القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الخَنساء الكل
المجموع : 6
إِن كُنتِ عَن وَجدِكِ لَم تَقصُري
إِن كُنتِ عَن وَجدِكِ لَم تَقصُري / أَو كُنتِ في الأُسوَةِ لَم تُعذَري
فَإِنَّ في العُقدَةِ مِن يَلبَنٍ / عُبرَ السُرى في القُلُصِ الضُمَّرِ
وَصاحِبٍ قُلتُ لَهُ خائِفٍ / إِنَّكَ لِلخَيلِ بِمُستَنظِرِ
إِنَّكَ داعٍ بِكَبيرٍ إِذا / وافَيتَ أَعلى مَرقَبٍ فَاِنظُرِ
فَآنِسَن مِن ساعَةٍ فارِساً / يَخُبُّ أَدنى بُقَعِ المَنظَرِ
فَأَولِجِ السَوطَ عَلى حَوشَبٍ / أَجرَدَ مِثلِ الصَدَعِ الأَعفَرِ
تُنبِطُهُ الساقُ بِشَدٍّ كَما / مالَ هَجيرُ الرَجُلِ الأَعسَرِ
يا عَينِ جودي بِالدُموعِ الغِزار
يا عَينِ جودي بِالدُموعِ الغِزار / وَاِبكي عَلى أَروَعَ حامي الذِمار
فَرعٍ مِنَ القَومِ كَريمِ الجَدا / أَنماهُ مِنهُم كُلُّ مَحضِ النِجار
أَقولُ لَمّا جاءَني هُلكُهُ / وَصَرَّحَ الناسُ بِنَجوى السِرار
أُخَيَّ إِمّا تَكُ وَدَّعتَنا / وَحالَ مِن دونِكَ بُعدُ المَزار
فَرُبَّ عُرفٍ كُنتَ أَسدَيتَهُ / إِلى عِيالٍ وَيَتامى صِغار
وَرُبَّ نُعمى مِنكَ أَنعَمتَها / عَلى عُناةٍ غُلَّقٍ في الإِسار
أَهلي فِداءٌ لِلَّذي غودِرَت / أَعظُمُهُ تَلمَعُ بَينَ الخَبار
صَريعِ أَرماحٍ وَمَشحوذَةٍ / كَالبَرقِ يَلمَعنَ خِلالَ الدِيار
مَن كانَ يَوماً باكِياً سَيِّداً / فَليَبكِهِ بِالعَبَراتِ الحِرار
وَلتَبكِهِ الخَيلُ إِذا غودِرَت / بِساحَةِ المَوتِ غَداةَ العِثار
وَليَبكِهِ كُلُّ أَخي كُربَةٍ / ضاقَت عَلَيهِ ساحَةُ المُستَجار
رَبيعُ هُلّاكٍ وَمَأوى نَدىً / حينَ يَخافُ الناسُ قَحطَ القِطار
أَسقى بِلاداً ضُمِّنَت قَبرَهُ / صَوبُ مَرابيعِ الغُيوثِ السَوار
وَما سُؤالي ذاكَ إِلّا لِكَي / يُسقاهُ هامٍ بِالرَوي في القِفار
قُل لِلَّذي أَضحى بِهِ شامِتاً / إِنَّكَ وَالمَوتَ مَعاً في شِعار
هَوَّنَ وَجدي أَنَّ مَن سَرَّهُ / مَصرَعَهُ لاحِقُهُ لا تُمار
وَإِنَّما بَينَهُما رَوحَةٌ / في إِثرِ غادٍ سارَ حَدَّ النَهار
يا ضارِبَ الفارِسِ يَومَ الوَغى / بِالسَيفِ في الحَومَةِ ذاتِ الأُوار
يَردي بِهِ في نَقعِها سابِحٌ / أَجرَدُ كَالسِرحانِ ثَبتُ الحِضار
نازَلتَ أَبطالاً لَها ذادَةً / حَتّى ثَنَوا عَن حُرُماتِ الذِمار
حَلَفتُ بِالبَيتِ وَزُوّارِهِ / إِذ يُعمِلونَ العيسَ نَحوَ الجِمار
لا أَجزَعُ الدَهرَ عَلى هالِكٍ / بَعدَكَ ما حَنَّت هَوادي العِشار
يا لَوعَةً بانَت تَباريحُها / تَقدَحُ في قَلبي شَجاً كَالشَرار
أَبدى لِيَ الجَفوَةَ مِن بَعدِهِ / مَن كانَ مِن ذي رَحِمٍ أَو جِوار
إِن يَكُ هَذا الدَهرُ أَودى بِهِ / وَصارَ مَسحاً لِمَجاري القِطار
فَكُلُّ حَيٍّ صائِرٌ لِلبَلى / وَكُلُّ حَبلٍ مَرَّةً لِاِندِثار
ياعَينِ جودي بِالدُموعِ السُجول
ياعَينِ جودي بِالدُموعِ السُجول / وَاِبكي عَلى صَخرٍ بِدَمعٍ هَمول
لا تَخذُليني عِندَ جَدِّ البُكا / فَلَيسَ ذا ياعَينِ وَقتَ الخَذول
اِبكي أَبا حَسّانَ وَاِستَعبِري / عَلى الجَميلِ المُستَضافِ المَخيل
نِعمَ أَخو الشَتوَةِ حَلَّت بِهِ / أَرامِلُ الحَيِّ غَداةَ البَليل
يَأتينَهُ مُستَعصِماتٍ بِهِ / يُعلِنَّ في الدارِ بِدَعوى الأَليل
وَنِعمَ جارُ القَومِ في أَزمَةٍ / إِذا اِلتَجا الناسُ بِجارٍ ذَليل
دَلَّ عَلى مَعروفِهِ وَجهُهُ / بورِكَ فيهِ هادِياً مِن دَليل
لا يَقصِرُ الفَضلَ عَلى نَفسِهِ / بَل عِندَهُ مَن نابَهُ في فُضول
قَد عَرَفَ الناسُ لَهُ أَنَّهُ / بِالمَنزِلِ الأَتلَعِ غَيرُ الضَئيل
عَطاؤُهُ جَزلٌ وَصَولاتُهُ / صَولاتُ قَرمٍ لِقُرومٍ صَؤول
وَرَأيُهُ حُكمٌ وَفي قَولِهِ / مَواعِظٌ يُذهِبنَ داءَ الغَليل
لَيسَ بِخَبٍّ مانِعٍ ظَهرَهُ / لا يَنهَضُ الدَهرَ بِعِبءٍ ثَقيل
وَلا بِسَعّالٍ إِذا يُجتَدى / وَضاقَ بِالمَعروفِ صَدرُ السَعول
قَد راعَني الدَهرُ فَبُؤساً لَهُ / بِفارِسِ الفُرسانِ وَالخَنشَليل
تَرَكتَني وَسطَ بَني عِلَّةٍ / أَدورُ فيهِم كَاللَعينِ النَقيل
إِنَّ أَبا حَسّانَ عَرشٌ هَوى
إِنَّ أَبا حَسّانَ عَرشٌ هَوى / مِمّا بَنى اللَهُ بِكِنٍّ ظَليل
أَتلَعُ لا يَغلِبُهُ قِرنُهُ / مُستَجمِعُ الرَأيِ عَظيمٌ طَويل
تَحسَبُهُ غَضبانَ مِن عِزِّهِ / ذَلِكَ مِنهُ خُلُقٌ ما يَحول
وَيلُ اِمِّهِ مِسعَرَ حَربٍ إِذا / أُلقِيَ فيها فارِساً ذا شَليل
تَشقى بِهِ الكومُ لَدى قِدرِهِ / وَالنابُ وَالمُصعَبَةُ الخَنشَليل
أَنّى لِيَ الفارِسُ أَغدو بِهِ / مِثلَكَ إِذ ما حَمَلَتني الحَمول
تَرَكتَني يا صَخرُ في فِتيَةٍ / كَأَنَّني بَعدَكَ فيهِم نَقيل
أَعَينِيَ فيضي وَلا تَبخُلي
أَعَينِيَ فيضي وَلا تَبخُلي / فَإِنَّكِ لِلدَمعِ لَم تَبذُلي
وَجودي بِدَمعِكِ وَاِستَعبِري / كَسَحِّ الخَليجِ عَلى الجَدوَلِ
عَلى خَيرِ مَن يَندُبُ المُعوَلونَ / وَالسَيِّدِ الأَيِّدِ الأَفضَلِ
طَويلِ النِجادِ رَفيعِ العِمادِ / لَيسَ بِوَغدٍ وَلا زُمَّلِ
يُجيدُ الكِفاحَ غَداةَ الصُياحِ / حامي الحَقيقَةِ لَم يَنكَلِ
كَأَنَّ العُداةَ إِذا ما بَدا / يَخافونَ وَرداً أَبا أَشبُلِ
مُدِلّاً مِنَ الأُسدِ ذا لِبدَةٍ / حَمى الجِزعَ مِنهُ فَلَم يُنزَلِ
يَعِفُّ وَيَحمي إِذا ما اِعتَزى / إِلى الشَرَفِ الباذِخِ الأَطوَلِ
يُحامي عَنِ الحَيِّ يَومَ الحِفاظِ / وَالجارِ وَالضَيفِ وَالنُزَّلِ
وَمُستَنَّةٍ كَاِستِنانِ الخَليجِ / فَوّارَةِ الغَمرِ كَالمِرجَلِ
رَموحٍ مِنَ الغَيظِ رُمحُ الشَموسِ / تَلافَيتَ في السَلَفِ الأَوَّلِ
لِتَبكِ عَلَيكَ عِيالُ الشِتاءِ / إِذا الشَولُ لاذَت مِنَ الشَمأَلِ
أَبِنتُ صَخرٍ تِلكُما الباكِيَة
أَبِنتُ صَخرٍ تِلكُما الباكِيَة / لا باكِيَ اللَيلَةَ إِلّا هِيَه
أَودى أَبو حَسّانَ واحَسرَتا / وَكانَ صَخرٌ مَلِكُ العالِيَه
وَيلايَ ما أُرحَمُ وَيلاً لِيَه / إِذ رَفَعَ الصَوتَ النَدى الناعِيَه
كَذَّبتُ بِالحَقِّ وَقَد رابَني / حَتّى عَلَت أَبياتُنا الواعِيَه
بِالسَيِّدِ الحُلوِ الأَمينِ الَّذي / يَعصِمُنا في السَنَةِ العادِيَه
لَكِنَّ بَعضَ القَومِ هَيّابَةٌ / في القَومِ لا تَغبِطُهُ البادِيَه
لا يَنطِقُ العُرفَ وَلا يَلحَنُ / العَزفَ وَلا يَنفُذُ بِالغازِيَه
إِن تُنصَبِ القِدرُ لَدى بَيتِهِ / فَغَيرُها يَحتَضِرُ الجادِيَه
لَكِن أَخي أَروَعُ ذو مِرَّةٍ / مِن مِثلِهِ تَستَرفِدُ الباغِيَه
لا يَنطِقُ النُكرَ لَدى حُرَّةٍ / يَبتارُ خالي الهَمِّ في الغاوِيَه
إِنَّ أَخي لَيسَ بِتَرعِيَّةٍ / نِكسٍ هَواءِ القَلبِ ذي ماشِيَه
عَطّافُهُ أَبيَضُ ذو رَونَقٍ / كَالرَجعِ في المُدجِنَةِ السارِيَه
فَوقَ حَثيثِ الشَدِّ ذو مَيعَةٍ / يَقدُمُ أولى العُصَبِ الماضِيَه
لا خَيرَ في عَيشٍ وَإِن سَرَّنا / وَالدَهرُ لا تَبقى لَهُ باقِيَه
كُلُّ اِمرِئٍ سُرَّ بِهِ أَهلُهُ / سَوفَ يُرى يَوماً عَلى ناحِيَه
يا مَن يَرى مِن قَومِنا فارِساً / في الخَيلِ إِذ تَعدو بِهِ الضافِيَه
تَحتَكَ كَبداءٌ كُمَيتٌ كَما / أُدرِجَ ثَوبُ اليُمنَةِ الطاوِيَه
إِذ لُحِقَت مِن خَلفِها تَدَّعي / مِثلَ سَوامِ الرَجُلِ الغادِيَه
يَكفَأُها بِالطَعنِ فيها كَما / ثَلَّمَ باقي جَبوَةِ الجابِيَه
تَهوي إِذا أُرسِلنَ مِن مَنهَلٍ / مِثلَ عُقابِ الدُجنَةِ الداجِيَه
عارِضُ سَحماءَ رُدَينِيَّةٍ / كَالنارِ فيها آلَةٌ ماضِيَه
أَشرَبَها القَينُ لَدى سَنَّها / فَصارَ فيها الحُمَةُ القاضِيَه
أَنّى لَنا إِذ فاتَنا مِثلُهُ / لِلخَيلِ إِذ جالَت وَلِلعادِيَه
أُقسِمُ لا يَقعُدُ في بَلدَةٍ / نائِيَةٍ عَن أَهلِهِ قاصِيَه
فَأَقصَدُ السَيرِ عَلى وَجهِهِ / لَم يَنهَهُ الناهي وَلا الناهِيَه

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025