القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : محمد مهدي الجواهري الكل
المجموع : 6
ياشعب كم في القلب من لوعة
ياشعب كم في القلب من لوعة / عليك تغلي يا مهيج الغرام
شكوت عيشاً خلته وصمة / وحبذا عيشك لو كان دام
تزاحمت فيك أماني الورى / " والمورد العذب كثير الزحام "
هم نصبوا للصيد أشراكهم / فلم يجد بداً فطار الحمام
حنَّت قلوب لك شوَّقتها / يا معهد الشوق سقاك الغمام
إن نجحت فيك أمان لنا / فهى وإّلا فعليك السلام
عاطى نباتُ الأرض ماءَ السما
عاطى نباتُ الأرض ماءَ السما / مالا تُعاطيه كؤوسُ الرحيقْ
وبات إذ حطَّ بها ثِقْلَه / يكلِّف الأرض بما لا تُطيق
أوشكتِ القِيعانُ إذ فُتّحت / لها السما مما عراها تَضيق
واهتدت الشمس لتجفيفها / فابتعثتْ شكرَ النبات الغريق
الجوُّ زاهٍ والثرى فائحٌ / ومنظر الأرض لطيفٌ أنيق
والعُود يهتزّ لمرِّ الصَّبا / والروضُ من سَكرته لا يُفيق
والغيثُ يَهمي أين من صَفوهِ / وهو جديدٌ خمرُ دنٍّ عتيق
تفتَّحي خُضْرَ الرُّبى للنَّدى / في مَبسِم الفجر – متى شئتِ – ريق
وعطّري ريحَ الصَّبا بالشَّذى / وانفتقي عن فار مسك فتيق
كلُّ فصولِ الدهر لا تُشترى / بالنزْر من نَشْرِ شذاك العبيق
جاء الربيعُ الطلق فاستبشري : / غريمُكِ البردُ طريدٌ طليق
مثل الذي لاقيت من ذا وذا / يصدف في الدهر انفراجٌ وضيق
صوبَ الحيا رفقاً فكم لطمة / أنزلتها قسراً بخدِّ الشقيق
كأن نَضْحَ القَطْرِ من فوقه / ذائبُ دُرٍّ في أواني عقيق
إني تخالفت وزهرَ الرُّبى / والكلُّ منا ذو مزاج رقيق
أنفاسها نشرُ شذىً نافحٍ / وحرّ أنفاسي شواظُ الحريق
كلُّ وجوه الأرض مكسوَّةٌ / لفائفَ الأزهار حتى الطريق
أحبابنا بين مَحاني العراقْ
أحبابنا بين مَحاني العراقْ / كلفتُمُ قلبيَ ما لا يُطاقْ
العيشُ مرٌّ طعمهُ بعَدكم / وكيف لا والبُعْدُ مرُّ المذاق
أمنيَّةٌ تَستاقُها شقوة / آهٍ على أمنيَّةٍ لا تُعاق
كلُّ لياليكُمْ هنيئاً لكم / بيضٌ ودَهري كلُّه في مِحاق
لي نَفَسٌ كيف بتَصعيده / والشوقُ مني آخِذٌ بالخِناق
الله يَرعَى " حَمَداً " إنه / غادرني ذكراه رهنَ السياق
هل جاءه ان أخاه متى / يَذكرْه يَشَرقْ بدموع المآق
يكفيكُمُ من لوعتي أنني / في فارس أشتاقُ قُطرَ العراق
لا سوحُها وهي جِنان زَهَتْ / بكلِّ ما رقَّ جمالاً وراق
ولا الربى مخضّرة تزدهي / حسناً حواشيها اللطافُ الرِقاق
خُطَّتْ على أوساطها خضرةٌ / سبحان من قدّر هذا النِطاق
تنال من شوقي وهل سلوةٌ / لمن قضى اللهُ له أن يُشاق
صبَّ الشتاء الثلج فوق الرُبى / يرفعُه فيها طباقاً طباق
حتى إذا الصيفُ انبرى واغتدتْ / تُصَبِّحُ الأرض بكأسٍ دهِاق
هبَّ عليلاً ريحُها لاصَحَا / زماسَ سُكراً روضُها لا أفاق
أحسن ما في وجهِ هذا الثرى / عيونُه لا رمُيتْ بانطباق
تجري وتجري أدمعي ثرةً / وأدمُعي أولى بشأو السباق
لمُ يحيِ هذا الماءُ مَيْتَ الثَرى / لو لم يكنْ ماءُ حياةٍ يُراق
ذكرتكُمْ والنفسُ مسحورةٌ / وللخُطى بين المروج إستراق
ليس يقي النفْسَ امرؤ من هَوى / إلا إذا كانَ من الموت واق
صدقْتَ يا برق بهذا النبا
صدقْتَ يا برق بهذا النبا / ومن ليَ اليوم بأن تكذَبا
من هِزة الحزن غدا خافقاً / سلكك أم من هِزة الكهرُبا ؟
طارت بيوم النَّحس برقيةٌ / آه على الآمال طارت هبا
شقّت على الأسماع أصداؤها / وهز فيها المشرقُ المغربا
موجزةُ اللفظ وداعي الأسى / بالحزن في أثنائها أطنبا
تكاد أن تَمرُقَ من سلكها / لو وجدت من بينه مهربا
علماً بما تحمل من خطرة / بالرغم ان تقرأ أو تكتبا
لسانُها الأخرسُ من حَلَّه ؟ / ولفظُها المعجمُ من أعربا؟
قُومي البسي بغدادُ ثوب الأسى / إن الذي ترجينه غُيِّبا
إن الذي كان سراج الحمى / يشيع في غيهبه كوكبا
بات على نهضة أوطانه / ملتهب الجمرة حتى خبا
قصرَّ من أيامه همُّهُ / أن يُنقِذ الموطن والمذهبا
قومي افتحي صدرك قبراً له / وطرزيه بوُرود الرُّبى
خُطي على صفحته :" هكذا / يُرفع من مات شهيدَ الابا "
ودرِّسي نشأك تاريخَه / فان فيه المنهج الأصوبا
رُدي إلى أوطانه نَعشَه / لا تدفني في فارس " يعربا "
لا تدعي فارس تختصه / فالولد البَرْز لمن أنجبا
شمس اضاءت ههنا حقبة / وهي هنا أجدر أن تغرُبا
كان يهزُ الصُلب من غالبٍ / ويدفع المغلوب أن يغلبا
يُهيب بالطالب أن يركب الأخطارَ / حتى يبلُغَ المطلبا
لا يأتلي ينشُد حقاً ولا / ينفك ان يُغضب أو يغضبا
كان صليب العود في دنه / وكان في آرائه أصلبا
يمنعه المبدأ أن ينثني / والدين والجَرأةُ أن يكذِبا
عفٌّ عن الدنيا سوى خُطةٍ / يذبُ عنها وكفى مأربا
ورابط الجأش متى ما يشأ / جهَّز ن آرائه مقنبا
يبغضه المعجب إذ أنه / أخو اتضاع يبغض المعجَبَا
محّص بالتجريب أيامه / وكيِّسُ الأقوام من جربا
يكاد أن يُشرب من رقة / ومن جمال الروح ان يُنهبا
شاء العلى والمجد ان يجتلى / وشاءت الاقدار ان يُحجبا
تنازع للكون في اهله / صير منا الحوَّلَ القُلبا
ما الجود في أعمارنا طولها / وإنما الجود بأن توهبا
سيان طال العمر أو لم يطُلْ / ما دامت الغاية أن يسلبا
سمعاً زعيم من نادب / عزَّ عليه اليوم ان نُدْبَا
اليومَ يَرثيك وفي أمسه / كان يُغنيك لكي تَطْرَبا
كان وما زال بأنفاسه / ينفُث كالجمر وقد ألهبا
ما دأبه العجب ولكن كفى / أنك قد كنت به معجَبا
بكل غراءَ اذا أثنشِدت / تلهي العطاش الهيم ان تشربا
تزري على الشمس اذا اشرقت / وتغرُب الشمس ولن تغربا
من أين سارت وجدت قائلاً / أهلاً وسهلاً مرحبا مرحبا
ايةٍ بلادي هل يَقيك الأذى / أني انتضيت المقول المِقْضبا
تعيا القوافي ان تصُدَّ الجوى / يغلي ويعيا الدمعُ ان ينضُبا
شيئانِ ما مثلهما لذةً / في السمع ذكراك وذكرُ الصِّبا
من فلَذٍ القلب وأنياطه / حقٌ لتمثالكَ أن يُنصبا
سَلوا الجماهيرَ التي تَبصرونْ
سَلوا الجماهيرَ التي تَبصرونْ / ماذا أتاحتْ لكُمُ الاربعونْ
تخبركُم حرقةُ انفاسِهم / كيف – تقضَّت – وانتفاخُ العيون
سَلوهُمُ ما بالُكُمْ كلَّما / عنَتْ لكم خاطرةٌ تنحَبون
أكلُ شيٍْ موجبٌ للبكا / أكلُّ شيء باعثٌ للشجون
ريعتْ قلوبٌ واستضيمتْ جفون / واحتقروا أعزَّ ما يملكون
راضونَ ممتَّنون عن حالةٍ / لا يرتضيها مَن به يحتفون
يبكون للشعرِ ولا يعرفون / وللخطاباتِ ولا يسمعون
ما رقة الأشعارِ أبكتهُمُ / لكنهم بالقلب يستعبِرون
مكدودةٌ أنفسهُمْ حسرةً / وبالبكاء المرِّ يستروَحون
وهكذا الدمع بريئاً يُرى / وهكذا الحزنُ بليغاً يكون
أبكى وأشجى لوحةً أحكمت / تصويرَها كفُّ الزمانِ الخؤون
مَغنىً على دجلة مستشرفٌ / دامعة ترتدُّ عنه العيون
احتلَّت الوحشةُ أطرافَه / ورفرفَ الحزنُ به والسكون
أخلاه فرطُ العزَّ من ربِّه / والعزُّ باب مُشرَعٌ للمنون
أقولُ للقوم الغَيارى وقد / أعوزَهُم كيفَ به يحتفون
أحسن من كلِّ اقتراحاتِكم / مما تشيدون وما تنحِتون
قارورة يُحفَظ فيها دم / يعرفه الخائنُ والمخلصون
يلقَى بها تشجيعةً مخلصٌ / وعبرة مخجلة مَن يخون
مِيتةُ هذا الشهم قد بيَّنتْ / للقوم أنا غيرُ ما يدَّعون
وأننا ناسٌ أباةٌ متى / نُرهق فمضطرُّون لا مُرتَضون
وأننا بالرُغم من صبرِنا / إن حانت الفرصةُ مستغنِمون
انتبهوا لا الحزنُ يُجديكُمُ / شيئاً ولا استنزافُ هذي الشؤون
هاتوا بما نبني دليلاً على / أنا على آثاره مقتفون
السَّلم لا يُجدي بيوم الكفاحْ
السَّلم لا يُجدي بيوم الكفاحْ / فاستقبلِ الأيام شاكي السلاحْ
واغتنمِ العمرَ وساعاتِه / فانها تمر مرَّ الرياح
حسبُك فيما قد بقي عِبرةٌ / لا يَرُح اليومُ اذا الأمسُ راح
آهٍ على الفُرصةِ ضيعتَها / والآن إذ تطلُبها لا تُتاح
بالعزم نِلْ يا شرق ما لم يُنَلْ / فالغرب قد طار بِهذا الجَناح
لا تك مهما اسطعت رِخو الجماح / واستنزلِ الدهرَّ على الإقتراح
يكفيك ما كابدتَ من ذِلّة / الملكُ قد فُرِّق والعرش طاح
هلاّ إلى مَكْرُمةٍ خُطوةٌ / يا شرق يا ذا الخُطُوات الفِساح
يا أمةً أعمالُها طفرةٌ / بُشراك قد انتجت قبل اللِّقاح
سائمةُ الحيِّ اطمأنتْ به / مرعىً خصيبٌ ونميرٌ قراح!
أْلجِد ما تُضمر من طيّةٍ / وكل ما نُعلن عنه مزاح
نُحْتُ وغنَّيتُ ولا مِيزةٌ / قَبْلِيَ كم غنّى هزارٌ وناح
لا غرو أنْ سال قصيدي دماً / فانَّ قلبيْ مثخنٌ بالجِراح
يا ظلمةً قد طبقّتْ موطني / دومي : فشعبي لا يُريد الصّباح
الشؤم قد أوهم أوطاننا / أن ليس يُجدي المرء إلا النِّياح
ما لبلادي فظّةٌ روحُها / بعيدة عن هزةِ الارتياح
من لي بشعبٍ واثقٍ آمنٍ / غُدُوُّهُ لغايةٍ والرَّواح
قد فَوَّضَ الأمرَ لشُبانِهِ / فكُلِّلتْ أعماله بالنجاح
تَوَّجَهُ الوعيُ بألطافه / بِشراً كما تُوِّجَ زهرُ البِطاح

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025