المجموع : 68
يا أيها المعرض ماذا الغضبْ
يا أيها المعرض ماذا الغضبْ / هب للهوى ذنبي بطولِ التعَب
أما تراني دنفاً هائماً / وجداً بمن صارمني واحتجب
يا واحداً في الحسنِ طالَ الهوى / والشوقُ إذ طالَ إليكَ الطلَب
عَدمتُ للصبرِ على أنَّ لي / قلباً قريحا بك دامي الندَبْ
طولُ النوى والكبدِ الذائبه
طولُ النوى والكبدِ الذائبه / والزفرة الجائية الذاهبَه
والمقلةُ العبرى التي دمعُها / ننشقُهُ من حسرةٍ غالبَه
أسرعُ في جسمٍ فتيً مدنفٍ / ما أخطأته الأسهمُ الصائبه
يطمع من بعدِكَ في سلوتي / لا صدقت آماله الكاذبَه
هجراً جميلاً أيها العاتِبُ
هجراً جميلاً أيها العاتِبُ / الله فيمن قلبه ذائبُ
أشهد عينيكَ وما فيهما / أني إلى لحظيهما تائبُ
يا سقماً أسقمني منهما / هل لي إن لم ترثِ لي طالبُ
سيعلمُ الشوقُ وطولُ الضنى / أني ما عشتُ لهم صاحبُ
مملك الحسن على قلبي
مملك الحسن على قلبي / يهجرني ظلماً بلا ذنب
يغضب من حبي له والذي / يخفى عليه أكثر الحب
إن كان من وجدي به عاتباً / فزادني الله من العتب
يقولُ حسبي منكَ لكنني / أقولُ حسبي أنتَ يا حسبي
يا من توَسلتُ إليهِ بهِ
يا من توَسلتُ إليهِ بهِ / وشوّهَ الإغِراق في حُبهِ
أنا الذي أصبحت مولى له / بوجدهِ فاعمل على حسبه
إن الهوى قد ذقت من مرهِ / في سالفِ الدهرِ ومن عذبهِ
فما أرى إلا فتىً ميتاً / عيناه آفاتٌ على قلبهِ
يا بصري ليتك ما كنتا
يا بصري ليتك ما كنتا / أسررت ما ألقى وأعلنتا
نطقت بالدمع بما في الحشا / ويحك ما ضرك لو صنتا
ليتك إذ بان فؤادي بما / جنيت عليه لحظة بنتا
يا بصرى حسبك ما خنتا / أنت الذي أهلكتني أنتا
مدامعي منك قريحات
مدامعي منك قريحات / بألسن الدمع فصيحات
يا حسن الوجه ألست الذي / أحشاؤه منك جريحات
طوبى لمن عاش وأجزاؤه / من مقلتيه مستريحات
هناك طعم النوم يا راقد
هناك طعم النوم يا راقد / ونم بملأى طرفك الهاجد
فلم تذق عيني لذيذ الكرى / مذ غبت فالدمع لها شاهد
لمن فداك القلب خلفته / يرثي له الصادر والوارد
يحن من شوقٍ شديدٍ كما / حنَّ إلى واحدهِ والد
كم ليلةٍ كفي على خدي
كم ليلةٍ كفي على خدي / أرعى نجوم الليل بالسهدِ
أعيذ قلبي بك يا مالكي / مِما به من روعةِ الصدِّ
يا واحداً في الحسن كم زفرةٍ / منك أذابت كبدي وَجدي
أنت بعرفِ الحسنِ من مشبهٍ / في الخلق من قبل ومن بعدِ
يا من حكَت وجنتُهُ الوردا
يا من حكَت وجنتُهُ الوردا / ما كان لو أصفيتني الودا
يحسن بالمولى وقد مُلكت / كفاه ألا يرحمَ العبدا
ترغب في الصدِّ وفي أهلهِ / كأنما تستظرفُ الصدا
لا خيبَ الله فتىً مدنفاً / ولا جفوناً قرِّحت وجدا
من ذا عساه ينجِزُ الموعدا
من ذا عساه ينجِزُ الموعدا / أو يرحم المستهترا المفردا
ذاك الذي ملكه طرفهُ / فما يرى العتقَ من استُعبدا
لبيكَ يا دمعي أجب دعوتي / لعل حر البعدِ أن يبردا
يزيدُ في حزني وفي زفرتي / والوجد أني لم أجِد مسعِدا
ما ليَ من حبكَ من بدّ
ما ليَ من حبكَ من بدّ / هجرتَ أو دُمتَ على العَهدِ
يا أملي لا نلتُ منكَ المُنى / إن لم أكن أصبحت في جَهدِ
حتى بكى العذال من رحمتي / واتخذوا فيكَ يداً عندي
فلا رزقت الوصل إن لم أكن / أصبحت أخفي فوق ما أبدي
يا من بما تهوى النفوس انفرد
يا من بما تهوى النفوس انفرد / فليس يخلو من هواه أحد
من حار ماءُ الحسنِ في وجههِ / واختالَ في وجنتهِ واطَّرد
من فات عينيك وما فيهما / لم يدرِ ما طعمُ الهوى والكمد
يا غايتي في أملي كلهِ / لم أشكُ إلا أن صبري نفِد
ينامُ مَن لا سهرت عينه
ينامُ مَن لا سهرت عينه / فعبدها يخشى يكن راقدا
كيفَ ينامُ الليلَ من لم يزل / بالهَجرِ في تسهيده جاهِدا
يا نفسُ صبراً إنّني لاحقٌ / بمن تحرى قتله عامدا
بفتيةٍ قادهم حبهُ / إلى المنايا واحداً واحدا
في خدِّهِ من دمعِهِ خدُّ
في خدِّهِ من دمعِهِ خدُّ / وفي الحشا من وَجدهِ وجدُ
بمن بعينيهِ عنت أعينٌ / وكلُّ طرفٍ لهما عبدُ
ومَن على وجنتهِ روضةٌ / زهراءُ فيها الخمرُ والوردُ
إنقطعَ الحُسنُ إلى وجههِ / فحُسنهُ في نفسهِ فَردُ
من استعارَ الحسن من وجههِ
من استعارَ الحسن من وجههِ / والغصن الناعم من قدّهِ
لقد تعاتَبنا بأبصارنا / فيما جناهُ الخلفُ من وَعدهِ
حتى تجارحنا بتكرارنا / للحظ في قلبي وفي خدّهِ
فأدركَ الثأرَ وأدركتُهُ / وسرني بالصدِّ عن صدِّهِ
ما وَقعت عيني على منظرٍ
ما وَقعت عيني على منظرٍ / كوجهِه حُسناً ولا قدِّهِ
مَن ينسبُ الخمرُ إلى طرفهِ / وتَنتمي السوقُ إلى خدِّهِ
قدرةُ عينيهِ على مهجتي / كقدرةِ المولى على عبدهِ
وحسنه ما كان من قبله / حسن ولا يحسن مِن بعدهِ
شُغلت بالدمع مكان الرقاد
شُغلت بالدمع مكان الرقاد / حتى رثى للعين طول السهادِ
وَمل خدي ووسادي يدي / جعلتها بيني وبين الوساد
يا زفرةً موصولةً بالحشا / من حسرةٍ ساكنةٍ في الفؤادِ
لولاكَ ما ذلت لطولِ الهوى / نفسي ولم أحفل بطولِ البعادِ
لم يبكِ إلا وهو مهجورُ
لم يبكِ إلا وهو مهجورُ / إن نفدَ الدمعُ فمعذورُ
غايةُ من ليسَ له حيلةٌ / ألا يرى في الحبِّ تقصيرُ
إن قلتُ للعاذلِ لا سرَّني / منه وكتمانٌ وتعذيرُ
يا نائما عن ساهرٍ مدنفٍ / عزاءُ صبرٍ كلهُ نشورُ
لا تمتحِن صبريَ بالهجرِ
لا تمتحِن صبريَ بالهجرِ / فإنني صفرٌ من الصبرِ
وكُن على قدركَ لي واصلاً / لا زلتَ واهجرني على قدرِي
يا من على وجنتهِ رونقٌ / من مانع النوم بها نحرِي
ومَن إذا أبصرهُ عاذلي / في الحبِّ لم يحتج إلى عُذرِ