القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد زكي أبو شادي الكل
المجموع : 2
من دمعة الشعب ومن كدّه
من دمعة الشعب ومن كدّه / ومن دم الأمة في نَردِهِ
مُملَّك الحدِّ على صفوَها / ياليتها تملك من حدّه
كم يجعل الدينَ حبالاته / ليخنقَ المصلح في مهده
قد عضَّها النحسُ وما عضَّه / إلا فَمٌ يرشف في وَجدهِ
يُمرِغُ الأمَّةَ في رجسه / ويسرق الأمةّ في رِفده
عانت به وبأشابه / في قربه الجاني وفي بُعده
منتفخاً يمزح مستغرَقاً / في اللهوِ كالصائد في صيده
كالكركدنّ الذي يزدهى / في قبحهِ يُسخرُ من قدّه
لم تعطه غانيةٌ قبلةً / إلاّ كمن تهزأُ من رُشدهِ
أو بادلته نكتةً حلوةً / إلاّ ومغزاها مدى نقده
حَتَّامَ يا قومُ ضلالاتكم / تُمكِّنُ الفاجرَ من قصده
كنَّا نرجِّيه مثالَ الهدى / فأصبح الغاشم في حقده
كنَّا نُغنيه أغاني العلى / فأصبحَ المبدلَ من حَمدِهِ
كنا نُفديه بارواحنا / في روحه العالي وفي زهده
ما باله أضحى فتىَ ماجناً / الشاردَ الخادعَ في وعده
حَتامَ يستهزئُ من مجدكم / حتَّامَ والخِسَّةُ من مَجدِه
حَتَّام يسترسلِ في غِّيهِ / حتَّام والسوقةُ من جُنده
حتام أعلامُكم له صاغرٌ / حتام بل أهونُ من عبده
أعقلكم دون دفينِ الثرى / لو يعقل الميت في لحدهِ
جزيرة النور تحيّينا
جزيرة النور تحيّينا / وتنشر رفحتها فينا
اضواؤها أبهج أشعارها / وألوانها تحكي أغانينا
ما عابها الصمت ففي صمتها / ما يلهم الشدو أفانينا
ساءلتها لما تأملتها / عن عشقها مثلي المجانينا
من أصغروا المال الذي عندها / وأكبروا النور المناجينا
فاستضحكت ثم تهادت كما / يستضحك الروض رياحينا
وعطرتني مثل تعطيرها / بالنور أحلام المحبينا
دين لأهليها ولم يعرفوا / من قبل إلاه لهم دينا
لولاه رغم كنوز لهم / كانوا عفاة بل مساكينا
البسمة ملء أساريرهم / فما ترى الباكين باكينا
وإن تنادوا بشكاة لهم / لم يصبح الشاكون شاكينا
أنفاس هذا النور لما سرت / حولت العانين لاهينا
فجلجلت فيه فكاهاتهم / كأنهم باتوا فراعينا
لا تنهني عن أيّ مجلى أرى / الفتنة فيه تحيينا
فإنني الشاعر من فنّه / يخلق للنور موازينا
ويسبغ النعمة مما يرى / شتى على الخلق المعانينا
هشت لي الأشجار في نشوة / والماء والطير مغنينا
كأنما قد زدت تطريبها / وأسكنتها شعري بساتينا
وداعبتني السامقات الذرى / بألسن للنور راوينا
وبعضها من خلفه جنة / وبعضه بالنار يغوينا
فكان إحساسي بها أنها / قد حجبت جنا ملاعينا
وأنهم مثلي بعرفانهم / للحسن لاهين مصلينا
وإنما الدنيا بآياتها / وخيرها من صنع أيدينا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025