المجموع : 14
وَكَم خَليلٍ لَكَ خالَلتَهُ
وَكَم خَليلٍ لَكَ خالَلتَهُ / لا تَرَكَ اللَهُ لَهُ واضِحَة
فَكُلُّهُم أَروَغُ مِن ثَعلَبٍ / ما أَشبَهَ اللَيلَةَ بِالبارِحَة
يا مُؤثِرَ الدُنيا عَلى دينِهِ
يا مُؤثِرَ الدُنيا عَلى دينِهِ / وَالتائِهَ الحَيرانَ عَن قَصدِهِ
أَصبَحتَ تَرجو الخُلدَ فيها وَقَد / أَبرَزَ نابَ المَوتِ عَن حَدِّهِ
هَيهاتَ إِنَّ المَوتَ ذو أَسهُمٍ / مِن يَرمِهِ يَوماً بِها يُرْدِهِ
لا يُصلِحُ الواعِظُ قَلبَ اِمرءٍ / لَم يَعزِمِ الله عَلى رُشدِهِ
نَحنُ بَنو الأَرضِ وَسُكّانُها
نَحنُ بَنو الأَرضِ وَسُكّانُها / مِنها خُلِقنا وَإِلَيها نَعودْ
وَالسَعدُ لا يَبقى لِأَصحابِهِ / وَالنَحسُ تَمحوهُ ليالي السُعود
أَفلَحَ مَن كانَت لَهُ قَوصَرَّه
أَفلَحَ مَن كانَت لَهُ قَوصَرَّه /
يَأكُلُ مِنها كُلُ يَومٍ تَمْره /
لا تَتَّهِم رَبَّكَ فيما قَضى
لا تَتَّهِم رَبَّكَ فيما قَضى / وَهَوِّنِ الأَمرَ عَلى النَفسِ
لِكُلِّ هَمٍّ فَرَجٌ عاجِلٌ / يَأتي عَلى المُصبِحِ وَالمُمسي
نَحنُ نَؤُمُّ النَمَطَ الأَوسَطا
نَحنُ نَؤُمُّ النَمَطَ الأَوسَطا / لَسنا كَمَن قَصَّرَ أَو أَفرَطا
لا تَضَعِ المَعروفَ في ساقِطٍ
لا تَضَعِ المَعروفَ في ساقِطٍ / فَذاكَ صُنعُ ساقِطٍ ضائِعُ
وَضَعْهُ في حُرٍّ كَريمٍ يَكُن / عُرفكَ مِسكاً عَرفَهُ ضائِعُ
اغنَ عَنِ المَخلوقِ بِالخالِقِ
اغنَ عَنِ المَخلوقِ بِالخالِقِ / وَاغنَ عَنِ الكاذِبِ بِالصادِقِ
وَاَستَرزِقِ الرَحمنَ مِن فَضلِهِ / فَلَيسَ غَيرُ اللَهِ مِن رازِقِ
مَن ظَنَّ أَن الرِزقَ في كَفِّهِ / فَلَيسَ بِالرَحمَنِ بِالواثِقِ
أَو ظَنَّ أَنَّ الناسَ يُغنونَهُ / زَلَّت بِهِ النَعلانِ مِن حالِقِ
أَفٍّ عَلى الدُنيا وَأَسبابِها
أَفٍّ عَلى الدُنيا وَأَسبابِها / فَإِنَّها لِلحُزنِ مَخلوقَة
هُمومُها ما تَنقَضي ساعَةً / عَن مَلِكٍ فيها وَعِن سُوَقه
ما أَحسَنَ الدُنيا وَإِقبالَها
ما أَحسَنَ الدُنيا وَإِقبالَها / إِذا أَطاعَ اللَّهَ مَن نالَها
مَن لَم يواسِ النَّاسَ مِن فَضلِهِ / عَرَّضَ لِلإِدبارِ إِقبالَها
فَاحذَر زَوالَ الفَضلِ يا جابِرُ / وَأعطِ مِن دُنياكَ مَن سالَها
فَإِنَّ ذا العَرشِ جَزيلُ العَطا / يُضَعِفُ بِالحَبَةِ أَمثالَها
وَكَم رَأَينا مِن ذَوي ثَروَةٍ / لَم يَقبَلوا بِالشُّكرِ إِقبالَها
تاهوا عَلى الدُنيا بِأَموالِهِم / وَقَيَّدوا بِالبُخلِ أَقفالَها
لَو شَكَروا النِّعمَةَ زادَتْهُمُ / مَقالَةً لِلّهِ قَد قالَها
لَئِن شَكَرتُم لَأَزيدَنَّكُم / لَكِّنَما كُفرُهُمُ غالَها
مَن جاوَرَ النِعمَةَ بِالشُكرِ لَم / يَخْشَ عَلى النِّعمَةِ مُغتالَها
وَالكُفرُ بِالنِعمَةِ يَدعو إِلى / زَوالِها وَالشُّكرُ أَبقى لَها
عِش موسِراً إِن شِئتَ أَو مُعسِراً
عِش موسِراً إِن شِئتَ أَو مُعسِراً / لا بُدَّ في الدُنيا مِن الغَمِّ
دُنياكَ بِالأَحزانِ مَقرونَةٌ / لا تَقطَعُ الدُنيا بِلا هَمِّ
كَم مِن أَديبٍ فَطِنٍ عالِمِ
كَم مِن أَديبٍ فَطِنٍ عالِمِ / مُستَكمِلِ العَقلِ مُقِّلٍ عَديمْ
وَمِن جَهولٌ مُكثِرٍ مالَهُ / ذَلِكَ تَقديرُ العَزيزُ العَليمِ
هَذا زَمانٌ لَيسَ إِخوانُهُ
هَذا زَمانٌ لَيسَ إِخوانُهُ / يا أَيُّها المَرءُ بِـإخوانِ
إِخوانُهُ كُلُّهُمُ ظالِمٌ / لَهُم لِسانانِ وَوَجهانِ
يَلقاكَ بِالبِشرِ وَفي قَلبِهِ / داءٌ يَواريهِ بِكِتمانِ
حَتّى إِذا ما غِبتَ عَن عَينِهِ / رَماكَ بِالزورِ وَبُهتانِ
هَذا زَمانٌ هَكَذا أَهلُهُ / بِالوُدِّ لا يُصدُقكَ إِثنانِ
يا أَيُّها المَرءُ فَكُن مُفرَداً / دَهرَكَ لا تَأَنَس بِإِنسانِ
وَجانِبِ الناسَ وَكُن حافِظاً / نَفسَكَ في بَيتٍ وَحيطانِ
مَن لَم يَكُن عُنصُرُه طَيّباً
مَن لَم يَكُن عُنصُرُه طَيّباً / لَم يَخرُجِ الطّيِّبُ مِن فيهِ
كُلُّ اِمرئٍ يُشبِهُهُ فِعلهُ / وَيَنضَحُ الكُوزُ بِما فيهِ