القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : إِبراهِيم طوقان الكل
المجموع : 2
رسالة واهاً لَها واها
رسالة واهاً لَها واها / شَرقت بِالدَمع لفحواها
مِن غادة عذبني نأيها / ما ضَرَّ لَو كُنتُ وَإِيّاها
أَضراسها تُؤلِمُها لَيتَني / أَشكو الَّذي سَبّب شَكواها
تِلكَ ثَناياها الَّتي نَضدت / عَقدين وَالمَكسور إحداها
آثارَها في شَفَتي لَم تَزَل / يا ضلَّ مَن يَجهَل مَعناها
رَشفت مِنها سَلسلاً بارِداً / صادف نِيراني فَأَطفاها
في لَيلة لَم أَدرِ ساعاتها / أَضَعت طولاها وَقُصراها
حَتّى طَغى الصُبح بِأَنواره / عَلى نُجوم اللَيل يَغشاها
وَرَجَّع الطَير أَغاريده / شَجواً فَأَبكاني وَأَبكاها
فَقُلت يا طَير كَذا عاجِلاً / قُمت عَلى اللذات تَنعاها
وَقُلت يا طَير مَتى نَلتَقي / يا طَير هَل أَحيى وَأَلقاها
ثُم تَعنانَقنا فلله ما / تذرف عَيناي وَعَيناها
قَبَلتها في فَمها قُبلة / ما كانَ أَزكاها وَأَحلاها
وَقَبَلتني مِثلَها قُبلة / ما زِلت اَستَنشق رَياها
تِلكَ هِيَ الزاد غَداةَ النَوى / قَد يَهلك العاشق لَولاها
حَبيبَتي عودي إِلى رَبوة / أَضحى فُؤادي رَهن مَغناها
يا مَنيتي عودي نُعِد لَيلة / ما زالَ قَلبي يَتَمناها
ذُقت بِها مِنكِ أَلَذ الهَوى / فَكَيفَ أَنساك وَأَنساها
كَم قائل لَو كُنتَ تَلقاها
كَم قائل لَو كُنتَ تَلقاها / لَأَنكَرَت عَيناك مَرآها
ذابِلة ناحِلة قَد مَحَت / يَدُ الأَسى القاسي محيّاها
لا تَلقَها لا تَرَها إِنَّها / مرّ بِها المَوت فَأَخطاها
وَسائل هَل بَقيت فضلة / لَديك مِن حُب وَذكراها
قَد مَرَّ عامان وَها ثالث / وَواحِدٌ كافٍ لِتَنساها
وَأَنتَ كَالنَحلة مِن زَهرة / لِزَهرة تَسليك إياها
أَخطَأتما لَم تَعرفا ما الهَوى / كِلاكُما عَن كنهه تاها
السقم لا يَصرف وَجه امرئ / عَن وَجه مَحبوبٍ وَإِن شاها
كلا وَلا يَقصيه حَتّى وَلَو / كانَ مِن الأَسقام أَعداها
وَالمَوت ما أَبلى هَوى عاشقٍ / وَمُهجة المَعشوق أَبلاها
دونك قيساً مثلاً إِنَّه / إِن جئت بِالأَمثال أَعلاها
ما زالَ يَغشى قبر لَيلى إِلى / أَن أَسلم الروح فلبّاها
أَلا تَرى النحلة مَهما حَلا / زهر الرُبى لَم تَنس مَأواها
تَطلبت عَيني سِواها وَقَد / تَعلّق القَلب بِمَغناها
نعم تذوّقت هَوى غَيرها / فَلَم يَطب للقَلب إِلّاها
وَإِن أَجد حسناً فَمِن حُسنَها / أَو نَفحةً ذكرت ريّاها
أَو قُلت في شَكواي واهاً سرت / وَرَدد الوادي صَدى آها
مَظلومة سيقت إِلى ظالم / نغّص مغداها وَمَسراها
كانَ أَبوها راعياً غاشماً / للذئب لا للحبّ ربّاها

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025