المجموع : 11
لما دعاك الله قدماً لأن
لما دعاك الله قدماً لأن / تولد في البيت فلبيتَهُ
جزيته بين قريش بأن / طهَّرت من أصنامهم بيتَهُ
أقبل من أهواه بالكأس
أقبل من أهواه بالكأس / فتهتُ بين البدر والشمس
مَلك على عرش الجمال استوى / فاقرأ عليه آية الكرسي
بل ملك أضحت على حسنه / وقفاً عيون الجن والإِنس
وردٌ على خدّيه من شأنه / أن يصبغ العشاق بالورس
بل جلَّ أن تحكيه وردة / في اللون والنفحة واللمس
تملَّكَ النفسَ فخادعت إذ / قلت له أفديك بالنفس
في حبه احتمل السهد وال / شيبَ على العينين والرأس
ومن محيَّاه واصداغه / أُصبحُ في الحب كما أمسي
ما أنا في اليوم ولا في غد / إلاّ كما قد كنت بالأمس
يحيى بي الحب فإن أُختَرَم / فهو معي يدفن في الرمس
إن أبصرت ريقته مقلتي / سكرت حتى غبت عن حسِّي
غِرٌّ ولم يرض ببيع اللقا / من مهجتي بالثمن البخس
يقول أَنسِ النفسَ عهد الهوى / فإنه عندي كالمنسي
وكيف أُنسِي مهجتي عهده / وليس إلا عهده أنسي
يا فارس الحسن الذي غادر ال / عُربَ أسارى بهوى الفرس
كُفَّ سهام العين عن مهجتي / فقد ترى القلب بلا ترس
قد جرح الهجر فؤادي ولا / أراك بالوصل له تأسي
ما لَكَ إن أرسلتُ طرف الرجا / تقطعهُ بالحرمان واليأس
أذاك طبع فيك أم طالعي / يجري المقادير على عكس
في مأتم منك فؤادي ومن / عرس شريف الندب في عرس
بكر العلا زفَّت الى داره / فتهت بين البدر والشمس
فغنِّ لي والحن وأعرب فقد / أقبل من أهواه بالكأس
وهنِّ هادي الناس ربِّ الندى / والبأس والنعماء والبؤس
أكفُّه فكَّت عناة العفا / بنائل هم فيه في حبس
رب الحجى والمجد والجود وال / هيبة والنجدة والبأس
خضل الردا مغمورهُ عَفُّهُ / نَقِيُّهُ من دنس الرجس
بحر ندى فلك الأماني على / سواه لا تجري ولا ترسي
فلا تقل أجود من حاتم / ولا تقل أفصح من قسِّ
أخرسَ بالبِرِّ الورى فالورى / تشكره بالألسن الخرس
له يدٌ لا تفضل الأبحرُ ال / سبعُ على أنملها الخمسِ
ومقول إن يتكلم فلا / تسمع في الناس سوى الهمس
بيت الرجا بيتك بل كعبة ال / آمال لا بل دارة القدس
يا طيب المغرس غصن الرجا / يثمر منك النجح في الغرس
سطاه وهو الحرّ يوم الوغى / يعنو له عنترة العبس
بشراك بالسعد الذي لا ترى / من بعده ما عشت من نحس
ودمت بالإقبال واليمن وال / بشرة والفرحة والأنس
وهاك أبياتاً سمت فاغتدت / شامخة محكمة الأسِّ
وأسطراً تحسبها أنجماً / طالعة في فلك الطرس
من لفظها السلس المعاني أتت / منقادة بالمقود السلس
قد لبست ثوب وضوح فما / شينت بتعقيد ولا لبس
هل لي إلى ورد لماه سبيل
هل لي إلى ورد لماه سبيل / فإن في ريقته السلسبيل
وليته جاد بتقبيلةٍ / يطفي بها الوجد ويشفي الغليل
فهو طبيبي وبه علَّتي / ما ضرَّ لو رقَّ لحال العليل
رضيت منه بقليل وإن / كان قليل الوصل غير القليل
يا فاتني عندك لي حاجة / فهل بها تسخو وأنت البخيل
رشف وتقبيل وضمٌّ فإن / منعتني منها فصبر جميل
وكلت طرفي بنجوم الدجى / فحسبي الله ونعم الوكيل
يا جؤذر الرمل ألا لفتة / ويا قضيب البان لم لا تميل
أضحيتني منك بحرِّ الجفا / فهل بظلّ الصدغ لي من مقيل
إن رمت تشفيني فأرسل شذى / صدغيك في طيِّ النسيم العليل
يا مالكاً يهواه مملوكه / وقاتلاً فيه يهيم القتيل
أنحلتَ جسمي بأليم الهوى / لما تمايلت بخصر نحيل
والقلب بالأشواق أثقلته / لما تراءيت بردف ثقيل
وأعيني بالسهد كَحَّلتَها / لما تغنجت بطرف كحيل
إن تضرم النيران في أضلعي / وتحرق القلب بوجد دخيل
فالنار برداَ وسلاماً غدت / عليَّ في ليلة عرس الخليل
يا ليلة في يمنها أصبحت / على الليالي كلها تستطيل
فهنِّ يا سعد أباه الذي / فاق على الناس بمجد أثيل
وجدَّه السامي الى موضعٍ / يرمقه النجم بطرف كليل
بل هنِّ يا سعد به واحداً / فرداً به يفخر كل القبيل
بل يفخر الناس به كلهم / إذ ليس في الناس له من مثيل
وجوده بين الورى واجب / لكنما المثل له مستحيل
تخافه كل الورى هيبة / ولم يخف إلا العظيم الجليل
مجتهد في الله لكنه / قلَّد أعناق الورى بالجميل
ابا التقي أسلم فكم عثرة / لولاك لم نلف لها من مقيل
فأنت حصنٌ للهدى شاهق / عاش بك الناس بظلّ ظليل
أرعبت أهل الشرك من خيفة / وبيتك العالي أمان النزيل
أجال فيك الناس أفكارهم / هيهات قد أتعبت فكر المجيل
فدمتم بالسعد ما أطلعت / طلعاً نضيراً باسقات النخيل
صبرت يا مولى فنلت المنى
صبرت يا مولى فنلت المنى / والصبر مفتاح لباب الفرج
فالحمد لله الذي لم يكن / يُدخلني الدار وفيها حرج
مدحت مولاك بمقصورة
مدحت مولاك بمقصورة / بها تغني الحور مقصوره
أتحفت فيها سرَّ قدس على / صفاته العلياء مقصوره
إن توله منك بمقصورة / يجزك عنها ألف مقصوره
لا تنه عين المجد عن شانها
لا تنه عين المجد عن شانها / فإنما تبكي لإنسانها
ولا تلم مهجة هذي العلى / إن تدمها أظفار أحزانها
عجبت للحتف ارتقى للسما / وعاد مغتالاً لكيوانها
لشائد العليا وعمارها / ومحكم التقوى وسلمانها
فيا معدّاً للورى أصبحت / تندبه أسرة عدنانها
من للعويصات إذا أظلمت / جلا بها واضحَ برهانها
أقمت أركان المعالي فمن / بعدك من ممسك أركانها
بعدك من ذا لعفاة الورى / تطفى به غلة ظمآنها
قد كنت أقصى قصدها منتهى / رجائها كعبة إحسانها
كانت تنام الليل مكلوءة / بساهر العزمة يقظانها
فأصبحت بعدك مذعورة / قد باعدت ما بين أجفانها
لا تعرف القطع لأحزانها / كلا ولا الوصل لسلوانها
لهفي لعدل قط طوته الثرى / كان الندى غامر أردانها
ومنطق يوحي لسمع الورى / إعجازه آيات قرآنهاط
وبشرة بالضيف تسلو بها / عن أهلها القربى وأوطانها
ونجدة تحمي الورى كلها / كأنّها من بعض جيرانها
وفكرة يثقب وقادها / كنه المعاني قبل إمعانها
ورغبة في الله قد أنكرت / لذة دنياها لعرفانها
لا تلحني إن ذاب قلبي اسىً
لا تلحني إن ذاب قلبي اسىً / أو سال دمعي كالحيا صيِّبا
إن افتقاد الصبر تاريخه / عند افتقاد الحسن المجتبى
زار شقيق البدر من بعد بين
زار شقيق البدر من بعد بين / فاصبغ بشمس الراح كاس اللجين
وقد وفى الدهر بميعاده / حتى قضى لي بالهنا كل دين
أزال عنّي النحس ميلاد من / حفَّ به السعد من الجانبين
قد طاب أمّاً وزكا والداً / فجاء بالفخر من الوالدين
شبل عليٍّ وكفاه بذا / فخراً به يسمو على النيرين
قد ولد البشر فأرّخ وقل / قد أشرق الدهر بعبد الحسين
ذرية الزهراء إن عددت
ذرية الزهراء إن عددت / يوماً لتحصي الناس فيها الثنا
فلا تعدو محسناً منهمُ / لأنها قد أسقطت محسنا
ما اسم رهيف أسمر لم يزل
ما اسم رهيف أسمر لم يزل / باريه بين اثنين مختصه
يمتصّ من هذا ويجري على / هذا لكي يقذف ما امتصه
كأنه استودع من هذه / سراً فلم يحفظه واقتصه
يا قمراً بالوصل حياني
يا قمراً بالوصل حياني / فبّت في شوق وريحان
أماتني بالهجر قدما وقد / واصلني اليوم فأحياني
ثالثنا الأنس بليل به / يأبى الذي أهواه لي ثاني
أرشف من ريقته خمرة / لم يعتصرها كف إنسان
جنبت باللثم جنى خده / فجاد بالعفو عن الجاني
احور ساهي الطرف أفديه من / أحور ساهي الطرف نشوان
يا جؤذر الرمل ألا لفتة / أو عطفة يا غصن البان
تركتني حيران صادي الحشى / رفقاً بصادي القلب حيران
واحر قلباه إلى وجنة / من دم قلبي صبغها القاني
شقيقة الحسن ولكنها / من خده تنمى لنعمان
الشمس والبدر إذا ما بدا / لحرّ ذاك الوجد عبدان
فان يكن يوسف حسن فقد / عدّت به يعقوب أحزان
فليس لي من عاصم منه ان / أغرقني الدمع بطوفان
وهو وان عذبني بالجفا / ما زلت أهواه ويهواني
كم معه قضيت من ليلة / بالانس إذ نمن ضجيعات
أضم عنه قمراً مشرقاً / بالأنس أذ نمن ضجيعان
أضم عنه قمراً مشرقاً / يبسم عن در ومرجان
حتى إذا الصبح بدا موقظاً / للهو من ليس بيقظان
اطفأ نيراني بمشمولة / كأنها شعلة نيران
ناولني كأساً فناولته / كأساً فغنيت وغناني
ولم تزل تخفق أوتارنا / بعزف نايات وعيدان
نلنا فنون اللهو إذ نحن في / جنة خلد ذات أفنان
من سرح الألحاظ فيه رأى / ما شاء من حور وولدان
لم يستمع أو ير إلا غنا / بلابل أو رقص أغصان
والنهر يحكي كلما حوله / كأن فيه مجلس ثاني
يعقل ان مرّ نسيم الصبا / فيها فيمشي مشي حيران
ما سحب الأذيال إلا غدا / يعثر في ورد وريحان
كأنه يروي شذا الطيب عن / عرس ابن خير الأنس والجان