القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : إِيليا أَبو ماضي الكل
المجموع : 3
يا لهفةَ النفسِ على غابةٍ
يا لهفةَ النفسِ على غابةٍ / كنتُ وهنداً نلتقي فيها
أنا كما شاءَ الهوى والصبا / وهيَ كما شاءَتْ أمانيها
تكادُ من لُطْفِ معانيها / يشربُها خاطرُ رائيها
آمنتُ باللهِ وآياتهِ / أليسَ أنّ اللهَ باريها ؟
نباغتُ الأزهارَ عند الضحى / متَّكئاتٍ في نواحيها
ألوى على الزَنْبقِ نَسرِينُها / والتفَّ عاريها بكاسيها
واختلجتُ في الشمسِ ألوانها / كأنَّها تذكرُ ماضيها
تآلفتْ فالماءُ من حولها / يرقصُ والطيرُ تغنِّيها
مَنْ لقَّنَ الطيرَ أناشيدها؟ / وعلَّمَ الزهرَ تآخيها؟
يا هندُ هذي معجزاتُ الهوى / وإنَّها فينا كما فيها
لا تستحي الزهرُ بإعلانها / فما لنا نحنُ نواريها ؟
وتهِتفُ الطيرُ بها في الربى / فما لنا نحن نعمِّيها ؟
للهِ فيْ الغابةِ أيَّامُنا / ما عابَها إلا تلاشيها
طوراً علينا ظلُّ أدواحها / وتارةً عطفُ دواليها
وتارةً نلهو بأعنابها / وتارةً نُحصي أقاحيها
تسكتُ إذ نشكو شحاريرُها / كأنَّما التغريدُ يؤذيها
وإنْ تضاحكنا سمعنا الصُّدى / يضحكُ معنا في أقاصيها
وإنْ مَشَيْنا فوقَ كثبانها / لاحتْ فَشاقَتنا أدانيها
وفوقَنا الأغصانُ معقودةٌ / ذوائبٌ طالَ تدلِّيها
إذا هَزَزْناها عن غُرَّةٍ / ألقتْ من الذُّعرِ لآليها
نسيرُ من كهفٍ إلى جدولٍ / نكتشفُ الأرضَ في حواشيها
وتختبي هندٌ فأشتاقها / وأختبي عنها فأُغريها
كم أوهمتني الخوفَ من طارئٍ / تشجي بذا نفسي فتشجيها
فرحت أعدو نحوَهَا مشفقاً / فكانَ ما حاذرتُ تمويها !
فاعجب لأطواري وأطوارِها / تعبثُ منِّي وأُجاريها !
أَللهُ لو دامَ زمانُ الهوى / ودامَ من هندٍ تجنِّيها
لا غابتي اليومَ كعهدي بها / ولا التي أحْبَبْتُها فيها
ولا تلالٌ كنهودِ الدُّمى / ولا سفوحٌ كتراقيها
ولا الندى درَّ على عُشبها / ولا الأقاحي في روابيها
ولا الضُّحى يُلقي على أرضِها / شباكَ تِبْرٍ مِنْ أعاليها
أهبَطني أمسُ إلى حضنِها / شوقي إلى شَجْعِ قماريها
قد بدَّلَ الإنسانُ أطوارها / واعتصبَ الطيرَ مآويها
وفتَّ بالبارودِ جلمودَهَا / واجتثَّ بالفأسِ دواليها
وشادَ من أحجارِها قريةً / سكَّانُها الناسُ وأهلوها
يا لهفةَ النفسِ على غابةٍ / كنتُ وهنداً نلتقي فيها
جنَّةُ أحلامي وأحلامِها / ودارُ حبِّي وتصابيها
نبكي من اليأسِ على شوكِها / وكانَ يُدميني ويُدميها
كانتْ تغطِّينا بأوراقِها / فصارتِ الدورُ تغطِّيها !
إذا أطلّ البدر من خدره
إذا أطلّ البدر من خدره / فإنّما يطلع كي تنظريه
و إن شدا البلبل في وكره / فإنّما يشدو لكي تسمعيه
و إن يفح عطر زهور الربى / فإنّما يعبق كي تنشقيه
يا ليتني البدر الذي تنظرين ! / يا ليتني الطير الذي تسمعين !
يا ليتني العطر الذي تنشقين / أوّاه ! لو تصدّق يا ليتني !
رأيت في عينيك سحر الهوى
رأيت في عينيك سحر الهوى / مندفقا كالنور من نجمتين
فبتّ لا أقوى على دفعه / من ردّ عنه عارضا باليدين
يا جنّة الحبّ و دنيا المنى / ما خلتني ألقاك في مقلتين

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025