المجموع : 21
الصُبحُ وَاللَيلُ وَشَمسُ الضُحى
الصُبحُ وَاللَيلُ وَشَمسُ الضُحى / وَالزَهرُ والدُرُّ وَلينُ القضيب
في الفَرقِ والطُرَّة والوَجهِ وال / خدَّين والثغرِ وقدِّ الحَبيب
قُم هاتِها حَمراءَ قَبلَ المَزاج
قُم هاتِها حَمراءَ قَبلَ المَزاج / تَسطَعُ نوراً في كؤوس الزُجاج
كأَنَّها في كأَسِها لمحةٌ / من بارقٍ أَو لَمعَةٌ من سِراج
عَذراءُ قد أَلبَسها إذ بدت / حَبابُها الدُرّيُّ عِقداً وَتاج
يُديرها أَغيدُ ساجي الرَنا / أَحوى رَشيقُ القَدِّ حلوُ المِزاج
يَهتَزُّ كالغُصن إذا ما مَشى / ورِدفُه من مَشيه في اِرتجاج
إِذا رآه عاذلي مُسفِراً / لجلجَ في القَول وكفَّ اللجاج
بادر إِلى اللَّذّات في وَقتِها / واِفتح لِداعي الأُنسِ عنها رِتاج
واِصطَبح الراحَ فقد أَشرَقَت / وَالصبحُ إِشراقه في اِنبِلاج
أَما ترى يا صاحِ زَهرَ الرُبى / ماجت به الريحُ سُحيراً فَماج
وَالجوُّ قد أَرَّجَ أَرجاءَه / وَالروضُ من قَطر النَدى في اِبتهاج
وَالريحُ هَبَّت موهِناً نشرُها / يَملأ بالطيب الرُبى والفِجاج
إنّي اِمرؤٌ لَيسَ لدائي سِوى / هذي الَّتي أَنعَتُها من عِلاج
فاِشرَح بها لا روَّعتك النَوى / صَدراً لهمِّ البَينِ فيها اِعتِلاج
لِلَّه طَيفٌ من حَبيبٍ نأى / سَرى يَخوضُ اللَيلَ وَاللَيلُ داج
مرَّ بنا لكنَّه لم يَعُج / ما ضَرَّه إذ مَرَّ لو كانَ عاج
آهٍ لعصرٍ نلتُ فيه المُنى / بحاجَةٍ قضَّيتها بعد حاج
يا لَيتَهُ لو عادَ يَوماً فَقَد / عادَ فُراتُ الماءِ عِندي أجاج
وَاللَه ما هَيَّج ذكرُ الحِمى / وَجدي بِذاكَ الحيِّ إلّا وَهاج
لِلَّه ما أَحلى وصالَ الملاح
لِلَّه ما أَحلى وصالَ الملاح / وَما الردى إِلّا صُدودُ الرَداح
لا أَصلح اللَهُ عدوّاً لحا / عَلى الهَوى لَمّا رأى الوصلَ لاح
لَو علمَ اللائمُ ما رامَه / مَلومُه ما رامَ إِلّا الصَلاح
ما السَعدُ إِلّا وَصلُ سُعدى وَلا / رَوح الهَوى إِلّا كؤوسٌ وَراح
وَاللَه لا أَسلو هواها وَلَو / لامَ مصِرّاً ولحا كُلُّ لاح
يا عَينُ هَذا المُصطَفى أَحمَدُ
يا عَينُ هَذا المُصطَفى أَحمَدُ / خَيرُ الوَرى والسيِّدُ الأَمجَدُ
وَهذه القبَّةُ قد أَشرقَت / دونَ عُلاها الشَمسُ والفرقدُ
وَهذه الرَوضَةُ قد أَزهرت / فيها المُنى والسؤل وَالمقصدُ
وَهذه طيبةُ فاحَت لنا / أَرجاؤُها وَالسَفحُ والغَرقَدُ
وَعينُها الزَرقاءُ راقَت وَلَم / يَحلَّها الإثمِدُ والمِروَدُ
فَما لأَحزانيَ لا تَنجَلي / وَما لنيرانيَ لا تخمدُ
هَذا المصلّى وَالبَقيعُ الَّذي / طابَ به المنهلُ والمورِدُ
أَرضٌ زَكَت فَخراً وَنافَت عُلاً / فالأَنجمُ الزُهرُ لها حُسَّدُ
حصباؤُها الدُرُّ وأَحجارُها / وَتُربُها الجَوهَرُ والعَسجدُ
تَمَنَّت الأَقمارُ والشهبُ لَو / كانَت نَواصيها بها عُقَّدُ
فَما عَلى من كُحلَت عينُه / بتُربها لَو عافها الإِثمِدُ
بها مَزايا الفَضلِ قد جُمِّعَت / وَفضلُها في وصفِه مُفرَدُ
يغبطُها البيتُ وأَركانُه / وَزَمزَمٌ والحِجرُ والمَسجدُ
مشهدُ سَعدٍ فضلُه باهِرٌ / ملائكُ اللَه به سُجَّدُ
وَكَيفَ لا وهو مَقامٌ لِمن / له على هام العُلى مَقعَدُ
وَموطنُ الصَفوة من هاشمٍ / يا حَبَّذا الموطِنُ والمشهَدُ
خَيرُ قُرَيشٍ نَسَباً في الوَرى / زكا به العُنصرُ والمَحتِدُ
وَخيرَةُ اللَه الَّذي قد عَلا / به العُلى والمَجدُ والسؤددُ
غُرَّتُه تَجلو ظَلامَ الدُجى / وهو الأَعزُّ الأَشرفُ الأَسعدُ
الفاتحُ الخاتِمُ بحرُ النَدى / وَبَرُّهُ وَالمنهجُ الأَقصَدُ
فضَّلهُ اللَه على رُسلهِ / وَسائرُ الرسل به تَشهدُ
آياتُه كالشَمس في نورها / أَبصَرَها الأَكمَهُ والأَرمَدُ
حنَّ إِليه الجذعُ من فُرقَةٍ / وَفي يديه سبَّح الجَلمدُ
وَالماءُ من بين أَصابيعهِ / فاضَ إلى أَن رَويَ الوُرَّدُ
وَالقَمَرُ اِنشقَّ له طائعاً / وَراحَ بالطاعة يُستَسعَدُ
وَالشَمسُ عادَت بعد لَيلٍ له / وَعَودُها طَوعاً له أَحمَدُ
وَكَم له من آيةٍ في الوَرى / دانَ لَها الأَبيَضُ والأَسودُ
حديثُها ما كانَ بالمُفتَرى / وَالصبحُ لا يَخفى ولا يُجحَدُ
فيا رَسول اللَه يا خَيرَ من / يقصدُهُ المُتهمُ والمُنجدُ
سمعاً فدتكَ النَفسُ من سامع / دَعوةَ داعٍ قَلبُه مُكمَدُ
دَعاكَ والوَجدُ به مُحدِقٌ / لعلَّ رُحماكَ له تُنجِدُ
طالَ بيَ الأسرُ وطالَ الأَسى / وَما عَلى ذلك لي مُسعِدُ
قَد نفدَ الصَبرُ لما نالَني / وَكَيفَ لا يَفنى ولا يَنفَدُ
فالغارَةَ الغارةَ يا سيّدي / فإنَّكَ المَلجأ وَالمَقصِدُ
حبُّك ذُخري يومَ لا والدٌ / يُغني ولا والدةٌ تُسعِدُ
وَأَنتَ في الدارين لي موئلٌ / إذا جفا الأَقربُ والأَبعدُ
فاِكشف بَلائي سيِّدي عاجِلاً / علَّ حَراراتِ الأَسى تَبرُدُ
وأدنني منك جِواراً فقد / ضاقَ بيَ المضجَع والمرقَدُ
وَبَوِّئَنّي طَيبَةً مَوطِناً / فإنَّها لي سابقاً مَولِدُ
وَهي لَعمري مَقصِدي والمُنى / لا الأَبلقُ الفَردُ ولا ثَهمَدُ
ثُمَّ سلامُ اللَه سبحانَهُ / عليك صَبٌّ دائمٌ سَرمدُ
وَآلِك الغرِّ الكرام الألى / لهم أَحاديثُ العلى تُسنَدُ
ما غَرَّدت في الروض أَيكيَّةٌ / وَما زهت أَغصانُها الميَّدُ
وَما غدا ينشدُنا مُنشدٌ / يا عَينُ هَذا المُصطَفى أَحمَدُ
رأَيتُ قَوماً من بني هاشمٍ
رأَيتُ قَوماً من بني هاشمٍ / دنَوا من العَليا وما أبعدوا
قد وَصَفوا بالحمد آباءَهم / وأَظهروا في المَجدِ ما شيَّدوا
حتّى إِذا ما سأَلوا عن أَبي / قُلتُ لهم أَنَّ أَبي أَحمَدُ
قُم هاتِها كالنارِ ذات الوَقود
قُم هاتِها كالنارِ ذات الوَقود / تَسطعُ نوراً في لَيالي السُعود
واِستَجلها عَذراءَ قد رَقَّصت / نَدمانها إِذ هُم عليها قُعود
واِستَلبت بالسُكر أَلبابَهم / وهم على ما فعلَتهُ شُهود
جنودُها الأَفراحُ عند اللِقا / فهل أَتى القومَ حَديثُ الجنود
قد جَعَلوا قِبلَتَهم دَنَّها / فهم حوالَيها قيامٌ سُجود
كأَنَّها في الكأس ياقوتَةٌ / ذابَت لِفَرطِ الوَقد بعد الجمود
ما اِفترَّ منها الثغرُ إلّا غَدت / تُجلى على خُطّابها في عُقود
يُديرُها أَغيد عَذبُ اللَمى / تَشابَهت منها ومنه الخُدود
لا يمزجُ الراحَ إذا صبَّها / في الكأس إلّا مِن لَماه البَرود
لَو لَم تَطِب بالمَزجِ من ثغرِهِ / ما طابَ للعشّاقِ منها الورود
ما فيه من عَيبٍ سوى أَنَّه / لا يَحفظُ العهدَ وَيَنسى الوعود
أَو غادَةٌ هَيفاءُ مَجدُولَةٌ / قد أَثمرَت قامَتُها بالنُهود
إذا جَلت راحتُها راحَها / تَمنَحُكَ الوَصلَ وَتَمحو الصُدود
في رَوضَةٍ غَنّاءَ مَطلولَةٍ / تَبسطُ للصَحب خدودَ الورود
تَبَسَّم البَرقُ بأَرجائِها / وَقَهقَهَت في حافَتيها الرُعود
فَغَنَّت الورقُ على أَيكها / وَهَزَّت الأَغصانُ هيفَ القُدود
كأَنَّما وَرقاؤُها قَينةٌ / قد جَسَّتِ الأَوتارَ والغُصن عود
فَبادِرِ اللَذّاتِ في وَقتِها / فَما مَضى يا صاحبي لا يَعود
أَما تَرى نَيروزَها قد أَتى / يَميسُ في وَشي الرُبى في بُرود
وَأَضحَكَ الأَزهارَ في رَوضِها / ونبّه الأَطيارَ بعد الهجود
وَدَبَّجَ الرَوضَ بأَلوانِه / حُسناً وأَحيا الأَرضَ بعد الهُمود
وَأَلبسَ الآفاقَ من وَشيهِ / مَطارفاً خُضراً وَبيضاً وسود
وَالصبحُ قد أَسفرَ عَن غُرَّةٍ / منيرةٍ أَشرق منها الوجود
كأَنَّه حين بَدا مُسفِراً / وَجهُ حُسينٍ حين يَلقى الوفود
السَيّدُ الماجِدُ مَن أَذعَنَت / له الوَرى من سَيِّد أَو مَسود
وَالطاهِرُ الأَصلِ الكَريم الَّذي / قد طُهُرَت بالنَصِّ منه الجُدود
وَالحافظُ العهد إذا ما نُسي / عندَ كرام القَوم حِفظُ العُهود
كَم كَرَمٍ نَتلوهُ من فَضلِهِ / كرامةً لا يَعتَريها جُحود
وَقِصَّة النائب في كيده / عَلى عُلاه من أَدَلِّ الشُهود
لا زِلتَ منصوراً أَبا ناصِرٍ / عَلى عَدوٍّ وَحَسودٍ عَنود
ولا بَرحتَ الدَهرَ في نِعمَةٍ / مَحسودَةٍ تَصدَعُ قَلبَ الحَسود
واِستَملها غَرّاءَ منظومَةً / كالعِقد في لَبَّة جيداءَ رود
وافت تهنّيكَ بنصرٍ على / شانٍ لَدودٍ من محبٍّ وَدود
فَدُم مَدى الأَيّام مُستَبشِراً / بعزّةٍ إِقبالُها في صُعود
ما غرَّدَت في الرَوضِ أَيكيَّةٌ / وَزَمزَمَ الحادي بِوادي زَرود
لاموا عَلى كُثر البُكا ناظري
لاموا عَلى كُثر البُكا ناظري / وَلَم يَروا منظرَه الناضِرا
وَلَو رآه عاذلي لا رأى / أَصبحَ لا أَصبحَ لي عاذِرا
يا صاحِ هَذا المَشهدُ الأَقدسُ
يا صاحِ هَذا المَشهدُ الأَقدسُ / قَرَّت به الأَعينُ والأنفُسُ
وَالنّجفُ الأَشرفُ بانَت لَنا / أَعلامُهُ وَالمَعهَدُ الأَنفَسُ
والقبَّةُ البَيضاءُ قد أَشرقَت / يَنجابُ عن لألائِها الحِندِسُ
حضرةُ قُدسٍ لم يَنَل فضلَها / لا المَسجد الأَقصى ولا المقدِسُ
جلَّت بِمَن حلَّ بها رتبةً / يقصرُ عنها الفَلَكُ الأَطلسُ
تودُّ لو كانَت حَصى أَرضِها / شهبُ الدُجى والكُنَّسُ الخُنَّسُ
وَتحسدُ الأقدامَ منّا عَلَى الس / سَعي إلى أَعتابِها الأرؤسُ
فقف بها واِلثم ثرى تُربها / فَهي المقامُ الأَطهَرُ الأَقدَسُ
وَقل صَلاةٌ وَسَلامٌ عَلى / من طابَ منه الأَصلُ والمَغرِسُ
خَليفةُ اللَهِ العَظيم الَّذي / من ضوئِه نورُ الهدى يُقبَسُ
نَفسُ النَبيِّ المُصطَفى أَحمَدٍ / وَصنوه وَالسيِّدُ الأرأَسُ
العلمُ العَيلمُ بحرُ النَدى / وَبرُّهُ وَالعالِمُ النِقرِسُ
فَليلُنا من نورِه مُقمِرٌ / وَيَومُنا من ضَوئه مُشمِسُ
أَقسِمُ باللَه وآياتِهِ / أَليَّةً تنجي ولا تُغمِسُ
أَنَّ عليَّ بن أَبي طالبٍ / منارُ دينِ الحقِّ لا يُطمَسُ
ومن حباهُ اللَه أَنباءَ ما / في كُتبه فهو لها فِهرِسُ
أَحاطَ بالعِلم الَّذي لم يُحِط / بمثله بليا ولا هرمسُ
هَذا أَميرُ المؤمنين الَّذي / شَرائعُ اللَه به تُحرَسُ
وحجَّةُ اللَه الَّتي نورُها / كالصُبح لا يَخفى ولا يبلسُ
تاللَه لا يَجحَدها جاحِدٌ / إلّا اِمرؤٌ في غيِّه مُركَسُ
المعلِنُ الحقَّ بلا خَشيَةٍ / حَيثُ خَطيبُ القوم لا يَنبِسُ
وَالمقحمُ الخَيلَ وَطيسَ الوغى / إِذا اِتَّقاها البطلُ الأحوسُ
جلبابُه يومَ الفَخارَ التُقى / لا الطيلسانُ الخزُّ والبُرنُسُ
يرفلُ من تَقواه في حُلَّةٍ / يحسدُها الدِيباجُ والسُندسُ
يا خيرة اللَه الَّذي خَيرُه / يشكرُه الناطِق والأخرسُ
عبدُك قد أَمَّك مُستَوحِشاً / مِن ذَنبِه للعفو يَستأنِسُ
يَطوي إليكَ البحرَ والبرَّ لا / يُوحشُه شيءٌ ولا يؤنِسُ
طوراً على فُلكٍ به سابحٍ / وَتارة تَسري به عِرمسُ
في كُلِّ هَيماءَ يَرى شَوكُها / كأَنَّه الريحانُ والنرجسُ
حتّى أَتى بابَك مُستَبشِراً / ومن أَتى بابَك لا يَيأسُ
أَدعوكَ يا مَولى الورى موقناً / أَنَّ دعائي عنك لا يُحبَسُ
فنجِّني من خطب دَهرٍ غدا / لِلجسم منّي أَبَداً يَنهَسُ
هَذا وَلَولا أَمَلي فيكَ لَم / يقرَّ بي مثوىً ولا مجلِسُ
صَلّى عليك اللَه من سَيِّدٍ / مَولاهُ في الدارين لا يُوكَسُ
ما غرَّدت وَرقاءُ في رَوضَةٍ / وَما زهت أَغصانُها الميَّسُ
يا ملكاً عمَّ نَداه الوَرى
يا ملكاً عمَّ نَداه الوَرى / وأَلحق الباديَ بالعاكفِ
لمّا حللتَ الطائفَ المُشتَهى / وَصرتَ فيه مأمنَ الخائفِ
طافَ بكَ الخَلقُ جَميعاً فَها / بيتُك أَضحى كعبةَ الطائفِ
وربَّ ساقٍ قلبُه قَلبه
وربَّ ساقٍ قلبُه قَلبه / أَفديه من قاسٍ ومن ساقِ
تحاربَ العشّاق في حُسنه / وَقامَت الحَربُ على ساقِ
قُلتُ له وَالدَمعُ في وَجنتي
قُلتُ له وَالدَمعُ في وَجنتي / مِن لَوعةِ الأَشجانِ مَدفوقُ
لَيسَ كمثلي في الوَرى عاشقٌ / قالَ ولا مثليَ مَعشوقُ
هاتا أَعيدا لي حديثي القَديم
هاتا أَعيدا لي حديثي القَديم / أَيّامَ وَسمي بالتَّصابي وسيم
وعلِّلاني بنسيم الصبا / إِن كانَ يستشفي عليلاً سَقيم
لِلَّه أَيّامي بسفح اللِوى / إِذ كنتُ الهوى في ظِلال النَعيم
بانَت فَبانَ الصَبرُ من بعدها / فمدمعي غادٍ وحزني مُقيم
وَشادن غِرٍّ بأَمر الهوى / قَريب عَهدٍ جيدُه بالتَميم
يَرتع لهواً في نَعيم الصِبا / وَعاشقوه في العذاب الأَليم
العَينُ تَرعى منه في جنَّةٍ / وَالقَلبُ من إِعراضه في جَحيم
إذا بَدا في شعره خلتَه / شَمسَ الضُحى في جُنح ليل بَهيم
أَرعى له العهدَ وكم لَيلةٍ / حلَّيتُ من ذكراه كأسَ النَديم
فَلَيتَني إذ لَم يزُرني سوى / خَياله من بعضِ أَهل الرَقيم
وَلائمٍ لامَ على حبِّه / جهلاً بأَهل الحُبِّ وهو المُليم
يَرومُ منّي الغدرَ فيه وَما / ذمامُ عَهدي في الهوى بالذَميم
صُمَّ صَدى العاذِلِ في حُبِّ من / أَسكنتهُ من مُهجَتي في الصَميم
فَلَيتَ شعري هَل دَرى من به / قَد هامَ واِستَسلَم قَلبي السَليم
أَنّيَ أَصبَحتُ به شاعِراً / أَنظم فيه كلَّ عِقدٍ نَظيم
لكنِّني لَستُ وإن ظُنَّ بي / بِشاعِرٍ في كُلِّ وادٍ أَهيم
وَنَفحَةٍ هَبَّت لنا موهِناً / يا حبَّذا نفحة ذاك النَسيم
مرَّت بأَكنافِ رُبى حاجِرٍ / فأَرَّجت أرجاءَها بالشَميم
تَروي حديثَ الحُبِّ لي مُسنداً / عَن رامَةٍ عَن ريم ذاك الصَريم
باللّه خبّر يا نَسيمَ الصَبا / كَيفَ اللِوى بعدي وكيف الغَميم
هَل خفرَ العَهدَ أُهيلُ الحِمى / بعديَ أَم يَرعون عَهدي القَديم
وَلَيلَةٍ عانقتُ في جُنحها
وَلَيلَةٍ عانقتُ في جُنحها / ثالثةَ الشَمس وَبدرَ التَمام
فَلَم يَطِب لي ضمُّها ساعَةً / حتّى ضممتُ السَيفَ عند المنام
فاِستنكرت ضمّي له بيننا / وَقَد صَفا الوَصلُ وطاب اللِزام
قالَت فَدتكَ النَفسُ من حازِمٍ / ما تصنعُ الآن بِهَذا الحُسام
يُغنيكَ عنه لا خشيتَ العدى / مهنَّدُ اللَحظ ورمحُ القوام
معصيَتي أَعظَمُ من طاعَتي
معصيَتي أَعظَمُ من طاعَتي / لكن رَجائي منهما أَعظَمُ
وأَنتَ ذو الرحمَة يا سيِّدي / إِن لَم تكن ترحمُ من يَرحَمُ
وَرَوضَةٍ قابَلنا بِشرُها
وَرَوضَةٍ قابَلنا بِشرُها / بضاحكِ النوّارِ بسّامِهِ
تسحبُ فيها الريحُ أَذيالَها / وَينفحُ الوَردُ بأَكمامِهِ
برئتُ من حَولي ومن قوَّتي
برئتُ من حَولي ومن قوَّتي / الحولُ والقوَّةُ لِلَّهِ
يا نَفسُ جدّي في سَبيل الهُدى / جدّي وخلّي اللَهوَ للاهي
ما عادَ عاشوراءُ إِلّا همَت
ما عادَ عاشوراءُ إِلّا همَت / عَيني بِدَمعٍ هاطلٍ ساكبِ
وجداً على سِبط الرَسول الحسي / ن بن عليِّ بنِ أَبي طالبِ
لما رأَت عينيَ عينَ الَّذي
لما رأَت عينيَ عينَ الَّذي / عادَ لِقُربي بعد إِبعادي
قالَت لِقَلبي لا تَشَكَّ الصَدى / ما أَقربَ العين من الصادي
يا حُسنَها جاريةً أَقبلت
يا حُسنَها جاريةً أَقبلت / في اللَيل واللَيلُ بها كالنَهار
لمّا رأَتني خفضَت طَرفَها / فَقُلتُ ما أَحسنَ خَفضَ الجوار
من لحزينٍ كلِفٍ موجَعِ
من لحزينٍ كلِفٍ موجَعِ / قد شفَّه الشَوقُ إلى الأَربُعِ
ما لي وللأَربعُ ما لم تَكُن / ربوعَ سَلمى ربَّةِ البُرقُعِ
لَم أَنسَ عصراً قد تقضّى بها / وجمعنا إِذ هو لَم يُصدَعِ
بَكيتُ يومَ البَين وَجداً فَلَم / أبقِ لِذكرى الوَصلِ من أَدمُعي
فَهَل لِذاكَ الشَملِ من ناظمٍ / أَم هَل لِذاكَ العَصر من مرجعِ