المجموع : 15
نَبَّهَتِ الورقاءُ ذاتُ الجناح
نَبَّهَتِ الورقاءُ ذاتُ الجناح / من غفلة الصحو إلى شرب راحْ
واللَّيل قد أجفل من صبحه / فأكثر الدِّيك عليه الصياح
مهفهف الأَعطاف من قدّه / وطرفه الفتَّان شاكي السلاح
فقامَ يسقيها ويهدي إلى / روح الندامى بالمدام ارتياح
وما ألذَّ الرَّاحَ من شادنٍ / مهفهف القدِّ وخود رداح
تستنطق العود لدى مجلس / ألسنة الأَوراق فيهِ فِصاح
والوُرق في الأَوراق ألحانها / مطربة بين الغِنا والنواح
وربَّ يوم كانَ عيد المنى / نحرت فيه الذق نحر الأَضاح
ورحتُ في الحبّ على سكرتي / بالغيِّ لا أُصغي إلى قول لاح
ومن يلمني بالهوى قوله / يمرُّ بي مثل هبوب الرِّياح
فاصطلح القوم على أنَّه / ما بين عذَّالي وبيني اصطلاح
يا صاحِ ما أنت وطيب الكرى / فبادر اللَّذَّات بالاصطباح
واشرب ولا تصغِ إلى قائلٍ / هذا حرام ولهذا مباح
ما وجد الرَّاحة إلاَّ امرؤٌ / أعرض عن عاذله واستراح
تنفَّسَ الصبحُ فقم قائماً / نحو صراحية ماء صراح
وابتسم الورد ودمع الحيا / في وجنة الورد وثغر الأقاح
فاقطع علاقات الأسى بالطلى / وَصِلْ بكاسات الغدوّ الرواح
وانفِق نفيس العمر في قهوة / تقضي على الهمّ قضاءً متاح
مستنشقاً منها عبير الشذا / تفوح كالمسك إذا المسك فاح
مع كلّ نَدمانٍ كبدر الدجى / ما افتض بكر الدن إلاَّ سفاح
حَيَّ على الراح وقم هاتها / وقل لمن لاح الفلاح الفلاح
وَلْتكُ من ريقك ممزوجة / لا أشرب الراح بماء قراح
يا أيها الساقي الَّذي أثْخَنَتْ / أحداقه في القلب مني الجراح
يشكو إليك القلب من ضعفه / فتور عينيك المراض الصحاح
ما خطر السلوان في خاطري / بلائمٍ فيه فسادي صلاح
يجدّ بالنصح فألهو به / وأدفع الجدّ ببعض المزاح
من سرّه شيء فما سرّني / في الدهر شيء كوجوه الملاح
أو فضح الصبُّ فكم مغرم / أسلَمَه الحب إلى الافتضاح
وما يرى كتمان سر الهوى / من كتم الحب زماناً وباح
إذا وضعت الشعر في أهله / فلي بزند الافتخار اقتراح
إنّي أرى المنصف في أهله / يمدح عبد الله أيّ امتداح
قد أثبت الوُدُّ بقلبي له / محبة لم يمحها قط ماح
فيا رعاه الله من ماجد / طاب به المغدى وطاب المراح
قيّدني في البرّ من فضله / فليس لي عن بابه من براح
أطرب إن شاهدته مطرباً / وما على المطرب فيه جناح
ولم أزَلْ في القرب من وُدِّه / أقرع بالأفراح باب النجاح
تالله ما شِمْتُ له بارقاً / إلاَّ ولاح الجود من حيث لاح
يلوح لي في الحال من وجهه / بشر ميامين الندى والسماح
يفعل بالأموال يوم النَّدى / ما تفعل الأبطال يوم الكفاح
أغرّ صافي القلب مستبشر / بالأنس مرهوب الظبا والصفاح
قد خصّه الله وقد زانه / برفعةِ القدر وخفض الجناح
لا يعرف الهمَّ سميراً له / ولا يلاقيه بغير انشراح
لم يُبقِ لي في أرَبٍ بغيةً / ولا على نيل الأماني اقتراح
من الذين افتخرت فيهم / بيض ظبا الهند وسمر الرماح
يُصانُ من لاذ بعلياهمُ / وما لهم من جودهم مستباح
لهم من العلياء إنْ سوهموا / سهم المعلّى من سهام القراح
محاسن المعروف يبدونها / وأوجه الأيام سود قباح
كما استهلّت ديمة أمطرت / على الرّوابي قطرها والبطاح
تشقّ يوم الروع أيمانُهم / قلب الأعادي بصدور السلاح
ترعرعوا في حجر أمِّ العلى / وأرضِعوا منها غريب اللقاح
وزاحموا الأنجم في منكب / يزيح في الأخطار ما لا يزاح
كم قدموا للحرب في موطن / فقربوا بين خطاها الفساح
وأرعفوها من دماءٍ دناً / تمرد بالطعن عيون الجراح
أسد الوغى لا زال أسيافهم / تنحًرُ بالهيجاء كبش النطاح
من كلّ من تبعثه همة / تطمح للغايات كل الطماح
لم تنبُ في مضربها عزمة / منهم ولم تصلد لدى الاقتداح
آل زهير الأنجم الزهر في / سماءِ أفلاك العلى والسماح
إن أمسكوني فبإحسانهم / أو سرَّحوني فجميل السراح
لا برحت تكسى بأمداحهم / ذات الغواني حسن ذات الوشاح
في رحمة الله مضى وانقضى
في رحمة الله مضى وانقضى / قَرْمٌ له بين الورى شانُ
قد كانَ طود المجد حتَّى هوتْ / له برغم المجد أركان
مات شهيداً فإلى روحه / من ربّه عفوٌ وغفران
وكم مضت قومٌ لهم صَولةٌ / حتَّى كأَنَّ القومَ ما كانوا
ماتَ ابنُ غنَّام فأرّخته / في الخلد قد راحَ سليمان
لا عيبَ بالبَصرة مُستهجنٌ
لا عيبَ بالبَصرة مُستهجنٌ / إلاَّ وجودُ الشَّيخ مفتيها
تظنّه النجْديّ بأفعاله / لأنَّه أحيَلُ من فيها
في رحمة الله وغفرانه
في رحمة الله وغفرانه / وفي المحلِّ الأَشْرَفِ الأَمْكَنِ
من كانَ في الدُّنيا بها محسناً / فعاد في الأخرى إلى محسن
أصابَهُ الرَّامي على عمده / من حيث لم يشعر ولم يفطن
ومات في ساعته صائماً / في شهر صَوْم المسلم المؤْمِن
في رميةٍ مات شهيداً بها / جرت عليه أدمع الأعيُن
دمٌ لعمري لم يمت ثاره / على مَدَى العمر ولم يدفن
أوى إلى الله فيا حبَّذا / مأوى جميل الظَّنّ مستيقن
في جنَّة الخلد الَّتي أزلفت / أَرَّخْته مكان عبد الغني
غَيَّر وَجْهُ الجوّ في حُمْرَة
غَيَّر وَجْهُ الجوّ في حُمْرَة / كأَنَّما تُوقَدُ بالجوِّ نارْ
وأَعْقَبَتْها ظُلْمَةٌ أَيْقَنَتْ / أَنْفُسُنا من أجلها بالبوار
حتَّى عن الشَّمس وأضوائها / بذلك التَّاريخ حال الغبار
أقولُ للشَّامت لمّا بدا
أقولُ للشَّامت لمّا بدا / يُكْثِرُ بالتَّعْنيف والشَّيْنِ
ألَيْسَ يكفيني فخاراً وقد / أصْبَحْتُ في قيدِ وَزيرين
أبا جميلٍ قُرَّ عيناً بمَنْ
أبا جميلٍ قُرَّ عيناً بمَنْ / بَلَّغَك الله به ما تريدْ
وزادك الله سروراً به / زيادةً ما برحت في مزيد
بالولد الماجد من ماجد / لا يَلِدُ الماجدُ إلاَّ مجيد
يا حبَّذا الوالد من والدٍ / وحبَّذا طلعة هذا الوليد
لاحت مزاياك على وجهه / كالبدر في طالع برج سعيد
أَلَمْ تكنْ ربَّ الجميل الَّذي / مل ترك الأَحرار إلاَّ عبيد
وأَنْتَ في النَّاس لمَنْ يقتفي / قافية المجد وبيت القصيد
وكلّ من آوى إلى فضله / آوى إلى ظلٍّ وركنٍ شديد
فليهنك المولود كلّ الهنا / بخالد الذّكر الَّذي لا يبيد
كلَيْلَةِ الأَعياد ميلاده / وأَنْتَ منه كلّ يومٍ بعيد
لمَّا بدا للعين أَرَّخْته / أَشرقتِ الدُّنيا بعبد الحميد
باكِر نداماك بكأسِ العقارْ
باكِر نداماك بكأسِ العقارْ / فقَدْ مضى اللَّيل وجاء النَّهار
وداوني فيها وسارع بها / فإنَّ في الخمر دواء الخمار
أما ترى الورقاء قد غرَّدَتْ / في وَرَقِ الدَّوح وعنَّى الهزار
وابتسمتْ للطلّ أزهارُه / وأدمع الطلّ عليها نثار
وقد دَعَتْ للَّهو أبناءها / أوقاتَ أيَّام السُّرور القصار
فهاتها صِرفاً وممزوجة / بين احمرار برزتْ واصفرار
وامْلأْ لنا أكبَر أقداحها / فالله يعفو عن ذنوبٍ كبار
خذها بإعلان ولا تَسْتَتِرْ / فما يطيب العيش بالاستتار
وَعَدِّ عمَّن لامَ من جهله / وعدَّها عاراً وليستْ بعار
ما عَرَفَ اللّذَّة من عافها / وقابَلَ العاذلَ بالاعتذار
وَخَلِّهِ واللَّوم في معزلٍ / لا تصغ فيها لنهيق الحمار
إذ يدَّعي النُّسْكَ ولا يهتدي / به وينعى بخراب الدِّيار
إنَّ المرائين إذا اسْتُكْشِفوا / وَجَدْتَهم شرَّ الأَنام الشّرار
لو لم يجدْ شاربُها لَذَّةً / وفي المسرَّات عليها المدار
ما وعد الله بها المتَّقي / في جنَّة الخلد ودار القرار
يا مولعاً بالمُرد إنِّي امرؤٌ / ما لي عن وجه الحبيب اصطبار
إيَّاك والإِعراض عن غادةٍ / في وجهها للحُسن نورٌ ونار
كم ليلةٍ زارَ حبيبٌ به / يشكو إلى المشتاق بُعد المزار
جمعتُ فيها بين ما أَشتهي / من غنجٍ أحوى وذات احورار
أُقْسِمُ بالعُود وأوتاره / ونغمةِ النَّاي وضرب الإِطار
ما لَذَّةُ العيش سوى ساعةٍ / في مجلسٍ يُخْلَعُ في العذار
يقضي به الماجنُ أوطارَه / وكان مبناه على الاختصار
إنَّ الخلاعات لفي فتيةٍ / لم يَلْبَسوا في الأُنس ثوب الوقار
تغنيهم الرَّاح إذا أملقوا / كأنَّها في الكأس ذوب النضار
يا طالما قد زرتُ خمَّارها / وقلتُ أَنْتَ اليوم ممَّن يُزار
فقامَ يجلوها كغصن النَّقا / يحمل في راحته الجلنار
حتَّى إذا استكفيتُ من شربها / لو شئتُ أدركتُ من الدَّهر ثار
عَفَوْتُ عن ذَنبِ زمانٍ مضى / ما أَحسنَ العفوَ مع الاقتدار
هذا هو العيش ومن لي به / قبل انْقضاء العُمرِ المستعار
لا خيرَ في العيش إذا لم يكنْ / في ظلِّ عبد الله عالي المنارْ
ما جئته إلاَّ وأَبْصَرْتَني / أَسحبُ من نعماه ذيل الفخارْ
قيَّدَني في برِّهِ ماجدٌ / كأنَّما أطْلَقَني من أسارْ
موفّق يسعى إليه الغِنى / من غير ما سعيٍ وخوض الغمار
لا يقتني المالَ ولم يدَّخرْ / شيئاً ولا مالَ إلى الادِّخار
إنِّي لأغنى النَّاس عن غيره / ولي إليه بالسُّرور افتقار
المنجزُ الوعدَ بلا منَّةٍ / ولم أكنْ من وعده بانتظار
ما فارق الأُنسَ له طلعة / بل سارَ في خدمته حيث سار
كم طائل قصَّر عن شأوه / ولاحقٍ ما شقَّ منه الغبار
ومستميحٌ نالَ ما يبتغي / منه وحاز العزَّ والافتخار
يَروق كالصّمصام إفرنده / أبيض مثل السَّيف ماضي الغرار
أمَّا جميل الصّنع منه فمِن / شعاره أَكرِمْ به من شعار
يركبُ في الجدِّ جوادَ المنى / إذ يأمن الرَّاكبُ فيه العثار
حديقةُ الأَفراح في ربعه / للمجتني منها شهيّ الثمار
فلم أبلْ ما دمت خلاًّ له / ما كانَ من أمري ولا كيف صار
وكلّ ما اسْتَطْيَبْتُه كائن / من طيّب الذَّات كريم النجار
من كابرٍ ينمى إلى كابرٍ / ومن خيار قد نمّته الخيار
هم الزّهيريُّون زهر الرُّبا / والأَنجُم الزّهر الَّتي تستنار
فهم أجلُّ النَّاس قدراً وهم / أعزُّ من تعرف في النَّاس جار
فلا يمسّ السُّوء جاراً لهم / ما ذلَّ مَنْ لاذَ بهم واستجار
يُوفُونَ بالعَهد ويَرْعَوْنَهُ / في زمنٍ لم يُرْعَ فيه الذمار
ألا ترى كلّ امرئٍ منهم / لنائل يرجى ونقعٍ مثار
يلتمس المعروف من برِّهم / ويستفاض الجود فيض البحار
من كلِّ معروفٍ بمعروفه / في كلّ قطرٍ من نداه قطار
إذا دَعَتْهُ للوغى همَّةٌ / كانَ هو المقدام والمستشار
تغدو رياضي فيه مخضرَّةً / أَشبهَ شيءٍ باخضرار العذار
أُصلح شاني بأبي صالح / وأغتدي فيه نقيّ الإزار
باهى بي الأَزهار في روضها / فرحْتُ أزهو مثل ورد البهار
لا زلت في نور صباح الهنا / يا كوكباً لاحَ بدراً أنار
بُشْراكَ في نَجْلٍ نجيبٍ بدا
بُشْراكَ في نَجْلٍ نجيبٍ بدا / والبِشْرُ لما حَلَّ لا شكَّ حَلْ
مناقبُ الآباء تحيى به / والسَّادة الغرُّ الكرام الأُوَلْ
نورٌ يريد الله إظهاره / وشمسُ فضلٍ في العُلى لم تَزَلْ
قد وُلِدَ الزَّاكي فأرَّخْتُه / الخيرُ في مولدِهِ قد حَصَلْ
إنَّ مليكَ العصر من قد عَلا
إنَّ مليكَ العصر من قد عَلا / على ملوكِ الأرض طُرًّا وَفاقْ
أَطْلَعَ في أُفْق العُلى مجدُه / بَدْرَ سماءٍ ما له من محاق
أَيَّده الله بتأييده / وزاد تفريجاً لضيق الخناق
فالملأُ الأَعلى إلى نصره / مُنَزَّلٌ من فوقَ سبعٍ طباق
عبد العزيز الملك المرتضى / وصفوة العالم بالاتفاق
أهدى إلى النامق أَنْفِيَّةً / أعَدَّها السلطان للانتشاق
فأَصبح النامق من فضله / يرقى من العزِّ لأَعلى مراق
من بعد ما ولاّه أنظاره / وشَدَّ منه للمعالي النطاق
الطاهر الزاكي الَّذي لم يزلْ / تشقى به في النَّاس أهل الشقاق
ذو نعمةٍ تُسدى لأهل التقى / وسطوةٍ ترهب أهل النفاق
إنْ لَقِيَ الأَعداءَ في مَعْرَكٍ / شاهَدَتِ الأَرواحُ منه الفراق
يشيد ضخم المجد في فتكه / أنَّى سطا بالمرهفات الرقاق
نائله عذبٌ بيوم النَّدى / وهو بيوم البأس مُرُّ المذاق
فقلتُ في نعمة سلطاننا / من كَلِمي ما رقَّ منها وراق
هَدِيَّةُ السُّلطان أَرَّخْتُها / للنامِق الوالي مشيرِ العراق
نبَّهْتُ للنَّأْي عُيونَ الرِّفاقْ
نبَّهْتُ للنَّأْي عُيونَ الرِّفاقْ / والليلُ قد مَدَّ عَلينا رواقْ
ورُبَّ سكران بخمر الكرى / أَفَقْتُه بالعَذل حتَّى أَفاق
قُلْتُ له من رامها صَعبةً / حَثَّ المراسيلَ إليها وساق
ماذا التَّواني عن طلاب العُلى / أَلا تحنّون حنين النياق
لا اكتحلت أَجفانكم بالكرى / ولا تَصَدَّيْتُم إلى غير شاق
إنَّ معاصاة الكرى للعلى / أَلذَّ من طوع الهوى للعناق
فشمِّروا للمجد إنِّي أرى / مكابدات الذلّ ما لا تطاق
إنَّ جنى النحل لمشتاره / بالذلِّ لو فكرت مرّ المذاق
هذا وفيكم همَّةٌ ترتقي / مراقيَ النجم وأعلى مراق
لئن تقَرَّبْتُم إلى عِزَّةٍ / فقدْ يعودُ البدرُ بعد المحاق
والحرُّ إنْ حاوَلَ أمنيَّة / حاولها فوق الجياد العتاق
وميَّزَ البُعدَ على غيره / ولا يريد الوصلَ بعد الفراق
فلم يكونوا يوم نبَّهتُهم / إلاَّ كما انضيْتُ بيضاً رقاق
ووافقتني منهُم غِلْمَةٌ / لا يَعْرِفُونَ الوُدَّ إلاَّ الوفاق
يَهنا أبو عيسى وإخوانُهُ
يَهنا أبو عيسى وإخوانُهُ / بالفَرَحِ الباقي ممرَّ الدُّهورِ
يلقى المسرّاتِ كما ينبغي / في عَقْدِه هذا ويلقى الحبور
قد جَمَعَ الأشراف في مجلسٍ / فكلّ أهل الفضل فيه حضور
زاروه للعَقد على موعدٍ / زيارةً يأنَسُ فيها المزور
من كلّ مَن أشْبَهَه قطرَ النَّدى / بالجود والإقدام ليث هصور
فباشَروا بالعَقدِ واستبشروا / بأوجهٍ تُشْرِقُ منها البدور
وأرَّخوه المصطفى عَقْدُهُ / عَقْدُ نكاحٍ بالهنا والسرور
يا سيّد الساداتِ من هاشمٍ
يا سيّد الساداتِ من هاشمٍ / وواحدَ الأشرافِ في نُبْلِهِ
وسابقُ الّلاحق من بعده / واللاَّحق السابق من قبله
أَنْتَ كهذا الظلّ في فضله / وجودُ هذا الغيث في نيله
أَنْتَ تقينا بأسَ ما نتّقي / وكلّ ما نخشاه من أجْلِهِ
زُرْتُم فُحُيِّيتُم كما يَنبغي
زُرْتُم فُحُيِّيتُم كما يَنبغي / لصاحِب زارَ وخِلٍّ يَزورْ
مجلسكم هذا وإيناسكم / منكم عليه في المسرّات نور
يا حبذا مجلسُ أنسٍ زها / والسادة الأشراف فيه حضور
بطلعة مقرونة بالهنا / وأوجهٍ تطلع منها البدور
قَرَّتْ عيون المجد في عقدكم / وانشرحت منَّا لذاك الصدور
جاءَ بكم عُرسُ فتًى ماجدٍ / لباطن الأفراح فيه ظهور
في طالع السعد وإقباله / فيه البشارات وفيه الحبور
هَنَّيتُ محموداً وإخوانه / لهمّة لا يعتريها فتور
لفعله البر وأفعاله / ليسَ بها من كلّ وجه قصور
قد سَرَّنا الله فأرَّخْتُه / بعُرسِ إبراهيم أقصى السُّرور
أُنْظُرْ إلى مجلس أُنْسٍ زَها
أُنْظُرْ إلى مجلس أُنْسٍ زَها / لِصاحبٍ زارَ وخلٍّ يَزورُ
قد قُصِرَ الحسنُ عليه فما / ترى بحمد الله فيه قصور
لا أحضَرَ الله ثقيلاً به / ما دامَت الأحباب فيه حضور
إنْ بزغَت شمس الحميا وإنْ / طافَتْ بكاسات المدام البدور
وغابَ مَن قد سَرَّنا فقْدُه / وأُرْخِيَتْ دون الوشاة الستور
داراً أُعِدَّتْ بعدما زُخْرِفَتْ / لقهوةٍ تُسقى وساقٍ يدور
فاشرب على زخرفها قهوةً / مَضَتْ عليها بالهناء العصور
فإنْ تكنْ في شربها آثماً / فربُّك الله العفوُّ الغفور
واغتنِم اللّذاتِ من مثلها / في نعمةٍ لكلّ عبدٍ شكور
سُرَّتْ به أحبابنا كلُّها / وأرَّخَتْه ذا محلّ السرور