المجموع : 5
يا عاذِليَّ اليَومَ لا تَعذُلا
يا عاذِليَّ اليَومَ لا تَعذُلا / رُوحا فَإني مِن غَدٍ مُغتَدِ
إِن شاءَ ذاكَ اللَهُ ثُمَّ إِذهَبا / لَن تَصحباني آخِرَ المُسنَد
لا يَبتَغي الواجِدُ مِثلي أَخاً / إِذا أَخُو الواجِدِ لَم يُسعِدِ
في الحُزنِ إِن نابَ الفَتى حُزنُهُ / وَصاحِبُ المَرءِ بِهِ مُقتَدِ
ذَكَّرَني قَرناً وَخَيماً بِهِ / مازَلَّ مِن عَيشي فَلَم أَرقُدِ
إِلّا قَليلاً لَيتَهُ لَم يَكُن / شَيئاً كَنَومِ الخائِفِ الأَرمَدِ
وَمَنزِلُ الحَيِّ بِهِ قَد عَفا / إِلّا مَخَطَّ النُؤى وَالمَوقِدِ
بِالشِعبِ ذي الماءِ الَّذي سَيلُهُ / يَسلُكُ خَلفِ الظَرِبِ الأَسوَد
يَمينَ مَن مَرَّ بِهِ مُتهِماً / وَعَن يَسارِ الجالِسِ المُنجِد
إِذ نَحنُ أخدانُ الصِبا وَالهَوى / مِنّي وَمِن أَسماءَ لَم يَنفَد
أَكابِدُ اللَيلَ كَأَنّي بِهِ / مُحتَبِلٌ يَرصُدُ في مَرصَدِ
وَمَجلِسُ النُسوَةِ بَعدَ الكَرى / في رَوضَةٍ ذاتِ أَقاحٍ نَد
خَرَجنَ يَمشينَ مَعاً موهِناً / مَشيَ مَها الرَملِ إِلى مَوعِدِ
مِنّي وَمِنهُنَّ وَقَد نَوَّمَت / عَنّا عُيُونُ الكُشَّحِ الحُسَّد
فِيهنَّ حَوراءُ لَها صُورَةٌ / كَالبَدرِ قَد قارَنَ بِالأَسعُدِ
مَمكُورَةُ الساقَين رُعبُوبَةٌ / كَالغُصنِ قَد مالَ وَلَم يُخضَدِ
عُوجِي عَلَينا رَبَّةَ الهَودَجِ
عُوجِي عَلَينا رَبَّةَ الهَودَجِ / إِنَّكِ إِن لا تَفعَلي تَحرُجي
أَيسَرُ ما نالَ مُحِبٌّ لَدى / بَينِ حَبيبٍ قَولُهُ عَرِّجِ
تُقضَ إِلَيهِ حاجَةٌ أَو يَقُل / هَلأ لِيَ مِمّا بِيَ مِن مَخرَجِ
مِن حَيِّكُم بِنتُم وَلَم يَنصَرِم / وَجدُ فُؤادِ الهائِمِ المُنضَجِ
فَعاجَتِ الدَهماءُ بي خيفَةً / أَن تَسمَعَ القَولَ وَلَم تُعنِج
فَما اِستَطاعَت غَيرَ أَن أَومَأَت / نَحوي بِعَيني شادِنٍ أَدعَجِ
يَاوي إِلى أَدماءَ مِن حُبِّهِ / تَحنُو عَلَيهِ رائِمٌ عَوهَجِ
تُريكَ وَحفاً فوقَ جِيدٍ لَها / مِثلَ رُكامِ العِنَبِ المُدمَجِ
كَأَنَّما الحَلىُ عَلى نَحرِها / نُجُومُ فَجرٍ ساطِعٍ أَبلَجِ
تَحُوذُ بِالبُردِ لَها عَبرَةً / جادَت بِها العَينُ وَلم تَفشجِ
مَخافَةَ الواشينَ أَن يَفطنُوا / لِشَأنِها وَالكاشِحِ المُزعِجِ
كَأَنَّها رِيمٌ بِذي مَثوَبٍ / أَحورُ يَقرُو مُصَّعَ العَوسَجِ
كِناسُهُ الأَرطى وُمُصطافُهُ / مَعَ الغَضا المُورِسِ وَالعَرفَجِ
وَاِنطَلَقَت تَهوى بِها بَغلَةٌ / في بَغلاتٍ وُقُحٍ وَسَّجِ
يَحمِلنَ بِيضاً جُرداً بُدَّناً / مِثلَ غَمامِ البَرَدِ المُثلِجِ
قُمتُ طَويلاً بَعدَما أَدبَرُوا / أَنظُرُ فِعلَ المُفحَمِ المُرتَجِ
أَقُولُ لَمّا فَاتَني مِنهُمُ / ما كُنتُ مِن وَصلِهِمِ أَرتَجي
إِنّي أُتِيحَت لي يَمانِيَّةٌ / إِحدى بَني الحَرثِ مِن مُذحِجِ
نَلبَثُ حَولاً كامِلاً كُلَّهُ / لا نَلتَقي إِلّا عَلى مَنهَجِ
في الحَجِّ إِن حَجَّت وَماذا مِنىً / وَأَهلُهُ إِن هِيَ لَم تَحجِجِ
يا وَيحَ هَذا الطَرفِ ما غَمَّضا
يا وَيحَ هَذا الطَرفِ ما غَمَّضا / بِضَوءِ بَرقٍ لائِحٍ أَومَضا
سامٍ سَناهُ لِلمَصانيعِ أَو / مُزاوِرٍ أَو مُحسَرٍ أَخفَضا
لِلجِزعِ ذي القَصرَينِ أَو فَوقَهُ / سَقياً لِذاكَ الجِزعِ مَستَعرِضا
لِعاشِقٍ يَبغى بِهِ بَعضَ مَن / أَقصَدَهُ وَالجِسمَ قَد أَحرَضا
وَهناً بِعَرجٍ وَالغَضا مَسكَني / قَد شَطَّ عَن ذَلِكَ مَن بِالغَضا
فَقُلتُ أَرجُو أَن تُثيبي بِهِ / وَالمَرءُ قَد يُجزى بِما أَقرَضا
يا لَيتَ شِعري هَل يَعُودَنَّ لي / ذا الوُدُّ مِن لَيلى كَما قَد مَضى
إِذ قَلبُها لي فارِغٌ كُلُّهُ / أَم كانَ شَيئاً كانَ ثُمَّ اِنقَضى
هاجَ مَحَلُّ الحَيِّ أَحزانا
هاجَ مَحَلُّ الحَيِّ أَحزانا / بِالرَونَةِ العَليا فَأَبكانا
أَيّانَ أُنضى وَرَفِيقَينِ لي / يُعاوِرانِ الوَجدَ أَحيانا
قَد حُمِّلا مِثلَ الَّذي حُمِّلَت / نَفسي مِنض الوَجدِ وَأَهوانا
شَتّى فَكُلٌّ يُشتَكي ما بِهِ / لا يُذهِبُ الرَحمَنُ شَكوانا
أَيّامَ عَيشي لَيِّنٌ مَسُّهُ / وَخَيرُ عَيشِ المَرءِ ما لانا
حَتّى عَدانا كاشِحٌ شامِتٌ / يَجعَلُ نارَ الحُبِّ نِيرانا
وَصَرفُ دَهرٍ لَم أَخَف صَرفَهُ / وَصَرفُ هذا الدَهرِ أَبلانا
لا تَحسَبي يا لَيلَ إِن بِنتُمُ / مِنّا بِأَنَّ البُعدَ أَنسانا
مِنكِ أَيادي كُنتِ أَسدَيتِها / إِلَيَّ فيما نابَ أَزمانا
يا لَيلَ إِنّي قائِلٌ فَاِسمعي / وَحالِفٌ بِاللَهِ أَيمانا
رَبِّ المُهلِّينَ إِلى بَيتِهِ / بِالحَجِّ مُشّاءً وَرُكبانا
ما زالَ قَلبي مُنذُ لَم أَلقَكُم / مُتَّخِذاً ذِكرَكُمُ شانا
عُوجا خَلِيلَيَّ عَلى المَحضَرِ
عُوجا خَلِيلَيَّ عَلى المَحضَرِ / أَلرَّبعِ مِن سَلّامَةَ المُقفِرِ
عُوجا بِهِ فَاِستَنطِقُوهُ فَقَد / ذَكَّرَني ما كُنتُ لَم أَذكُرِ
ذَكَّرَني سَلمى وَأَيّامَها / إِذ جاوَرَتنا بِلِوى عَسجَرِ
بِالرَبعِ مِن وَدّانَ مَبدىً لَنا / وَمَحوَراً ناهِيكَ مِن مَحوَرِ
في مَحضَرٍ كُنّا بِهِ نَلتَقي / يا حَبَّذا ذَلِكَ مِن مَحضَرِ
إِذ نَحنُ وَالحَيُّ بِهِ جِيرَةٌ / فِيما مَضى مِن سالِفِ الأَعصُرِ