المجموع : 13
صوتُ حمامِ الأيكِ عند الصّباحْ
صوتُ حمامِ الأيكِ عند الصّباحْ / جدَّد تذْكارِيَ عهْدَ الصّباحْ
علَّمْننَا الشّجْوَ فيا مَنْ رأى / عُجْماً يُعلِّمْن رجالاً فِصاح
ألحانُ ذاتِ الطَّوقِ في غُصنْهِا / مُذْكِرتي أزْمانَ ذاتِ الوِشاح
لا أشكرُ الطّائرَ إن شاقَني / على نوىً عن سَكَني وانتِزاح
وإنما أشكرُ لو أنّه / أعارني أيضاً إليه جَناح
أكلّما اشتَقْتُ الحِمَى شفَّني / لاح إذا بَرْقٌ من الغَورِ لاح
يَزيدُ إغرائي إذا لامني / وربّما أفسد باغي الصَّلاح
ماذا عسى الواشون أن يصْنَعوا / إذا تراسلْنا بأيدي الرِّياح
ورُبَّ ليلٍ قد تدرَّعتُه / رهينَ شوقٍ نحوكم وارتياح
يَرْوَي غليلُ الأرضِ من عبْرتي / وبي إليكم ظمأٌ والتْيِاح
حتى بَدتْ تُطلِقُ طَيْرَ الدُّجى / من شَكِ الأنجُمِ كفُّ الصباح
لا غرْوَ إن فاضَتْ دماً مقلتي / وقد غدتْ مِلْء فؤادي جِراح
بلُ يا أخا الحَيّ إذا زُرْتَه / فحَيِ عَنّي ساكناتِ البِطاح
وارْمِ بطرْفٍ من بعيدٍ فَمن / دونِ صِفاحِ البيِضِ بِيضٌ صِفاح
وآخِرُ العَهْدِ بأظعانِهم / يومَ حَدَوا تلك المَطِيَّ الطِّلاح
وعارَض الرَّكبَ على رِقْبةٍ / مُديرُ ألحاظٍ مِراضٍ صِحاح
لمّا جلا لي عند تَوديعِه / رِياضَ حُسْنٍ لم تكُنْ لي تُباح
جَعلْتُ ممّا هاج بي شَوقُها / وجْهِي وَقاحاً وجنَيْتُ الأقاح
وطالما قالوا ولم يَكْذِبوا / سِلاح ذي الحاجةِ وجْهٌ وقاح
فكيف ألْقى الدّهرَ قِرناً وقد / أصبَحْتُ لا أملِكُ ذاك السِّلاح
يا صاح إن أعددت لي نصرةً / فهذه حربي مع الدهر صاح
جَرَّبْتَني قِدْماً فصادفْتَني / على الأخِلاءِ قليلَ الجِماح
مُطاوِعاً كالماء إن سُقْتَه / من السّماسَحَّ أوِ الأرضِ ساح
مالكَ يا دَهْرُ على عِزَّتي / أَبيتَ إلا جَفْوتِي واطِّراح
والحُسنُ للحسناء مُستَجمَعٌ / والحظُّ قد جُنَّ بحُبِ القِباح
قلبي وشِعْري أبداً للورى / يُصبحُ كلٌ وحِماهُ مُباح
ذا لمُلوكِ العصرِ فيما أرى / نَهْبٌ وهذا للوجوهِ المِلاح
أمدَحُهمم عُمْري ولكنّني / أرجو من الله ثَوابَ امتداح
كأننّي قُمْريّةٌ عندهم / تَسجَعُ في المَغْدى لهم والمراح
ومالها في الجيدِ منهم سوى / ما قَلّدَ اللهُ بغَيْرِ امتياح
أَستَغْفِرُ اللهَ فتَشْبيهُها / ممّا على القائلِ فيهِ جُناح
فَهْي تَرى حَفْنةَ حَبٍّ لها / تُلقَى إلى جُرْعةِ ماءٍ قَراح
مَعيشةٌ رابحةٌ عندَهم / عِلّتُها كلَّ غَداةٍ تُزاح
ودون إطلاق معَاشي لهم / رِتاجُ مَطْلٍ عَسِرُ الانفتاح
أُلازِمُ الحَضْرةَ دهْراً إلى / أن يَتأنّى لي أوانُ السَّراح
حتّى إذا عُدْتُ إلى مَجْثمِي / عُدْتُ إلى عُمّالِ سُوءٍ وقاح
حان مَسيري راحلاً عنكمُ / ودونَ أوطانيَ بِيدٌ فِساح
فهل مُعينٌ لي على قَطْعها / بواضحِ الغُرّةِ بادي المراح
مُنتصِبِ الهادي سليمِ الشَّظَى / مُتّصلِ الخَطْوِ قليل الجِماح
تَنتَهب الأرض له أربَعٌ / للنّار من أطرافِهنّ انقداح
ومَن تُرَى يَسْخو بأمثاله / حتّى أراه وهْو فَوقَ اقْتِراح
إلاّ الأميرُ الماجِدُ المُرتَجي / نَواله الواهِبُ السُناح
فهذه حالي وذا شَرْحُها / فهل لقَلْبٍ معَ هذا انشراح
إن لم تَزُرْ عُثْمانَ لي أينقٌ / غُدُوَّها يَسبِقْ طَرْفَ الرِّياح
كأن أيديها إذا شارفَتْ / فِناءه فائزةٌ بالقِداح
نجَتْ على بُعْدٍ إليه وفي / بُعْدِ نَجاءِ العيسِ قُرْبُ النّجاح
فَزُرْن مَلْكاً لم يَزلْ جاهُه / عازِبَ سُؤْلٍ لي حتى أراح
صَدْرٌ رحيبُ الصّدْرِ ذو هِمّةٍ / له إلى نيْلِ المعالي طِماح
تَهُزُّ منه الدَّهرَ أعطافُه / نَشْوةُ جُودٍ تَعْتري وهْو صاح
تَرى بكَفّيْهِ ومِن وجْههِ / بَدْرَ سماءٍ بين بَحرَي سَماح
مُتَوَّجُ يَجْعَلُ هامَ العِدا / في الروْع تيِجانَ رؤوسِ الرِماح
يَبْتَدِر الصّارخُ يومَ الوغَى / بسائلِ الغُرّة طاغِي المِراح
في سَرْجه شَمْسٌ وفي نَقْعِه / شَمْسٌ أطاح النَّورَ منها فطاح
شَمْسان لما اكتنَفا قَسْطلاً / بهِ لآفاقِ السّماء اتّشاح
أضمَرَ ليلُ النّقْعِ صُغْراهُما / وضاقَ بالأكبرِ ذرْعاً فَباح
ألْوى إذا عاقَر كأسَ الوغَى / والَى اغتِباقَ الدَّمِ بالاصطِباح
إذا تَردَّى بالحُسامِ اغتَدَى / قرينَ سَيْفِ الرّأيِ سَيْفُ الكِفاح
ذو قَلَمٍ أعجِبْ به جارياً / من مُثْبتٍ آيةَ مُلْكٍ ومَاح
تُديرُه يُمْنَى يدَيْ ماجدٍ / له بزَنْدِ المكرماتِ اقْتداح
شَدَّتْ يدُ الدّولةِ أطنابَها / إليه في أسعَدِ وقْتٍ مُتاح
حامدةٌ مَوضعَها عنده / فما لَها ما عُمِّرتْ من بَراح
عاد بُعْثمانَ اختتِامُ العُلا / كما بدا بالحَسَنِ الافتِتاح
هذا أميرُ المؤمنين الذي / أولَيتَه منك الوَلاءَ الصُراح
دَعاكَ إذ جاهَدْتَ عن مُلْكِه / شهابه والحق فيه اتضاح
ما زادك الخلفة فخراً وإن / أتَتْ جَلالاً فوق كلِّ اقْتِراح
والبَيت لا يُكْسَى لتَشْريِفه / لكنْ تُراعَى سُنّةٌ واصْطِلاح
يا كعبةً للمجدِ مَأهولةً / إذا غدا الوَفْدُ إليها ورَاح
يَفْديكَ قَومٌ حاولُوا ضلّةً / تَناوُلَ المجدِ بأيدٍ شِحاح
مَعاشِرٌ أموالُهم في حِمىً / وعِرْضُهم من لُؤمِهم مُسْتَباح
أمّلْتُهم ثم تأمّلْتُهم / فلاحَ لي أنْ ليس فيهم فَلاح
طال مُقامي بفِنا أرِضكم / من غَيْرِ نَفْعٍ فالرَّواحُ الرَّواح
ما آفةُ الإنسانِ إلا المُنَى / طُوبَى لِمَنْ طَلّقها واستَراح
إلى ذُراكَ الرَّحْبِ نوِّخْتُها / وقد بَراها السَّيرُ بَرْيَ القِداح
من بلدٍ ناءٍ ولم أعتَمِدْ / بُعْدَ المَدى إلا لقُرْبِ النَّجاح
لولاكَ يا شَمْسَ ملوكِ الورى / لم يَبْقَ في طُرْقِ الرَّجا لانفساحْ
فاسمعْ ثناءً لك أبدَعْتُه / كأنه المِسْكُ إذا المِسْك فاح
مِن كلماتٍ كلمّا نُظِمَتْ / فللآلي عندَهُنّ افتضاح
لسوفَ أُهدِي لك أمثالها / إن كان في مُدَّةِ عُمْري انفِتاح
فدُمْ لأهلِ الفضلِ تُغْنيهمُ / فواضِلاً ما شُعْشِعَتْ كأسُ راح
لا عَرفوا غيركَ مَولى لهم / ما اتَّصلَت منهم بَنانٌ بِراح
دام عَلاءُ العِمادْ
دام عَلاءُ العِمادْ / فَهْو رَجاءُ العِبادْ
دام لنا طالِعاً / فهْو ضِياءُ البِلاد
عِمادُ دِينٍ له / على تُقاه اعْتِماد
فَحُبُّه سُنّهٌ / والمَيْلُ عنْهُ ارتِداد
ليس لدِينِ الهُدى / إلاّ بهِ الاعْتِضاد
ولا يعَاديهِ مَن / صَحّ لَه الاعتِقاد
أوحَدُ في دولةٍ / مُشْتَهِرُ الاتّحِاد
مُنْفَردٌ بالعُلا / والمَجدِ أيَّ انِفراد
وعارِضٌ كفُّه / كعارِضٍ حينَ جاد
بُروقُه للعِدا / بِيضُ السّيوفِ الحِداد
وسَيْلُه سَيْبُه ال / فيّاضُ في كلِّ ناد
فالمَجْدُ لم يَحْوِهِ / غَيرُ شجاعٍ جَواد
له يَدٌ لم تَزلْ / تَصْدُرُ منها أياد
عادتُه أنّه / إنْ بدأ العُرفَ عاد
قبلَ خُلُوِّ الدّيارِ / ساس لعَمْري وساد
فاليومَ لا غَرْوَ إن / ألْقَوا إليه المَقاد
حامٍ حِمَى دولةٍ / يُحِسنُ عنها الذِّياد
صَدْرُ الورى صَدْرُها / وهُو لَهُ كالفُؤاد
مُهَوِّنٌ عَزْمُهُ / عنها الخُطوبَ الشِّداد
طَوْراً جِدالٌ له / عنها وطَوراً جِلاد
أقلامُه دونَها / تَجمَعُ شَمْلَ الصِّعاد
والبِيضَ مُذَروِبَةٍ / والخيلَ قُودَ الهَواد
والسُّمْرَ محمولةً / فوق نواصي الجِياد
تُصبِح من خَوفِه / دائمةَ الارْتِعاد
تُمِدُّ راياتِهمُ / آراؤه بالسَّداد
بهِنَّ يَهدِيهمُ / إلى سَبيلِ الرَّشاد
عارِضُ جيشَيْنِ لل / مُلْكِ شَدِيدَيْ قِياد
جيشٌ ورأْيٌ بهِ / يَهزِمُ جُنْدَ الأعاد
إنْ أَينعَتْ أَرؤُسٌ / جَدَّلها في الحَصاد
يا مَن أَفاد الورى / مَطلَعُه ما أَفاد
يُمْنُك أَغناهُمُ / عن عُدَّةٍ أَو عَتاد
فالجيشُ فَضْلٌ إذن / للمُلْكِ يَومَ الطِّراد
يا مَن إلى رأْيِهِ / في النُّوَبِ الاستناد
ومَن بساحاتِه / للكَرمِ الارتياد
وجْهٌ تَرَى ماءَهُ / يَرْوِى به كلَّ صاد
ومَنْطِقٌ حُسْنُه / يَزيدُ بالانتِقاد
وشِيمةٌ أَشْبَهَتْ / شَرْبَةَ عَذْبٍ بِراد
يُغْرَسُ منها له / في كلِّ قلبٍ وِداد
فكُلُّ لفْظٍ له / من حُسنِه يُستَعاد
وكُلُّ معنىً له / في فَنِّه يُستَجاد
وكلُّ نُعمَى غَدتْ / من كَفّه تُستَفاد
عُيونُ حُسّاده / مكحولةٌ بالسُّهاد
كأنّ أَجفانَهم / أَهدابُها من قَتاد
هو الهُمامُ الّذي / يُرغِمُ أَهل العِناد
في السِّلْمِ وافيِ القِرى / والرَّوْعِ وارِي الزِّناد
ذو كرمٍ ذِكْرُه / يَحْدو به كلُّ حاد
لطُرْقِ وُرَّادِه / بالصّادرين انسِداد
وليس عن قَصْدِه / تَمْنَعُ لكنْ تَكاد
يَهدِمُ أَموالَه / من أَجلِ مجدٍ يُشاد
تُمْسِي أُكُفُّ الورى / من حاضرٍ بعد باد
كأنّها أَعيُنٌ / والرِّفدُ منها الرُّقاد
بنانُه بالْلُها / مُستنطِقاتُ الجمَاد
ما لثَناءِ الورى / عن نَهْجِه من حِياد
يَقْنِصُه بالنّدى / والحَمْدُ وحْشٌ يُصاد
دونَك سَيّارةً / يَشْدو بها كلُّ شاد
غَرّاءَ أَبياتُها / تُعادُ حتّى المَعاد
يَعبِقُ من نَشْرِها / رُواتُها كُلُّ ناد
لا بُدّ مَن جاد أَن / يَمدحَهُ مَن أَجاد
وما لسَيْفِ العُلا / إلاَّ القوافي نِجاد
أَسواقُ أَشعارِنا / قد أَسْرفَتْ في الكساد
فاغْضَبْ لنا غَضْبةً / يُخصِبُ منها المَراد
واسعَدْ بزَوْرٍ دنا / إليك بعد البِعاد
في كُلِّ عامٍ لنا / للعَوْدِ فيه اعْتياد
زار عِمادُ الهدَى / فيُمْنُه في ازْدياد
يَهْنيك شَهْرٌ له / من فَخْرِك الاعتِياد
واقْتاده سَعْدُهُ / إليه أَيَّ اقْتِياد
شَهْرٌ شَريفٌ له / رائحُ سَعْدٍ وغَاد
نَهارُه مُلْجِمٌ / للنُسكِ عن أَكْلِ زاد
وليلُه للورى / بُيِّضَ بعد الحِداد
عُلِّمَ مِصْباحُه / من ذِهْنِك الاتِّقاد
كَثْرةُ نوارهِ / على الرُّبا والوِهاد
قد رحَضَتْ ثَوْبَه / فما بهِ مِن سَواد
كذا خطايا الورى / تَمْحو كمَحْو المِداد
فابْقَ لأمثاله / ما كَرَّ حَوْلٌ مُعاد
تَأتيكَ أَيّامُها / في العِزِّ ذاتَ اطِّراد
في نِعَمٍ تَلْتَقي / عوائدٌ مَعْ بَواد
ودولةٍ عُمْرُها / ما لمَداهُ نَفاد
عَلياءَ في ظِلِّها / تُدْرِكُ أَقصَى المُراد
يا راحلاً بالسّعدِ عن مُقْلتي
يا راحلاً بالسّعدِ عن مُقْلتي / ونازلاً ما بينَ أَفكاري
إنْ يَخْلُ طَرْفي منك في حالةٍ / فليس يَخْلو منك إضماري
أحلَلْتَني في مَنْزلٍ آنِسٍ / مَأْلَفِ قُصّادٍ وزُوّار
وروضةٍ غَنّاءَ في صَحْنِها / نُزْهةُ أَسماعٍ وأبصار
فإنّما بُعدُك لا غَيره / هو الّذي يَشغَلُ أَسراري
فنحن من دارِك في جَنّةٍ / نَعَمْ ومن بُعْدِك في نار
فهل سَمعْتُم بفتىً نازِلٍ / بالّنارِ والجنّةِ في دار
لمّا غدَتْ خَيلُ اشتِياقي لكم / تَركُضُ في مِضمارِ إضماري
جَرى إليكم قَلَمي سابِقاً / واحسَدا للقلَمِ الجاري
برَيتُه فانقادَ لي طائعاً / وليس بِدْعاً طاعةُ الباري
وقام لي بالرّأسِ يَعْدو به / عَدْواً كلَمْحِ البارقِ السّاري
فَودَّ قلبي والفلا بيننا / يُعْيِي المطايا بُعدُ أقطاري
لو أنّها طِرْسي ولو أنّني / لقلَمِي أحكِي بتَسْيار
بل لو وصَفْتُ الشّوقَ يا سادتي / مُذْ بَعُدَتْ من دارِكم داري
لكان أَصفاري إذا ضُمِنَتْ / أَقلَّه في طُولِ أسفاري
متى أرَى ليلَ فراقي لكم / يَصدَعُه صُبْحٌ بإسْفار
وأيَّ يومٍ يغَتْدِي ناظري / مُكتحِلاً منكمْ بأنوار
فدَتْك نَفْسي يا ضياءَ الهُدى / من ماجدٍ مُسعِدِ أحرار
لم يُسْلِني عنك كرامُ الوَرى / بل زاد كُلُّ بك إذْكاري
وما أرَى مثلَك في طُولِ ما / أَلُفُّ أنجاداً بأَغوار
فلستَ تغدو يا حليفَ النّدى / إلاّ مُقيماً بينَ أسراري
إليك كنتُ بادئاً هِجْرتيِ / فكنتَ من أكرمِ أنصاري
فانصُرْ أبا نصْرٍ فؤادي على / جَيشَيْنِ من شَوقٍ وأفكار
بِمَدَدٍ تُلْحِقُه عاجِلاً / منك ولو خَمْسةَ أسطار
مجلسُك العالي الّذي أَستقِي
مجلسُك العالي الّذي أَستقِي / على جَفاء الدّهرِ من بِرِّهِ
فربّما أهجرُه عامِداً / والحبُّ يدعوني إلى هَجره
ماليَ ذُخْرٌ غيرُه والفتى / يَكْره أَن يُنفِقُ من ذُخْره
وهْو وإنْ لم يَرَهُ كلّما / فَكّر فيه شَدَّ مِن ظَهْره
فلا عَدِ مناكَ على حالةٍ / فأنت قلْبُ الدَّهرِ في صَدْره
وَقّعْ رعَاكَ اللهُ مِن مَلِكٍ
وَقّعْ رعَاكَ اللهُ مِن مَلِكٍ / في قَصَّتي وتَغنَّمِ الأجْرا
إتعابُ كفِّكَ ساعةً كَرماً / سَبَبٌ لراحةِ مُهجَتي دَهْرا
أيا وليَّ الدَّولةِ المُرتَجى
أيا وليَّ الدَّولةِ المُرتَجى / قَولُ وَليٍّ لكَ مُستَبْطِ
يا مَنْ غدَتْ أخلاقُهُ كُلُّها / عَدْلاً تُقيمُ الوَزْنَ بالقِسْط
ما لِمواعيدِكَ قد أَصبحَتْ / جَزاؤها يَهزَأُ بالشّرط
وكم إلى دارِكَ ردَّدتنِي / من أجلِها تَرْديدَ مُشتَطّ
حتّى من الغَيظِ الّذي نالَني / لطُولِ ذاكَ العَدْو والخَبط
لو كان رِجْلي قَلَماً عندَها / لكنتُ لم أَعدَمْهُ من قَطّ
فَرْطُ الحجابِ الصّعبِ ما وَجْهُه / على صديقٍ زادَ في فَرط
على امْرئٍ تَأخذُ من شُكرِه / إن حُزْتَه فوقَ الّذي تُعطي
أَسرَفْتَ في قَبْضتي وكنتَ الّذي / آمُلُ أن تُسرِفَ في بَسْطي
جاهُك ذا المَقْسومُ بينَ الوَرى / تُراه ما لي فيه من قِسْط
وكَفُّك السّمحةُ مذ لم تَزَلْ / وما لإحسانِكَ من غَمط
تَسمَحُ بالحَظِّ لطُلابه / فكيف لا تَسمَحُ بالخَطِّ
وإنّك الفَردُ الّذي خَطُّه / في أُذُنِ الدّولةِ كالقُرْط
قُلْ للنّجيبِ ابنِ النّجيبِ الّذي / إذا رمَى الأغراضَ لم يُخطي
ظُلْمٌ لأقلامِك أن سُمّيَتْ / إذْ شُبِّهْت بالأَرقَمِ المُرط
وأنمُلٌ منك ثلاثٌ غَدَتْ / يَريشُها من يَدِكَ السَّبْط
خَطُّ كمِثْلِ الدُّرِّ من كاتبٍ / سَطْرٌ له أنْفَسُ من سِمْط
قد نثَر اللُّؤلُؤَ في طِرسِه / فأهوَتِ الجَوزاءُ لِلّقْط
لَوَدَّتِ الأنجُمُ في كُتْبِه / لَو جُعلَتْ أمكنةَ النَّقْط
فَبعضُ ما استحقَقْتَ ما نِلْتَهُ / من رِفعةٍ آمنةِ الحَطّ
ودولةٌ حسناء مَحسودةٌ / أَعطاكَها للدُّوَلِ المُعْطي
ما كُتبَتْ سَهْواً فكنْ آمِناً / لها من المَحْوِ أوِ الكَشْط
قُلْ لعمادِ الدينِ عن عَبْدِه
قُلْ لعمادِ الدينِ عن عَبْدِه / ما أنا من عَفْوِكَ بالقانِطِ
فإنْ ذا يكُنْ غَضباً مُفْرِطاً / لِما بدا من زَلَلٍ فارِط
فالسّاخِطُ الحُرُّ له رَجْعةٌ / والصّعْبُ أمْرُ السّاخطِ السّاقط
مَن سَرَّه العِيدُ فإنّي امرؤٌ
مَن سَرَّه العِيدُ فإنّي امرؤٌ / سِلْكُ دُموعي فيه مَقْطوعُ
أنا الّذي هَيَّجَ أحزانَه / والدَّهْرُ فيما ساءَ مَتْبوع
عيدٌ وتَوديعُ أُناسٍ لنا / لَساءنا عيدٌ وتَوديع
كُلّ خليلٍ بَعْدَ أُنْسى به / أَكبرُ حَظّي منا تَشْييع
متى أَرى يا ربِّ شَمْلي بهمْ / وهْو كما أهواه مَجْموع
حَسْبُكَ منّي يا فتىً خِلْعةً
حَسْبُكَ منّي يا فتىً خِلْعةً / أُمسكُ عن نَشْرِ مَساويكا
في طَيلساني لا تكُنْ طامعاً / طَيُّ لساني عنكَ يَكْفيكا
قُل لأمينِ المُلْكِ عن عَبْدِه
قُل لأمينِ المُلْكِ عن عَبْدِه / مَقالةً يَصْدُقُ مَن قالها
أعني أبا حَرْبٍ حليفَ العُلا / ومُبلِغَ الأقوامِ آمالَها
يَفتخِرُ المجدُ بأنْ حازَهُ / وتَزدَهي العَلياءُ أنْ نالها
باقٍ على حالِ العَطايا وقد / غَيَّرتِ الأيّامُ أحْوالها
أَرْوعُ ما زالتْ له هِمّةٌ / يَحارُ مَن شاهدَ أفضالها
ألقَتْ مُلوكُ الأرضِ في كَفِّهِ / خَزائنَ الدُّنيا وأَمْوالها
فكَفُّه مشغولةٌ بالنَّدى / تُبيحُ ما تَملِكُ سُؤّالها
فليس يوماً حِفْظُه مالَهمْ / أبلغَ من تَضْييعِه مالها
قُلْ لسديدِ الحضرةِ المُرتجَى
قُلْ لسديدِ الحضرةِ المُرتجَى / القائلِ المَعْروفَ والفاعلِ
ومَن غدا طَلُّ عَطِيّاته / يُخْجِلُ صَوْبَ المطَر الوابل
ومَن يُرينا حينَ نَنْتابُه / كيف صَنيعُ المُفْضِلِ الفاضل
يَفْديكَ من طارقِ صَرّفِ الرَّدى / مَن وَجْهُه قُفْلُ فَمِ السّائل
وأنت تَجلو عَنْ سَنا غُرّةٍ / زَهْراءَ تُحْيى أمَلَ الآمِل
بوركْتَ من غَيثِ ندىً هاطِلٍ / أصبحَ حَلْيَ الزَّمَنِ العاطل
بَحْرٍ ولكنْ باللُّها زاخِرٍ / بدْرٍ ولكنْ بالنُّهَى كامل
يَدفَعُ ظُلْمَ الدّهْرِ عن أهلِه / فهْو سَمِيُّ المَلِكِ العَادل
ما عَيبُ جَدْواهُ سوى أنّه / بَعدَها عن حَمْدِها شاغلي
يا مَنْ لنا مِن عندهِ كُلُّ ما / نَهوَى برَغْمِ المانعِ الباخل
مَن وَجْهُه شمسٌ ومَن جاهُه / ظِلٌّ ولكنْ ليس بالزّائل
قد خَفّفَتْ نُعماكَ عن خاطري / لكنّها قد أثقلَتْ كاهلي
لا زلتَ فينا كَعبةً للنّدى / نُثْني على إحسانكِ الشّامل
ولا تَزلْ تَخطِرُ عن خاطري / في بُرْدِ مَدْحٍ سابِغٍ ذائل
له بأَوصافِك عِطرِيّةٌ / تَعبَقُ بالسّامعِ والقائل
عِنديَ ما شِئْتَ منَ الشّكْرِ إذ / عندَك ما شِئْتُ منَ النّائل
عَهْدُ هوىً كنّا عَهِدْناهُ
عَهْدُ هوىً كنّا عَهِدْناهُ / يَفْنَي اصْطباري عند ذِكْراهُ
لا أنا أنْساهُ فأسْلو ولا / تَذكُرُه أنتَ فتَرعاه
لو كان يُفْدَى فيُرَى ثانياً / ماضٍ من العَيْش فَدْيناه
فَلْيَسْقِه دَمْعي بتَسْكابِه / فإنّه أوْلَى بسُقْياه
يا قاتلي ظُلْماً بهِجْرانه / هَجْرُك ما أكثرَ قَتْلاه
سنَنْثُرُ اليومَ العِتابَ الَّذي / كنّا زماناً قد طَويْناه
تَذْكُر كم لَيْلٍ لنا سالفٍ / قُرطُكَ قد كان ثُريّاه
سَهِرْتُه عندك لَهْواً وقد / خِيطَ من الغَيْرانِ جَفْناه
ثَغْرُكَ معْ خَدِّكَ في جُنْحِه / ماءُ أخي الوَجْدِ ومَرْعاه
فَبتُّ مِن وَصْلِكَ في لَذَّةٍ / حتّى جَلا الصُّبْحُ مُحيّاه
والنَّجمُ قد أطَبقَ أجفانَه / والنَّومُ قد أطْلَقَ أسْراه
واللّيلُ سَيفُ الفَجْرِ في فَرْقِهِ / يَقْتلُه والدّيكُ يَنْعاه
والحَيُّ قد حانَ انْطلاقٌ له / وقد حَدا الحادي مَطاياه
ثار وراءَ الرَّكْبِ مُستَعْجلاً / يَلُفُّ أُولاهُ بأُخراه
والإلْفُ قد عانقَني للنَّوى / فالْتَفَّ خَدّايَ وخَدَاه
كأنّه رامٍ إلى غايةٍ / تَناوَلَ السّهْمَ بيُمْناه
حتّى إذا أدناهُ من صَدْرِه / أَبْعَدَهُ ساعةَ أَدْناه
يا مَنْ عَذيري مِن هَوى شادِنٍ / ما كنتُ نَهْبَ الوَجْدِ لَوْلاه
قد ضَمَّنا يومَ غدَوْا مَوقفٌ / ما كانَ لولا البَينُ أَحْلاه
وللهوَى كانتْ غداةَ النَّوى / رسائلٌ بَلَّغْتُها فاه
حينَ بدا كالبَدْرِ بَدْرِ الدُّجَى / يَنوسُ في خَدَّيه لَيْلاه
السِّحْرُ ما تُمليه أَلحاظُه / والحُسْنُ ما يَحْويهِ بُرْداه
والدُّرُّ مِن فيهِ مدَى الدَّهرِ ما / يُسمِعْناهُ ويُريناهُ
أَفْدي الَّذي لم أسْتَجِرْ في الهَوى / إلاّ إليه منه شَكْواه
أَدْنَى المُعنَّى منه حتّى إذا / تَيَّمَهُ في الحُبِّ أَقْصاه
وكلُّ ما لاقَيْتُ من غَدْرِه / قالَتْه لي من قَبْلُ عَيْناه
يومَ صَبا قلبي إلى طَرْفه / فقلتُ إيّاكَ وإيّاه
فاليومَ لو هَمَّ بتَرْكِ الهَوى / ثنَتْهُ عن ذاك ثَناياه
فما تَرى يا بدْرُ في مُدْنفٍ / طَيْفُك لو حَيّاهُ أَحْياه
بلْ يا أَخا الأزْدِ وأعني بها / أزْداً بحيثُ النَّجمُ عُلْياه
لا يُنْكرُ المجدُ إذا ما سَما / أَنّا وإيّاكمْ جَناحاه
نحن بنو ماء السّماء الّذي / يَخْلُفُه في المَحْلِ جَدواه
إن حُبِسَ القَطْرُ على مُجْذِبٍ / كَفاه أَن تُطلَقَ كَفّاه
ما الأزْدُ إلاّ جِذْمُ كلِّ العُلا / ونحن يَومَ الفَخْرِ فَرْعاه
لمّا دعا والنّاسُ أَتباعُنا / داعٍ إلى الحقِّ تَبِعْناه
فالمُلْكُ ما نحنُ سَبقْنا بهِ / والدِّينُ ما نحنُ نَصَرْناه
والعُرْبُ قد سارَتْ إثْرنا / فأدركَتْ سُؤْراً تَركْناه
أما كَفانا أنَّهمْ قَدَّموا / مَجْداً وطاروا بِقُداماه
وأنّ صدْرَ الدِّينِ في عَصْره / قد نصَر الدِّينَ وآواه
نَصْراً بهم ثُمَّ بهِ ثانياً / أَعادَه اللهُ وأَبْداه
فقد غدا النّصْرُ لدينِ الهُدَى / أُخْراه منّا بَعْدُ أُولاه
جَدَّدَهُ ذو كرَمٍ غامرٍ / لا يَستَحِقُّ المَدْحَ إلاّه
عبدُ اللَّطيفِ المُجتلَى مَجْدُه / عن أَن يُرَى في النّاسِ شَرْواه
قَرْمٌ إذا عَنَّ لمَسْعاتهِ / أَعْشارُ حَمْدٍ فازَ سَهْماه
ذو هِمّةٍ تُضْحي وتَمْسي عُلاً / والعِلْمُ والحِلْمُ خَليلاه
فالدِّينُ في ظلِّ عُلاهُ حِمىً / يَحوطُ أَدْناهُ وأَقْصاه
والدَّهرُ قد راحَ له خادماً / يأمُرُه صُغْراً ويَنْهاه
واليُمنُ واليُسرُ طَريقاهُما / للخَلْقِ يُمْناه ويُسْراه
يا راحِلاً يَطلُبُ مَعْروفَه / فُزْ بالغِنَى أوّلَ لُقْياه
ما عنده عنك إذا جِئْتَه / يُذخَرُ لا مالٌ ولا جاه
ما بَرِحَتْ تَتْرى على حالةٍ / في اليَسْرِ والعُسْر عَطاياه
قُلْ للإمامِ ابْنِ الإمام الَّذي / نَرجوه في الدَّهرِ ونَخْشاه
يا مَن عَلا مِنْ مَجْدِه باذخاً / مُهلَّبُ العَلْياءِ وَطّاه
جَدُّك ما اخْتَارَ لأبنائهِ / غيرَ ثلاث مِن وَصاياه
منهنّ أنْ قالَ اعْلَموا أنّكمْ / والفَضلَ لا تَرضَوْا بأَدْناه
ثيابُكمْ أحسَنُ ما أصبحَتْ / على سِواكمْ حينَ يُكساه
مَخْلوعةً منكمْ على كُلُّ مَنْ / يَلبسُ شُكْراً طال ثَوْباه
رُؤيتُه فيهنَّ مَدْحٌ لكمْ / فَسمْعُه للخَلْقِ مَرآه
وسَحبُه الأذيالَ سَحبانُكمْ / يَرتجِلُ الخُطبةَ مُمْساه
يَتْلو ثناءً سابغاً حَشْوُها / إذ يتَثنَّى فيه عِطْفاه
كأنّها لَفْظٌ غدا رائقاً / للمَدْحِ واللآبسُ مَعْناه
وقال قولاً لهمُ ثانياً / ليَحْمَدوا في الدَّهر عُقْباه
لن تَبلُغوا السُّؤدَدَ أَو تَصْبِروا / إذا أطالَ الحَيُّ نَجْواه
على الشُّيوخِ القُلْحِ إن قُرِّبَتْ / منهم إلى الآذان أفواه
وثالثُ الأقوالِ ما قالَهُ / في آخِرِ العَهْدِ بدُنْياه
ألْقىَ لهمْ نَبْلاً وقال اكْسِروا / وما دَرَوْا مِن ذاك مَغْزاه
فلم يُطِيقوا كسْرَ مَجْموعه / واحْتقَروا كسْرَ فُراداه
وقال أنتمْ للعدا هكذا / فاجْتَمِعوا والنّاسُ أشْباه
فالجُودُ والصّبرُ وجَمعُ الفتَى / شَمْلَ بني الجِنْسِ بنُعْماه
ثلاثةٌ هُنَّ إذا عُدّدَتْ / من شَرَفِ الأخلاقِ أَعْلاه
وأنتَ لا تُدفَعُ عنها وقد / نَماكَ مَنْ هُنَّ سَجاياه
يا أيهّا الصّدْرُ الّذي عنده / سِرُّ عُلاً أَوْدَعه الله
أوّلُ ظُلْم الدّهرِ لي أنّه / قد عاقَني عنك جَناياه
من سَقَمَيْ جِسمٍ وحالٍ معاً / واصلَ تَعْويقي ووالاه
وسادَةُ العَصْرِ جُفاةٌ لنا / من غَيْرِ ما جُرْمٍ جَنَيْناه
إلاّ قريضٌ رائقٌ رُبَّما / في نَفَرٍ منهمْ نَظَمْناه
قومٌ مديحي لهمُ ضائع / لكنَّ طَبْعي يَتَقاضاه
والسِّلْكُ يُكْسَى الدُّرُّ معْ أنّه / يَجهَلُ ما أصبَح يُكْساه
وليس صَدْرُ الدِّينِ من شَكْلِهم / فَيقْتَضي قَوْليَ حاشاه
وكيف يُسْتَثنى نَهارٌ إذا / ما ذُمَّ لَيْلٌ طالَ جُنْحاه
دُمْ للمعالي ما همَتْ دِيمةٌ / رِيّاً لرَوْضٍ فاحَ رَيّاه
وخُذْ ثناءً كأزاهيرِه / حُسْناً إذا ما الوُدُّ أمْلاه
حيّتْكَ من بُعْدٍ وقُرْبٍ معاً / شاقا فؤادي واسْتَحثّاه
بُعْدُ ديارٍ كان لكنّنا / بقُرْبِ أسْرارٍ خَلَطْناه
فلم أزَلْ أسحَبُ ذَيْلَ الدُّجَى / على بَعيرٍ مادَ ضَبْعاه
أطْوي الفلا طَيَّ امرئٍ واصل / مُصْبِحَه سَيْراً بمُمْساه
فلم يَزَلْ بي طائشاً خَطْوُه / نِضْوِيَ حتّى حُلَّ نِسْعاه
إلى فتىً آمُلُ من عِنْدِه / عَوْداً على ما أَتَمنّاه
وكيف لا يَحْوي المُنَى مَنْ غدا / مثْلُكَ يا مَوْلايَ مَوْلاه
ما أَنسَ لا أَنسَ له مَوْقفاً
ما أَنسَ لا أَنسَ له مَوْقفاً / والعِيسُ قد ثَورهُنَّ الحُداهْ
لمّا تجلَّى وجهُه طالعاً / وقد تَرامَتْ نَظَراتُ الوُشاه
قابلَني حتّى بدَتْ أَدمُعي / في خَدِّه المصقولِ مِثْلَ المِراه
يُوهِمُ صَحْبي أَنّه مُسْعِدي / بأدْمُعٍ لم تُذْرِها مُقْلتاه
وإنّما قلَّدني مِنّةً / بدَمْعِ عَينٍ من جُفوني مَراه
ولم تقَعْ في خَدِّه قَطرةً / إلاّ خَيالاتُ دُموعِ البُكاه