المجموع : 12
لا وَالهَوى العُذريِّ وَالوَجدِ
لا وَالهَوى العُذريِّ وَالوَجدِ / عَذلُ عَذولي فيك لا يجدي
إِنّي مع الصَدِّ وَطولِ الجَفا / باقٍ على الميثاقِ وَالعهد
يا عاذلي أَقصِر وَكن عاذري / ولا تُطِل لومى على سُهدى
فَشَعرُه مهما تَخيّلتُه / أَظلُّ أَبكى في الدُجى وَحدي
أَفديهِ من حُلوٍ مليحِ البَها / ناهَ على الأَغصانِ بِالقَدِّ
نَضوانَ من خمر الكَرى لحظُه / في قِتلتي فاقَ على الحدِّ
ماسَ دلالاً وَرَنا قائِلاً / بيضُ الظُبا وَالسُمرُ من جُندي
وَقدِّ قلبي وَاِنثَنى مُعجبا / وَقال لي كيف تَرى قَدّى
وَقال لِلوَردِ أَما تَستَحي / مِنّي إِذا فَتَّحتَ في خدّي
تَغَزُّلي فيه وَمدحي لمن / رَقى إلى العَلياء في المَهد
مَن مِثلُ اسماعيلَ آراؤُه / ثاقِبَةٌ تَهدى إِلى الرُشد
مَلكٌ معاليه غَدت جمَّةً / تَعُمُّ كلَّ الناسِ بِالرِفد
مَصدَرُ عَدلٍ أَمرُه نافِذٌ / بحرٌ غَدا مُستَعذَبَ الوِرد
قَد أَجمَعَ الكُلُّ على أَنَّه / مُفرَدُ هذا العَصر في المَجدِ
السعدُ من خُدّامِه قد غَدا / لذا تَهيم الناسُ بِالسَعد
يا دَوحَ عِزٍّ قد غَدت مصرُنا / به تُحاكى جَنَّةَ الخُلد
لِيَهنَ عيدٌ بك أَضحت له / فَضائِلٌ جلَّت عن العَدّ
تَبَسَّمت عن جوهَر العِقدِ
تَبَسَّمت عن جوهَر العِقدِ / فَأَكثَرت عيني من النَقدِ
رَشيقَةُ الأَعطافِ مهما اِنثَنَت / جارَت على الأَغصانِ بِالقَدِّ
تَخُدُّ بِالخَدِّ حشاصَبها / فكلُّ ما يشكو من الخَدِّ
وَلم أَقُل بِالجَفنِ تخديده / لِأَنَّهُ زاد على الحَدِّ
تَفَرَّدَت في حُسنِها مِثلَما / تَفَرَّدَ اسماعيلُ في المَجد
من كَفُّه بحرُ عَطا زاخِرٌ / منه جَميعُ السُحبِ تَستَجدي
من ذا الذي في الناس مِن بعدِه / يَليق بِالمَدح أَو الحَمدِ
وافى لمصرٍ بَعد إِبعادِها / عنهُ فَلاقَت غايَةَ القَصدِ
وَقابَلته بِقَريضٍ لها / من زَهرِها المَنظومِ وَالوَردِ
قائِلَةً في شَطرِ تاريخهِ / بُشرى أَتى اِسماعيلُ يا سَعدى
يا خيرَ مَولىً بِنَدى كفِّهِ
يا خيرَ مَولىً بِنَدى كفِّهِ / قَد أَصبَحت مصرُ كَرَوضٍ مَطير
فُقتَ الوَرى في الفَضل أَو سُدتَه / فَحَبَّذا الفَضلُ وَنِعمَ الأَمير
وَخَصَّك اللَهُ بما تَرتَضى / مِن سُؤدُدٍ مَحضٍ وَمُلكٍ كَبير
وَزانَ أَيّامكَ حتى غدت / خالاً على خدِّ الزَمانِ النَضير
وَصاغَ أَخلاقَكَ تُزرى بِأز / هارِ الرُبا طيباً وَنَشرِ العَبير
بُشرى فَأَعتابُك قد أَمَّها / عيدٌ بِأَنواعِ الأَماني بَشير
طالِعُه يُمنٌ وَتاريخُه / توفيقُ عيدُ الفِطر باهٍ مُنير
يا مُطرِيَ المَولى الرَفيعِ الذُرا
يا مُطرِيَ المَولى الرَفيعِ الذُرا / نِلتَ المُنى فَاِنزِل بِوادٍ خَصيب
يا واقِفاً بَين مغاني اللِوى / فَتَحتَ بِالأَغزالِ بابَ الحَبيب
يا ساقيَ النَدمانِ حَسبى الذي / يُرَدِّدُ الشاعرُ ساقي الأَريب
يا شعراءَ العَصر جوزيتُمُ / خيراً عن الإِحسانِ قُل يا خَطيب
شَمسُ المَعالي كَعُقودِ الجُمان
شَمسُ المَعالي كَعُقودِ الجُمان / قَد نَظِّمَت في صَدرِ هذا المَكان
وَلِلمَسَرّاتِ بِأَنحائِهِ / حُسنُ قِرانٍ يا لَهُ من قِران
يَستَقبِلُ العَينَ بما تَشتَهي / مِن طُرَفِ النَقشِ اللِطافِ الحِسان
تَدنو قُطوفُ الأُنسِ فيه إِلى / أَضيافِ عَبّاسٍ عَزيزِ الزَمان
لا زالَ ناديهِ مقَرَّ القِرى / وَمجدهُ الباذِخُ حِلفَ الضَمان
تَرتَعُ مِصرُ العُمرَ من ظِلِّهِ / في نَضرَةِ الرَوضِ وَطيبِ الجِنان
وَتَكتَسي الأَيّامُ من نورهِ / طلاقَةً يَغبِطُها النَيِّران
ما أَوضَحَ الحقَّ إِذا ما اِنجَلى / في حُلَّةِ الحُسنِ وَحليِ البَيان
يَحُجُّ ذو الرَاي بهِ خَصمَهُ / مِن قَبلِ أَن تَعمَلَ فيه السِنان
فهو بلا شَكٍّ ولا ريبَةٍ / إِلهُ ربِّ السَيفِ وَالطَيلَسان
وَالعَدلُ يُعلى المُلكَ فَوقَ السُها / وَيُلبِسُ الدُنيا ثِيابَ الأَمان
إِقامَةُ القِسطاسِ من شَرطِه / وَرُكنُهُ رَدعٌ بلا عُنفُوان
فَاِستَعمِل الرَحمَةَ في أَهلِها / لا تَضَع العُنفَ مكانَ الحَنان
لا تَسأَل المالِكَ عن مُلكِه / فَعَدلُه عن مُلكهِ تَرجُمان
حُبُّ الرَعايا خيرُ ما يُقتَنى / وَخيرُ ما يَصبو إِلَيهِ الجَنان
كم ظَلَّ منهُ المَرءُ في جَحفَلٍ / وَباتَ في حِصنٍ رَفيعِ العِنان
فَاِحرِص عليه الدَهرَ من عُدَّةٍ / يَعنو لَها الكَونُ وَيُصغى الزَمان
قلتُ لنَجلِ الصافِعينَ احتَرِز
قلتُ لنَجلِ الصافِعينَ احتَرِز / من صُدغِ إبراهيمَ يومَ الكِفاح
وَلا تمازِح إن رَايتَ ابنَهُ / شاكي صُدغٍ لا يُجيبُ المِزاح
فَقال لي إن كانَ كفّي معي / ما دُمتُ حَيّاً لا أهابُ السِلاح
بِاللَهِ يَمِّم يا نَسيمَ الصَبا
بِاللَهِ يَمِّم يا نَسيمَ الصَبا / بمصرَ عنّي دارَ اكسندَرَه
وَحَيِّها بينَ المَها إن بدَت / في سِربِها مُقبِلَةً مُدبِرَه
واذكُر لها ما بَينَنا علَّها / يا عاطِرَ الأَنفاسِ أَن تَذكُرَه
إن الذي أبقَيتَ في مُهجَتي
إن الذي أبقَيتَ في مُهجَتي / يا مُتلِفَ الصبِّ ولم يَشعُر
حُشاشَةٌ لو أَنّها قَطرَةٌ / تجولُ في عَينَيكَ لم تُنظَرِ
يا بِنتَ روما لا تَكوني كَما
يا بِنتَ روما لا تَكوني كَما / كانَت أَثينا بين قيلٍ وَقالِ
دَفَنتِ عدلَ اللَهِ في أَرضِه / فَاِستَوثِقي من شَرِّ ذاكَ المَآلِ
أَهلُكِ قومٌ يَبحثون الدُمى / وَيَزجرونَ الطيرَ طيرَ الخيالِ
لا بِدعَ إن طاروا بِألبابهِم / وَأَصبَحوا من غَيِّهِم في خبالِ
هذي طرابُلسٌ وَأَبناؤُها الشُج / عانُ يُزجونَ صُفوفَ القِتالِ
دَوارِعُ الطُليان لم تَستَطِع / صَبراً على النَسفِ وَرَشقِ النِبالِ
حتّى هَوَت لِلقاعِ معمورةً / فَدَنِّسَت مَثنى نَفيسِ اللآلي
حَلُمتَ يا لَيتُ وَلَمّا تَثِب / فَاِزأَر فقد حان وُضوحُ الهِلالِ
في يَدِكَ المِنجَلُ فاحصُد به / أَعمارَ أَقوامٍ طَغوا في الضَلالِ
كَم ساعةٍ آلَمني مَسُّها
كَم ساعةٍ آلَمني مَسُّها / وَأَزعَجَتني يَدُها القاسِيَه
فَتَشتُ فيها جاهِداً لم أَجِد / هُنَيهَةً واحدةً صافِيَه
وَكم سَقَتني المرَّ أختٌ لها / فَرُحتُ أَشكوها إلى التالِيَه
فَأَسلَمَتني هذه عَنوَةً / لِساعةٍ أُخرى وَبى ما بيَه
وَيحَكَ يا مِسكينُ هل تَشتَكي / جارَحَةَ الظُفرِ إلى ضارِيَه
حاذِر منَ الساعات ويلٌ لمَن / يَأمنُ تلكَ الفِئَةَ الطاغِيه
وَإن تجِد من بَينِها ساعةً / جَعبَتُها من غَصَصٍ خالِيَه
فالهُ بها لَهوَ الحكيم الذي / لم يُنسِه حاضِرُه ماضِيَه
وَامرَح كما يَمرَحُ ذو نَشوةٍ / في قُلَّةٍ من تحتِها الهاوِيَه
فهيَ وَإن بَشَّت وَإن داعَبَت / مُحتالةٌ ختّالةٌ عادِيَه
عِناقُها خَنقٌ وَتَقبيلُها / كما تعضُّ الحيَّةُ الباغِيَه
هذا هو العيشُ فَقُل لِلذي / تَجرَحُهُ الساعةُ والثانِيَه
يا شاكيَ الساعاتِ أَسمِع عَسى / تُنجيكَ منها الساعةُ القاضِيَه
لَهفَ الرِياساتِ على راحلٍ
لَهفَ الرِياساتِ على راحلٍ / قَد كانَ مِلءَ العَينِ وَالمَسمَعِ
لَهفَ العُلا قَد عُطِّلَت من سَنا / بَدرٍ هوى من أَوجِها الأَرفَع
تَبكي المُروءاتُ على بُطرُسٍ / ذاكَ الهمامِ الماجدِ الأَروَعِ
فَتَّشتُ لمّا لم أَجِد مُقلَتي / كُفؤاً عنِ الفَضل ليبكي معى
فَقيل لي قَد سارَ في إِثرهِ / يومَ دفَنّاهُ ولم يَرجِعِ
يا مُجرِياً دمعَ المَلا أَبحُراً / أَدرِكهُمُ يا مُرقىءَ الأَدمُعِ
يا نازِلاً بينَ وُفودِ البِلى / آنَستَهُم يا موحِشَ الأَربُعِ
عينيَ فيك اليومَ قَبطِيَّةٌ / تَروى الأَسى عن مُسلمٍ موجَعِ
يَهيمُ من وجدٍ وَمن لَوعَةٍ / في الجانِبِ الأَيسَرِ من أَضلُعي
وَيَأخذُ البِرَّ وَآيَ الوَفا / عن الكتاب الطيِّبِ المَشرَعِ
يا من سَقاني الجَمَّ من وُدِّه / هذا ودادي كلّه فاكرَع
يا حاملَ القَلبِ الكَبيرِ الذي / لم يَنقُضِ الميثاقَ قُم واسمَعِ
سابا اِتَّقِ اللَهَ وخَلِّ الأَسى
سابا اِتَّقِ اللَهَ وخَلِّ الأَسى / لجاهِلٍ يُعذَرُ في جَهلِهِ
لا تَكتَرِث بِالرُزءِ وَاِنهَض به / فَالرَأيُ كلُّ الرَأيِ في حَملهِ
مثلُكَ من يَلجَأُ إن راعَهُ / يومٌ بِمَكروهٍ إِلى عَقلِهِ
قَضى فَريدٌ وَهو غَضُّ الصِبا / وَخَلَّفَ الحَسرَةَ في أَهلهِ
وَقابَلَته في الجِنان العُلا / مَلائِكٌ لِلَّهِ في شَكلهِ
واهاً له مِن غُصُنٍ ما نَمى / حتّى ذَوي وَاجتُثَّ من أَصلِه
سابا باكِ لكن كَالحَكيم الذي / يخافُ أَن يُطعَنَ في نُبلهِ
وَاصبِر فكَم من جَزَعٍ آكلٍ / من صحَّة المرءِ ومِن فَضلهِ
فَاللَيثُ لا تُنسيه أحزانه / مَقامَه إِن ضيمَ في شِبلِهِ