المجموع : 4
أحِينَ وَلَّتْ أنجُمُ الأفْقِ
أحِينَ وَلَّتْ أنجُمُ الأفْقِ / وانهزَمَ الغَربُ عن الشرقِ
وخِلْتَ خَيلاً جُلنَ في مَعرَكٍ / فبانَتِ الدُّهْمُ منَ البُلْقِ
ونَبّهَ الإصباحَ من نَومِهِ / شَدْوُ حَمامِ الأيْكَةِ الوُرْقِ
وانْشَقَّ عن زائرَةٍ لم تَدَعْ / قَلْباً لضِلْعٍ غيرِ مُنْشَقِّ
زارَتْ خَيالاً فالتَقى في الدجى / عَمُودُ صُبْحٍ وسَنا بَرْق
خُلسَةَ لحظِ الطَّرْفِ ثمّ انْثَنَتْ / سِرْبُ القَطا للآجِنِ الطَّرق
يا هل تَرى ظُعناً كما رُجِّلِتْ / غدائرُ المكمومَةِ السُّحْق
في الآلِ تَحْدُوهُنَّ لي أدمُعٌ / تُراهِنُ العِيسَ على السَّبْق
رُحْنَ فحمَّلْنَ نسيمَ الصَّبَا / تَضَوُّعَ المسكِ على الفَتق
والتَفَّ عِيدِيٌّ وعِيدِيّةٌ / تَمَايُلَ العِذْقِ على العِذْق
إذا غُرَيْرِيٌّ رَغَا لم تُلَمْ / أغْرِبَة البَينِ عَلى النَّعْق
من ذاتِ أعْضادِ إذا هَجّرَتْ / فُتْلٍ وذي أجرِنَةٍ خُلْق
في كلِّ يومٍ ليَ من بَينِكُمْ / يومُ بَني تَغلبَ بالعَمْق
كأنّمَا جرَّدْتُمُ للنّوَى / أسيافَ قومي فهي لا تُبقي
إذا تلاقَى الضّرْبُ والطّعْنُ مِنْ / أيديهمُ صَدْقاً على صَدْق
بالمَشَرفيِّاتِ منَ البِيضِ أوْ / بالزّاعِبِيّاتِ مِنَ الزُّرْقِ
مَعشريَ المعشرُ قادوا العُلى / والإنْسَ والجِنَّ بلا رِبق
فيهِم سبِيلُ المجْدِ عادِيّةً / قبلَ الصّياصي وابنَةِ الطُّرْق
أُثْني على الرّاهِقَةِ الشَّوْلِ في / مَسْعَاتِها والنّائِلِ الرَّهْق
أهلِ الأكفِّ البِيض تُدني القِرى / والشَّوْلَ في القُرْبِ وفي السُّحْق
تَشْتَبِهُ المسنونَةُ الذُّلْقُ في / أرْماحِهِمْ بالألسُنِ الذُّلْق
هم نَطَقوا والناسُ من مَرْمَرٍ / والدّهُر مكعومٌ عن النُّطْقِ
ذَوُو البُروقِ الخُفَّقِ اللُّمْعِ في / تلك السَّحابِ الرُّجَّسِ الغُدْق
من بُهْمَةٍ أكيسَ أو مِدرَهٍ / أشوسَ أو ذي بِزّةٍ خِرْق
قَسَوْا ولانوا فلهم هّذِهِ / وهذهِ في العُنْفِ والرِّفْق
فارْغَبْ أوِ ارْهَبْ إنّ أيمانَهم / مبسوطةٌ تُسْعِدُ أو تُشقي
ما جَهِلَ المَيدانُ فُرسانَهُ / قد بانَتِ الهُجْنُ منَ العُتْق
لكُلِّ قوْمٍ سَيّدٌ ماجِدٌ / لكِنّ يحيَى سَيّدُ الخَلْقِ
يُصَرِّحُ المجْدُ إذا ما بدا / ويَسْجُدُ البَاطِلُ للحَقِّ
فإنْ يكن سيفَ إمامِ الهُدَى / فهو إمامُ الفَتْق والرَّتق
كأنّمَا في كَفّهِ للْوَرى / مَفاتِحُ الآجَالِ والرِّزق
شِمْ سِلْمَهُ أو حَربَهُ تبتدر / ما شِئتَ من سَحٍّ ومن وَدْق
يوسِعْكَ من كِسْفٍ ومن مارجٍ / نارٍ ومن قِطْرٍ ومن صَعْق
الحوْضُ حوضُ اللّه في كفّهِ / يَطفَحُ من مَلءٍ ومن فَهْق
ذو الطَعْنَةِ الصَّدقاءِ والضربَةِ ال / هَبرَةِ ذاتِ اللُّجَجِ العُمْق
كأنَّ بَينَ السَّرْدِ من تحتِها / عَبَاءَةٌ من رَيْطَةٍ لِفق
تَحْسَبُ فيها طَرَفَيْ رُمْحِهِ / قوسَ هلالٍ كرَّ في مَحق
دَريئةُ الهَيْجا إذا أظلمَتْ / وضاقَ جَيْبُ المَهْمَهِ الخَرْق
بَلهَ المَنايا السودَ قد غُودِرَتْ / وُشْحاً على أقرابِهِ اللُّحْق
وأقبَلَ القُبُّ كُشوحاً على ال / قُبِّ الكلى لَحْقاً على لَحْق
يَلَجُّ في البَأسِ وأعْداؤهُ / في الذُّعرِ والرّاياتُ في الخَفق
كأنّما في الدِّرعِ ذو لِبدَةٍ / أخْرَقُ من مأسَدَةٍ خَرق
مِلءِ فُروعِ الأيكِ ضِرغامَةٌ / جَهْمُ المُحيّا أهْرَتُ الشِّدق
شَرَنْبَثُ الكَفّينِ شَثْنُ الذِّرا / عَينِ شتيمُ الخَلْق والخُلْق
مجتمعُ الرّأي إذا ما مضى / كَأنّهُ صاعقةُ المَحْق
صَهْصلِقُ الرَّعدِ إذا ما قفَا / ليْلُ المَطايا لامِعُ البَرْق
يَغدو ابنُ آوى خلفَهُ طاوياً / يُعَلِّلُ الحِرباءَ بالنَّشْق
يشيمُ من أجفْانِهِ في الدُّجَى / عُرضَ عقِيقٍ غيرِ مُنْعَقِّ
فليسَ إلاّ عَسَلانُ القَنَا / وفِلْذَةٌ من شِلْوِ ما يُبْقي
لابْنِ عَليٍّ تِلكَ منْ قَوْمِهِ / والعِرْقُ يَنْمي واشِجَ العِرق
مُعَقِّرُ الهَجْمةِ ليلَ القِرَى / إذا عِجافُ المالِ لم تُنْق
تَمْري له الأنْفُسُ جَرْياً لهَا / سائِلَةً دَفْقاً على دَفْقِ
وسَهْمُهُ يَسْبِقُهُ للّذي / عَوَّدَهُ من عادَةِ الرَّشْق
لا غَرْوَ أنْ حَمَّلَ أيّامُهُ / ودهْرُهُ وَسْقاً على وَسْق
فالثِّقْلُ للبازلِ في سِنّهِ / والقَتَبُ الهَفْهَافُ للحِقِّ
أبْقَى العُلى ذُخراً ولكنّهُ / لم يَدّخِرْ وَفْراً ولم يُبْقِ
أرى ملوكَ الأرض عُبْدانَهُ / وما بهِمْ فَقْرٌ إلى العِتْق
أصْبَحَ طَلْقاً زمني كلُّهُ / بنَظْرَةٍ في وجههِ الطَّلْق
ما بينَ ما ألقاهُ من بِشْرِهِ / وبينَ ما قُلِّدَ من فَرْقِ
إنّ الّذي مَلّكَني وُدَّهُ / هو الّذي مَلّكَهُ رِقّي
في كَبِدٍ من كَمَدٍ لَوعةٌ / أبقَى تباريحاً من العِشق
تخلَّقَ النّاسُ بتلكَ الّتي / أراكَ تَجْنيهَا مِنَ الخُلْق
والفَرْعُ مَردودٌ إلى أصْلِهِ / كالسيْفِ مَردودٌ إلى العِتْق
أنتَ الورى فاعمُرْ حياةَ الوَرى / باسمٍ منَ الدَّعْوَةِ مُشْتَقّ
لولا حياءُ البحرِ منْ موجِهِ / والعارضِ الجَون من الأفْق
جاءَكَ هذا سائِحاً يجتَدي / وجاءَ ذا ظَمآنَ يَستَسقي
يومُكَ أجدى من مَعادي بلا / كُفْرانَ للّهِ ولا فِسْق
بينهما بَوْنٌ بعِيدٌ إذا / قايستَ بينَ العِلقِ والعِلق
أطفَأتَ عنّي زَمني بعدَمَا / أُوقِفْتُ من جَمْرٍ على حَرْق
فتابَ واستَبقَى على رِسْلِهِ / وابنُ السَّبَنْتَى غَيرُ مُستَبْق
وكنتُ كالشيء اللَّقى ما لَهُ / غيرُ يدِ الأيّامِ من مُلْق
فاليومَ بُدِّلْتُ سنىً من دُجىً / واعتَضْتُ صَفوَ العيشِ بالرنْق
واليومَ يَرقَى أمَلي صاعِداً / وما لهُ غيرُكَ من مُرْق
حقنْتَ في صَفحةِ وجهي دَمي / من بَعدِ ما أوفَى على الهَرْق
وما وَفى شُكري ببعض الذي / كَسَيْتَني من مَفْخَرِ الصِّدق
هل غير شكري نعمةٌ أتعَبَتْ / صَمتي وأُخرَى أتْعَبَتْ نُطْقي
لا تلحني يا هذهِ انني
لا تلحني يا هذهِ انني / لم تُصبني هندٌ ولا زينبُ
لكنني أصبو إلى شادن / فيه خصالٌ جَمَّةٌ تُرغَبُ
لا يرهَبُ الطمثَ ولا يشتكي / حملاً ولا عن مُقلتي يُحجَبُ
أغيدُ مثلَ الشمسِ لمَّا بدا
أغيدُ مثلَ الشمسِ لمَّا بدا / تاهَ على الناسِ بنحرٍ وَجيد
لاعبتهُ الشطرنجَ في خَلوةٍ / حُكمَ مُطاعٍ في الذي قد يُريد
صفّفت خَيلي بإزا خيلهِ / ثُمَّ التقَت من بعد ذاكَ الجُنود
فأطردَت خيلُ حبيبي وقد / أقلَّها الرَّكضُ وَخَفق البُنود
فقال ما حُكمُكَ يا سيدي / فإنني من بعدِ ها لا أعُود
فقلتُ حُكمي أن أنال المنى / من ذلك الردف وذاك البرود
فحلَّ عن طوعٍ سراويلَهُ / ولم يكن قطُّ بهذا يجود
فنلتُ منهُ فوقَ ما اشتهي / وفوقَ ما يرُغِمُ أنفَ الحسود
اسم الذي عذبني حبه
اسم الذي عذبني حبه / وصار قلبي في يديه رهين
على حروف ستة أصلهُ / والهاءُ منهُ بمكان مَكين
باحَ به سري وأخفيته / وصرتُ من اجل الهوى أستكين
دهاني الحبُّ وكنتُ امرءاً / يا قومُ ذا لُبّ وعَقلٍ رَصين
إذا كتمتُ الحبَّ أبدى به / نُحُولُ جِسمي وارتفاع الأنين
لو كان ما بين منكَ في صخرة / لانصدعت أو بداوة البُرِين
لافترقت من أجلهِ رِقَّةً / ولم يُرَبِّ البردُ سُقياً سمين
هذا لعمري اسمهُ كامِلا / في كُلّ بيتٍ منهُ حرفٌ مَكين