ولا / تَذكُرُه أنتَ فتَرعاه
لو كان يُفْدَى فيُرَى ثانياً / ماضٍ من العَيْش فَدْيناه
فَلْيَسْقِه دَمْعي بتَسْكابِه / فإنّه أوْلَى بسُقْياه
يا قاتلي ظُلْماً بهِجْرانه / هَجْرُك ما أكثرَ قَتْلاه
سنَنْثُرُ اليومَ العِتابَ الَّذي / كنّا زماناً قد طَويْناه
تَذْكُر كم لَيْلٍ لنا سالفٍ / قُرطُكَ قد كان ثُريّاه
سَهِرْتُه عندك لَهْواً وقد / خِيطَ من الغَيْرانِ جَفْناه
ثَغْرُكَ معْ خَدِّكَ في جُنْحِه / ماءُ أخي الوَجْدِ ومَرْعاه
فَبتُّ مِن وَصْلِكَ في لَذَّةٍ / حتّى جَلا الصُّبْحُ مُحيّاه
والنَّجمُ قد أطَبقَ أجفانَه / والنَّومُ قد أطْلَقَ أسْراه
واللّيلُ سَيفُ الفَجْرِ في فَرْقِهِ / يَقْتلُه والدّيكُ يَنْعاه
والحَيُّ قد حانَ انْطلاقٌ له / وقد حَدا الحادي مَطاياه
ثار وراءَ الرَّكْبِ مُستَعْجلاً / يَلُفُّ أُولاهُ بأُخراه
والإلْفُ قد عانقَني للنَّوى / فالْتَفَّ خَدّايَ وخَدَاه
كأنّه رامٍ إلى غايةٍ / تَناوَلَ السّهْمَ بيُمْناه
حتّى إذا أدناهُ من صَدْرِه / أَبْعَدَهُ ساعةَ أَدْناه
يا مَنْ عَذيري مِن هَوى شادِنٍ / ما كنتُ نَهْبَ الوَجْدِ لَوْلاه
قد ضَمَّنا يومَ غدَوْا مَوقفٌ / ما كانَ لولا البَينُ أَحْلاه
وللهوَى كانتْ غداةَ النَّوى / رسائلٌ بَلَّغْتُها فاه
حينَ بدا كالبَدْرِ بَدْرِ الدُّجَى / يَنوسُ في خَدَّيه لَيْلاه
السِّحْرُ ما تُمليه أَلحاظُه / والحُسْنُ ما يَحْويهِ بُرْداه
والدُّرُّ مِن فيهِ مدَى الدَّهرِ ما / يُسمِعْناهُ ويُريناهُ
أَفْدي الَّذي لم أسْتَجِرْ في الهَوى / إلاّ إليه منه شَكْواه
أَدْنَى المُعنَّى منه حتّى إذا / تَيَّمَهُ في الحُبِّ أَقْصاه
وكلُّ ما لاقَيْتُ من غَدْرِه / قالَتْه لي من قَبْلُ عَيْناه
يومَ صَبا قلبي إلى طَرْفه / فقلتُ إيّاكَ وإيّاه
فاليومَ لو هَمَّ بتَرْكِ الهَوى / ثنَتْهُ عن ذاك ثَناياه
فما تَرى يا بدْرُ في مُدْنفٍ / طَيْفُك لو حَيّاهُ أَحْياه
بلْ يا أَخا الأزْدِ وأعني بها / أزْداً بحيثُ النَّجمُ عُلْياه
لا يُنْكرُ المجدُ إذا ما سَما / أَنّا وإيّاكمْ جَناحاه
نحن بنو ماء السّماء الّذي / يَخْلُفُه في المَحْلِ جَدواه
إن حُبِسَ القَطْرُ على مُجْذِبٍ / كَفاه أَن تُطلَقَ كَفّاه
ما الأزْدُ إلاّ جِذْمُ كلِّ العُلا / ونحن يَومَ الفَخْرِ فَرْعاه
لمّا دعا والنّاسُ أَتباعُنا / داعٍ إلى الحقِّ تَبِعْناه
فالمُلْكُ ما نحنُ سَبقْنا بهِ / والدِّينُ ما نحنُ نَصَرْناه
والعُرْبُ قد سارَتْ إثْرنا / فأدركَتْ سُؤْراً تَركْناه
أما كَفانا أنَّهمْ قَدَّموا / مَجْداً وطاروا بِقُداماه
وأنّ صدْرَ الدِّينِ في عَصْره / قد نصَر الدِّينَ وآواه
نَصْراً بهم ثُمَّ بهِ ثانياً / أَعادَه اللهُ وأَبْداه
فقد غدا النّصْرُ لدينِ الهُدَى / أُخْراه منّا بَعْدُ أُولاه
جَدَّدَهُ ذو كرَمٍ غامرٍ / لا يَستَحِقُّ المَدْحَ إلاّه
عبدُ اللَّطيفِ المُجتلَى مَجْدُه / عن أَن يُرَى في النّاسِ شَرْواه
قَرْمٌ إذا عَنَّ لمَسْعاتهِ / أَعْشارُ حَمْدٍ فازَ سَهْماه
ذو هِمّةٍ تُضْحي وتَمْسي عُلاً / والعِلْمُ والحِلْمُ خَليلاه
فالدِّينُ في ظلِّ عُلاهُ حِمىً / يَحوطُ أَدْناهُ وأَقْصاه
والدَّهرُ قد راحَ له خادماً / يأمُرُه صُغْراً ويَنْهاه
واليُمنُ واليُسرُ طَريقاهُما / للخَلْقِ يُمْناه ويُسْراه
يا راحِلاً يَطلُبُ مَعْروفَه / فُزْ بالغِنَى أوّلَ لُقْياه
ما عنده عنك إذا جِئْتَه / يُذخَرُ لا مالٌ ولا جاه
ما بَرِحَتْ تَتْرى على حالةٍ / في اليَسْرِ والعُسْر عَطاياه
قُلْ للإمامِ ابْنِ الإمام الَّذي / نَرجوه في الدَّهرِ ونَخْشاه
يا مَن عَلا مِنْ مَجْدِه باذخاً / مُهلَّبُ العَلْياءِ وَطّاه
جَدُّك ما اخْتَارَ لأبنائهِ / غيرَ ثلاث مِن وَصاياه
منهنّ أنْ قالَ اعْلَموا أنّكمْ / والفَضلَ لا تَرضَوْا بأَدْناه
ثيابُكمْ أحسَنُ ما أصبحَتْ / على سِواكمْ حينَ يُكساه
مَخْلوعةً منكمْ على كُلُّ مَنْ / يَلبسُ شُكْراً طال ثَوْباه
رُؤيتُه فيهنَّ مَدْحٌ لكمْ / فَسمْعُه للخَلْقِ مَرآه
وسَحبُه الأذيالَ سَحبانُكمْ / يَرتجِلُ الخُطبةَ مُمْساه
يَتْلو ثناءً سابغاً حَشْوُها / إذ يتَثنَّى فيه عِطْفاه
كأنّها لَفْظٌ غدا رائقاً / للمَدْحِ واللآبسُ مَعْناه
وقال قولاً لهمُ ثانياً / ليَحْمَدوا في الدَّهر عُقْباه
لن تَبلُغوا السُّؤدَدَ أَو تَصْبِروا / إذا أطالَ الحَيُّ نَجْواه
على الشُّيوخِ القُلْحِ إن قُرِّبَتْ / منهم إلى الآذان أفواه
وثالثُ الأقوالِ ما قالَهُ / في آخِرِ العَهْدِ بدُنْياه
ألْقىَ لهمْ نَبْلاً وقال اكْسِروا / وما دَرَوْا مِن ذاك مَغْزاه
فلم يُطِيقوا كسْرَ مَجْموعه / واحْتقَروا كسْرَ فُراداه
وقال أنتمْ للعدا هكذا / فاجْتَمِعوا والنّاسُ أشْباه
فالجُودُ والصّبرُ وجَمعُ الفتَى / شَمْلَ بني الجِنْسِ بنُعْماه
ثلاثةٌ هُنَّ إذا عُدّدَتْ / من شَرَفِ الأخلاقِ أَعْلاه
وأنتَ لا تُدفَعُ عنها وقد / نَماكَ مَنْ هُنَّ سَجاياه
يا أيهّا الصّدْرُ الّذي عنده / سِرُّ عُلاً أَوْدَعه الله
أوّلُ ظُلْم الدّهرِ لي أنّه / قد عاقَني عنك جَناياه
من سَقَمَيْ جِسمٍ وحالٍ معاً / واصلَ تَعْويقي ووالاه
وسادَةُ العَصْرِ جُفاةٌ لنا / من غَيْرِ ما جُرْمٍ جَنَيْناه
إلاّ قريضٌ رائقٌ رُبَّما / في نَفَرٍ منهمْ نَظَمْناه
قومٌ مديحي لهمُ ضائع / لكنَّ طَبْعي يَتَقاضاه
والسِّلْكُ يُكْسَى الدُّرُّ معْ أنّه / يَجهَلُ ما أصبَح يُكْساه
وليس صَدْرُ الدِّينِ من شَكْلِهم / فَيقْتَضي قَوْليَ حاشاه
وكيف يُسْتَثنى نَهارٌ إذا / ما ذُمَّ لَيْلٌ طالَ جُنْحاه
دُمْ للمعالي ما همَتْ دِيمةٌ / رِيّاً لرَوْضٍ فاحَ رَيّاه
وخُذْ ثناءً كأزاهيرِه / حُسْناً إذا ما الوُدُّ أمْلاه
حيّتْكَ من بُعْدٍ وقُرْبٍ معاً / شاقا فؤادي واسْتَحثّاه
بُعْدُ ديارٍ كان لكنّنا / بقُرْبِ أسْرارٍ خَلَطْناه
فلم أزَلْ أسحَبُ ذَيْلَ الدُّجَى / على بَعيرٍ مادَ ضَبْعاه
أطْوي الفلا طَيَّ امرئٍ واصل / مُصْبِحَه سَيْراً بمُمْساه
فلم يَزَلْ بي طائشاً خَطْوُه / نِضْوِيَ حتّى حُلَّ نِسْعاه
إلى فتىً آمُلُ من عِنْدِه / عَوْداً على ما أَتَمنّاه
وكيف لا يَحْوي المُنَى مَنْ غدا / مثْلُكَ يا مَوْلايَ مَوْلاه
ما أَنسَ لا أَنسَ له مَوْقفاً
ما أَنسَ لا أَنسَ له مَوْقفاً / والعِيسُ قد ثَورهُنَّ الحُداهْ
لمّا تجلَّى وجهُه طالعاً / وقد تَرامَتْ نَظَراتُ الوُشاه
قابلَني حتّى بدَتْ أَدمُعي / في خَدِّه المصقولِ مِثْلَ المِراه
يُوهِمُ صَحْبي أَنّه مُسْعِدي / بأدْمُعٍ لم تُذْرِها مُقْلتاه
وإنّما قلَّدني مِنّةً / بدَمْعِ عَينٍ من جُفوني مَراه
ولم تقَعْ في خَدِّه قَطرةً / إلاّ خَيالاتُ دُموعِ البُكاه

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025