القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو الفضل الوليد الكل
المجموع : 10
فاتِنتي السمراءُ جنيَّه
فاتِنتي السمراءُ جنيَّه / في مُقلتَيها ألفُ أغنيَّه
لكنّها في الحبِّ وَحشيَّه / تقولُ في الخلوةِ عَيناها
نَعم نعم ولا يقولُ اللسان /
صغيرةٌ ضاقَ بها صَدري / وضيعةٌ ذلَّ لها كبري
كم قلتُ يا قلبُ وَهى عذري / لا حُسنَ يُغريكَ فتَهواها
فقال ما الحبُّ كعِلم البيان /
الحسنُ معنى دقَّ لا يظهرُ / لكنما الروحُ بهِ تَشعرُ
ما الوجهُ إِلا صفحةٌ تُنشرُ / والعَينُ مَعناها ومَغزاها
والقلبُ يَستَغني عن الترجمان /
على محيّاها شعاعُ الطفَلِ / وفي ثناياها بَريقُ الأمَلِ
ونحرُها زينَ بعَقدِ القُبلِ / وقُبلةُ النَّحرِ تَشهَّاها
ثغري ففيها للمحبِّ الأمان /
والخصرُ كالبسمةِ في الهمِّ / قد أنحلتهُ شِدَّة الضمِّ
وخدُّها من كثرةِ الشمِّ / ذوى فريَّا الوردِ ريَّاها
وإن تراءى فَوقه الزَّعفران /
إني لأهوى صفرةَ الخدِّ / ودقَّة الأطرافِ والقدّ
ونفرةً مِنها بلا صدٍّ / لها كذا يَهتزُّ نهداها
وهي كغُصنٍ فيه رمّانتان /
أعشقُ منها الشَّعرَ مَحلولا / جَثلاً على الرِّدفَينِ مَسدُولا
يحكي ليالي أرقي طُولا / إن جاءَني الطَّيفُ بذكراها
لكي يُريني في الجحيمِ الجنان /
ما أبعَدَ الحُسنَ عن الجودِ / أليسَ فردوسي بموجودِ
ما بينَ تلكَ الخصلِ السودِ / بَلى ففردَوسي محيَّاها
وفي الدُّجى تأتي المعاني الحِسان /
أزورُها والشَّوقُ يُغلي دَمي / فَتَلتقي الرُّوحانِ عندَ الفمِ
كسقطِ نَسرٍ في الضُّحى قد حمي / يَنتفِضُ القلبُ لمرآها
وبيننا تنشبُ حربٌ عوان /
فإن أحاوِل لمسَ نَهدَيها / حَمَتهما منّي بِكَفَّيها
وعندما أرضى بخَدَّيها / يعلو إِلى الخدَّينِ كفّاها
وهكذا يطردُني الحارسان /
ما بي بها فالحبُّ لا يخفى / واللّحظُ عما خَلفَهُ شفَّا
لكنَّها إذ ترجعُ الكفَّا / أحسِبُ شوكَ الوَردِ يُمناها
والجرحُ من ذيّالِكَ الشَّوكِ هان /
كم زفرت من حرّ قُبلاتي / أو صَرَخَت من عنف ضمّاتي
وبينَ لذَّاتي ولزَّاتي / تَنشَقُّ أضلاعي لِتلقاها
والقلبُ فيها صاهلٌ كالحصان /
كأنَّها بينَ ذراعيَّا / ألوي قَواماً ليَّناً ليّا
غصنٌ عليهِ الزّهرُ والريَّا / يا حبّذا ما ضمَّ بُرداها
قلبي وعيني منهُ لا يَشبعان /
قالت لقد ذوّبتني يا صَبي / باللهِ لا تَمزح ولا تَلعبِ
هذا أخي أشكو له أو أبي / رِفقاً بمن حُبُّكَ أضناها
فقلتُ جاءَ النّصحُ بعد الأوان /
خصرُكِ من رِدفِك ينسلُّ / وعقدةُ الزّنارِ تَنحَلُّ
منهُ ومن جَفنكِ أعتلُّ / وفي مُنى النفسِ مناياها
والقلبُ لا يَشفيه إلا الحنان /
فهو كزنّارِكِ مقلاقُ / كنّهدِكِ البارزِ خَفّاقُ
أهكذا يُحرَمُ مُشتاقُ / على اللّواتي رُمنَهُ تاها
وفي هَواكِ اليومَ يَلقي الهوان /
فأطرَقت ما بينَ نارَينِ / كيلا تُلاقي عَينُها عَيني
وإذ رأتني أقتضي دَيني / مِن وَجنتَيها وثناياها
قالت لكَ التفَّاحُ لا الأقحوان /
فكانَ ذاكَ القولُ تَشويقا / مِنها إِلى أن أرشفَ الرّيقا
وبعد ما حدَّقتُ تَحديقا / في لثمةٍ لاقى فَمي فاها
كما التَقَت في نَسمةٍ زهرتان /
فيا لها من قبلةٍ طالتِ / ومُهجتي من حرّها سالت
ونِعمَ ما نلتُ وما قالتِ / تلك التي ما كنتُ لولاها
كما أنا ولا غَلبتُ الزمان /
قبْلَتُها قد أثّرت في الزمنْ / وعلّمتني كيفَ أهوى الوطنْ
وكيفَ أهدي أُمتي في المحنْ / وكيف أبكي من بلاياها
والدمُ والحبرُ لها جاريان /
حبيبتي سمراءُ شاميَّه / وعينُها سوداءُ شرقيَّه
فما أرى مجداً وحريَّه / لبنانُ ربّاها وغذّاها
هناكَ حيثُ الكرمُ والسنديان /
مرَّت كوردٍ في الضُّحى مُزهرِ
مرَّت كوردٍ في الضُّحى مُزهرِ / على بساطِ الرّدهةِ الأخضَرِ
ومثلَ غصنٍ رنحته الصَّبا / جرَّرَتِ الذَّيلَ على المرمر
وحسنُها الرّيانُ في ثوبها / كالسَّمنِ يوم البردِ بالسكَّر
وجنتُها شفّافةٌ لونُها / إن تمزجِ الأبيَضَ بالأحمر
فالحسنُ والصحَّةُ فاضا معاً / كما يفيضُ الماءُ في الأنهر
وخدُّها مُستَعِرٌ خلقةً / لا مُستَعارٌ فهو جانٍ بري
وشَفَتاها وردةٌ نوَّرَت / وثغرُها سمطٌ من الجَوهَر
والرِّيقُ فيهِ خمرةٌ حرمت / من غيرِ كرمِ الدَّيرِ لم تُعصَر
وعينُها زهراءُ مُستأنِسٌ / بها ضليلُ البَلدِ المُقفر
وشعرُها الأشقَرُ مُسترسِلٌ / كالموجِ يومَ الهدءِ في الأبحُر
تسيرُ والأحداقُ من خَلفِها / فَتُشبهُ القائدَ في المدفر
كم مرّةٍ بتنا على لذَّةٍ / كأننا علوةُ والبُحتري
ها رِدفُها يأخذُ من صَدرِها
ها رِدفُها يأخذُ من صَدرِها / وساقُها يأخذُ من خَصرِها
وثَغرُها يأخذُ من خدِّها / وعينُها تأخذُ من شَعرها
كلُّ قرينٍ بالقرينِ اقتَدَى / والخَبرُ الشائعُ من خبرها
هذا جناسٌ من جمالِ التي / سحرُ بياني كانَ من سِحرها
وليسَ هذا الشعرُ من حُسنِها / إلا خُماراً جاءَ من خَمرها
وكلُّ هذا الزهرِ من رَوضِها / وكلُّ هذا النَّشر من زَهرها
وكلُّ هذا النورِ من وجهها / وكلُّ هذا الدرِّ من ثغرها
وكلُّ هذا الوجد من حبِّها / وكلُّ هذا الشوق من ذكرها
فكلُّ ما فيها ومِنها لها / وقِسمتي العسرُ على يسرها
قد أرخَتِ الشَّالَ على الخدِّ
قد أرخَتِ الشَّالَ على الخدِّ / فاخضرَّ منهُ فَننُ القدِّ
والخدُّ كالوردِ على غُصنه / والشَّالُ كالأوراقِ للوردِ
والوردُ بالطلِّ لهُ نضرةٌ / والخصرُ محتاج إلى العقد
عِقدةُ هذا ضمّةٌ من يدي / وماءُ ذاكَ الدمعُ في الوَجد
قد أخرجت آدمَ تفاحةٌ / من جنّةِ النعمةِ والخلد
ولم أزَل آكلُ من جَنّتي / تُفّاحَها ولم تزَل عندي
يا شارِبَ الرّاحِ على وَردِ
يا شارِبَ الرّاحِ على وَردِ / وقاطِفَ التفَّاحِ مِن خدِّ
أراكَ من دُنياكَ في جنَّة / تدخُلُ منها جنَّةَ الخُلدِ
فافرَح ومُت ريانَ منها وعِش / مُستَهزئاً واهزُل على جِدِّ
ما أشبهَ الباكي بمُستَضحكٍ / وأشبَهَ الإنسان بالقِردِ
لا ترحَمِ الناسَ فلم يرحَموا / كلٌّ يقولُ الأرضُ لي وَحدي
ليتَ الوَرَى من ضِعفِهم أقبلوا / نحوي فيَغدُو سيِّدي عَبدي
فشَرُّهم يُخشى وما خَيرُهم / يُرجَى فلا تغتَرَّ بالوَعد
وكُن قويّاً وجَسُوراً لِكي / ترُدَّ عَنكَ الموتَ بالجهد
واحتَل تَنَل شيئاً وإلا تمُت / في لوعَةِ الحُرمانِ والصَدِّ
ماذا ترَجِّي مِن دمٍ فاسدٍ / أو من فؤادٍ قُدَّ مِن صَلد
ففضنَ بينَ الزَّهرِ حمراءَ عَن / صَفراءَ كالميِّتِ في اللَّحد
مِن بَعثِها بَعثٌ لآمالِنا / والموتُ منها عيشَةُ الرَّغد
واشرَب على المِصباحِ حتّى ترَى / نارَ مجوسٍ في نهاوَند
وإنُ يَلُمكَ الفدمُ مُستَنكِراً / فَقُل لهُ الطوفانُ مِن بَعدي
حَسَّنتَ لي الصَّهباءَ يا غيثُ
حَسَّنتَ لي الصَّهباءَ يا غيثُ / وليسَ لي في شِربها رَيثُ
والله لا يشرَبُها ثعلبٌ / وإنّما يَشرَبُها اللَّيث
لا تصطبِح أو تغتَبق مع فتىً / في مَجلِسِ الأُنسِ له عَيثُ
إن يَلمُسِ الكاسَ بإبهامِهِ / فاردَعهُ وليَذهَب إلى حيث
مَجلِسُها صمتٌ وإيجازُ
مَجلِسُها صمتٌ وإيجازُ / ولحظُها للقلبِ مهمازُ
ما لي على عفَّتِها طاقةٌ / تلكَ على المجروحِ إجهاز
من لي بها والدينُ دونَ الهوى / وفي يدِ القسِّيسِ عكّاز
وصورةُ العذراء في خدرها / والسبحةُ البيضاءُ إيعاز
قسِّيسُها ينهى ولا يَنتهي / وهي عجينٌ وهو خبّاز
إن قلتُ مولاتي عِديني وفي / فالقلبُ من عَينيكِ قفّاز
ميّزني حبُّك بينَ الورى / إذ كلُّ شيء فيكِ ممتاز
قالت وقد عضَّت على كفِّها / لم أدرِ ما وعدٌ وإنجاز
أرشِدهُ يا يسوعُ واغفر له / من أجلِنا جرحُكَ نزَّاز
يا خاتماً يلمعُ في أصبعي
يا خاتماً يلمعُ في أصبعي / أشرَقتَ كالنجمِ على البلقَعِ
كنتَ لأمي ثم أصبَحتَ لي / فإن أمُت في البعدِ تُدفن معي
آنستَني بالذكرِ في وَحشتي / وأنتَ في الأصبعِ والأضلُع
خاتمَ أمي أنتَ تعويذةٌ / أقوى وأوقى لي من الأدرع
كم مرةً أكسَبتَني قوةً / لولاكَ لم أُقدم ولم أشجع
تذكارُها فيكَ هَداني إلى / ما فيهِ حفظُ الشَّرَفِ الأرفع
تاللهِ لن تُنزَعَ بعد الرَّدى / منِّي وحتى اليومَ لم تُنزع
وعِندَما تَكمَدُّ يا خاتمي / أجلوكَ بالتقبيلِ والأدمع
حلٌّ لِدَعدَ الروحُ والكيسُ
حلٌّ لِدَعدَ الروحُ والكيسُ / وحبُّها غشٌّ وتَدليسُ
إن تقترف ذنباً تقل أذنَبَت / قديّسةٌ قَبلي وقدّيس
أو تعترف يوماً لقسيسها / عَلَّمَها الحيلةَ قسيس
يقولُ إن أخطأ مستخزياً / جرَّبني الملعونُ إبليس
وإنما إبليسُ في جلدِهِ / أو ثوبه فهو له خيس
يا صاحبي الساهر دونَ الورى
يا صاحبي الساهر دونَ الورى / قُربي إلى عَيني عادَ الكَرى
نفَّرهُ حبُّ التي حسنُها / كان الثريِّا فغدا في الثَّرى
إذا أتاني طيفُها قَلْ لهُ / وقُل له أن يَرجعَ القَهقَرى

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025