كَم ساعةٍ آلَمني مَسُّها
كَم ساعةٍ آلَمني مَسُّها / وَأَزعَجَتني يَدُها القاسِيَه
فَتَشتُ فيها جاهِداً لم أَجِد / هُنَيهَةً واحدةً صافِيَه
وَكم سَقَتني المرَّ أختٌ لها / فَرُحتُ أَشكوها إلى التالِيَه
فَأَسلَمَتني هذه عَنوَةً / لِساعةٍ أُخرى وَبى ما بيَه
وَيحَكَ يا مِسكينُ هل تَشتَكي / جارَحَةَ الظُفرِ إلى ضارِيَه
حاذِر منَ الساعات ويلٌ لمَن / يَأمنُ تلكَ الفِئَةَ الطاغِيه
وَإن تجِد من بَينِها ساعةً / جَعبَتُها من غَصَصٍ خالِيَه
فالهُ بها لَهوَ الحكيم الذي / لم يُنسِه حاضِرُه ماضِيَه
وَامرَح كما يَمرَحُ ذو نَشوةٍ / في قُلَّةٍ من تحتِها الهاوِيَه
فهيَ وَإن بَشَّت وَإن داعَبَت / مُحتالةٌ ختّالةٌ عادِيَه
عِناقُها خَنقٌ وَتَقبيلُها / كما تعضُّ الحيَّةُ الباغِيَه
هذا هو العيشُ فَقُل لِلذي / تَجرَحُهُ الساعةُ والثانِيَه
يا شاكيَ الساعاتِ أَسمِع عَسى / تُنجيكَ منها الساعةُ القاضِيَه