المجموع : 6
صاحَ غُرابُ البَينِ بِالبَينِ
صاحَ غُرابُ البَينِ بِالبَينِ / فَكِدتُ أَنقَدُّ بِنَصفَينِ
قَد صارَ لي خِدنانِ مِن بَعدِهِم / هَمٌّ وَغَمٌّ شَرُّ خِدنَينِ
أَفدي الَّتي لَم أَلقَ مِن بَعدِها / إِنساً وَكانَت قُرَّةَ العَينِ
أَصبَحتُ أَشكو فُرقَةَ البَينِ / لِما رَأَت فُرقَتَهُم عَيني
كَم لَيلَةٍ بِالكَرخِ قَد بِتُّها
كَم لَيلَةٍ بِالكَرخِ قَد بِتُّها / جَذلانَ في بُستانِ صَبّاحِ
في مَجلِسٍ تَنفَحُ أَرواحُهُ / يا طيبَها مِن ريحِ أَرواحِ
يُديرُ كَأساً فَإِذا ما دَنَت / حُفَّت بِأَكوابٍ وَأَقداحِ
في فِتيَةٍ بيضٍ بِها لَيلَ ما / إِنَّ لَهُم في الناسِ مِن لاحِ
لَم يَهنَني ذاكَ الفَقدِ اِمرىءٍ / أَبيَضَ مِثلِ البَدرِ وَضّاحِ
كَأَنَّما يُشرِقُ مِن وَجهِهِ / إِذا بَدا لي ضَوءُ مِصباحِ
كُنتُ وَيَحيى كَيَدَي واحِدٍ
كُنتُ وَيَحيى كَيَدَي واحِدٍ / نَرمي جَميعاً وَنُرامي مَعا
إِن عَضَّني الدَهرُ فَقَد عَضَّهُ / يُوجِعُنا ما بَعضَنا أَوجَعا
أَو نانَ نامَت أَعيُنٌ أَربَعٌ / مِنّا وَإِن أَسهَر فَلَن يَهجَعا
يَسُرُّني الدَهرُ إِذا سَرَّهُ / وَإِن رَماهُ فَلَنا فَجَّعا
حَتّى إِذا ما الشَيبُ في مَفرِقي / لاحَ وَفي عارِضِهِ أَسرَعا
سَعى وُشاةٌ فَمَشَوا بَينَنا / وَكادَ حَبلُ الوُدِّ أَن يُقطِعا
فَلَم أَلُم يَحيى عَلى فِعلِهِ / وَلَم أَقُل مَلَّ وَلا ضَيَّعا
لكِنَّ أَعداءً لَنا لَم يَكُن / شَيطانُهُم يَرى بِنا مَطمَعا
بَينا كَذا غاشَ عَلى غِرَّةٍ / فَأَوقَدَ النَيرانَ مُستَجمِعا
فَلَم يَزَل يوقِدُها دائِباً / حَتّى إِذا ما اِضطَّرَمَت أَقلَعا
يا رِئمُ قَد أَتلَفَتِ روحي فَما
يا رِئمُ قَد أَتلَفَتِ روحي فَما / مِنها مَعي إِلّا القَليلُ الحَقير
فَأَذنِبي إِن كُنتِ لَم تَذنُبي / فِيَّ ذُنوباً إِنَّ رَبّي غَفورُ
ماذا عَلى أَهلِكِ لَو جُدتِ لي / وَزَرتِني يا رِئمُ فيمَن يَزور
هَل لَكِ في أَجرٍ تُجازَي بِهِ / في عاشِقٍ يُرضيهِ مِنكِ اليَسيرِ
يَقبَلُ ما جُدتِ بِهِ طائِعاً / وَهُوَ وَإِن قَلَّ لَدَيهِ كَثيرُ
لَعَمرُ مِن أَنتِ لَهُ صاحِبٌ / ما غابَ عَنهُ في الحَياةِ السُرورُ
نازَعَني الحُبُّ مَدى غايَةٍ
نازَعَني الحُبُّ مَدى غايَةٍ / بَليتُ فيها وَهُوَ غَضُّ جَديد
لَو صُبَّ ما بِالقَلبِ مِن حُبِّها / عَلى حَديدٍ ذابَ مِنهُ الحَديد
حُبّي لَها صافٍ وَوُدّي لَها / مَحضٌ وَإِشفاقي عَلَيها شَديد
وَزادَني صَبراً عَلى جَهدِ ما / أَلقى وَقَلبي مُستَهامٌ عَميدُ
أَنّي سَعيدُ الجَدِّ إِن نِلتُها / وَأَنَّني إِن مِتُّ مِتُّ شَهيدُ
يا بِأَبي وَجهُكِ مِن بَينِهِم
يا بِأَبي وَجهُكِ مِن بَينِهِم / فَإِنَّهُ أَحسَنُ ما أُبصِرُ
يا بِأَبي وَجهُكِ مِن رائِعٍ / يُشبِهُهُ البَدرُ إِذا يَزهَرُ
جارِيَةٌ أَحسَنُ مِن حَليِها / وَالحُليُ فيهِ الدُرُّ وَالجَوهَرُ
وَجِرمُها أَطيَبُ مِن طيبِها / وَالطيبُ فيهِ المِسكُ وَالعَنبَرُ
جاءَت بِها بَربَرُ مَكونَةً / يا حَبَّذا ما جَلَبَت بَربَرِ
كَأَنَّما ريقَتُها قَهوَةٌ / صُبَّ عَلَيها بارِدٌ أَسمَرُ