المجموع : 28
أعرب إذا ما الخطب لم يعرب
أعرب إذا ما الخطب لم يعرب / عن شرف الهمة أو فاغرب
وقل لمن يطلب نيل العلى / إن أنت لم تغلب فلا تجلب
من قرع الباب ومفتاحه / ماض طرير الحد لم يحجب
إن كان لا يدنيك من موطن / تكرهه إلا الرضى فاغضب
أو كنت لا تركب متن العلى / إلا على شوك القنا فاركب
حتى متى والحق لي واجب / أدفع بالصدر وبالمنكب
وارحمنا مني لذي جلدة / صحيحة يحتك بالأجرب
من سفه الدنيا ومن لؤمها / جرأة مغلوب على أغلب
كأنما جنباي لم يحنيا / مني على قلب فتى قلب
ولاكففت الغرب من مقول / أمضى إذا شئت من المعضب
طال قعودي تحت ظل المنى / أجذب من عرضي ولم يصحب
وأعجز الناس فتى همه / وقف على المأكل والمشرب
قد تقنع النفس بدون غنى / قناعة تسند عن أشعب
لأنفضن الهون عن خاطري / نفض سقيط الطل عن منكبي
مستحقباً رحلي على عزمة / تنقض مثل الأجدل الأحقب
أسري من الليل على أدهم / ومن قرا الصبح على أشهب
افري شباب الليل عن مفرق / صباحه كالشعر والأشيب
مقتحماً لجة بحر الردى / إلى الندى إن أنا لم أعطب
ملبياً دعوة حظ دعا / إن صدق الحظ ولم يكذب
إلى الذي لولا سني وجهه / أظلم في عيني سنى الكوكب
أروع لولا أن أخلاقه / مخلوقة في الماء لم يعذب
مظفر تظفر طلابه / بالشرف الأقصى من المطلب
مفضل يدني إلى الأفضل الس / امي العلى بالنسب الأقرب
مضى أبو الفتح سليم ولم / تمض سجاياه ولم تذهب
أبقى مصاناً عرضه كاسمه / والابن من أحيا ثناء الأب
لا كملوك خلفت خالفاً / معقبة مات ولم يعقب
من يعرب العرباء حيث التقت / شعائب السؤدد من يعرب
قومي الأولى يرجع ميزانهم / إن فاضلوا أو ناضلوا الناس بي
أي مقام قمت فيه لهم / بحجة المجد فلم أغلب
أو ذكر الإسلام لم يفتخر / غيرهم حي بنصر النبي
أو ذُكر الجود فمن طيء / أبو عدي نجعه المجدب
وهذه أفعال أبنائهم / حاضرة تشهد بالغيب
رايات نجم الدين منصوبة / لقومه في كرم المنصب
يرفعها أبلح من طيء / نيرانه تجلو دجى الغيهب
ملك إذا ما زرت أبوابه / عرفت معنى الأهل والمرحب
تلوك سيما الملك في وجهه / إن كنت لم تقرأ ولم تكتب
تلقى المنايا يده والمنى / فارغب إذا قابلته وارهب
يعرف من لم يره أنه / باقي طراز الحسب المذهب
إن جحفل أو محفل ضمه / جمل صدر الدست والموكب
جهلت حظي قبل علمي به / والماء قد يستر بالطحلب
بني إن سُقِّيتَ كأسَ الردى
بني إن سُقِّيتَ كأسَ الردى / فسوف يسقاها قريباً أبوك
كأنني قد ذقت ما ذقته / وغبت في اللحد كما غيبوك
سعيك للجمعة محسوب
سعيك للجمعة محسوب / والأجر عنه لك مكتوب
ما فاتت الجمعة من لم يفت / عزمته في الله مطلوب
يكفيك فضلاً أن نعت التقى / إليك دون الناس منسوب
أما المكين المرتضى فعله
أما المكين المرتضى فعله / فإنه جوهرة الوقت
قد نزه الرحمن أفعاله / عن شيمة التقصير والمقت
وإنما السرتي لا قدس الرحمن / من يعزى إلى سرت
سود ما بيض من حاجتي / بعرض أو ليقة الزفت
فإن يكن بر فعجل به / فالسحت لا يسمح بالسحت
طرقتها والليل وحف الجناح
طرقتها والليل وحف الجناح / وما تلبست بثوب الجُناح
في ليلة بات نجادي لها / ذوائباً يخفقن فوق الوشاح
والحسن قد ألف أشتاته / غصن تثنى فوق ردف رداح
نام رقيب الصبح عن ليلتي / وبات لي كل مصون مباح
أجمع من خمر ومن مبسم / بحمرة الورد بياض الإقاح
حصلت من ريق ومن منطق / على اقتراح ونمير قراح
ترنحت من نشوات الصبا / فبت مسروراً بنشوان صاح
وفاح من عرف الدجى عنبر / أحرقه الفجر بجمر الصباح
لاموا عليها مغرماً سمعه / كراحة الناصر عند السماح
الناصر الحامي ذمار الهدى / وحوزة الشرك به تستباح
إن عقدت آراؤه راية / تكفل الله لها بالنجاح
يقسم مابين الندى والردى / مالاً مباحاً وعدواً مجاح
لا يبلغ الطرف مدى جيشه / والطرف يطوي الأرض بالإلتماح
لا يهتدي طيف الكرى إن سرى / فيه ولا تخلص هوج الرياح
لو ذاب وبل النيل يوم الوغى / سقى الروابي وبطون البطاح
أو ستر الليل نجوم الدجى / سرى على هدي نجوم الرماح
كأنما أسيافه روضة / لما بها من ورقات الصفاح
قد شهدت أعداؤهم أنهم / فوارس الحرب وأسد الكفاح
ملك صلاح الدين لا قوضت / أطنابه ملك التقى والصلاح
سيرة عدل حسنت عندنا / ما كان من وجه الليالي القباح
سافر في الدنيا وأقطارها / ذكر غداً عنه جميلاً وراح
أصبحت الأيام منقادة الرأ / س إلى كفيه بعد الجماح
وسمعها يصغي إلى كل ما / يقوله من غرض واقتراح
قد بعل الدهر بأيامه / مذ سح وبلاً ووبالاً وساح
فلو رمى كلكل سلطانه / على ثبير لتردى وطاح
قل لابن أيوب وكم ناصح / أنفع ممن هو شاكي السلاح
حارب على مصر نجوم السما / فملك مصر ما عليه اصطلاح
وقامر الدهر بضرب الطُلى / من دونها إن لم تفدك القداح
فالسيف لولا حده لم يعد / ما أسقطته عن تميم سجاح
والملك لا يسكت خطابه / إن لم تكلمهم كلوم الجراح
واصدم بها شعث النواصي ربى / غزة أو ما حولها من نواح
وأبق فيها مثل عاداتها / حصائد القتلى وندب النواح
قولا لمن في عزمه فترة / ارجع إلى الجد وخل المزاح
والقدس قد آذن إغلاقه / على يدي يوسف بالانفتاح
ملك إذا حدثت عن بأسه / قال الندى واذكر حديث السماح
بلغ ملوك الأرض أني به / غنيت عن نيل الأكف الشماح
واخترته من بينهم منعماً / وليست الرغوة مثل الصراح
من حل في عصمة إحسانه / فليس بالطالب حسن السراح
تقول لي أنعمة كلما / هممت بالسير أقم لا براح
وصاحب أنشدته مدحه / فصاح زدني من قواف فصاح
نتائج ألقحها جوده / أي نتاج لم يكن عن لقاح
قد عبقت باسمك ألفاظها / فعرفها ينفح في الامتداح
نوافح لم أدر من طيبها / فاه بها الراوي أم المسك فاح
هنئت بالعام الذي سعده / على أعاديك قضاء متاح
تكفلت أيامه أنها / خادمة صدرك بالانشراح
حرقة قلبي فيك لا تخمد
حرقة قلبي فيك لا تخمد / وعبرتي بعدك لا تجمد
إن غيبوا شخصك في ملحد / فأنت مني في الحشا ملحد
والخادم المملوك ينهي إلى
والخادم المملوك ينهي إلى / مولاه أن البر فوق المراد
جاوز فيه فضلك المنتهى / وفاق فيه كل بر وزاد
يا عاضد الدين من المهد
يا عاضد الدين من المهد / ووارث القائم والمهدي
كم للعدى من غارة فيكم / يعصر منها عرق اللبد
والله ما فوق الثرى مثلكم / في الأم والوالد والجد
لما غدوتم أمة وحدكم / غدوت فيكم أمة وحدي
أجنيكم من ثمرات الثنا / ما غرست نعمتكم عندي
يا أكرم الحاضر والبادي
يا أكرم الحاضر والبادي / وفارس الموكب والنادي
ويا ذباب الأبيض المنتضي / عزماً ونصل الصعدة الصادي
وافى كتاب منك مضمونه / شكرك عن بري وإسعادي
بدأت بالحسنى فجازيتها / والفضل في الإحسان للبادي
فثق بودي وأعتقد أنني / لمن يناويك بمرصاد
وسل من الله تجد منعماً / طول حياة الناصر الهادي
قولا لنجم الدين يا خير من
قولا لنجم الدين يا خير من / نادت نداه غر أشعاري
ووارث الأفضل من بعده / منصبه العاري من العار
يا من ثناه وسنا وجهه / نزهة أسماع وأبصار
يفديك أقوم عطاياهم / ماء أجاج بين أحجار
ظاهر أثوابهم أبيض / والعرض من زفت ومن قار
زعانف تأنف من ذمهم / وحمدهم عوني وأبكاري
أهدي لي فرو له قيمة / غالية لكنه عاري
يبيت في الليل بلا سترة / والقط يحميه من الفار
فامنن ولا تمنن على إثرها / بشقة من عمل الدار
فسوف يجزيك ثنائي بها / من كل قيراط بقنطار
قل لأبي النجم الذي منُّهُ
قل لأبي النجم الذي منُّهُ / كمنة النجم على الساري
وحق نعمائك وهي التي / أعدها من نعم الباري
ما يملك المملوك في وقته ال / حاضر شيئاً غير دينار
والويل للشعر إذا لم يصل / وأنت لي عون إلى الجاري
وصابر الدولة أقوى على ال / عصفور من ظفري ومنقاري
قل لولي الدولة اسمع فقد
قل لولي الدولة اسمع فقد / ضيقت صدر النظم والنثر
إن كنت لم تشكر على ما مضى / من اختصاصي لك بالشكر
فابسط لي لا عذر على زلتي / فإنني أنظر في أمري
المدح يدري أنكم أكبر
المدح يدري أنكم أكبر / من كل ما ينظم أو ينثر
وإنما يثني على فضلكم / كل ولي بالذي يقدر
ولو عذرتم كان إحسانكم / مطالباً بالشكر لا يعذر
وكيف يقضي حقكم مادح / ظلت قوافيه بكم تفخر
نسط من خاطره أنكم / منه بما ينشده أخبر
وأنكم من كل مسترزق / بالشعر من أيديكم أشعر
يا آل رزيك نداء امرئ / يضمر فيكم فوق ما يظهر
مازال يستخبر عن فضلكم / وهو كضوء الشمس بل أشهر
حتى إذا شاهد أفعالكم / صدق حسن الخبر المخبر
أنتم يد الإله مشكورة / ومنة الإله لا تكفر
طويتم الجور إلى أن غدا / في كل أرض عدلكم ينشر
وأينع المعروف في عصركم / فلا انقضى واجتنب المنكر
عليكم قبل ملوك الورى / في كل أمر تقعد الخنصر
جمعكم عول على فضلكم / أصغرهم في القدر والأكبر
فليستديموا بموالاتكم / سوابغ النعمة وليشكروا
فنعمة الله إذا أُطلقت / ولم تقيد بالوفاء تنفر
بذكركم يفتخر السيف وال / أقلام والقرطاس والمنبر
والأمر والنهي ودين الهدى / والملك والأبيض والأحمر
وتخجل الأرض إذا أنشدت / أوصافكم والمسك والعنبر
لم تخلقوا إلا على قدر ما / يختاره المجد وما يؤثر
وجوهكم يقطر ماء الحيا / منها وأيديكم بها تقطر
بالصالح الهادي سموتم على / كل عظيم قدره يذكر
أبلج صرف الدهر عن أمره / ونهيه يورد أو يصدر
ديمة كفيه فلا أقلعت / بأساً وجوداً أبداً تمطر
الكاشف الغمة من بعدما / راح بها سرب الهدى يذعر
تارك نصر وأبيه لقاً / تنثاب أشلاءهما الأنسر
وتارك الدور التي شيدوا / خاوية خالية تصفر
شرفها بعدهما معشر / قدرهم من قدرها أكبر
وطهر الناصر أرجاءها / والغيث إن جاد الثرى يطهر
مرت عليها سحب إحسانه / فاخضر من ساحتها المرمر
وكل يوم للندى عنده / وللقرى الجم بها محضر
وللعطايا يا موسم جامع / فيها وللشعر بها معشر
لو لم تكن جنة خلد لما / جرى بها من جوده كوثر
ولا تلا المدح على سمعه / أبشر فشانيك هو الأبتر
لو لم تغص في بحر إحسانه / خواطري ما صح ذا الجوهر
أغر يبدو لك من وجهه / نور المعالي أبداً يزهر
كالليث إلا أن ذا باسم / والغيث إلا أن ذا أغزر
لقب بالناصر لما غدا / بسيفه دين الهدى ينصر
أعف من فوق الثرى قدرة / وهو على إمضائها أقدر
شبيبة أصبح ريعانها / من شيب نزق أوقر
مثقف الغصن على أنه / ريان من ماء الصبا أخضر
وفي ضمير الملك من حبه / سريرة لابد ما تظهر
منزلة أصبح إهلالها / فما الذي من ذكرها يستر
إن رشح الليث له شبله / فهو بها من غيره أجدر
ومن غدا الهادي له والداً / فليس من مكرمة يقصر
أصل كريم زانه فرعه ال / سامي وفرع زانه العنصر
لا ولد يغضي ولا والد / من خجل إن ضمه المحضر
أيهما أجريت ذكراً له / فغرة الثاني به تسفر
ملكان كل منهما مقلة / ومقلة الثاني لها محجر
إن جلسا فالبدر والمشتري / أو ركبا فالشبل والقسور
جادا من الدنيا لما لم يجد / ببعضه يحيى ولا جعفر
لو لم يكن قدرهما عالياً / قلت هما النعمان والمنذر
لا وعيون لحظها ساهرُ
لا وعيون لحظها ساهرُ / وطرفها بي أبدا ساخرُ
وما بدا من عقدات النقا / تحت غصون كلها ناضر
ما عرف الإشراك في حبكم / لي بعدما وحدكم خاطر
ونافر الأعطاف عاملته / باللطف حتى سكن النافر
ولم أزل أمسح أعطافه / ورأيه في قصتي حائر
حتى غدا من خجل مطرقا / وكل إعراض له آخر
عجبت من ذلي ومن عزة / في موقف عاذلة عاذر
في ليلة ساهرها نائم / فماله سمع ولا ناظر
مددت فيها الفخ لما خلا ال / جو إلى أن وقع الطائر
فبت من فرط اغتباطي به / أظن أني غائب حاضر
أحسب أني في جميع الورى / ناه بما أختاره آمر
مفترض الطاعة مستوجب ال / أمر كأني الملك الناصر
السيد بن السيد المرتضى / فرع نماه الحسب الطاهر
أشرف أملاك الورى همة / أولهم في المجد والآخر
تجري الليالي بالذي يشتهي / طوعا ويجري الفلك الدائر
مبارك الطلعة ميمونها / نور العلى في وجهه ظاهر
يعرف من لم يره أنه / ذاك الذي يذكره الذاكر
أفضل من تحمله سبطة / ضامرة كالرمح أو ضامر
أطعن من هز طوال القنا / ما كل من هز القنا ماهر
والله ما أدري أليث الشرى / في سرجه أم جحفل سائر
لا غرو أن يحمي خيس العلى / شبل أبوه الأسد الخادر
أو يهدي الركب إذا أظلموا / نجم أبوه القمر الزاهر
الصالح الهادي له والد / لقد تساوى النجر والناجر
تبارك المعطي لكم هذه ال / رتبة فهو الملك القادر
رداؤها فوقكم لائق / وهو على غيركم نافر
قد كان عباس بها وابنه / والمجد فيها مكره صاغر
ولم يزل فوقهما سترها / مرخى إلى أن قتل الظافر
فأصبحت أستارها عنهما / مكشوفة إذ غضب الساتر
تعوَّضت عن فاجرٍ صالحاً / لا يستوي الصالح والفاجر
وفيكما بينهما آية / باهرة برهانها باهر
كلاكما سار إلى فيئها / كذا أبوه قبله سائر
أنت تفي بالعهد واف به / وهو بما يعقده غادر
أنت بآيات الهدى مؤمن / مصدق وهو بها كافر
وهو لآل المصطفى خاذل / وأنت سيف لهم ناصر
لو كان حيا وتباريتما / كنت المجلي وهو العاشر
إن قدمته السن في مدة / فهو إلى فضلك يستاخر
أنت بما شيدته أول / وهو بما هدمه آخر
بمثل ما أوتيت من رتبة / وسؤدد فليفخر الفاخر
أصبحت من يسر العلى حيث لا / يدركك الناظر والخاطر
مبجل القدر يقول العدى / أنت على ما تشتهي قادر
فما لمن ترفعه خافض / ولا لمن تكسره جابر
ساحتك الخضراء لا أقفرت / ينتابها الوارد والصادر
أصبحت من جملة زوارها / فلم ينل ما نلته زائر
لم يرض بالإكرام لي وحده / فجادني إنعامه الغامر
شرفني بالقرب من حضرة / ينفق فيها الأدب البائر
مسفرة الغرة لم ألقها / إلا انثنى لي أمل سافر
دائمة الإحسان ينتابني / من راحتيها رائح باكر
يا حارس الدين الذي لم يسر / سير ثناه المثل السائر
يا من غدا بالمجد مستأثرا / وليس بالنعمة يستأثر
يا سابقا لا يدعي سابق / مدح معاليه ولا حاضر
اسمع سمعت الخير من خادم / حظك من إخلاصه وافر
لم يدر من سكرة إعجابه / أساحر الألفاظ أم شاعر
لكنه شرف قدر الثنا / بنظم ما أنت له ناثر
إني وإن أحسنت لا أدعي / أني لما أسديته شاكر
يا أسد الدين بدت حاجة
يا أسد الدين بدت حاجة / نزاهتي تخجل من ذكرها
صغت عقود النظم في شرحها / معتمداً فيك على سرها
ولم أسم وجه القوافي بها / رفعاً لمقدارك عن قدرها
حبستها عنك حياء وقد / أطلق حسن الظن من أسرها
فامنن بها ولتك مستورة / فإنما المنة في سترها
إن شئت أن أكتب مسترسلاً
إن شئت أن أكتب مسترسلاً / إليك فيما عن من أمري
فاكتب على الظهر ولا تعتذر / فإنه أكتم للسر
إن قصر الشكر فهب عذراً
إن قصر الشكر فهب عذراً / تجاوزت نعمتك الشكرا
ليست مكافاتك في قدرتي / ما أنزل الشعر عن الشعرى
جئت بها بيضاء تجلو الصدا / كالصبح أهدى للدجى فجرا
إن قلت كشفت بها غمة / فقل وأسبلت بها سترا
مثلك يا عبد الرحيم اهتدى / إلى المعالي مسلكاً وعرا
ما مطلبي سهل ولكنه / يصغر في همتك الكبرى
يا أبيض الوجه ويا طاهر العرض / ويا أعلى الورى قدرا
عرفني جودك طعم الغنى / حتى غدا يستطرف الفقرا
إن كبرت سني فلي همة
إن كبرت سني فلي همة / لم يتأثر فضلها بالكبر
ما ضرني غدر الليالي وقد / وفي لي السمع ونور البصر
ولا خبا مصباح ذكري ولي / فكر سليم ولسان ذكر
يا مالك الرق ومن حقه
يا مالك الرق ومن حقه / على الرعايا واجب مفترض
لم يمنع الخادم من قصده / سعياً إلى بابك غير المرض
إذا مرضنا وتخطتكم / عوائق الأيام فهو الغرض
لأنكم جوهر أيامنا / والناس فيها ما عداكم عرض
قلت وما قصدي رياء بما
قلت وما قصدي رياء بما / أقول في الناس ولا سمعة
جمل ورد جيد أيامه / بالجود والهيبة والمنعة
ضاءت كفاة الملك في جنبه / كالصبح يغنيك عن الشمعة
كم منة أردفها منة / ووقعة أتبعها وقعة
متوج تعرب أفعاله / عن كرم الطينة والنبعة
يدنو إلينا والسها دونه / في شرف الرتبة والرفعة
خاطب إحسانك مسترسلاً / وأنت أولى الناس بالشفعة