المجموع : 8
أماطَ والليلُ أثيثُ الجَناحْ
أماطَ والليلُ أثيثُ الجَناحْ / عنْ مَبْسِمِ الشّمْسِ لِثامَ الصّباحْ
أغَنُّ يَعْروهُ مِراحُ الصِّبا / ويَنْثَني فالقَدُّ نَشْوانُ صاحْ
كالفَنَنِ المَهْزوزِ تَعْتادُهُ / على لُغوبٍ نَسَماتُ الرّياحْ
يَطْوي الفَلا وَهْناً وقد نَشَّرَتْ / ذَوائِبَ النّارِ قُرَيْشُ البِطاحْ
حيثُ القِبابُ الحُمْرُ مَحفوفَةٌ / بالأسَلِ السُّمْرِ وبِيضِ الصِّفاحْ
حَلَّ الدُّجى حُبْوَتَها إذ سَرَى / والليلُ للبَدْرِ حِماهُ مُباحْ
إذا الكَرى رنَّقَ في عَيْنَيهِ / رَنا بأجْفانٍ مِراضٍ صِحاحْ
وإنْ وَشى الحَلْيُ بهِ راعَهُ / بَعْدَ وَفاءِ الخُرْسِ غَدْرُ الفِصاحْ
وكيفَ يَستَكْتِمُ خَلْخالَه / سِرّاً وقد نَمّ عليهِ الوِشاحْ
إذا رَنا لَفَّ الرّدى حاسِراً / بِدارِعٍ فاللحْظُ شاكي السِّلاحْ
وما أضاءَ البَرْقُ منْ ثَغْرِهِ / إلا تَجَلّى حَبَبٌ فوقَ راحْ
كأنّهُ الرّوْضَةُ مَطْلولَةً / لَها اغتِباقٌ بالندىً واصْطِباحْ
إن مَطَرَتْ فيها دُموعُ الحَيا / ظلّتْ بأنْفاسِ النُّعامى تُراحْ
فالطَّرْفُ إن مرَّضَهُ نَرْجِسٌ / والخَدُّ وَرْدٌ والثّغورُ الأقاحْ
صَغا إِلى اللاحي وصَغْوُ الهَوى / إليهِ لا رُوِّعَ صَبٌّ بِلاحْ
كالمُهْرِ إنْ طامَنْتَ منْ غَرْبِهِ / أشَمَّهُ المَيْعَةَ جِنُّ المِراحْ
أُنْصِفُ إنْ جارَ وأعْنو إذا / سَطا وألْقى بالخُشوعِ الجِماحْ
فالغِيُّ رُشْدٌ وهَواني لهُ / في الحُبّ عِزٌّ وفَسادي صَلاحْ
وربّما تَجْمَحُ بي نَخْوَةٌ / تَلْهَجُ عَيْنايَ لها بالطِّماحْ
سأطْلُبُ العِزَّ ولوْ رَفْرَفَتْ / على حَواشيهِ عَوالي الرِّماحْ
بضَرْبَةٍ رَعْلاءَ أو طَعْنَةٍ / تَخاوَصَتْ منها عُيونُ الجِراحْ
مَتى أراها وهْي مُزْوَرَّةٌ / تَعْدو بآسادِ الشّرى كالسَّراحْ
واليومُ مُحْمَرُّ أديمِ الضُّحى / بالمَشْرَفيّاتِ صَقيلُ النّواحْ
فالذّابِلُ الخَطّيُّ يَشكو الصّدى / حتّى يُرَوّى بالنّجيعِ المُفاحْ
يا سَرَواتِ الرَّكْبِ رِفْقاً بِنا / فالأرْحَبيّاتُ رَذايا طِلاحْ
أسْمَعَها الرَّعْدُ بإرْزامِهِ / إهابَةَ الحادي وَراءَ اللِّقاحْ
واعْتَرَضَ المُزْنُ وفي شَوْطِهِ / دونَ شَآبيبِ حَياهُ انْتِزاحْ
يومِضُ بالبَرْقِ وكمْ حارَدَتْ / بوَدْقِهِ أطْباؤُهُ حينَ لاحْ
يَحْكي أبا المِغْوارِ في بِشْرِهِ / يا لَيْتَهُ أشْبَهَهُ في السَّماحْ
سِيروا إِلى آلِ عَدِيٍّ نُقِمْ / في عَطَنٍ رَحْبٍ وحَيٍّ لَقاحْ
حيثُ العِراصُ الخُضْرُ والأنْعُمُ ال / بيضُ وأنوارُ الوُجوهِ الصِّباحْ
لا المَنْهَلُ المَوْرودُ طَرْقٌ ولا ال / مَسْرَحُ مَمنوعٌ ولا الظِّلُ ضاحْ
إذا بلَغْنا عَضُدَ الدِّينِ لمْ / نَثْلِمْ شَبا المَحْلِ بضَرْبِ القِداحْ
نُهْدي إليهِ مِدَحاً نَمْتَري / بهِنَّ خِلْفَ النّائِلِ المُسْتَماحْ
أروَعُ طَلْقُ البُرْدِ لم يحْتَضِنْ / منَ التُّقى حاشِيَتَيْهِ جُناحْ
نائي المَدى يَقْصُرُ عن شأْوِهِ / خُطاً أطالَتْها الأعادي فِساحْ
لا يغْلِبُ الحَقَّ بهِ باطِلٌ / ولا يُداني الجِدَّ منهُ مِزاحْ
ومأْزِقٍ أغْمَدَ فيه الظُّبا / لمّا انْتَضى عَزْمَتَهُ للكِفاحْ
ونازَلَ المَوْتَ بأرْجائِهِ / شَهْباءُ تَقْتادُ المَنايا رَداحْ
وأنْصَتَ القِرْنُ لِداعي الرّدى / حيثُ العَوالي جَهَرَتْ بالصِّياحْ
حتى تولّى كالنّعامِ العِدا / مُقَنَّعي الهامِ ببَيْضِ الأداحْ
يا واهِبَ الأعْمارِ بعدَ اللُّها / وَرَتْ زِنادي بكَ قَبْلَ اقْتِداحْ
إليكَ أغْدو غيرَ مُستَلْفِتٍ / جِيدي إِلى رَشْحِ أكُفٍّ شِحاحْ
بهِمّةٍ تَفْتَرُّ عنْ مُنْيَةٍ / مَدَّ هَواديهِ إليها النّجاحْ
وبينَ طِمْرَيَّ فتًى ماجِدٌ / لمْ يجتَذِبْ عارِفَةً بامْتِداحْ
وحاجةٍ دافَعَ عنْ نَيْلِها / وَجْهٌ حَيِيٌّ وزَمانٌ وَقاحْ
وحاذَرَ المِنَّةَ منْ باخِلٍ / فطلَّقَ المِنْحَةَ قبلَ النِّكاحْ
سَرَتْ وجِنْحُ اللّيلِ غِرْبيبُ
سَرَتْ وجِنْحُ اللّيلِ غِرْبيبُ / سِرْبٌ منَ البيضِ رَعابيبُ
يَعْثُرْنَ في ذَيْلِ الدُّجى إذْ ضَفا / لَها عليْهِنَّ جَلابيبُ
وكلُّ سِرٍّ رُمْنَ كِتْمانَهُ / نَمَّ بهِ الحَلْيُ أوِ الطّيبُ
طَرَقْنَنا والرَّكْبُ غِيدُ الطُّلى / تَخْدي بِنا العِيسُ المَطاريبُ
ونحنُ بالجَرْعاءِ منْ عالِجٍ / حَيْثُ تُطيلُ الحَنّةَ النّيبُ
فقُلْنَ إذ أبْصَرْنَني باسِماً / حينَ زَوى الأوْجُهَ تَقْطيبُ
أيَّ هُمامٍ منكَ قَد رَشَّحَتْ / للمَجْدِ آباءٌ مَناجيبُ
فدَأبُهُ والصّبرُ منْ خِيمِهِ / سُرًى يُعَنّيهِ وتأويبُ
يَجوبُ بِيداً غيرَ مَقروعةٍ / للسّيْرِ فيهِنَّ الظّنابيبُ
فليتَ شِعْري هل أزورُ الحِمى / أمْ هَلْ يَروعُ الثُّلّةَ الذّيبُ
والشّمسُ أخْبى الليلُ أنوارَها / والكَوْكبُ الأزهَرُ مَشْبوبُ
في غِلْمَةٍ مُرْدٍ تَمطّى بهِمْ / إِلى الوَغى جُرْدٌ سَراحيبُ
خَيْلٌ عِرابٌ فوْقَ أثْباجِها / في حَومَةِ الحَرْبِ أعاريبُ
مِنْ كُلِّ مَلْبونٍ سَليمِ الشّظى / حابي القُصَيْرى فيهِ تَحْنيبُ
يُكِلُّ وَفْدَ الريحِ إن هَزّ منْ / عِطْفَيْهِ إرْخاءٌ وتَقْريبُ
وكلَّ يومٍ منْ قِراعِ العِدا / لَبانُهُ بالدّمِ مَخْضوبُ
يَعْدو بمَرْهوبِ الشَّذا يُتَّقى / بهِ الرّدى والبأسُ مَرْهوبُ
في فِتيَةٍ تَسْحَبُ سُمْرَ القَنا / بحَيثُ ذَيلُ النّقعِ مَسْحوبُ
مَدَّ قِوامُ الدّينِ أبْواعَهُمْ / إِلى العُلا والعِزُّ مَطْلوبُ
أرْوَعُ يَنْميهِ أبٌ ماجِدٌ / إلَيْهِما السّؤْدَدُ مَنسوبُ
مُقْتَبِلُ السِّنِّ عَقيدُ النُّهى / تَقْصُرُ عنْ غايَتِهِ الشّيبِ
والمُلْكُ لا يحْمِلُ أعْباءَهُ / مَنْ لمْ تُهذِّبْهُ التّجاريبُ
واحْتَوَشَتْهُ نُوَبٌ للفَتى / فيهِنَّ تَصْعيدٌ تَصويبُ
غَمْرُ الندىً لم يحتَضِنْ سَمْعَهُ / في جُودِهِ عَذْلٌ وتأنيبُ
مُوَطَّأُ الأكْنافِ أبوابُهُ / لهُنَّ بالزّائِرِ تَرْحيبُ
فلا القِرى نَزْرٌ ولا المُجْتَلى / جَهْمٌ ولا النّائِلُ مَحْسوبُ
كالزَّهَرِ المَطْلولِ أخْلاقُهُ / والرّوْضُ مَشْمولٌ ومَجْنوبُ
وهْوَ غَمامٌ خَضِلٌ فالحيا / مُنْتَظَرٌ منهُ ومَرْقوبُ
شيّدَ ما أثّلَ منْ مَجْدِهِ / والمَجْدُ مَوْروثٌ ومَكْسوبُ
بِنائِلٍ يُمْتارُ منهُ الغِنى / لهُ على العافي شَآبيبُ
وعَزمَةٍ نالَ بها ما ابْتَغى / منَ العِدا والسّيْفُ مَقْروبُ
والسُّمْرُ لمْ تَكْلَفْ بلَبّاتِهِمْ / راعِفَةً منها الأنابيبُ
هذا وكَمْ مِنْ غَمْرَةٍ خاضَها / فيها نَقيعُ السُّمِّ مَشْروبُ
للأسَلِ اللُّدْنِ بأرْجائِها / والخَيْلُ أُخْدودٌ وأُلْهوبُ
واللهُ يُعْلي رايَةً نَصْرُها / برأيِهِ الثّاقِبِ مَعْصوبُ
فحِلْمُ مَنْ ساوَرَهُ عازِبٌ / ولُبُّ مَنْ عاداهُ مَسْلوبُ
والجهلُ يُغريهِ على غِيّهِ / بهِ وقِرْنُ الدّهْرِ مَغلوبُ
ألقى مَقاليدَ الوَرى عَنْوَةً / إليهِ تَرْهيبٌ وتَرْغيبُ
يَفرُشُهُمْ عَدْلاً وأمْناً فَلا / يُحَسُّ مَظْلومٌ ومَرْعوبُ
يا مَنْ عَلَيْهِ أمَلي حائِمٌ / ومَنْ إليهِ الحَمْدُ مَجْلوبُ
يَفديكَ مَنْ شَدَّ على مالِهِ / وِكاءَهُ والعِرْضُ مَنهوبُ
لهُ عِشارٌ ليسَ تُدْمى لَها / في نَدْوَةِ الحَيِّ عَواقيبُ
يُطْنِبُ هاجِيهِ ولا يتّقي / إثْماً وفي تَقْريظِهِ حُوبُ
فهَجْوُهُ صِدْقٌ وفي مَدْحِهِ / تَكْبو بمُطْريهِ الأكاذيبُ
والسَّبُّ يَلْتَفُّ بِذي ثَرْوَةٍ / يَشِحُّ والباخِلُ مَسْبوبُ
فَما لأيّامي تهَضّمْنَني / والسّيْفُ دونَ الضّيمِ مَرْكوبُ
غرَّبْنَني عن وطَني ضَلّةً / والوطَنُ المألوفُ مَحْبوبُ
وطبَّقَ الآفاقَ ذِكْري فلَمْ / يُخْمِلْهُ إجْلاءٌ وتَغْريبُ
والعيشُ في ظِلِّكَ حُلْوُ الجَنى / كأنّهُ بالأرْيِ مَقْطوبُ
فلا فؤادي للنّوى خافِقٌ / وَجْداً ولا دَمْعيَ مَسْكوبُ
وكيفَ يَشْكو الدّهْرَ مَنْ شِعْرُهُ / على جَبينِ الدّهْرِ مَكْتوبُ
وَشادِنٍ نَبَّهْتُهُ وَالكَرى
وَشادِنٍ نَبَّهْتُهُ وَالكَرى / يُميلُهُ كَالغُصُنِ المُنْعَطِفْ
فَجاءَ يَمْشِي ثَمِلاً خَطْوُهُ / وَهْوَ بِجِلْبابِ الدُّجَى مُلْتَحِفْ
بَدْرُ الدُّجَى يَسْعَى بِشَمْسِ الضُّحى / وَأَدْمُعُ الغَيْمِ عَلَينا تَكِفْ
وَجَفْنُهُ يَثْقُلُ مِنْ سُكْرِهِ / وَكَفُّهُ بِالكَأْسِ نَحوي تَخِفّْ
فَبِتُّ وَالنَّجْمُ وَهَى عِقْدُهُ / يَفْسُقُ طَرْفي وَضَميري يَعِفّْ
وَالوَرْدَ مِنْ وَجْنَتِهِ أَجْتَني / وَالرّاحَ مِنْ رِيقَتِهِ أَرْتَشِفْ
ثُمَّ افْتَرَقْنا وَكِلانا شَجٍ / لَهُ فُؤادٌ بِالأَسى يَعْتَرِفْ
وَأَضْلُعٌ فيها الجَوَى كامِنٌ / وَأَدْمُعٌ مِنْها النَّوى تَغْتَرِفْ
أُقْسِمُ بِالجُرْدِ السَّراحِيبِ
أُقْسِمُ بِالجُرْدِ السَّراحِيبِ / وَالرُّمْحِ رَعّافَ الأَنابِيبِ
لَأّلْبَسَنَّ اليَوْمَ حِرْباؤهُ / مِنْ شَمْسِهِ تَحتَ شَآبِيبِ
أَطْوي على ظِلٍّ قَصيرِ الخُطا / مَناسِمَ العيسِ المَطارِيبِ
وَأقْتَفي حِينَ أَرُومُ العُلا / آثارَ آبَاءٍ مَناجِيبِ
وَكَيْفَ أَبْغيها وَفَقْدُ الغِنَى / يُذِلُّ أَعْناقَ المَصاعِيبِ
وَالعُسْرُ قَيْدُ المَرْءِ لكِنَّني / أَقْرَعُ للْمَجْدِ ظَنابِيبي
أَمْشِي على ظَلْعِي إِلى شَأْوِهِ / تَعَجْرُفاً فِعْلَ الأَعارِيبِ
يا رَبَّةَ البُرْقُعِ كَمْ غُلَّةٍ
يا رَبَّةَ البُرْقُعِ كَمْ غُلَّةٍ / حَامَتْ عَلى ما ضَمَّهُ البُرْقُعُ
وَفَوَّقَتْ عَيْنُكِ لي أَسْهماً / لَمْ تَمتَنِعْ مِنْ وَقْعِها الأَدْرُعُ
هَبِي المَطايَا فَرَّقَتْ بَيْنَنَا / لا فَارَقَتْها أَبَداً أَنْسُعُ
وَنَمَّ ما تُظْهِرُهُ أَعْيُنٌ / مِنَّا بِما تُضْمِرُهُ أَضْلُعُ
فَلِمْ قَسا قَلْبُكِ في مَوْقفٍ / رَقَّتْ بِهِ الأَلْفاظُ وَالأَدْمُعُ
الخَمرَ ما أَكرَمَ أَكفاءَها
الخَمرَ ما أَكرَمَ أَكفاءَها / فَأَبعِدِ الهَمَّ بإِدنائِها
وَهاتِها فالدِّيكُ مُستَيقظٌ / وَالشُّهْبُ قد هَمَّت بإِغفائِها
وَاللَيلُ إِن وارَتكَ ظَلماؤُهُ / فَالرَّاحُ تَجلوُهُ بِأَضوائِها
تَرى عَلى الكأسِ إِذا صُفِّقَتْ / وَالحَبَبُ الطَّافي بِأَرجائِها
لآلِئاً في التِّبرِ مَغروسَةً / تَستَوقِفُ العَينَ بِلألائِها
فَهيَ دواءُ النَّفسِ في شُربِها / ما تَشتَهيهِ وَهيَ مِن دائِها
شِعرُ المَراغيِّ وَحوشيتُمُ
شِعرُ المَراغيِّ وَحوشيتُمُ / كَعَقلِهِ أَسلَمُهُ أَسقَمُهْ
يَلزَمُ ما لَيسَ لَهُ لازِماً / لَكِنَّهُ يَترُكُ ما يَلزَمُهُ
زارَت سُليمى وَالخُطا يَقتَفي
زارَت سُليمى وَالخُطا يَقتَفي / آثارَها مِن ذَيلِها ماحِ
تُخفي مُحَيّاها ليَخفى السُرى / حذارَ أَن يَنتَبِه اللاحي
وَهَل يواري اللَّيلُ مَن لَم يَزَل / مِن نُورِها بالمَنظَرِ الضَّاحي
لو لَم يُجِرها إِذ سَرَتْ فَرعُها / عَلى الدُّجى هَمَّ بإِصْباحِ
فَبِتُّ وَالحيُّ عَلى رِقبَةٍ / أَكرَعُ حَتَّى الفَجرِ في راحِ
فأَيُّنا أَظهَرُ سُكرا وَما / عاثَتْ يَدٌ فينا بِأَقداحِ
أَقَدُّها أَم طَرفُها أَم أَنا / ثَلاثَةٌ ما فيهِمُ صاحِ
ثُمَّ اِنثَنَتْ تَمشي عَلى خِيفَةٍ / خِلالَ أَسيافٍ وَأَرماحِ
بِمَنزِلٍ تَشرَقُ أَرجاؤُهُ / بِكُلِّ وافي اللُبِّ جَحجاحِ
مُعتَقِلٍ خَطِّيَّةً لَدْنَةً / تَفجَعُ أَبداناً بِأَرواحِ
وَبالحِمى مُستَعطِراً مِن ثَرىً / كالمَندَلِيِّ الرَّطْبِ نَفّاحِ
أَروَعُ لَم يَشرَعْ صَرى مَنهَلٍ / تَغَمُّرَ العَيرِ بِضَحضاحِ
جِفانُهُ تَلمَعُ لِلمُعتَري / في العُسرِ وَاليُسرِ كَأَنضاحِ