دارتْ عليها للهوى راحةٌ
دارتْ عليها للهوى راحةٌ / فبتُّ أسقاها وأسقيهِ
من مهجةٍ تنسابُ من مهجةٍ / آخذها فيَّ إلى فيهِ
والقلبُ من ذلّي ومن دلّهِ / كقومِ اسرائيلَ في التيهِ
يا طولَ سقم القلبِ إما غدا / يمرضهُ من كانَ يشفيهِ
لو تنصفون لقلتُ آه / ماتَ العليلُ فما دواهُ
ماكادَ يطوي جانبيهِ / على الأسى حتى طواهُ
ورأى الهوى ناراً فلم / يخفِ الهوى حتى كواهُ
شيءٌ يسمى بالغرا / مِ وليسَ يدري الناسُ ماهو
بينَ السعادةِ والشقا / ءِ فكلما عرفوا تاهوا
يا مقلتيَّ إذا بقي / في الجفنِ دمعٌ فاسكباهُ
وإذا احتمى بكما الكرى / بعدَ التفرقِ فاطرُداهُ
أخذَ الحبيبُ عليَّ عهداً / أنَّ أعذبَ في هواهُ
ومن العجائبِ أنني / راضٍ وأسألهُ رضاهُ
ألحاظهُ كالنحلِ تحمي / ما أجنَّتهُ الشفاهُ
فإذا رنا لم يبقَ قل / باً سالماً إلا رماهُ
وإذا مشى وقعتْ على / كبدي وأحشائي خطاهُ
يا ربِّ هل ابدعتهُ / إلا ليفتنَ من رآهُ
أطلعتهُ قمراً فكا / نَ سوادَ حظّي من دجاهُ
وخلقتهُ رشأً فكا / نَ مراحَ أضلاعي حماهُ
وبريتهُ غصناً فروّ / ى دمع أجفاني ثراهُ
بعضُ الهوى عذ / بٌ وسائرهُ العذابُ لمن بلاهُ