القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : إِبْراهيم ناجِي الكل
المجموع : 18
طابت بكِ الأيام وافرحتاه
طابت بكِ الأيام وافرحتاه / أنتِ الأماني والغنى والحياه
فليذهب الليل غفرنا له / ما دام هذا الصبح عقبى دجاه
يا من غَفَت والفجر من دارها / شعشع في الآفاق أبهى سناه
قد طرق الباب فتى متعب / طال به السير وكلَّت خطاه
نقَّل في الأيام أقدامه / يبغي خيالاً مائلاً في مُناه
عندك قد حطّ رحال المنى / وفي حمى حسنك ألقى عصاه
كم هدأ الليل وران الكرى / إلا أخا سهدٍ يغنِّي شجاه
ناداك من أقصى الربى فاسمعي / لمن على طول اللليالي نداه
نادى أليفاً نام عن شجوه / عذبٌ تجنيه عزيزٌ جناه
أحبّكِ الحب وغنى به / عفَّ الأماني والهوى والشفاه
وإنما الحب حديث العلى / أنشودة الخلد ونحن الرواه
أصبحت من يأسي لو ان الردى
أصبحت من يأسي لو ان الردى / يهتف بي صحت به هيا
هيا فما في الأرض لي مطمح / ولا أرى لي بعدها شيا
ماذا بقائي ها هنا بعدما / نفضت منه اليوم كفيا
أهرب من يأسي لكأسي التي / أدفن فيها أملي الحيّا
يا أيها الهارب من جنتي / تعال أو هات جناحيا
نبكي شبابينا ونبكي المنى / وترتمي بين ذراعيا
إني على يأسي وكأسي كأبي / وعلى سرابي عاكف وشرابي
ولقد فرغتُ من التعلل بالمنى / إلا وميضاً في الرماد الخابي
رمقاً يعللني بأنك عائد / يوماً لقلبي قبل يوم ذهابي
حتى إذا الأقدار شئن وعدتَ لي / راجعتُ نفسي واتهمت صوابي
أأرى شروقك في أفول مغاربي / وأشم عطرك في ذبول شبابي
هات اسقني واشرب على سر الأسى / وعلى بقايا مهجة وشجاها
مهلاً نديمي كيف ينسى حبها / من ينشد السلوى على ذكراها
ما زلت تسقيني لتنسيني الهوى / حتى نسيت فما ذكرت سواها
كانت لنا كأس وكانت قصة / هذا الحباب أعادها ورواها
الآن غشاها الضباب وها أنا / خلف المآسي والدموع أراها
غال الزمان ضبابها وحبابها / وتبخرت أحلامها ورؤاها
لا تبكها ذهبت ومات هواها / في القلب متسع غدا لسواها
أحببتها وطويت صفحتها وكم / قرأ اللبيب صحيفة وطواها
تلك الوليدة لم تطل بشراها / لمّا تكد تطأ الثرى قدماها
زف الصباح إلى الرمال نداءها / وسرى النسيم عشية فنعاها
يا رب ما أعجب هذي البلاد
يا رب ما أعجب هذي البلاد / لا ليلَ فيها كل ليلٍ صباح
وكل وجه في حماها ضِماد / ومصر لا تنبت إلا الجراح
يا شطر نفسي وغرامي الوحيد
يا شطر نفسي وغرامي الوحيد /
ما شئتِ يا ليلاي لا ما أريد /
يا من رأت حزني العميق البعيد / داويتِ لي جرحي بجرح جديد
هتكتِ عن روحي خفي النقاب /
فلم يزل يا ليل هذا الحجاب /
حتى مشت كفّاك فوق العذاب / يا ليل إني لشقي سعيد
عمري سرابٌ في بقايا سراب /
وكل أيامي المواضي اغتراب /
فاليوم يا ليلاي طاب المآب / في ظلك الرحب الجميل المديد
فليذهب الماضي البعيد السحيق /
فيه صريع للبلى لا يفيق /
في جدث يزداد ضيقاً وضيق / في كفن ضمَّ الشباب الشهيد
ويوم لقياك على سلم /
في جانب مكتئب مظلم /
يا عذبة العينين والمبسم / وغضة الحسن الشهي الفريد
في لحظة يقفز فيها دمي /
وتعقد الدهشة فيها فمي /
من أي كون جئت لم أعلم / يا نفحة من نفحات الخلود
هيا أجل هيا إلى أينا /
لحيث نحكي حلم روحينا /
لحيث نروي سر قلبينا / فإن فرغنا من حديث نعيد
أي مكان بهوانا يضيق /
فامض بنا إن زحام الطريق /
في ظل حبينا رحيب طليق / وكل ركن طيب في الوجود
من أنت لا أدري ولا من أنا /
فيا إله الحب ماذا اسمنا /
إنّا حبيبان وذا حبنا / إنّا وليدان وهذا وليد
ومجلس قد ضمنا في الرخام /
رف على قلبين فيه السلام /
ترمقنا فيه ظنون الأنام / ولا تخلينا عيون الحسود
وحين ودعتِ خلال الجموع /
مشى على إثرك قلبي الوجيع /
مشى به الحب وكيف الرجوع / وفي ضميري هاتف هل تعود
لا تجزعوا للشاعر الملهم
لا تجزعوا للشاعر الملهم / ما مات لكن صار في الأنجم
ما كان إلا زائراً عابراً / لأي سر جاء لم نعلم
والآن قد رُدَّ إلى سربه / في قدس ذاك الفلك الأعظم
الآن قد رُدَّ إلى ربه / فتى إلى الخلد مشوقٌ ظمي
الآن قد أصبح في قربه / فتى لآفاق السما ينتمي
كان فراشاً حائراً في الدنى / في نورها أو نارها يرتمي
فإن نجا من نارها مرة / فمن لهيب النفس لم يسلم
لا تجزعوا للشاعر الملهم / بنضرة الأيام لم ينعم
مرَّ بهذا الكون في لحظة / طالت كعمر الأبد الأعظم
أي جلالٍ فاته وصفه / وأي حسن فيه لم يرسم
فإن يكن ردَّ إلى حضنه / فعودة المغرم للمغرم
ورجعة القلب إلى صدره / بالعطف في أحنائه يرتمي
لا تجزعوا للشاعر الملهم / والله ما نام مع النوَّم
ولم ينل منه أكول البلى / وإنما غاب إلى موسمِ
قل لوزير الحق وهو الذي
قل لوزير الحق وهو الذي / قد استقامت في حجاه الأمور
خذ من مقالي ذمة أنني / عنهم إلى ساح المعالي سفير
يا جاعل الأوقاف في عهده / مدينة والقفر فيها قصور
ونابشاً فيها الكنوز التي / مرت عليها بالعفاء العصور
نبشت فيها عبقرياتها / منقباً عن كل قدر خطير
فكل ما قيل وما لم يقل / عن فضلك الجم الغفير الوفير
مما جرى في شفةٍ عاجزاً / وما توارى في حنايا الصدور
من حق عبد الحق في عدله / له وإن يأبى إليه المسير
تحية للأصل مردودة / وباقة قد قدمت للوزير
سبحان ربي قد رأينا الدجى / يجلوه في عهدك صبحٌ منير
ماشيت هذا العصر في سيره / والعصر يعلو بجناح النسور
ما زلت بالأوقاف حتى رأت / محطم القيد وفادي الأسير
كم عيروها بسلحفاتها / فلينظروها بجناحٍ تطير
يا نابشاً فيها كنوز الحجى / من كل وهاجٍ قليل النظير
من ذهب الدار وآياتها / فتى كبير القلب صافي الضمير
له معاني البحر في هدأة / وفيه روح كانسياب الغدير
خذ من سجاياه ومن علمه / ما يهب الورد وتطوي البحور
أبي أخي كعبة آمالنا
أبي أخي كعبة آمالنا / أكرمتني أكرمك الله
أعجب ما في الشكر أني امرؤ / بيانه عندك يعصاه
يا من يرى القلب وشكواه / ويعلم الشعر ونجواه
كم شاعر منطقه خانه / فاغرورقت بالشعر عيناه
ما أكرم الخلق وأسماه / وأعذب الطبع وأصفاه
إنك فردّ دون ثانٍ ولن / يرى لهذا النبل أشباه
عفوك عن حال فتى متعب / بات على الأشواك جنباه
طال به الليل على حيرة / وامتد كالموجة يغشاه
يسائل الليل على طوله / عن ذلك الليل وعقباه
والنور أين النور هل غاله / ماحٍ محا الفجر وأخفاه
قد كدت لولا ثقة لا تهي / وخشية الله وتقواه
أقول جف البر لا ديمة / تهمي ولا المزنة ترعاه
حتى رأيت الخير في طلعة / تحمل لي الخير وبشراه
في لمعة تومض في فرقد / في فلك أنت محياه
حمدت ربي وعرفت الرضى / يا رحمة الله ونعماه
أرى سمائي انحدرت وانطوت
أرى سمائي انحدرت وانطوت / لا تحسبي النجم هوى وحده
فيا نجوم الليل لا نجم لي / ولا أرى لي أفقاً بعده
إني على كاسي أُعيد السنين
إني على كاسي أُعيد السنين / وأبعث الماضي البعيدَ الدفين
وحدي وقد أقسمتُ لن تعرفي / وما الذي يجديك لو تعرفين
وما الذي يُجدي طعينَ الهوى / لَمسُكِ يا هند جراحَ الطعين
أصبحتُ لا أدري شربتُ الطِّلَى / عند بكائي أم شربتُ الأنين
كم أزرع السّلوان في خاطري / وكيف ينمو في مَحيلٍ جديب
بالخمر أسقيه وفي مسمعي / إرنانُ باكٍ وتشاكي حبيب
الجامُ يبكي لوعةً أم أنا / جامي غريبٌ وفؤادي غريب
واحيرتي تُرى أصُبُّ الطِّلى / أم أنني فيه أصبّ النحيب
يا إِلفَ نفسي لم يكن ها هنا / همٌّ لإِلف وسلوٌّ هناك
لم يَجرِ همسٌ لك في خاطرٍ / إلا جرى عندي كأني صداك
ولم أكن أعرفُ لي مدمعاً / إلا الذي تذرفُه مقلتاك
أصونُ حزني لك حتى اللقا / وأحبِسُ الفرحَةَ حتى أراك
إن كنت غنّيتُ فإِني الذي / وقفتُ ألحاني على سَرحَتك
حَبَستُ هذا الصوتَ لم ينطلق / إِلا على حزنكِ أو فرحتك
خمائلُ الروض بأعطارها / لم تَشجُني إلا على نفحتك
أنكرتُها طُرّاً ولم أعترف / إلا بطيبٍ جاء من جنّتك
وَافَرَحِي اليومَ بحريَّتي / بأيِّ ليل مدلهمٍّ أطير
رُدِّي على قلبي قيودَ الأسير / وذلك الصبحَ الوضيء المنير
كم شُعَبٍ لاحت فلم تختلف / لأيِّها نغدو وأنَّى نسير
بعد سني الأنوار خلَّفتِ لي / جَهمَ المساعي وخَفِيَّ المصير
علمتِ حالي لا وحقِّ الذي / صيَّرني أُشفِقُ أن تعلمي
هيهات تَدرين انطلاقَ الهوى / كجمرةٍ نضَّاحةٍ بالدم
هيهات تَدرين وإِن خِلتِه / وَثبَ الهوى الضاري وفتكَ الظَّمِي
وصارخاً كَبَحتُه في فمي / وطاغياً كبَّلتهُ في دمي
لا أنت تدرين وما من أحَد / بواصفٍ حسنَك مهما اجتهد
أو بالغٍ سرَّ الذكاء الذي / يكادُ في لحظك أن يَتَّقِد
أو مدركٍ عمقَ المعانِي التي / في لمحةٍ عابرةٍ تحتشد
أو فاهمٍ فنَّ الصَّناعِ الذي / أبدَع الاثنين الحِجا والجسد
يا من بِواديه حَطَطتُ الرحال
يا من بِواديه حَطَطتُ الرحال / ورحَّبت بي وارفاتُ الظلال
بذلت أقصى ما يكون القِرَى / وما تمنَّى طامعٌ من منال
بسطتَ كالآباد عمر المنى / لطامعٍ في لحظاتٍ قِلال
بنيتُ محرابيَ لم أتَّخِذ / ديناً سوى حبّك في كل حال
أمهل فؤادي ساعةً ريثما / أخلعُ عن عيني قِناعَ الخيال
أمهل فؤادي ساعةً ريثما / أخلعُ عن قلبي سرابَ الضلال
فهذه الصحراءُ عريانةٌ / ممتدّةٌ خانقةٌ كالملال
خليعةُ الطبعِ على كُثبِها / عَربَدةُ الريح وكُفرُ الرمال
هيهات للقلب صَلاةٌ بها / ولا عليها معبدٌ وابتهال
خلعتُ إيماني على شكِّها / وبدَّدته السارياتُ الثِّقال
نادتنيَ الصحراءُ وهي التي / آدَت جحيمي في السنين الطّوال
تُريد سرّي إن سرِّي هنا / في مُغلَقٍ أسرارهُ لا تنال
قالت بهذا الصمتِ ما لم يقل / وقلتُ بالزفراتِ ما لا يُقال
يا أيها العالي الغفورُ الصفوح
يا أيها العالي الغفورُ الصفوح / هل ترحم القمَّةُ ضَعف السُّفوح
تاجُك في النور غريقٌ وفي / عرشك غَنَّى كل نجمٍ صَدُوح
وأين هاماتُ الربى نُكِّسَت / من هامةٍ فوق مُنيفِ الصُّروح
وأين أوراقٌ خريفيّةٌ / أرجحَهَا الشكُّ فما تستريح
من باسقٍ راسٍ به خضرةٌ / ثابتةُ الرأي على كل ريح
بَرِئتَ من هذى الوِهاد التي / نَغدُو على أنَّاتِها أو نَروح
وأين في مبتسماتِ الذرَى / برقُ الأماني من وميض الجروح
أصِخ لهذي الأرضِ واسمع لما / تشكو لمن غَيرك يوماً تبوح
تطفو على طوفان آلامها / وأين في آلامها فُلكُ نوح
أروَعُ شيءٍ صامتٍ في العُلى / أفصح مُفضٍ بالبيان الصّريح
يُعَيِّرُ الأرض إذا أظلمت / بما على مَفرِقِه من وضوح
هل تسخرُ الحكمةُ ممّا بنا / من نزواتٍ وعنانٍ جَموح
حَمقَى قُصارَى كلِّ غاياتنا / عزمٌ مَهيضٌ وجَناحٌ كسيح
أُعيذُ عدلَ الحقِّ من ظلمنا / فكم على القِيعان نَسرٌ جريح
ونازحٌ من قِمَمٍ في علٍ / أوطانُه كل سَموقٍ طروح
أنت له كلُّ الحِمى المُرتَجى / وكلُّ مَبغاه إليكَ النُّزوح
ما النسرُ إلا راهبٌ في العُلَى / محرابُه وجهُ السماء الصبيح
وقلبُها السَّمحُ فما حَطَّهُ / على الثَّرَى الجَهمِ الدميمِ الشحيح
على الثَّرَى حيثُ تسابيحُه / نوح الحَزَانى ونداءُ القُروح
مبتهلٌ باكٍ بدمع الأسى / على الليالي وسقيمٌ طريح
ما أتعس الأرضَ بعُبَّادها / تُبهِجُ من أخلاطِهم ما تُبيح
قد أنكرَ الهيكلُ زُوَّارَه / وأصبح الديرُ غريبَ المُسوح
لم يعرف الجسمُ خلاصاً به / من كُدرَةِ الطين ولم تَنجُ روح
يا سيِّدَ القمَّةِ أَنصِت لنا / لا يعرفُ الإِشفاقَ قلبٌ مُشيح
وانظر إلى السِّكِّين في ساحةٍ / قد زمجرت فيها دماء الذَّبيح
واسكب نَدَى الحبِّ بأفواهِنا / كم من بَكِيٍّ وظَمِيٍّ طليح
فربما يُشرقُ بعد الضَّنى / وجهٌ مليح وزمانٌ مليح
صيّركَ الحسن أميرَ الوجود
صيّركَ الحسن أميرَ الوجود / والشعر من درّاته كَلَّلَك
مستلهماً منك معاني الخلود / فكل تاجٍ في العلى منك لك
فَنَاهِبٌ برق الثنايا العذاب / وسارقٌ ياقوتةً من فمك
وكل تغريد الهوى والشباب / أغنيّةٌ حامت على مبسمك
وذلك الماس الرفيع السنا / والجوهر الغالي الذي صِدتُهُ
أرفع من فكر الورى مَعدِنا / وكل فضلي أنني صُغتُهُ
لا فكر لي عشتُ على فكرتك / أقبس ما أقبس من غُرَّتك
ودمعتي تقتات من عبرتك / فانظر بمرآتي إلى صورتك
أشقانيَ الحبُّ وقلبي سعيد / يَعُدُّ هذا الدمع من أنعمك
أجزلُ ما كافأ هذا الشهيد / بلوغُه المجد على سُلَّمك
لا شيء من يوم النَّوى منقذي / إني امرؤٌ عنك وشيك المسير
وأنت باقٍ والجمال الذي / غنّى به شعري ليومي الأخير
انظر إلى آيات هذا الجمال / ترتدُّ عنها عاديات البلى
عاجزةَ الباع ويأبى الزوال / لوردةٍ من عَدن أن تذبلا
للأنفس الظمأى إِليك التفات / ولهفةٌ ملءَ اللّحاظ الجياع
ولي التفاتٌ لسري الصّفات / واللؤلؤِ اللّماح خلف القناع
قلبي مع الناس وفكري شَرود / في عالمٍ رَحب بعيد الشِّعاب
عيني على سرٍّ وراء الوجود / وبغيتي عرشٌ وراء السحاب
كم طرت بي واجتزت سور الضباب / والضوء ملء القلب مِلء الرحاب
وعدت بي للأرض أرض السَّراب / والليل جهمٌ كجناح الغراب
أريتَني الغيب الذي لا يُرى / كشفتَ لي ما لا يراه البصر
ثم انحدرنا نستشفُّ الثرى / علّ وراء التُّرب سرَّ السفر
صدري وسادٌ زاخرٌ بالحنان / تصوُّري أعجب ما في الزمان
موج على لُجَّته خافقان / قَرَّا على أرجوحةٍ من أمان
كمركب في البحر يومَ اغتراب / ما أبعد المحنة بعد اقتراب
هيهات يُنجِي من شطوط العذاب / إلا عبابٌ دافقٌ في عباب
ملأتُ كأسي وانتظرت النديم / فما لساقي الرُّوح لا يُقبل
شوقي جحيمٌ وانتظاري جحيم / أقلُّ ما في لفحِهِ يقتل
أنت كريم الودّ حُلو الوفاء / فما الذي عَاقَكَ هذا المساء
وما الذي أخَّر هذا اللقاء / وحرَّم النبع وصدَّ الظِماء
أذمّ هذا الوقت في بُطئِهِ / آخرهُ يعثُر في بَدئِهِ
لله ما أحمل من عِبئِهِ / وما يُعاني القلب من رُزئِهِ
تدقُّ فيه ساعةٌ لا تدور / وإن تَدُر فهو صراعُ اللُّغوب
رنينُها يُقلق صُمَّ الصدور / وطَرقُها يقرع باب القلوب
يا ذاهباً لم يَشفِ مني الغليل / ما أسرع العقربَ عند الرحيل
هتفتُ قف لم يبق إلا القليل / وكل حيٍّ سائرٌ في سبيل
يومٌ تولّى أو ظلامٌ سجا / كلاهما بالقرب منك انتصار
أأحمد اليوم تلاه الدُّجى / أم أحمد الليل تلاه النهار
إن نَوَّر النجم به مرَّةً / فإن إشراقَك لي مرّتان
وكيف يُبقى الشكُّ لي حيرةً / ولي على برج المنى نجمتان
فهذه تلمع في خاطري / مِلءُ دمي إشراقُها والبهاء
وهذه تُومِئُ للساهر / والليلُ صافٍ وأديم السماء
وهذه تجلو كثيف الغيوم / وهذه تَدرَأُ عني الهموم
وتَمحق الحزن وتَأسُو الكلوم / فما الذي أجرَى دموع النجوم
هيهات أنسى دُرَّة الأنجم / إِليَّ من آفاقها ترتمي
وفي جريحٍ أعزلٍ تحتمي / من أي هولٍ هي لم تعلمِ
إنَّ ضلوعاً تحتمي في ضلوع / مقادرٌ ليس بها من رجوع
أخلدُ أصفاد الجوى والنزوع / هوى الحزانى وعناق الدموع
رضيت بالدهر على ما جَنَى / وأُبتُ بالحكمة بعد الجنون
ومرّ يومي هادئاً ساكناً / وأيُّ شيءٍ خادع كالسكون
أرنو إلى الصحراء حيث الرمال / نامت كأنَّ اللفح فيها ظلال
يا ليت لي والدهر حالٌ وحال / من وقدة الإِحساس بعض الكلال
فأقبلُ الدنيا على حالها / مسلِّماً بالغدر في آلها
وراضياً عنها بأغلالها / محتملاً وطأة أثقالها
الرُّعبُ سيَّان بها والأمان / والحسن زادٌ سائغٌ للزمان
والوهم في حالاتها كالعِيان / والحبُّ والكره بها توأمان
وَدِدتُ لو قلبي كهذي القفار / أصمُّ لا يسمع ما في الديار
أعمى عن الليل بها والنهار / وددت لو قلبي كهذي القفار
وددتُ لو عنديَ جهل الثرى / تَعمُر أو تُقفر هذي البيوت
غفلان لا يعنيه أمرٌ جرى / أيُولَد الحيُّ بها أم يموت
وليلةٍ تمضي وأخرى وما / جئتَ فهل ألهاك عني أحد
ما ضاء من ليلاتنا أظلما / والسبت خَدَّاعٌ بها كالأحد
يمتلئ السطح على ضيقه / والوقت عندي كانفساح الأبد
حسدته والقلبُ في ضيقه / أنا الذي لم أدرِ طعم الحسد
وذلك الجاز وهذا النغم / منتقلاً بين الرضا والألم
يحمل لي طيف خيالٍ قَدِم / تراه عيني في ثنايا حُلُم
في واحةٍِ يرسو عليها الغريب / فكلُّ ما فيها لديه غريب
وهكذا الدنيا خداعٌ عجيب / إذا خلت أيامها من حبيب
وهكذا يومٌ ويومٌ سواه / ينكرها القلب الصَّبور الحمول
وهكذا يذهب طِيب الحياه / بين التمنّي واعتذار الرسول
هنا مِهاد الحب هل تذكرين / وها هنا بالأمس طاب السمر
وتلك أحلام الهوى والسنين / يحملها التَّيار فوق النَّهَر
والقمر الفضيُّ بين الغيوم / يخفق كالمنديل عند الوداع
يا حسرتا هل صوَّرته الهموم / كالزورق الغارق إلا شراع
قد جلَّلته غيمةٌ عابرة / تسحب أذيال الأسى والندم
وأغرقته موجةٌ غامرة / فأطبق الصمت وَرَانَ العدم
ضممت أضلاعي على نعشه / فلم يزل فيها لهاوٍ شعاع
لأي غورٍ زال عن عرشه / وغاص في اللجِّ إلى أيِّ قاع
أرثي لحظّ الأُفق وهو الذي / يرمقني بالنظرة الساخره
وتهرب الأنجم هذي وَذِي / ويجثم الليل على القاهره
ويزحف الكون على خاطري / كأنه في مقلة الساهر
سَدٌّ من الرُّعب بلا آخر / يعبُّ عبَّ الأبد الزاخر
وفي ظلال الموت موتِ الوجود / وخلفَ أطلال البِلى والهمود
وبين أنفاس الرَّدى والخمود / وتحت سُحبٍ عابساتٍ وسود
تدفعني عاصفةٌ عاتيه / تقصف من خلفي وقُدَّاميه
قد مزّقت روحي وآماليه / وقرَّبت لي طرَف الهاويه
تلمع في الظلمة أحداقها / قد رحَّبَت باليأس أعماقها
شافيةُ النفس وترياقها / مشتاقةٌ أقبل مشتاقها
قد كان لي عندك عزُّ الذليل / وكان للآمال ومضٌ ضئيل
يلمع في ظَنِّيَ قبل الرحيل / فانطفأ النور ومات القليل
فداك يا جاهلةً ما بيه / قلبي وأنفاسي الحِرار الظِّماء
وكيف أنسى ليلتي الداميه / ولهفتي أَلهَثُ خلف القطار
وعودتي أجرع كأس الحياة / مُعاقِراً سُمَّ الفناء البطيء
أُنكِرُ أو أفزع ممن أراه / سيان من يذهب أو من يجيء
وليلةٍ فاضت بوسواسها / تعجب من إلفَين بين البَشَر
ذلك يعدو خلف أنفاسها / وهذه تتبع سير القمر
تتبعه بين الرُّبى والشِّعاب / تتبعه يسري خلال السحاب
كم هلَّلت وهو يضيء الرِّحاب / والتفتَت محسورةً حين غاب
وذلك الطفل اللهيف الغيور / في فَلَكٍ من ضوء ليلى يدور
يقفو خطاها وهي بين الطيور / لها جناحان مراحٌ ونور
كزورقٍ يعبر بحر الوجود / له شراعان ولحظٌ شَرُود
كم شرَّقا أو غرَّبا في صعود / وارتفعا حتى كأن لن يعود
ليلى ارجعي إني شقيّ كئيب / أهتف مفقودَ الهُدَى والقرار
يا هاته الأوطان إني غريب / وعالمي ليس هنا يا ديار
تركتني وحدي وخلَّفتني / أرزح تحت المُبكيات الثِّقال
أنكرتِ ميثاقي وأنكرتني / أَكُلُّ ماضينا وليد الخيال
فرغت من أحلامه وانطوى / بِمُرِّهِ وارتحتُ من عذبه
الأمرُ ما شئت فذنب الهوى / على الذي يكفر يوماً به
كان إلى الله سبيلي وما / كان إلى الإِيمان دَربٌ سواه
وكان في جُرح الهوى بلسما / وكان عندي منحة من إله
مهما تكن ناري فإنّ الجحيم / أرأفُ بي من ظلم هذا البعاد
وربّ همّ مُقعِدٍ أو مقيم / قد لطَّفَته نسمات الوداد
فخفَّت النار وقرَّ الهشيم / وعاودتني الذِّكَرُ الغابره
والنيل يجري هادئاً والنسيم / معربدٌ في الخُصَل الثائره
كم تهتف الأيام خانت فَخُن / ويح حياتي إن تَخُن أمسها
إن هنتُ هذا عهدها لم يَهُن / ولا لياليها وإن تنسها
تُهيبُ بي الفرصةُ قبل الفوات / ويعرض الصَّيد فلا أقنصُ
إني امرؤ زادي على الذكريات / وما غلا عندي لا يرخصُ
ومطلب في العمر ولَّى وفات / وكان همِّي أنه لا يفوت
كأن فجراً ضاحكاً فيَّ مات / وملءُ نفسي مغربٌ لا يموت
في السَّأم الحيِّ الذي لا يَبيد / والأملِ الطاغي بأن ترجعي
أجدِّدُ العيش وما من جديد / وأدّعي السّلوان ما أدّعي
كم خانني الحظ ولا أنثني / أقضي زماني كلَّه في لعل
وتُقسم المرآة لي أنني / رَقَّعتُ بالآمال ثوب الأجل
قد فاتني الصيف وخان الربيع / وكان همّي كلًُّه في الخريف
وما شكاتي حين شملي جميع / وأنت لي أيكٌ وظلٌّ وريف
والآن قد مزّق عندي القناع / موتُ الأباطيل وزحف الشتاء
وبدَّد الوهم وفضَّ الخداع / بَردُ المنايا وشحوب الفناء
وَأسِفَ القلبُ لكنزي الذي / غَصَّت به أفئدة الحُسَّدِ
صحوت من وهمي ولا كنز لي / قد صَفِرت منها ومنه يدي
أين زمانٌ مُكتسٍ يومُه / بالحبِّ مَوشِيٌّ بحُلم الغد
من هاته الأيام محرومةً / عريانةَ الآمال والموعد
قد قتل الدهرُ هنائي كما / ماتت بثغري ضحكات السعيد
وربما رقَّ زمانٌ قسا / فانعطف الجافي ولان الحديد
محقّق الآمال أو واعدٌ / بفرحةٍ يوم لقاء وعيد
فإن يَعدِني ثار شكِّي به / كأنما وعد الليالي وعيد
واأسفاً هذا سجلٌّ كُتِب / خَطَّتهُ كفُّ القدَر المحتجب
ففيم عَودِي لقديم الحِقَب / وفيم تَسألي عمَّا ذهب
ضاقت بنا مصرُ وضقنا بها / وكلُّ سهلٍ فوقها اليوم ضاق
وضاقت الدنيا على رحبها / أين نداماي وأين الرفاق
كفٌّ تَلُمُّ العمر والعُمر راح / وقبضةٌ تجمع شمل الرياح
لا حَبَبٌ باقٍ ولا ظل راح / ليلٌ تولَّى وتولَّى صباح
هذا نهار مات يا لَلنَّهار / كل مساءٍ مصرعٌ وانهيار
مال جدار النون بعد انحدار / وغابت الشمس وراء الجدار
وذا مساءٌ صبغته الهموم / بلونها القاني وهذي غيوم
تحوم والظلمة فيها تحوم / تبسط مهداً ليّناً للنجوم
كأن ثوباً في السماء احترق / فلم يزل حتى استحال الأفق
ظلّ دخان أو بقايا رمق / ولم يعُد إلا ذيولُ الشفق
وتزحف الظلماء زحف المُغير / حاجبة ما دونها كالسِّتار
وكل حيٍّ وادعٌ أو قرير / ما اختلف الشأن ولا الحظ دار
العيش أمرٌ تافهٌ والمنون / والحكمةُ الكبرى بها كالجنون
وهكذا نمضي وتمضي السنون / وهكذا دارت رحاها الطحون
في شَجِّها حيناً وفي طَعنِها / سينقضي العمرُ وأين الفرار
وثورةُ الشاكين من طحنها / نوحُ الشظايا وعتابُ الغُبار
متى يرق الحظ يا قاسي
متى يرق الحظ يا قاسي / ويلتقي المنسيُّ والناسي
متى وهل من حيلة في متى / وفي خيالاتٍ وأحداسِ
هدَّ قراري جريها في دمي / وهمسها في كر أنفاسي
وأنت مثل النجم في المنتأى / وفي السنا الخاطف كالماسِ
يرنو له الناس ويبغونه / وما يبالي النجم بالناسِ
وأنت كأس الحسن لكننا / مثل حبابٍ حامَ بالكاسِ
طفا وقد قبّل أنوارها / ورفَّ مثل الطائر الحاسي
وجفَّ أو ذاب على نورها / كما يذُوب الطلّ بالآس
جلستُ يوماً حين حلَّ المساء
جلستُ يوماً حين حلَّ المساء / وقد مضى يومي بلا مؤنسِ
أُريح أقداماً وهت من عياء / وأرقب العالَم من مجلسي
أرقبه يا كَدّ هذا الرقيب / في طيب الكون وفي باطله
وما يبالي ذا الخضم العجيب / بناظر يرقب في ساحله
سيان ما أجهل أو أعلم / من غامض الليل ولغز النهار
سيستمر المسرح الأعظم / روايةً طالت وأين الستار
عييتُ بالدنيا وأسرارها / وما احتيالي في صموت الرمال
أنشد في رائع أنوارها / رشداً فما أغنم إلا الضلال
أغمضت عيني دونها خائفاً / مبتغياً لي رحمة في الظلام
فصاح بي صائحها هاتفاً / كأنما يوقظني من منام
أنت امرؤٌ ترزح تحت الضنى / لم يبق منك الدهر إلا عناد
وكل ما تبصره من سنا / يهزأ بالجذوة خلف الرماد
وكل ما تُبصره من قوى / تدوي دويّ الريح عند الهبوب
يسخر من مبتئس قد ثوى / يرنو إلى الدنيا بعين الغروب
انظر إلى شتى معاني الجمال / منبثة في الأرض أو في السماء
ألا ترى في كل هذا الجلال / غير نذيرٍ طالعٍ بالفناء
كم غادة بين الصبا والشباب / تأنّق الصانع في صنعها
تخطر والأنظار تحدو الركاب / ولفظة الإعجاب في سمعها
وربما سار إلى جنبها / مدلّه ليس يبالي الرقيب
يمشي شديد العجب في قربها / إذ راح يوليها ذراع الحبيب
وانظر إلى سيارة كالأجل / تخطف خطفاً لا تُبالي الزحام
هذا الردى الجاري اختراع الرجل / هل بعد صنع الموت شيءٌ يُرام
وانظر إلى هذا القويّ الجسد / الباتِر العزم الشديد الكفاح
قد أقبل الليل فحيّ الجلد / في رجل يدأبُ منذ الصباح
أجبت يا دنياي من تخدعين / إني امرؤٌ ضاق بهذا الخداع
مزّقتِ عن عيشي هنيّ السنين / لأنني مزقتُ عنكِ القناع
إن الجمالَ الساحرَ الفاتنا / يا ويحه حين تغير الغضون
ويعبث الدهر بحلو الجنى / وتستر الصبغة إثم السنين
وهذه السيارة العاتيه / وربها الجبار كالبرق سار
ما هي إلا شُعَلٌ فانيه / نصيبها مثل شعاع النهار
وارحمتاه للقويّ الصبور / يقضي الليالي في كفاح سخيف
وكيف لا أبكي لكدح الفقير / أقصى مناه أن ينال الرغيف
كم صِحتُ إذا أبصرت هذا الجهاد / وميسم الذلة فوق الجباه
يا حسرتا ماذا يلاقي العباد / أكُلُّ هذا في سبيل الحياه
وفي سبيل الزاد والمأكل / نملأ صدر الأرض إعوالا
كم يسخر النجمُ بنا مِن عل / وكم يرانا الله أطفالا
يا ربِّ غفرانك إنا صغار / ندبّ في الدنيا دبيب الغرور
نسحب في الأرض ذيول الصغار / والشيبُ تأديبٌ لنا والقبور
يا معجباً تاه على صحبه
يا معجباً تاه على صحبه / برأسه بوركَ من رأسِ
فنصفُه الأعلى به أجردٌ / عارٍ ولكنَّ القفا مكسي
يا حسنه من بتناج به / تمشي القباقيبُ بلا حسِّ
يبرطع البرغوثُ في ساحها / ويشردُ المسكينُ لا يرسي
وغادةٍ تجلس في جانبي
وغادةٍ تجلس في جانبي / كأنها الزهرةُ في كمِّها
أبدعُ ما تنظر عينُ امرئٍ / وخيبةُ الله على أمِّهَا
طابت بك الأيامُ وافرحتاه
طابت بك الأيامُ وافرحتاه / أنتِ الأماني والغنى والحياة
قد وَجَدَ الضليلُ نورَ الهُدى / يا حلمه يا نجمه يا سناه
فليذهب الليلُ غفرنَا له / ما دامَ هذا الصبحُ عقبى دجاه
جمالُكِ الطاهرُ عندي له / إيمانُ قلبٍ في خشوعِ الصلاة
وَلي إلى ذاك الجمالِ اتجاه / ولي بسلطانِكِ عزٌّ وجاه
قد طَرَقَ البابَ فتىً متعبُ / طالَ به السيرُ وكلَّت خطاه
نَقَّلَ في الأيامِ أقدامَه / يبغي خيالاً ماثلاً في مُناه
عندَكِ قد حَطَّ رحالَ المنى / وفي حِمَى حسنِك أَلقَى عصاه
أينَ شقاءٌ صاخبٌ في دمي / جَرَّعَني الضنكُ إلى منتهاه
له إذا دوَّى به ساخراً / ضِحكُ التَشَفِّي وجنونُ الطغاة
شكراً لذاتٍ هبطت من عَلٍ / تَحَدَّتِ النحسَ فشُلَّت يداه
بأيِّ كفٍّ طعنت قلبَه / فماتَ في قلبي حتَّى صداه
قد هَدَأ الليلُ وران الكرى / إِلا أخَا سهدٍ يغني شجاه
ناداكِ من أقصى الربى فاسمعي / لِمَن على طولِ الليالي نِدَاه
نادَى أليفاً نام عن شجوهِ / عذبٌ تجنِّيهِ عزيزٌ جناه
أحبّكِ الحبَّ وغنى به / عفَّ الأماني والهوى والشفاه
وإنما الحبُّ حديثُ العلى / أنشودةُ الخلدِ ونحنُ الرواه
هبَّ علينا عطرُ أنسامٍ
هبَّ علينا عطرُ أنسامٍ / من ساحرِ المقلةِ بسَّامِ
ما حلَّ حتى سارَ في ركبِه / معجزُ ألبابٍ وأفهام
فحسنه ملهِم أقلامٍ / وشاعرٍ شادٍ ورسامِ
وكيفَ لا يسمو بأرواحِنَا / لطف كلمحِ الكوكبِ السامي
يلمع لَمعَ البرقِ في رقةٍ / وكلُّ برقٍ وحي إلهامِ
وكلُّ لَحظٍ مرسلٍ للورى / يد المداوي فوقَ آلامِ
وعينها النجلاء إن تَلتفت / فموقع الصهباء في الجامِ
وأينما حلَّت بنا نضَّرَت / ببسمةٍ عابسَ أيَّامِ
لقد تجلَّت قدرةٌ من علٍ / مذ أنعمَ اللهُ بأنَعامِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025