المجموع : 31
في دولةِ العلمِ التي قد علاَ
في دولةِ العلمِ التي قد علاَ / للعدلِ والإحسانِ منها منار
حيث قِبابُ المجد مضُروبَةً / وحيثُ سيفُ الحقِ ماضِ العَرار
يا سيدي الأعلى الذي فضله
يا سيدي الأعلى الذي فضله / بَلّغني الآمال في كل حال
ومن له غُرٌّ الأيادي التي / ثناؤها الزهر مطاب مطال
لا أبرح الدهر لها شاكراً / رويّة إن ساعدت وارتجال
إليكها من شاعرٍ شاكِرِ
إليكها من شاعرٍ شاكِرِ / ألفى مجالَ القول رَحباً فقال
ولم يَقُل مِعشَارَ ما يَقتَضِي / بعضُ أيادِيكَ العراضِ الطوال
بحق ياسين وطه وكاف
بحق ياسين وطه وكاف / وبالحَوَامِيمِ ونُونِ وَقاف
وكل ذِكرٍ أنتَ أنزَلتَهُ / هُدًى ونوراً فهو شافٍ وكاف
والكعبة العُظمى وما حولها / وكل من حَجَّ ولَبَّى وطاف
وروضةِ القُدسِ وَمَن حَلَّها / ثَلاَثَةٌ فَضلُهُم غَيرُ خاف
وكلِّ شيء لَكَ فيه رِضا / يَسِّر شِفَاءَ العَبدِ يا خَيرَ شَاف
لاَ مَرحَباً بالناشِزِ الفارِك
لاَ مَرحَباً بالناشِزِ الفارِك / إذ جَهِلَت رِفعَةَ مِقدارِك
لو أنَّها قد أوتِيَت رُشدَهَا / ما بَرِحَت تَعشُو إلى نَارِك
أقسَمتُ بالنُّور المُبِينِ الذي / مِنهُ بَدَت مِشكاةُ أنوارِك
ومَظهر الحُكمِ الحَكيمِ الذي / يَتلُو عليهِ طِيبَ أخبارِك
ما ألِفَت مِثلُكَ كُفؤاً ولا / أوَت إلى أكرَمَ من دَارِك
إهنأ بإدراكِ المُنَى والوطَرِ
إهنأ بإدراكِ المُنَى والوطَرِ / وَقُرَّ عيناً باقتِبَالِ البِشَرِ
وانعم بأملاكك مستقبلاً / وجوه سعد سافرات الغُررِ
ونل من الدنيا النصيبَ الذي / حُبِّبَ لِلمُختَارِ خَيرَ البَشَرِ
وعصمة وافية أوجبت / طهارةَ الثَّوبِ وحُسنِ الأثَرِ
ومبصراً مستبصراً نابذاً / دار الغرور ومقام الغُرَرِ
فخير دنيا المرء حظاً له / ماحصَّنَ الدينَ وغَضَّ البَصَرِ
فَإنَّ حُبِّي فيك يا سيدي / مجدَّد الحُكمِ صَحِيحُ الخَبَرِ
أسفر عن وجهٍ بديع الجمال
أسفر عن وجهٍ بديع الجمال / من اللهِ الكريم الفعال
فابتسمَت منهُ ثغورُ المُنَى / وأشرقَت منهُ وجوهُ الليال
أهلاً بهذا البرءِ من قادمٍ / ليسَ له بعد الحُلُولِ ارتحال
آب إلى المغنى فألقى العَصَا / مخيَّماً ليس لهُ من زوال
ويا لها من صِحَّةٍ أقبَلَت / بالنُّجحِ إقبال زمان الوصال
جاءت بوصلٍ ناسخ كلَّ ما / أبدَت من الصدِّ وطولِ المطال
تختال في موشى أثوابها / وتطلع المرأى لاأنيق الجمال
فأدبر السقم سريعَ الخُطا / وأقبلَ البرءُ فسيحَ المجال
فاهنأ بها من راحة سوّغت / موردها العذب البرود الزلال
أحي بها الله الهدى والنَّدى / والعلم والحلم وشتَّى المعال
خَصَّت وعمَّت فجميع الورى / يرتاح منها في ثياب اختيال
والملك قد أحكم تدبيره / بالعدلِ والبأس وبذل النوال
ألقى المقاليدَ إلى سَيِّدٍ / مؤثل المجدِ كريمِ الخلال
ابن الحكيم الحكم المرتقى / محمد معنى العلى والكمال
بَحرُ النَّدَى الزاخر شَمسُ العُلَى / طودُ النُّهَى الراسخ قُطبُ الجلال
خطبٌ كما شاءت صروفُ الليال
خطبٌ كما شاءت صروفُ الليال / تَرتجُ منه راسيات الجبال
عمَّت وخصَّت فجميعُ الورَى / ضاقَ بِهِم ذرع وعزّ احتمال
طارت لها ألبابُنا روعة / فكلُّ قلبٍ فهو رَهنُ الخَبال
وأظلمت آفاقُنا وحشةً / لحادثٍ ليسَ لَه مِن مِثَال
ما للرَّدى لا كان من فاتك / تنبو لديه عزماتُ الرجال
فأي دار لم يَرُع سِربُهَا / ولم يَدُسهَا بِخُطاها الثقال
فلتبكه أندلس إنه / أوسعها العدل المديد الظلال
ولتبكه الخيل العتاق التي / أعدِّها ذخراً ليومِ النِزال
وليبكه الوفد يرجونه / ولتبكه البيض وسمر العوال
وحسبه من شرف باهر / مُخلّد الذكر فسيح المجال
أن أعقب الملك المنيع الحمى / وخلّد العزّ البعيد المنال
لله منه دوحة أنبتت / فرعاً كريماً طاب أصلاً وطال
ومن كإسماعيل محي الهدى / بصادق العزم وحسن القتال
يا أيها المولى الذي فَضلُهُ / أنطَقَنِي رويّة وارتجال
لئن أصبت بالمصاب الذي / فاض به للدمع وكف انهمال
فقد بقيتَ سالماً للوَرى / في عزّ مُلكٍ واتصالِ اقتِبَال
وأنت نعم الخلق المرتجى / والحمد لله على كلّ حال
ادخُل على اسمِ اللهِ في خيرِ دار
ادخُل على اسمِ اللهِ في خيرِ دار / محل طُهرٍ ومُقامِ اعتبار
حمامُ دار الملك وهو الذي / تأنّقت فيه العقولَ الكبار
للنار حرٌّ فيه مُستَعذَبٌ / وفيه للماء المَعينِ انهمار
ففيه أشتاتُ المُنَى أُلِّفَت / كفاك بالضِّدينش ماء ونار
تُنتَزَعُ الأثوابُ طراً به / وأول الأثوابِ ثوبُ الوقار
شَرَّفَهُ اللهُ بمولى لَهُ / مكارمُ تُبهِرُ شمسَ النهار
من كأبي الحجاج سُلطاننا / دام له الملك الرفيعُ المنار
بمثلِ حُسنِيَ الاطرفِ الأظرفِ
بمثلِ حُسنِيَ الاطرفِ الأظرفِ / يُخدَمُ بيتُ المَلِكِ الأشرفِ
فاعجب لما أحكمه الصُنعُ مِن / بدائِعَ شَتَّى ومِن زُخرُفِ
كأنها الروضُ النضيرُ الذي / أزهَارُهُ الغَضَّةُ ومِن زُخرُفِ
وحسبُهَا في الفخرِ أن طُرِّزَت / باسم الإمام الأعطفِ الأرأفِ
ملكِ العلى نجلِ الإمام الرِّضَا / أبي سعيدٍ بن أبي يوسفِ
فأيَّدَ الرحمَن دينَ الهُدَى / منه بعزمٍ مُتلِفٍ مخلفِ
ما ذاتُ نفعٍ وغَنَاء عظيم
ما ذاتُ نفعٍ وغَنَاء عظيم / لها حديثٌ في الزّمان القديم
أوحَى بها الله إلى عبده / فحبّذا فعلُ الرسول الكريم
وعابها فيما مضى صالحٌ / حسبُكَ ما نصَّ الكتابُ الحكيم
وفي كتابِ الله تردادها / فاقرأ تجده في قضايا الكليم
إن أنتَ صحَّفتَ اسمها تلقَه / مَحَلَّ أنسٍ أو بلاءٍ مُقيم
أو هو فعلٌ لكَ فيما مضى / لكن إذا أبرأتَ داء السقيم
فهاكها قد لاحَ برهانه / مُبيَّناً لكلِّ فكرٍ سليم
أوجبت لي شكراً وما قمت من
أوجبت لي شكراً وما قمت من / حقّك بالفرضِ ولا الندبِ
عمّت وخصّت فجميع الورى
عمّت وخصّت فجميع الورى / ضاق بهم درع وعزّ احتمال
من دوحة الملك التي أثمرت
من دوحة الملك التي أثمرت / نصراً به تسعد خير الملل
فإن تكن في الغزو دانية
فإن تكن في الغزو دانية / وفرس ترضى بها مركبا
فأقدم وغلا فاتخذ مذهباً / في الأرض شرقاً واهجر المغربا
أقدم وإلا فاتخذ مذهباً / بذلت فيها نصحك الأوجبا
قد قرّت العين فمنيتها
قد قرّت العين فمنيتها / شتّى هِباتٍ مثلها لم يُنَل
ارفع لواء العزّة السامية
ارفع لواء العزّة السامية / واسحب ذيول العيشة الراضية
سِرّ جمال ليس فيه اشتراك
سِرّ جمال ليس فيه اشتراك / قضى بحب ليس عنه انفكاك
من لفؤاد والهٍ مستطار
من لفؤاد والهٍ مستطار / هاج له الوجد القديم اذكار
وأنت نعم الخلق المرتجى
وأنت نعم الخلق المرتجى / والحمد لله على كل حال