القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أُسامَة بنُ مُنْقِذ الكل
المجموع : 30
مَهَفْهَفٌ يُخجِلُ بَدرَ الدُّجَى
مَهَفْهَفٌ يُخجِلُ بَدرَ الدُّجَى / فإن رآهُ اكْتَنَّ في السُّحْبِ
قَوَامُهُ يُزرِي إِذا ما انْثَنَى / مِنْ لِينِهِ بالغُصُنِ الرَّطِبِ
يَبسِمُ عن دُرٍّ تَعالَى الّذِي / نَظَّمَه في البارِدِ العَذبِ
أُلاَمُ فيهِ وهَو لي شَاغِلٌ / بالَهَجرِ عن لَومٍ وعَن عَتبِ
نَفسي فَدتْ بَدْرَ تمامٍ إذا
نَفسي فَدتْ بَدْرَ تمامٍ إذا / عاتَبَنِي بالجِدّ أو بالمُزاحْ
سَدَدتُ بالتقبيل فاهُ على / مسكٍ ودُرٍّ وعقيقٍ ورَاحْ
بَاحَ بشكْوى ما بِهِ فاستراحْ
بَاحَ بشكْوى ما بِهِ فاستراحْ / فهلْ عليه في الهوى من جُناحْ
لمّا رأى كِتمانَ ما يَنْطَوي / عليهِ لا يُغْنِي إذا الدّمعُ بَاحْ
دَاوَى بما أعلن من بثِّه / قَلباً من الكتمانِ دَامِي الجراحْ
صَبٌّ حَماهُ الوجدُ طيبَ الكرَى / وجِسمُهُ للسُّقمِ نَهبٌ مُباحْ
مُخاطِرٌ يركب هولَ الهَوى / أمّاً وأمّاً مثلَ ضرب القِداحْ
يا صاحِ ما أصحاكَ عن سَكْرَتي / عَقْلِي بأحْوى ذِي مِراحٍ ورَاحْ
مُهفْهَفٍ صحَّت على سُقمِها / جُفونُه فهي مِراضٌ صِحاحْ
لِطَرفِه فَتكةُ بِيضِ الظُّبا / وقَدِّه هزّةُ سُمرِ الرِّماحْ
شمسُ نهارٍ تَرتدي بالدّجى / غُصنٌ مُراحٌ فوق حِقفٍ رَدَاحْ
طَافَ عَلينا والدّجى راكدٌ / يُظلُّنا من جُنحِه بالجنَاحْ
بقهوةٍ مِن خدِّه أَشرَقت / ونَشْرُها الضّائِعُ من فيهِ فَاحْ
فَظَلْتُ في أَمْنِ غرَامِي به / من كلِّ واشٍ ورَقيبٍ ولاَحْ
في حِنْدِسَيْ طُرَّتِه والدّجَى / ونَيِّرَيْ غُرَّتِه والصّباحْ
بغبطةٍ جادَت على بُخلِها / بها اللّيالي غَلَطاً لاَ سماحْ
حتَى قَضى الدّهرُ بتفريقنا / فما احتيالي في القضاءِ المُتاحْ
ظبيٌ تَغارُ الشمسُ من حُسنهِ
ظبيٌ تَغارُ الشمسُ من حُسنهِ / ماءُ الحَيا من خَدِّهِ يَقْطُرُ
مُبتَسِمٌ عن جوهرٍ رائعٍ / يَفوحُ منهُ المسكُ والعنبرُ
إذا مَشَى أخجلَ سُمرَ القَنَا / وحارَ فيه عقلُ مَن ينظُرُ
ما فيهِ من عَيبٍ سِوَى أنَّه / إذا أَردْنَا وصلَه يَهجُرُ
حتّى مَتَى يا قلبُ لا تَستفيقْ
حتّى مَتَى يا قلبُ لا تَستفيقْ / حَسْبُكَ قد حُمِّلتَ مالا تُطيقْ
أضنَاكَ إشفاقُكَ من غَدرِهمْ / وما عَسى يُجدي حِذَارُ الشَّفِيقْ
إن أخْلَفُوا عَهدَك أو بدَّلُوا / فكُن بِحُسْن الصَّبرِ عنهُم خَليقْ
واعزِم عَلى سُلوانِهِم عَزْمةً / تَثْنِيكَ بعد الرِّقِّ حُرّاً طليقْ
لا تَبكِهِم إن نَزَحَتْ دارُهُمْ / واهجرْهُمُ هجرَ الخَلِيِّ المُفيقْ
لن تعدَمَ الأَعواضَ عنهُم ولاَ / في الأرضِ إن أنتَ ترحَّلتَ ضِيقْ
دَعْ ذا فما الناسُ سواءٌ ولا / يلْقَى الفتَى في كلِّ أرضٍ صَديقْ
وهبكَ تلقى عِوضاً عنهُمُ / أراجعٌ عصرُ الشبابِ الأَنيقْ
عَلِقتُهم حينَ رداءُ الصِّبَا / ضَافٍ وغُصني ذُو اعتدالٍ ورِيقْ
حتى إذا أُشرِبَ قَلبي لهُمْ / حُبّا جَرى في الجسمِ جَرْيَ الرَّحيقْ
ألتِمِسُ الأعواضَ عنهُم َلقَد / أتيتُ ما ليسَ بمثلي يَليقْ
أرُوعُهم بالعَتْب مُستصلِحا / وتحتَ ذاك العَتبِ قَلبٌ شَفيق
يرعَى لهم ما ضيَّعُوا إِنَّهُ / بِهمْ على ما كانَ منهُم رَفيقْ
ما خَطَر السُّلوانُ فِي بَالي
ما خَطَر السُّلوانُ فِي بَالي / فما الّذي أَطمعَ عُذّالي
وجدِي بهمْ في اليومِ كالأمسِ ما / غيّرَهُ ما حَالَ من حَالي
أهوَى وما حَظِّيَ منهُم كما / أَهوَى وَلا قَلبِيَ بالسّالِي
لجَاجةٍ في الحبِّ ما تَحتَها / سوى صَبابَاتِي وبِلبَالي
لِيَ القِلَى منهُم ومِن لاَئِمي / فيهم طويلُ القيلِ والقَالِ
وما أُبالِي بالّذي نَالَني / لو أَنَّني منهم على بَالِ
يا قمراً في غُصنِ بانٍ على / نَقاً مَهُولٍ غيرِ مُنهالِ
ميّلَكَ الواشِي فَما حيلتي / في أَهيَفِ القامَةِ ميّالِ
مُستَهْتِرٍ بالهَجرِ ألقَاهُ في ال / أَحلامِ وهو المُعرِضُ القَالِي
نَاظِرُهُ الفتّاكُ لا ناظِرٌ / علَى تَعَدِّيهِ ولا وَالي
يحكُمُ في أرواحِنا طَرْفُهُ / حكمَ أَبي الغَاراتِ في المَالِ
كتمتُ بَثّي غيرَ أن لم أُطِق
كتمتُ بَثّي غيرَ أن لم أُطِق / كتمانَ فيضِ المَدمَعِ الهَاملِ
السّافِحِ السّاكِبِ الماطِرِ /
ولَيس يُدْرَى لِقَذىً جَائلٍ / في العينِ فاضَت أم هَوىً دَاخِلِ
فاضحٍ غالِبٍ ظاهِرِ /
كالوُرقِ لا يُدرَى على هَالِكٍ / نَاحتْ أم ارتَاحَت إلى رَاحلِ
نَازحٍ غائبٍ هاجِرِ /
ما أنصفُوا في الحبِّ إذ حُكِّمُوا
ما أنصفُوا في الحبِّ إذ حُكِّمُوا / سَلَوْا وقَلبِي بِهِمُ مُغرَمُ
أَحببتُهم في عُنفوانِ الصّبَا / وليلُ فودِي حالكٌ أَسحَمُ
حتّى إِذا عصرُ الشّبابِ اِنقضَى / وأَشرَقَتْ في ليليَ الأَنجُمُ
صَدّوا وأَنساهُم ذِمَامَ الهَوى / ما اِختَلق الواشُون واللوَّمُ
فَمن تُرى يحفَظُ عهدَ الهَوى / إِن ضيَّعُوهُ وهُمُ ما هُمُ
والحبُّ كالأَرزاقِ بينَ الورَى / يُرزَقُ ذَا مِنهُ وذَا يُحرِمُ
سَعَى بنا الواشي إليهمْ فَما / تَبيّنُوا الحَقَّ ولَا اِسْتَفْهَمُوا
وسَمْعُ من مَلَّ قَبولٌ لمَا / يُزَخْرِفُ الكاشِحُ أو يَزعُمُ
ولاَ وَمَن أَشْربَ قَلبي لَهُم / حُبّاً جَرى من حَيثُ يَجري الدّمُ
ما خُنتُهُم عهداً ولا فَاهَ لِي / بما رَوى الواشُون عَنّي فَمُ
فلَو رأَوْا قَلبِي رَضُوا كلَّ ما / يُعلِنُهُ فيهمْ ومَا يَكتُمُ
دَعْ ذا فما يُسمَعُ عُذرُ الهَوى / بَعدَ التّقَالِي فَالقِلَى أَبكَمُ
براءَةُ المملُولِ مَستورَةٌ / وعُذْرُهُ الواضحُ مُستَبهِمُ
ولو سَعَى الطّيفُ بِهِ في الكَرَى / لَقيلَ هذا المُنْزَلُ المُحكَمُ
فاصْبِر على جَور الهَوى إِنَّهُ / به تَقَضّى الزّمَنُ الأَقْدَمُ
قُولاَ لَذَا الغَضبان يا ظالِماً
قُولاَ لَذَا الغَضبان يا ظالِماً / يغضَبُ أَن أَدعُو عَلى ظَالِمي
أَظنُّه أَنتَ وإِلاّ فَلِمْ / تَخشى دُعائي دُونَ ذَا العَالَمِ
يَا ربِّ لا يُقْبَلْ عليهِ وإِن / جَارَ دُعاءُ المُغرَمِ الهَائِمِ
بِاللهِ يا مُغرَىً بِهجرانِي
بِاللهِ يا مُغرَىً بِهجرانِي / وَيا مُبيحَ الدَّمعِ أَجْفاني
هَلْ في القضَايا أَنَ مَن مَا جَنَى / يَخضعُ بالعُذرِ إِلى الجَاني
أَحببتُها في عُنفوانِ الصِّبَا
أَحببتُها في عُنفوانِ الصِّبَا / وقلتُ إنَّ الشيبَ يُسلِيني
فزادني شَيْبي جُنوناً بها / حتّى كأَنَّ الشيبَ يُغْرِيِني
وكالشبابِ الشَّيبُ لا مِيزةٌ / بينهُما عندَ المجَانِينِ
يا دمعُ انْجِدْني على بُعدِهمْ
يا دمعُ انْجِدْني على بُعدِهمْ / فقد تَرى قِلّةَ أنْصاري
بَرِّدْ جوىً في القلب من ذكْرِهمْ / أحرَّ ناراً من لَظَى النّارِ
فليس شيءٌ مُذهِبٌ للشَجَى / مثلَ انهمالِ المَدمَعِ الجَاري
ما وَجْدُ مَن فارَق أحبَابَه
ما وَجْدُ مَن فارَق أحبَابَه / كَوجْد من فارَق رَوْحَ الحيَاهْ
فارقتُ مَن أموالُه عِنْدَهُ / عاريَةٌ مَضمونةٌ للعُفَاهْ
مَن طَابَ لِلجَانِي جَناهُ وَمَنْ / كَفَّر بِالعَفْوِ ذُنُوبَ الجُنَاهْ
أعزُّ مِن أجْفَانِ عَيْني عَلَى / عَيْني ومِن قَلبٍ حباهُ هَواهُ
إذا مَدَحْنا ماجداً غَيرَه / فَما أردَنا بمديحٍ سِواهُ
فمن يُساوي فقْدَ هذا بمح / بوبٍ إذا ما غَابَ عنهُ سَلاَهْ
متى أرَى الطّوبانَ قد مَهَّدت
متى أرَى الطّوبانَ قد مَهَّدت / حيطانَه السّودَ المَحارِيثُ
ما فيهِ إلاّ رِيحُ عادٍ وأج / لافٌ طَغامٌ وبراغيثُ
أبا تُرابٍ دهرُنا جاهلٌ
أبا تُرابٍ دهرُنا جاهلٌ / يَرفع للشِّبهِ ذَوِي الجهْلِ
كأنّه المِيزانُ يعلُو به / ذو النّقْصِ عن رُتبةِ ذي الفضلِ
وما يضِرُّ العزلُ مَن لم يَزَلْ / من فضلِهِ الباهِرِ في شُغلِ
زدني عُلاً لا أرتَضِي باللّهى
زدني عُلاً لا أرتَضِي باللّهى / حَسبِيَ ما نوّلْتَ مِن مَالِ
أغنيتَ نفسِي ويَدي فاستَوى / حَالَيَ في العفَّةِ والمَالِ
فلِي نوالٌ ونَدىً سَيْبُه / يُرجَى ومِن فَضلِكَ إِفضالي
وإنّما أبغِي العُلا لا الغنَى / ومثلُها يَبغيهِ أمثالِي
والجَوْرُ في حكمِ الصبابةِ جائزٌ / بخلافِ أحكامِ المليكِ العادِلِ
الصّالِحِ الهادِي الذي في عدلِهِ / ساوَى انخفاضُ الزُّجِّ صدرَ العَامِلِ
وسِر إلى بحرٍ خِضَمٍّ له
وسِر إلى بحرٍ خِضَمٍّ له / من عَزمِه سيفُ وغَىً مِخذَمُ
حتّى إذا أنطقَكَ العدلُ في / جلالِه والخلُقُ الأكرمُ
قل لأَميرِ المسلمينَ الّذي / به استَنَار الزَّمنُ المُظلِمُ
أنتَ الّذي ما جُرتَ يوماً ولا / جَرى على سيفِكَ ظُلماً دَمُ
ساويتَ في عدلِكَ بين الورَى / حتّى تَساوَى الزُّجُّ واللَّهذمُ
وقُمْتَ في اللهِ احتساباً فقد / وَقَمْتَ من يطغَى ومن يُجرِمُ
وكلُّ أهلِ الشامِ أوسعْتَهُم / عدلاً فمالِي دونَهم أُحرَمُ
أطعْتَ في حكمِكَ فيَّ الهَوَى / وما كذا يفعَلُ مَن يحكُمُ
من يُنصِفُ المظلومَ مِنَّا إذَا / كنتَ وحاشَاك الذي يَظلِمُ
وأنت ظِلُّ اللهِ في أرضِه / تردَعُ من يظلِمُ أو يَغشِمُ
فلا يشُبْ أجرَ الجهادِ الذي / فُزتَ به دونَ الورَى مأْثَمُ
يا مُنعِماً مَوْردُ إحسانِه
يا مُنعِماً مَوْردُ إحسانِه / سَهلٌ فَما في مَنِّهِ مَنُّ
قد اقْتَدى بالمُزْنِ في جُودِه / بل بِنداهُ يَقتدي المُزنُ
بَسَطْتَ كفّاً في النّدى والوغَى / ما كَفَّها بُخلٌ ولا جُبْنُ
فاسلَم من الدّهرِ ففِيه على / كلِّ كريمٍ ماجِدٍ ضِغنُ
رِجلايَ والسبعون قد أوْهَنَتْ
رِجلايَ والسبعون قد أوْهَنَتْ / قُواي عن سَعيي إلى الحَربِ
وكنتُ إن ثوَّبَ داعِي الوغَى / لبَّيتُهُ بالطَّعنِ والضَّربِ
أشقُّ بالسّيفِ دُجَى نقعِها / شقَّ الدَّياجي مرسَلُ الشُّهبِ
أنازِلُ الأقرانَ يُرديهِمُ / من قَبلِ ضَربي هامَهمُ رُعْبِي
فلم تَدَعْ منّي اللّيالي سوَى / صَبرِي على اللأّْوَاءِ والخَطبِ
ألقَى الرّزايَا رابطَ الجأش فِي / أحْداثِها مجتَمِعَ اللُّبِّ
ما خَانَنِي عزمِي ولا عزَّنِي / صَبرِي ولا اُرتاعَ لَها قَلبي
عِنديَ للأيّامِ إن أقْبَلَتْ
عِنديَ للأيّامِ إن أقْبَلَتْ / عليَّ فعلُ الخيرِ والجودُ
وإن تَوَلَّتْ فَفؤادي كما / علِمْتَ في اللأواءِ جُلمودُ
يُصابرُ الأيّامَ أو تَنقضي / خُطوبُهنَّ البيضُ والسّودُ
تَيقَّظْ فمن يَشناك يسهرُ لَيلَه / وقَد يخدَعُ اليقظانَ مَن هو راقدُ
ولا تَحتَقِر كيدَ الضَّعيفِ فإنّما / تَقُدُ شِفارَ المُرهَفاتِ المَبارِدُ
وتُلْقَى الأسودُ بالخديعَةِ في الزُّبَى / ولَو جُوهِرَتْ لم يَنْجُ منهُنَّ صائدُ
وإهمالُ ما يُخشى من الأمرِ مُهلكٌ / ومَصرعُ رِضوانٍ بما قُلتُ شاهِدُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025