المجموع : 6
قَد عَزَّني الداءُ فَما لي دَواء
قَد عَزَّني الداءُ فَما لي دَواء / مِمّا أَلاقي مِن حَسانِ النِساء
قَلبٌ صَحيحٌ كُنتُ أَسطو بِهِ / أَصبَحَ مِن سَلمى بِداءٍ عَياءُ
أَنفاسُها مِسكٌ وَفي طَرفِها / سِحرٌ وَما لي غَيرَها مِن دَواءِ
وَعَدَتني وَعداً فأَوفي بِهِ / هَل تَصلُحُ الخَمرَةُ إِلّا بِماءِ
كَم كُربَةٍ قَد مَسَّني ضُرُّها / نادَيتُ فيها عَمرَ بنَ العَلاءِ
ما اِقبَحَ التَزهيدَ مِن واعِظٍ
ما اِقبَحَ التَزهيدَ مِن واعِظٍ / يُزَهِّدُ الناسَ وَلا يَزهَدُ
لَو كانَ في تَزهيدِهِ صادِقاً / أَضحى وَأَمسى بَيتَهُ المَسجِدِ
وَرَفَضَ الدُنيا وَلَم يَلقَها / وَلَم يَكُن يَسعى وَيَستَرفِدُ
يَخافُ أَن تَنفَدَ اِرزاقُهُ / وَالرِزقُ عِندَ اللَهِ لا يَنفَدُ
الرِزقُ مَقسومٌ عَلى مَن تَرى / يَنالُهُ الأَبيَضُ وَالأَسوَدُ
كُلٌّ يُوَفّى رِزقَهُ كامِلاً / مِن كَفَّ عَن جَهدٍ وَمَن يَجهَدُ
يا صالِحَ الجودِ الَّذي مَجدُهُ
يا صالِحَ الجودِ الَّذي مَجدُهُ / أَفسَدَ مَجدَ الناسِ بِالجودِ
بَنَيتَ قَصراً مُشرِفاً عالِياً / بِطائِرَي سَعدٍ وَمَسعودِ
كَأَنَّما يَرفَعُ بُنيانَهُ / جِنُّ سُلَيمانَ بنِ داودِ
لا زِلتَ مَسروراً بِهِ سالِماً / عَلى اِختِلافِ البيضِ وَالسودِ
بايَعَ هارونُ إِمامُ الهُدى
بايَعَ هارونُ إِمامُ الهُدى / لِذي الحِجى وَالخُلُقِ الفاضِلِ
المُخلِفُ المُتلِفِ أَموالَهُ / وَالضامِنِ الأَثقالِ لِلحامِلِ
وَالعالَمِ الناقِدِ في عِلمِهِ / وَالحاكِمِ الفاضِلِ وَالعادِلِ
وَالراتِقِ الفاتِقِ حِلفَ الهُدى / وَالقائِلِ الصادِقِ وَالفاعِلِ
لِخَيرِ عَبّاسٍ إِذا حُصِّلوا / وَالمُفضِلِ المَجدِيِّ عَلى العائِلِ
أَبِرِّهُم بِراً وَأَولاهُمُ / بِالعُرفِ عِندَ الحَدَثِ النازِلِ
لِمُشبِهِ المَنصورِ في مُلكِهِ / إِذا تَدَجَّت ظُلمَةُ الباطِلِ
فَتَمَّ بِالمَأمونِ نورُ الهُدى / وَاِنكَشَفَ الجَهلُ عَنِ الجاهِلِ
أَودى بِبانوكَةَ رَيبُ الزَمان
أَودى بِبانوكَةَ رَيبُ الزَمان / مُؤنِسَةِ المَهدِيِّ وَالخَيزُرانِ
لَم تَنطَوِ الأَرضُ عَلى مِثلِها / مَولودَةً حَنَّ لَها الوالِدانِ
بانوكَ يا بِنتَ إِمامِ الهُدى / أَصبَحتِ مِن زينَةِ أَهلِ الجِنانِ
يَكَت لَكِ الأَرضُ وَسُكّانُها / في كُلِّ أُفقٍ بَينَ أُنسٍ وَجان
لِما أَتَت خَيرَ بَني هاشِمٍ
لِما أَتَت خَيرَ بَني هاشِمٍ / خِلافَةُ اللَهِ بِجُرجانِ
شَمَّرَ لِلحَزمِ سَرابيلَهُ / بِرَأيِ لا غُمرٍ وَلا وانِ
لَم يُدخِلِ الشورى عَلى رَأيِهِ / وَالحَزمُ لا يُمضيهِ رَأيانِ
أَسرِع في الأَرضِ وَقَد سارَها / يَحكي لَنا سَيرَ سُلَيمانِ
كانَت لِذاكَ الريحَ مَأمورَةً / وَذا عَلى سَفواءَ مِذعانِ