القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد الغَفّار الأَخْرس الكل
المجموع : 15
نَبَّهَتِ الورقاءُ ذاتُ الجناح
نَبَّهَتِ الورقاءُ ذاتُ الجناح / من غفلة الصحو إلى شرب راحْ
واللَّيل قد أجفل من صبحه / فأكثر الدِّيك عليه الصياح
مهفهف الأَعطاف من قدّه / وطرفه الفتَّان شاكي السلاح
فقامَ يسقيها ويهدي إلى / روح الندامى بالمدام ارتياح
وما ألذَّ الرَّاحَ من شادنٍ / مهفهف القدِّ وخود رداح
تستنطق العود لدى مجلس / ألسنة الأَوراق فيهِ فِصاح
والوُرق في الأَوراق ألحانها / مطربة بين الغِنا والنواح
وربَّ يوم كانَ عيد المنى / نحرت فيه الذق نحر الأَضاح
ورحتُ في الحبّ على سكرتي / بالغيِّ لا أُصغي إلى قول لاح
ومن يلمني بالهوى قوله / يمرُّ بي مثل هبوب الرِّياح
فاصطلح القوم على أنَّه / ما بين عذَّالي وبيني اصطلاح
يا صاحِ ما أنت وطيب الكرى / فبادر اللَّذَّات بالاصطباح
واشرب ولا تصغِ إلى قائلٍ / هذا حرام ولهذا مباح
ما وجد الرَّاحة إلاَّ امرؤٌ / أعرض عن عاذله واستراح
تنفَّسَ الصبحُ فقم قائماً / نحو صراحية ماء صراح
وابتسم الورد ودمع الحيا / في وجنة الورد وثغر الأقاح
فاقطع علاقات الأسى بالطلى / وَصِلْ بكاسات الغدوّ الرواح
وانفِق نفيس العمر في قهوة / تقضي على الهمّ قضاءً متاح
مستنشقاً منها عبير الشذا / تفوح كالمسك إذا المسك فاح
مع كلّ نَدمانٍ كبدر الدجى / ما افتض بكر الدن إلاَّ سفاح
حَيَّ على الراح وقم هاتها / وقل لمن لاح الفلاح الفلاح
وَلْتكُ من ريقك ممزوجة / لا أشرب الراح بماء قراح
يا أيها الساقي الَّذي أثْخَنَتْ / أحداقه في القلب مني الجراح
يشكو إليك القلب من ضعفه / فتور عينيك المراض الصحاح
ما خطر السلوان في خاطري / بلائمٍ فيه فسادي صلاح
يجدّ بالنصح فألهو به / وأدفع الجدّ ببعض المزاح
من سرّه شيء فما سرّني / في الدهر شيء كوجوه الملاح
أو فضح الصبُّ فكم مغرم / أسلَمَه الحب إلى الافتضاح
وما يرى كتمان سر الهوى / من كتم الحب زماناً وباح
إذا وضعت الشعر في أهله / فلي بزند الافتخار اقتراح
إنّي أرى المنصف في أهله / يمدح عبد الله أيّ امتداح
قد أثبت الوُدُّ بقلبي له / محبة لم يمحها قط ماح
فيا رعاه الله من ماجد / طاب به المغدى وطاب المراح
قيّدني في البرّ من فضله / فليس لي عن بابه من براح
أطرب إن شاهدته مطرباً / وما على المطرب فيه جناح
ولم أزَلْ في القرب من وُدِّه / أقرع بالأفراح باب النجاح
تالله ما شِمْتُ له بارقاً / إلاَّ ولاح الجود من حيث لاح
يلوح لي في الحال من وجهه / بشر ميامين الندى والسماح
يفعل بالأموال يوم النَّدى / ما تفعل الأبطال يوم الكفاح
أغرّ صافي القلب مستبشر / بالأنس مرهوب الظبا والصفاح
قد خصّه الله وقد زانه / برفعةِ القدر وخفض الجناح
لا يعرف الهمَّ سميراً له / ولا يلاقيه بغير انشراح
لم يُبقِ لي في أرَبٍ بغيةً / ولا على نيل الأماني اقتراح
من الذين افتخرت فيهم / بيض ظبا الهند وسمر الرماح
يُصانُ من لاذ بعلياهمُ / وما لهم من جودهم مستباح
لهم من العلياء إنْ سوهموا / سهم المعلّى من سهام القراح
محاسن المعروف يبدونها / وأوجه الأيام سود قباح
كما استهلّت ديمة أمطرت / على الرّوابي قطرها والبطاح
تشقّ يوم الروع أيمانُهم / قلب الأعادي بصدور السلاح
ترعرعوا في حجر أمِّ العلى / وأرضِعوا منها غريب اللقاح
وزاحموا الأنجم في منكب / يزيح في الأخطار ما لا يزاح
كم قدموا للحرب في موطن / فقربوا بين خطاها الفساح
وأرعفوها من دماءٍ دناً / تمرد بالطعن عيون الجراح
أسد الوغى لا زال أسيافهم / تنحًرُ بالهيجاء كبش النطاح
من كلّ من تبعثه همة / تطمح للغايات كل الطماح
لم تنبُ في مضربها عزمة / منهم ولم تصلد لدى الاقتداح
آل زهير الأنجم الزهر في / سماءِ أفلاك العلى والسماح
إن أمسكوني فبإحسانهم / أو سرَّحوني فجميل السراح
لا برحت تكسى بأمداحهم / ذات الغواني حسن ذات الوشاح
في رحمة الله مضى وانقضى
في رحمة الله مضى وانقضى / قَرْمٌ له بين الورى شانُ
قد كانَ طود المجد حتَّى هوتْ / له برغم المجد أركان
مات شهيداً فإلى روحه / من ربّه عفوٌ وغفران
وكم مضت قومٌ لهم صَولةٌ / حتَّى كأَنَّ القومَ ما كانوا
ماتَ ابنُ غنَّام فأرّخته / في الخلد قد راحَ سليمان
لا عيبَ بالبَصرة مُستهجنٌ
لا عيبَ بالبَصرة مُستهجنٌ / إلاَّ وجودُ الشَّيخ مفتيها
تظنّه النجْديّ بأفعاله / لأنَّه أحيَلُ من فيها
في رحمة الله وغفرانه
في رحمة الله وغفرانه / وفي المحلِّ الأَشْرَفِ الأَمْكَنِ
من كانَ في الدُّنيا بها محسناً / فعاد في الأخرى إلى محسن
أصابَهُ الرَّامي على عمده / من حيث لم يشعر ولم يفطن
ومات في ساعته صائماً / في شهر صَوْم المسلم المؤْمِن
في رميةٍ مات شهيداً بها / جرت عليه أدمع الأعيُن
دمٌ لعمري لم يمت ثاره / على مَدَى العمر ولم يدفن
أوى إلى الله فيا حبَّذا / مأوى جميل الظَّنّ مستيقن
في جنَّة الخلد الَّتي أزلفت / أَرَّخْته مكان عبد الغني
غَيَّر وَجْهُ الجوّ في حُمْرَة
غَيَّر وَجْهُ الجوّ في حُمْرَة / كأَنَّما تُوقَدُ بالجوِّ نارْ
وأَعْقَبَتْها ظُلْمَةٌ أَيْقَنَتْ / أَنْفُسُنا من أجلها بالبوار
حتَّى عن الشَّمس وأضوائها / بذلك التَّاريخ حال الغبار
أقولُ للشَّامت لمّا بدا
أقولُ للشَّامت لمّا بدا / يُكْثِرُ بالتَّعْنيف والشَّيْنِ
ألَيْسَ يكفيني فخاراً وقد / أصْبَحْتُ في قيدِ وَزيرين
أبا جميلٍ قُرَّ عيناً بمَنْ
أبا جميلٍ قُرَّ عيناً بمَنْ / بَلَّغَك الله به ما تريدْ
وزادك الله سروراً به / زيادةً ما برحت في مزيد
بالولد الماجد من ماجد / لا يَلِدُ الماجدُ إلاَّ مجيد
يا حبَّذا الوالد من والدٍ / وحبَّذا طلعة هذا الوليد
لاحت مزاياك على وجهه / كالبدر في طالع برج سعيد
أَلَمْ تكنْ ربَّ الجميل الَّذي / مل ترك الأَحرار إلاَّ عبيد
وأَنْتَ في النَّاس لمَنْ يقتفي / قافية المجد وبيت القصيد
وكلّ من آوى إلى فضله / آوى إلى ظلٍّ وركنٍ شديد
فليهنك المولود كلّ الهنا / بخالد الذّكر الَّذي لا يبيد
كلَيْلَةِ الأَعياد ميلاده / وأَنْتَ منه كلّ يومٍ بعيد
لمَّا بدا للعين أَرَّخْته / أَشرقتِ الدُّنيا بعبد الحميد
باكِر نداماك بكأسِ العقارْ
باكِر نداماك بكأسِ العقارْ / فقَدْ مضى اللَّيل وجاء النَّهار
وداوني فيها وسارع بها / فإنَّ في الخمر دواء الخمار
أما ترى الورقاء قد غرَّدَتْ / في وَرَقِ الدَّوح وعنَّى الهزار
وابتسمتْ للطلّ أزهارُه / وأدمع الطلّ عليها نثار
وقد دَعَتْ للَّهو أبناءها / أوقاتَ أيَّام السُّرور القصار
فهاتها صِرفاً وممزوجة / بين احمرار برزتْ واصفرار
وامْلأْ لنا أكبَر أقداحها / فالله يعفو عن ذنوبٍ كبار
خذها بإعلان ولا تَسْتَتِرْ / فما يطيب العيش بالاستتار
وَعَدِّ عمَّن لامَ من جهله / وعدَّها عاراً وليستْ بعار
ما عَرَفَ اللّذَّة من عافها / وقابَلَ العاذلَ بالاعتذار
وَخَلِّهِ واللَّوم في معزلٍ / لا تصغ فيها لنهيق الحمار
إذ يدَّعي النُّسْكَ ولا يهتدي / به وينعى بخراب الدِّيار
إنَّ المرائين إذا اسْتُكْشِفوا / وَجَدْتَهم شرَّ الأَنام الشّرار
لو لم يجدْ شاربُها لَذَّةً / وفي المسرَّات عليها المدار
ما وعد الله بها المتَّقي / في جنَّة الخلد ودار القرار
يا مولعاً بالمُرد إنِّي امرؤٌ / ما لي عن وجه الحبيب اصطبار
إيَّاك والإِعراض عن غادةٍ / في وجهها للحُسن نورٌ ونار
كم ليلةٍ زارَ حبيبٌ به / يشكو إلى المشتاق بُعد المزار
جمعتُ فيها بين ما أَشتهي / من غنجٍ أحوى وذات احورار
أُقْسِمُ بالعُود وأوتاره / ونغمةِ النَّاي وضرب الإِطار
ما لَذَّةُ العيش سوى ساعةٍ / في مجلسٍ يُخْلَعُ في العذار
يقضي به الماجنُ أوطارَه / وكان مبناه على الاختصار
إنَّ الخلاعات لفي فتيةٍ / لم يَلْبَسوا في الأُنس ثوب الوقار
تغنيهم الرَّاح إذا أملقوا / كأنَّها في الكأس ذوب النضار
يا طالما قد زرتُ خمَّارها / وقلتُ أَنْتَ اليوم ممَّن يُزار
فقامَ يجلوها كغصن النَّقا / يحمل في راحته الجلنار
حتَّى إذا استكفيتُ من شربها / لو شئتُ أدركتُ من الدَّهر ثار
عَفَوْتُ عن ذَنبِ زمانٍ مضى / ما أَحسنَ العفوَ مع الاقتدار
هذا هو العيش ومن لي به / قبل انْقضاء العُمرِ المستعار
لا خيرَ في العيش إذا لم يكنْ / في ظلِّ عبد الله عالي المنارْ
ما جئته إلاَّ وأَبْصَرْتَني / أَسحبُ من نعماه ذيل الفخارْ
قيَّدَني في برِّهِ ماجدٌ / كأنَّما أطْلَقَني من أسارْ
موفّق يسعى إليه الغِنى / من غير ما سعيٍ وخوض الغمار
لا يقتني المالَ ولم يدَّخرْ / شيئاً ولا مالَ إلى الادِّخار
إنِّي لأغنى النَّاس عن غيره / ولي إليه بالسُّرور افتقار
المنجزُ الوعدَ بلا منَّةٍ / ولم أكنْ من وعده بانتظار
ما فارق الأُنسَ له طلعة / بل سارَ في خدمته حيث سار
كم طائل قصَّر عن شأوه / ولاحقٍ ما شقَّ منه الغبار
ومستميحٌ نالَ ما يبتغي / منه وحاز العزَّ والافتخار
يَروق كالصّمصام إفرنده / أبيض مثل السَّيف ماضي الغرار
أمَّا جميل الصّنع منه فمِن / شعاره أَكرِمْ به من شعار
يركبُ في الجدِّ جوادَ المنى / إذ يأمن الرَّاكبُ فيه العثار
حديقةُ الأَفراح في ربعه / للمجتني منها شهيّ الثمار
فلم أبلْ ما دمت خلاًّ له / ما كانَ من أمري ولا كيف صار
وكلّ ما اسْتَطْيَبْتُه كائن / من طيّب الذَّات كريم النجار
من كابرٍ ينمى إلى كابرٍ / ومن خيار قد نمّته الخيار
هم الزّهيريُّون زهر الرُّبا / والأَنجُم الزّهر الَّتي تستنار
فهم أجلُّ النَّاس قدراً وهم / أعزُّ من تعرف في النَّاس جار
فلا يمسّ السُّوء جاراً لهم / ما ذلَّ مَنْ لاذَ بهم واستجار
يُوفُونَ بالعَهد ويَرْعَوْنَهُ / في زمنٍ لم يُرْعَ فيه الذمار
ألا ترى كلّ امرئٍ منهم / لنائل يرجى ونقعٍ مثار
يلتمس المعروف من برِّهم / ويستفاض الجود فيض البحار
من كلِّ معروفٍ بمعروفه / في كلّ قطرٍ من نداه قطار
إذا دَعَتْهُ للوغى همَّةٌ / كانَ هو المقدام والمستشار
تغدو رياضي فيه مخضرَّةً / أَشبهَ شيءٍ باخضرار العذار
أُصلح شاني بأبي صالح / وأغتدي فيه نقيّ الإزار
باهى بي الأَزهار في روضها / فرحْتُ أزهو مثل ورد البهار
لا زلت في نور صباح الهنا / يا كوكباً لاحَ بدراً أنار
بُشْراكَ في نَجْلٍ نجيبٍ بدا
بُشْراكَ في نَجْلٍ نجيبٍ بدا / والبِشْرُ لما حَلَّ لا شكَّ حَلْ
مناقبُ الآباء تحيى به / والسَّادة الغرُّ الكرام الأُوَلْ
نورٌ يريد الله إظهاره / وشمسُ فضلٍ في العُلى لم تَزَلْ
قد وُلِدَ الزَّاكي فأرَّخْتُه / الخيرُ في مولدِهِ قد حَصَلْ
إنَّ مليكَ العصر من قد عَلا
إنَّ مليكَ العصر من قد عَلا / على ملوكِ الأرض طُرًّا وَفاقْ
أَطْلَعَ في أُفْق العُلى مجدُه / بَدْرَ سماءٍ ما له من محاق
أَيَّده الله بتأييده / وزاد تفريجاً لضيق الخناق
فالملأُ الأَعلى إلى نصره / مُنَزَّلٌ من فوقَ سبعٍ طباق
عبد العزيز الملك المرتضى / وصفوة العالم بالاتفاق
أهدى إلى النامق أَنْفِيَّةً / أعَدَّها السلطان للانتشاق
فأَصبح النامق من فضله / يرقى من العزِّ لأَعلى مراق
من بعد ما ولاّه أنظاره / وشَدَّ منه للمعالي النطاق
الطاهر الزاكي الَّذي لم يزلْ / تشقى به في النَّاس أهل الشقاق
ذو نعمةٍ تُسدى لأهل التقى / وسطوةٍ ترهب أهل النفاق
إنْ لَقِيَ الأَعداءَ في مَعْرَكٍ / شاهَدَتِ الأَرواحُ منه الفراق
يشيد ضخم المجد في فتكه / أنَّى سطا بالمرهفات الرقاق
نائله عذبٌ بيوم النَّدى / وهو بيوم البأس مُرُّ المذاق
فقلتُ في نعمة سلطاننا / من كَلِمي ما رقَّ منها وراق
هَدِيَّةُ السُّلطان أَرَّخْتُها / للنامِق الوالي مشيرِ العراق
نبَّهْتُ للنَّأْي عُيونَ الرِّفاقْ
نبَّهْتُ للنَّأْي عُيونَ الرِّفاقْ / والليلُ قد مَدَّ عَلينا رواقْ
ورُبَّ سكران بخمر الكرى / أَفَقْتُه بالعَذل حتَّى أَفاق
قُلْتُ له من رامها صَعبةً / حَثَّ المراسيلَ إليها وساق
ماذا التَّواني عن طلاب العُلى / أَلا تحنّون حنين النياق
لا اكتحلت أَجفانكم بالكرى / ولا تَصَدَّيْتُم إلى غير شاق
إنَّ معاصاة الكرى للعلى / أَلذَّ من طوع الهوى للعناق
فشمِّروا للمجد إنِّي أرى / مكابدات الذلّ ما لا تطاق
إنَّ جنى النحل لمشتاره / بالذلِّ لو فكرت مرّ المذاق
هذا وفيكم همَّةٌ ترتقي / مراقيَ النجم وأعلى مراق
لئن تقَرَّبْتُم إلى عِزَّةٍ / فقدْ يعودُ البدرُ بعد المحاق
والحرُّ إنْ حاوَلَ أمنيَّة / حاولها فوق الجياد العتاق
وميَّزَ البُعدَ على غيره / ولا يريد الوصلَ بعد الفراق
فلم يكونوا يوم نبَّهتُهم / إلاَّ كما انضيْتُ بيضاً رقاق
ووافقتني منهُم غِلْمَةٌ / لا يَعْرِفُونَ الوُدَّ إلاَّ الوفاق
يَهنا أبو عيسى وإخوانُهُ
يَهنا أبو عيسى وإخوانُهُ / بالفَرَحِ الباقي ممرَّ الدُّهورِ
يلقى المسرّاتِ كما ينبغي / في عَقْدِه هذا ويلقى الحبور
قد جَمَعَ الأشراف في مجلسٍ / فكلّ أهل الفضل فيه حضور
زاروه للعَقد على موعدٍ / زيارةً يأنَسُ فيها المزور
من كلّ مَن أشْبَهَه قطرَ النَّدى / بالجود والإقدام ليث هصور
فباشَروا بالعَقدِ واستبشروا / بأوجهٍ تُشْرِقُ منها البدور
وأرَّخوه المصطفى عَقْدُهُ / عَقْدُ نكاحٍ بالهنا والسرور
يا سيّد الساداتِ من هاشمٍ
يا سيّد الساداتِ من هاشمٍ / وواحدَ الأشرافِ في نُبْلِهِ
وسابقُ الّلاحق من بعده / واللاَّحق السابق من قبله
أَنْتَ كهذا الظلّ في فضله / وجودُ هذا الغيث في نيله
أَنْتَ تقينا بأسَ ما نتّقي / وكلّ ما نخشاه من أجْلِهِ
زُرْتُم فُحُيِّيتُم كما يَنبغي
زُرْتُم فُحُيِّيتُم كما يَنبغي / لصاحِب زارَ وخِلٍّ يَزورْ
مجلسكم هذا وإيناسكم / منكم عليه في المسرّات نور
يا حبذا مجلسُ أنسٍ زها / والسادة الأشراف فيه حضور
بطلعة مقرونة بالهنا / وأوجهٍ تطلع منها البدور
قَرَّتْ عيون المجد في عقدكم / وانشرحت منَّا لذاك الصدور
جاءَ بكم عُرسُ فتًى ماجدٍ / لباطن الأفراح فيه ظهور
في طالع السعد وإقباله / فيه البشارات وفيه الحبور
هَنَّيتُ محموداً وإخوانه / لهمّة لا يعتريها فتور
لفعله البر وأفعاله / ليسَ بها من كلّ وجه قصور
قد سَرَّنا الله فأرَّخْتُه / بعُرسِ إبراهيم أقصى السُّرور
أُنْظُرْ إلى مجلس أُنْسٍ زَها
أُنْظُرْ إلى مجلس أُنْسٍ زَها / لِصاحبٍ زارَ وخلٍّ يَزورُ
قد قُصِرَ الحسنُ عليه فما / ترى بحمد الله فيه قصور
لا أحضَرَ الله ثقيلاً به / ما دامَت الأحباب فيه حضور
إنْ بزغَت شمس الحميا وإنْ / طافَتْ بكاسات المدام البدور
وغابَ مَن قد سَرَّنا فقْدُه / وأُرْخِيَتْ دون الوشاة الستور
داراً أُعِدَّتْ بعدما زُخْرِفَتْ / لقهوةٍ تُسقى وساقٍ يدور
فاشرب على زخرفها قهوةً / مَضَتْ عليها بالهناء العصور
فإنْ تكنْ في شربها آثماً / فربُّك الله العفوُّ الغفور
واغتنِم اللّذاتِ من مثلها / في نعمةٍ لكلّ عبدٍ شكور
سُرَّتْ به أحبابنا كلُّها / وأرَّخَتْه ذا محلّ السرور

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025