المجموع : 31
يا رَب لا تَجعل جَزائي بِما
يا رَب لا تَجعل جَزائي بِما / جَنيتُه غَير الرَجا وَالأَملْ
فَلا تَخيّبه لِأَمر مَضى / إِن كانَ يا مَولاي خاب العَملْ
فَالذَنب مني شيمتي وَالرضا / وَالعَفو مِنكَ يا مُنى مَن سَألْ
لَولا علوّ النَفس وَالهمّةِ
لَولا علوّ النَفس وَالهمّةِ / وَعزة فيها عَن الذلَّةِ
أَو خشية من أَن يَراني الوَرى / أنِّي لخلق أَشتكي عسرَتي
ما ردّني عَن نيل ما أَبتغي / دَهر وَإِن عادى فَلَم يَثبت
وَربما قَد لامَني جاهلٌ / في تَركيَ المَسعى وَإِن أكدت
نعم اِنّهُ لامَ عَلى خبرة / كَما تركت السَعي عَن خبرة
رَأَيت أنَّ الجَدَّ ما لَم يُشَبْ / بِالذلِّ لا يُدنيك من عزة
فَقُلت خليها لأَربابها / فَغاية المحيا إِلى موتة
وَما يَضر المَرء فَقدُ الغِنى / ما دام في ستر عن الحاجة
وَلَيسَ من عَيب سِوى جَهلة / أَو خِسَّةِ الآباء وَالعترة
فَدَعهُ يَرقى في السَما مَنزِلاً / أَلَيسَت الأُخرى إِلى حفرة
وَقل لَهُ بِالأنس لا يَزدَهي / فَإِن عقباه إِلى وحشة
وَقُل لجمع الجَمع لا تركنوا / فَإِنهُ رَهن إِلى الوَحدة
إِني أَقول الحَق حَقاً كَما / أَزيِّنُ الأَشعار بالحكمة
ما قيمة الدُنيا فَتَسعى لَها / وَما هِيَ الدُنيا لذي الفطنة
ما تلكَ إِلا مَنزلٌ ضَيفه / يَحلّه في أهبة الرحلة
فَلا تَقي جسماً سَيلقى الرَدى / وَلا تَصُن نفساً إِلى ضيعة
وَكَيفَ تَهوى أن تَزِين البنا / وَأَنتَ لَم تحفظ قوى البنية
فَيا أَخي بِاللَه فكِّر وَقُل / ما أَحوَج الإِنسان للفكرة
هذا الَّذي نَدري وَنَقضي بِهِ / وَاللَه يَهدي سبلَنا للتي
وَإِن يَكُن ذو غاية لائِماً / فَإِننا لَسنا ذَوي غاية
المنشئات الغرّ تَهدي النُهى
المنشئات الغرّ تَهدي النُهى / وَالحكمةُ الوَضاء فخرُ الرِجالْ
وَالحَق وَالبُرهان فضلُ الفَتى / لا الفضل ما يُبديهِ جاهٌ وَمالْ
وَالصدق منجاة لأربابه / مَهما يَكن مُرّاً حَلا في المآلْ
وَإِعتدال المرء في قوله / وَالفعلُ معراج لجوّ الكَمالْ
كَما زَهى في عَصره حمزةٌ / ربُّ السَجايا وَالنُهى المقالْ
أَجادها صُحْفاً كراماً غَدَت / لمثلها لا شك قلّ المثالْ
قال النُهى في حدِّها أَرِّخوا / القولُ وَالحكمةُ في الاعتدالْ
عَسى الَّذي فرّقنا يَجمعُ
عَسى الَّذي فرّقنا يَجمعُ / أَو أنَّ دَهراً قَد مَضى يَرجعُ
يا أَيَّها البَدر المُنير اتّئد / وَاشرق فهذا المنزل المطلع
وَإِن تَغب يا شمس أَو تحتجب / إِن الليالي وَالمُنى يوشع
بِاللَه يا ظبيَ الحمى عُد لنا / ففي فؤادي ذلك المرتع
وَلا تُطل بُعداً فَإِني فَتىً / كَما تَراه لِلنَوى يَجزع
وَإِن تَكن تَخشى لَهيبَ الحَشا / فَإِنَّهُ تُخمده الأَدمُع
أَو لا فَمُر طيفَ الكَرى علَّه / يَعتادني لَو أَنني أَهجع
وَالحَق يا مَولاي مذ بنتمُ / ما طاب لي سُهدٌ وَلا مضجع
كَم ذا احتملنا الصَبرَ نُخفي الهَوى / وَقَد علمت الصَبر لا يَنفع
سَعوا بِنا حَتّى اِنقَضى بَيننا / يا لَيتهم لما سعوا ما سعوا
وَما جَرى إلا عَلى مهجتي / ما قَد جَرى وَالحَتم لا يُدفَع
قَد بتَّ مِن بَعدي بما تشتهي / وَبتُّ لا يأسٌ وَلا مطمع
فَليت أَياماً مضت وَانقضت / ما وَدّعت إِذ أَهلُها وَدّعوا
أَو ليتَها عادت وَلو لمحةً / فَأشتكي منها وَهَل تسمع
أَو أن أَرى بَعد النَوى عَودةً / فَإِنَّني مِنها بِهِ أَقنع
فَهوَ الحَكيم المجتبَى وَالعلي / م المرتضى وَالماجد الأَرفع
أَفضاله تفضح شمسَ الضُحى / أَخلاقه كَالروض بل أَينَع
أَقواله لم تخل من حكمة / كَأَنَّها بَين الوَرى تشرع
فَسل نَسيم الزَهر ما لطفُه / وَسل ركام الغَيث ما يهمع
وَكيفَ مثلي أَن يَفي بِالثَنا / وَأَنتَ أَوفَى ذي الوَفا ما رَعوا
وَإِنَّما شَوقي إِلَيك اشتكى / إِذ صار همّ الفكر لا يَمنع
فَلا أَطال اللَه هَذا النَوى / وَلا شَفى الحسادَ ما أَجمعوا
وَدم كَما تَبغي وَيا صاحبي / عَسى الَّذي فرّقنا يَجمع
مُر ما تشا يا مالكي وَاحتكمْ
مُر ما تشا يا مالكي وَاحتكمْ / فَاللَيلُ من جندي وَدَهري حرسْ
وَيا أَمير التيه أَني مشى / وَيا مَليك الحُسن أَنَّى جلسْ
هذا زَمان الوَصل بَعد الجَفا / الشَمسُ فيهِ تُجتَلَى في الغلس
فلا تؤاخذ هائِماً في الهَوى / إمّا ينل فَضلاً وإلا اختلس
يا أَيُّها الناس اتّقوا رَبّكم
يا أَيُّها الناس اتّقوا رَبّكم / لأيّ شيء تهجروا صبَّكم
أَذنبتمُ في هجره واصلوا / أَو واعدوه أَو خذوا حبَّكم
عَسى تُريحوا قَلبَه مِن جَوىً / أَو لا تُريحوا بِالجَفا قَلبَكم
وَإِن يَكُن ذَنباً جَنى فاغفروا / ليغفر اللَه بِهِ ذَنبَكم
من لحظك الفتانِ هل لي أَمانْ
من لحظك الفتانِ هل لي أَمانْ / يا من سبى منا ثباتَ الجَنانْ
رياضُ خدّيك زهت وَازدهت / حَتّى شممنا نفحَ طيبِ الجِنانْ
أَشكو الجفا فارحم وَأرجو الوَفا / فَصافنا قَد جادَ صَفو الزَمانْ
وافى وَقَد حَقّ النَوى طَيفُهُ
وافى وَقَد حَقّ النَوى طَيفُهُ / فقلتُ سبحانَ الَّذي أَسرى
أَهلاً بِمَن قَد عادَني طارِقاً / يجدّدُ الذكرَ لذي الذِكرى
وَاللَيلُ قَد مدّ حجابَ العَنا / وَأَرسلَ الجونَ لَنا بحرا
وَالصَبرُ عَني قَد نَأى والهَوى / يَقول لي لم تستطع صَبرا
كَأَنني لما أَتى مضجعي / أَميل من فَرْح اللِّقا سُكرا
وَتارةً أَنَّى افتكرتُ الحمى / أَذوبُ ممّا نالَني فكرا
وَاذكر العصابة الأَولي / ن آل ودّي وَالهَوى دَهرا
كُنا وَكانوا مثل ما نَشتهي / إِذ نَحنُ نظماً وَالعِدا نَثرا
لَولا عُهود ساءَني حفظُها / ظَننتُ طَيفاً في الكَرى مرّا
لِلّه ما أَهنا الهَوى وَالصبا
لِلّه ما أَهنا الهَوى وَالصبا / وَذلك المغنَى وَتِلكَ اللَيالي
دَهرٌ بِهِ قَد نلتُ ما أَبتغي / لَكنه شَيءٌ حلا فاستحال
بِاللَه لا تذكر غُرورَ المُنى / وَلا تروّعني بذاكَ الخَيال
فَما أَسرَّ الأنسَ في وَقته / وَما أُحَيلا ساعةَ الاتصال
وَما أَمرَّ البَينَ لا ذقتَه / لا سيّما إِن مرَّ حبٌّ ببال
اليَوم من أَمرى تعجّبتُ إِذ
اليَوم من أَمرى تعجّبتُ إِذ / قَد هشّت النفسُ لشربِ المدام
فقلت أَحسنتِ فَما تبتغي / لكن بشرط الشرب بَين الكرام
قالت عَزيزٌ قلتُ مع فتيةٍ / يَدرون إِن قلنا معاني الكَلام
قالت عزيزٌ قلتُ في معشرٍ / لهم سكوتٌ عندَ جهل المرام
قالت عزيزٌ قلتُ في حفرةٍ / وَاستجلي من نرضى من أَهل الرجام
أَقول وَالبينُ بَدا بَينَنا
أَقول وَالبينُ بَدا بَينَنا / وَلَستُ من عودي عَلى مَوعدِ
وَالصَبرُ لا تسأل وَما صبرُ من / يودّع الدُنيا بملك اليد
بِاللَه لا تَنسى زَماناً مَضى / وَكُن عَلى عَهدي وَفي معهدي
وَدُم عَلى حفظ الوَفا ربّما / يَطول هذا البُعدُ يا سَيّدي
يا لَوعةً طالَت وَلا اصطبارْ
يا لَوعةً طالَت وَلا اصطبارْ / في مُهجة ذابَت لفقد الدِيارْ
وَأَدمعاً تَبكي عُيون السَما / من مُقلةٍ ملَّت من الانتظارْ
بِاللَه يا مَن كُنتُ جاراً لَهُم / هَل تحفظون الحَق حَق الجِوارْ
أَو قائل مِنكُم متى أَوبةٌ / لانتظام الشَمل بَعد انتثارْ
فَيَستريح القَلب بَعد الجَوى / وَتَجتلي العَين وُجوه المَسارْ
لا كانَ يَومٌ فيهِ حَق النَوى / وَدّعت من أَهوى وَفي القَلب نارْ
لَم أَنس أَياماً مضت بِالحمى / حبٌّ يدانينا وَكَأس تدارْ
إِذ للشباب الغرّ تاج عَلى / مَفارقي يَحلو بِهِ الافتخارْ
أَضمّ غُصن البان من قدّه / وَأَلثمُ الوَجنات كَالجلّنارْ
وَقَول مَن أَهوى مَتى نَلتَقي / وَلَيسَ لي في الأَمر بَعض الخيارْ
فَقلت خلّ اللَه في حُكمه / يَقضي فَإِن الغَيب دُون استتارْ
مما رَأَتهُ العَين في غُربَتي
مما رَأَتهُ العَين في غُربَتي / مِن كُل وَجهٍ كالحٍ باردِ
زادَت هُمومي وَانمحت همتي / وَالحَزم أَمسى كَالكَرى الشاردِ
فَكُلُّ من أَلفيتُه منهمُ / إمّا عدوٌّ أَو يُرَى حاسدي
وَكلهم أَلفاه ذا خدعة / أَو لُطف ذي زُور بلا عائد
فَإن يَقل أَهلاً لَهُ مَنطقي / فَالقَلبُ مني صايحٌ يا رَدي
قَد كُنت مَهما رَوّعتني النَوى
قَد كُنت مَهما رَوّعتني النَوى / أَو لجّ بي شَوقٌ لذاكَ المَقامْ
أُعللُ النَفس بكذب المُنى / وَأَخدع القَلبَ بسحر النِظام
وَإِن سَطا هَمّي عَلى فَيلقٍ / هَزمته ما بَين راح وَجام
أَو حيل فيما بَيننا يَقظةٌ / متّعت عَينيّ وَلو في المَنام
وَاللَيل لا نَوم وَلا خَمرة / وَالفكر قَد طاشَ وَغاب الكَلام
فَلَيسَ إِلا مُهجةٌ تَكتوي / أَو أَعينٌ تَجري وَجسم يضام
أَو راحة تَهوى عَلى راحة / نَدامة وَالأنس لا يستدام
وَلَيسَ إِلا اللَه أَرجو وَلا / يذل من يَرجو معز الأَنام
وَإِنّ أَهدى الناس في سَيره / من أَنزل العيس بِباب الكِرام
مَزجتُ حلوَ الدَهر مع مرّهِ
مَزجتُ حلوَ الدَهر مع مرّهِ / سَبرتُ حاليه لكرٍّ وَفَرّْ
فَما جنت في صَفوه راحةٌ / إِلا وَجاذبت الليالي الأخرْ
بمثل ما دان الفتى قَد يُدا / نُ هَكذا نَص الحَديث ازدجرْ
لا بُدّ أَن تَجزى بفعل مَضى / دَليلُنا فيهِ اختبار العبرْ
فَإِن تَرُم غَير الَّذي قَلتُه / جرّب فَما مثل العَيان الخبرْ
وَاللَه لَولا أَنني آملٌ
وَاللَه لَولا أَنني آملٌ / أَن يعقب الإعسار إيسارُ
ما قام لي صبرٌ عَلى محنة / لَكن يقال الدَهر دوّار
فَلا تضق ذرعاً وَكُن واثقاً / ما دامَ إقبالٌ وإدبار
فغاية التدبير ما قدّرت / وَالمرء مجبور وَيَختار
يا لَيت شعري كَيفَ حالي غَداً
يا لَيت شعري كَيفَ حالي غَداً / يَوم تَسير الأَرض وَالجبالُ
يَوم يقوم الناس في حيرة / وَيحكم القهار لا محالُ
يَوم نُوفَّى ما عملنا بِهِ / وَشاب طفل وَاندهى رجالُ
إن ختمَ اللَه بغفرانِه
إن ختمَ اللَه بغفرانِه / فكلُّ ما لاقيتُه سهلُ
وَإِن يعاتبني عَلى ما مَضى / فَالوَيل لي يا صاح وَالوَيلُ
أَصبحتُ يا مَولاي في حيرةٍ / وَأنت ربٌّ شأنُه الفضلُ
فَإِن تعافيني ففضلٌ وَإِن / تقض بتعذيب هوَ العدلُ
أُهديك نصحاً حيثما تغترب
أُهديك نصحاً حيثما تغترب / إن كنت ترجو أَوبةً للوطنْ
فاحمل من الدُنيا العنا ضاحكاً / وَلا تَكُن تَشكو أُمورَ الزَمَن
وَجانس الجنَّ بحسن الرضا / وَخالقِ الناسَ بخلق حسن
وَاخفض جناحَ الذل تنجو بِهِ / وَاخضع لمن لم تدره ابن من
وَلا تعالي بالمعالي فَتىً / لَم تدرِ غَير المال فيهِ ثَمَن
وَلا تَقُل هذا علا بعدما / فَكَم لمولانا خَفايا منن
اجزعوا ما شئتمُ واصبروا
اجزعوا ما شئتمُ واصبروا / فالليالي شأنها تغدرُ
وَاغنموا منها ومن صفوها / ما استطعتم واقللوا واكثروا
واوثقوا نحو السماء سلّماً / وَامرحوا في الأَرض واستكبروا
واصطفوا ما راق من أُنسها / وافرحوا بالنيل واستبشروا
وابتغوا من عزها منزلاً / دون علياه السهى تقصر
وَاجمعوا ما شاق عينَ الهَوى / إنها بعد العَمى تبصر
فالفنا يَأتي عَلى كُل ذا / ثم يبدو العالم الأَكبر
كم أَنيس بات في نعمة / خانه من فجره الأَشقر
كم فتى قد حلّها يبتغي / منزلاً لم يُبقه المعبر
ما تَرى يا صاحبي شاكراً / خَطبُه قد جاءَنا ينذر
بات في أنس بما يشتهي / وَالقَضا في خفية ينظر
بات وَالنادي به آهلٌ / وَالأَماني وَجهُها مسفر
بات وَالإخوان في محفلٍ / جوُّه من نورهم يزهر
وَاغتدى يسعى إِلى مَنزل / حلَّه من قبله معشر
وانقضت تلك الليالي سدىً / غَير حال بعدها يذكر
يا صحابي هكذا كلُّنا / سَوف يدهى بالذي يحذر
فاسألوا الرحمن حسنَ الرضا / عن أَخيكم فالدعا يؤثر
واذكروه قبل نسيانكم / فلقد ينسى الَّذي يقبر
واصلوه قبل هجرانِه / بالمراثي وانظموا وانثروا
وابشروا فاللَه أَولى به / وَهوَ رب راحم يغفر
جاءَنا الرضوان أن أَرخوا / شاكر في جنتي يحبر