المجموع : 10
طرز خديك العذران
طرز خديك العذران / تطريزة الورد بريحان
خداك من ورد ومن نرجس / عيناك والقامة من بان
مرائر العشاق شققتها / فاخضر منك الأحمر القاني
لو كنت في دار كمصر وفي / حي مدانٍ حي كنعان
ما كنت إلا يوسفا يا رشا / أو فقته يا يوسف الثاني
أغيذ كالدمية أقراطه / قد علقت تعليق أوثان
يا من رأى في الأرض بدر السما / أشرق في صورة إنسان
جال فؤادي إن مشى مثلما / في خصره جال الوشاحان
ووافى وقد شع صباح الدجى / فقلت قد شع صباحان
طاف ومن فيه ومن كفه / كاسان للنادي وخمران
وزهوة اللهو استطارت به / نغمة أوتار والحان
يروح مرتاحاً وأيدي الصبا / تهزه هزة جذلان
والراح في راحته شعلة / تؤجج الليل بنران
خفف طبعي شربها مثلما / دبيبها ثقل أجفاني
يا لائمي اليوم في حبه / مهلاً فما شأنكما شاني
هاموا هيامي فيك لو أنهم / قد عرفوا معناك عرفاني
لكن تجليت فأعشيتهم / بفرط أنوار ونيران
لولاك لم أهجر لذيذ الكرى / ولم أهون هجر أوطاني
واللَه لا أسلوك يوماً ولا / أملك لو حاولت سلواني
روحي في روحك ممزوجة / وبما تمرج روحان
حتى كأني منك في وحدة / لو صح أن يتحد اثنان
أصبحت من حبك في جنة / تبهج في حور وولدان
ومن حصى حصبائها راقني / ما راق من در ومرجان
هل شاقك الحي الذي شاقني / حلوا بأعلى رمل نعمان
يشتبه البان بقاماتهم / مثل اشتباه البان بالبان
أهواهم لم أهو إلا هم / هوى تلاشى فيه جثماني
أفرح أن يدن أهيل الحمى / وأن نأوا كابدت أحزاني
لا الدار داري بعقيق الحمى / كلا ولا الجيران جيراني
أغضبني فيهم زماني وفي / عبد الحسين المجد أرضاني
أبيض في هاشم كالغرة ال / بيضاء في جبهة عدنان
لشيبة الحمد وعمرو العلي / والغر من شيب وشبان
فرع نما من أصل جرثومة / تنبت في هامة كيوان
مخايل المجد به بشرت / عاقدة أصدق أيمان
أن سوف يرقى درجات العلى / لا مبطئاً ريثا ولا واني
من يره يعرف ذرى مجده / والكتب تستقصي بعنوان
والفجر قبل الشمس مستقدم / والنور قبل الثمر الداني
زفت إليه خير مزفوفة / للطهر ينميها الكريمان
أهي زليخا يوسف لا ولا / ويحك بلقيس سليمان
لا بل سليل الوحي زفت إلى / أربعة سورة قرآن
يا راكب الوجناء زيافة / تلف غيطاناً بغيطان
عنس كتيس القاع جفالة / في دوها إجفال ظلمان
تطوي الدياميم بأخفافها / طيا كمنشورة قمصان
عرج على يثرب واحبس بها / والتثم والترب بأجفان
مسلماً أعظم تسليمة / على عظيم القدر والشان
أحمد من صلى مليك السما / عليه واختص برضوان
وهن في فرحة أبنائه / مقامه واسجع بألحان
فيا علي القدر يا حائزاً / رهن العلى في كل ميدان
السابق الول أنت الفتى / وجعف لاحقك الثاني
تفاوت السن تفاوتما / وأنتما في المجد سيان
يا جعفر الفضل وبحر الندى / كفاك للوافد بحران
أتحفت في سيبك كل الورى / جنسين من إنس ومن جان
بلى وبالهادي اهتدت للعلى / وللندى مقلة حيران
يهوي قرى الضيف ولو لم يجد / ضيفاً لقاسى وجد ولهان
فتى كغصن البان حتى إذا / صال فمن آساد خفان
أخف من طبع الصبا طبعه / وحلمه أخشب ثهلان
لا تك محتجاً على فضله / ما احتاجت الشمس لبرهان
أولئك القوم بحور الندى / يجلون للقاصي وللداني
رف الرجا حول عطاياهم / رفيف عشب حول غدران
بنوا وأعلوا بيت أكرومة / والكل من معلٍ ومن باني
عذراً لكم إن مزاياكم / لم يحصها محص بتبيان
والشهب من حاول تعدادها / حاولها من غير أمكان
كم من جديد العيش في عزة / تدوم ما كر الجديدان
زار وطرف الشهب سهران
زار وطرف الشهب سهران / أحوى غضيض الطرف وسنان
خاض الدجى والليل مسودة / أرجاؤه والنجم حيران
قد راقب الغفلة حتى أتى / مذ كان للغفلة إمكان
ونحن بالجرعاء من عالج / تضمناً بيدٌ وغيطان
للراح في راحتنا أكؤسٌ / كأنها يا سعد تيجان
يطوف فيها رشأ أغيد / أحوى رشيق القد وسنان
مفلج المبسم معسوله / فهو بما في فيه نشوان
والفرع يحمي الذرع عن ثغره / عقارب منه وثعبان
حتى تولت خطوات الدجى / وبان للورقاء ألحان
قام لتوديعي وفي خده / للدمع من عينيه نهران
فالدمع من عيني ومن عينه / كأنه در ومرجان
في أول الليل بظلمائه / وصل وبالآخر هجران
فهل عسى ينكر ما قد مضى / وهل يرى لي عنه سلوان
ماحيلتي والكرخ دار له / ودارنا يا صاح كوفان
رشأ كأن الخال في خده
رشأ كأن الخال في خده / نقطة حبر فوق قرطاس
وعقرب الصدغ على خده / يحمي من الجنة والناس
صبح محياك بليل العذار
صبح محياك بليل العذار / أسفر أم ليل بدا في نهار
وصدغك الملوي أم عقرب / يلسع أحشائي فيعي القرار
فالصدغ من آس ومن نرجس / عيناك والخدان من جلنار
أيا أخا الغصن إذا ما أنثني / ويا أخا البدر إذا ما أنار
أني أهواك على ما أرى / من قلة الود وبعد المزار
كم جرت بالحكم على عاشق / أكل من قد ولي الحكم جار
أنت الذي أجج في أضلعي / ناراً تذكيها الدموع الغزار
إن يك في الأضلاع حر الجوى / فما دموع العين إلا حرار
يقدع زند الشوق في مهجتي / نارً ومن العين يطير الشرار
كم ليلة بالأنس قضيتها / يشدو المغني والحميا تدار
يطوف في كاساتها أغيد / دبت بخديه نمال العذار
لم يرق العين سوى حسنه / ما لم يكن من حسنه مستعار
يرتج من أردافه في نقا / يكاد ينشق عليه الأزار
فاعتقل الصعدة من قده / واستل من جفنيه بيض الشفار
ما زال يرمي الليل من كاسه / بشعلة حمراء حتى أنار
لو لم تكن ذهبية ما التوى / من رشحها في معصميه السوار
أقبل فيها باسماً ثغره / وهي كثغر فض عنه الخمار
والجو قد طبق في عارض / يهزم بالقطر محول الديار
كأنما الرعد فنيق به / يحدو غواديه حداء العشار
في روضة غناء مصقولة / لا غب سقياها ملث القطار
حاك الربيع الغض أبرادها / بنفسجاً طرزه بالعرار
سدى له السوسن حتى إذا / أطاله ألحمه بالبهار
فيالها مطارفاً وشعت / توشيع ربات الأزار الأزار
دبجها النرجس فاعجب لها / مدبجها قد دبجت بالنضار
والأيك في أعطافه راقص / إذ غنت الورق وصاح الهزار
وغارب للهو لم يعده / كوري ولم أشدده إلا وسار
طويت للعمر به مهمهاً / طي المذاكي حلبات المغار
فليتني ما جزت هذا المدى / كلا ولا قشعت هذا الغبار
وليت ذاك الليل لم ينطو / ولم يكن يطلع هذا النهار
إذ أغتدي والغيد يرمقنني / كأن من أهدابهن العذار
فعاد مبيضاً كنور الكبا / أرخص بهذا النور عند النوار
قطع حبل الود ما بيننا / بياضه تقطيع بيض الشغار
يا راكب الوجناء يطوي بها / مهامه البيد قفاراً قفار
عرج على الكرخ وسمل علي / من في محياه الندي استنار
الحسن الزاكي حليف الندى / إن فارق الزوار محل الديار
يا مؤل الوفد ومأوى الورى / ونجعة العافي وحامي الذمار
أقسم بالخوص تجوب الفلا / أنجد فيها سائق أو أغار
تحمل شعثاً فوق أكوارها / قد ألبسوا الليل رداء النهار
حتى أناخوها بحيث انجلت / مشاعر النسك ومرمى الجمار
لأنت رب المجد رب العلى / رب الأيادي البيض رب الفخار
أعيت أياديك الورى عدة / كالشهب إلا أن منها البحار
كأن من نيلك صوب الحيا / لو أنه من فضة أو نضار
وانت قطب والمعالي رحى / فلم يكن إلا عليك المدار
ولم يرق للمجد من معصم / لم يلو من علياك فيه سوار
وليس للعلياء من مفخر / ما لم يكن نعلك تاج الفخار
هل أمت العيس بركبانها / مأوى سوى مأواك أو مستجار
كأنما الأكوار آلت على / أظهرها إلا إليك الظهار
فاسلم رغيد العيش ما غردت / بلابل السعد وغنى الهزار
بات معناك بأعلاقه
بات معناك بأعلاقه / مستنجداً أدمع آماقه
إياك يا قلب وهذا الرشا / أو فأدرع عن سهم أحداقه
مورد الوجنة قد عنعنت / حمرتها عن دم عشاقه
تلسعني عقرب أصداغه / فيسمح الثغر بدرياقه
أطفا في ريقه لاعجي / إن برحت بي نار أعلاقه
كان حليفي في زمان الصبا / حتى تذاوى غض أوراقه
واليوم أضحى لاوياً جيده / يصرف عني لحظ أحداقه
قل للصبا إن صح عتب الصبا / أسلمت ذا القلب لإحراقه
فاذهب فدتك النفس من ذاهب / لم يمض أعلاقي بأعلاقه
قد فاتني مذ فت ربح الهوى / إذ كنت لي موسم أسواقه
دع ذا وقل يا راكباً أعيسا / يطوي الدياميم بأعناقه
عرج على الكرخ إذا جئته / وحي عني بدر آفاقه
محمداً الحسن المجتبي / من لا يضاهي حسن أخلاقه
ما طاب روح الجود حتى روى / نافحه عن طيب أعراقه
فليحل جيد الدهر في فضله / فإنه أحسن أطواقه
وليعكف الخلق على كفه / فإنها مفتاح أرزاقه
إليك مني يا حليف الندى / مدح امرء راق بأوراقه
قد كاد أن يغرق لكنهما / مدحك لا يحصي بأغراقه
ليس سوى حبك في قلبه / مغلغلاً ما بين أطباقه
ما خف ركبي عنك إلا لوى / إلى مغنيك بأعناقه
يا حامل الوردة ما ألطفك
يا حامل الوردة ما ألطفك / فهل ترى لي اليوم إن أرشفك
يا وردة الناظر باللَه قل / بهذه الوردة من أتحفك
لا أقطف الورد ولكنني / قد كدت من روضك أن أقطفك
أنكرني أهلي ولكنهم / ما أنكروني قبل أن أعرفك
عنفني فيك فلم يلوني / فلم لوى جيدك إذ عنفك
شبهك الشمس ولكنه / قد أنصف الشمس وما أنصفك
ثقلك التمويج يا ردفه / فأنت يا ذا الخصر من خففك
وأنت يا مبسمه لؤلؤ / قد رقت ترصيفاً فمن رصفك
قتلت أسد الغيل يا طرفه / ما كان أوقواك وما أضعفك
صرعت في حدك مني الحشا / باللَه يا ذا الطرف من أرهفك
ويا بنان الكف لا تقضني / دمي فقد زانك أم طرفك
فآه يا قلبي لو أنني / ضمنت فيك اليوم من أتلفك
أخلفك الموعد ظبي الحمى / فهل له ينجز ما أخلفك
إن لم يكن يسعف في مينة / فحسبك الأقبال إذ أسعفك
في مدح من في مدحه زينة / لقائل قد قال أو قد أفك
لذاك خلي الحسن المجتبي / أحسن من أطلق عان وفك
وذاك ذاك الصارم المنتضي / على دام العدم وفيه انسفك
فامرح على العيوق في عزة / واسحب على هامته مطرفك
يعد في تعريفه مخطئاً / يا علم الأعلام من عرفك
يا منزل الحي بدار السلام
يا منزل الحي بدار السلام / جاد مغانيك ملث الغمام
من أهيف الخصر هضيم الحشا / تقعده الأرداف عند القيام
يميس كالصعدة مهزوزة / يحملها الأرعن يوم الزحام
اسم الذي أهواه تصحيفه
اسم الذي أهواه تصحيفه / إشارة ليس له تصلح
خمس وعشر طرفاه وما / بينهما خمس لمن يفصح
اسم الذي أهواه تصحيفه
اسم الذي أهواه تصحيفه / إشارة ليس له تجدي
هامي دموعي شطره شطره / وشطره الآخر من عندي
السيف والخنجر أزهارنا
السيف والخنجر أزهارنا / أف على الريحان وآلاس
شرابنا من دم أعدائنا / وكأسنا جمجمة الراس