القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : خَليل مطران الكل
المجموع : 10
مَا هَذِهِ الدُّنْيَا بِمَأْمُونَةٍ
مَا هَذِهِ الدُّنْيَا بِمَأْمُونَةٍ / لا تَفْتَرِرْ بِالسَّاعَةِ السَّانِحَهُ
يَجُزْكَ فِي العُقْبَى بِإِحْسَانِهِ / مَنْ يَلْحَقُ اللَّيْلَةَ بِالبَارِحَهْ
يَا أَيُّهَا الزَّائِرُ أَحْبَابَهُ / قِفْ بِضَرِيحِي وَاقْرَأِ الفَاتِحَهْ
فِي ذِمَّةِ اللهِ وَفِي عَهْدِهِ
فِي ذِمَّةِ اللهِ وَفِي عَهْدِهِ / شَبَابُهُ النَّاضِرُ فِي لَحْدِهِ
سَمَتْ بِهِ عَنْ مَوْقِفٍ عِزّةُ / تَخْرُجُ بِالَأرْشَدِ عَنْ رُشْدِهِ
زَانَتْ لَهُ حَوْضَ الرّدَى زِينَةً / تَظْمَأُ بِالرّاوِي إلى وِرْدِهِ
لَهْفِي عَلَيْهِ يَوْمَ جَاشَ الأَسَى / بِهِ وَفَاضَ الحُزْنُ عَنْ حَدِّهِ
فَطَمَّ كَالسَّيْلِ عَلَى صَبْرِهِ / وَعَالَجَ العَزْمَ إِلَى هَدِّهِ
وَاكْتَسَحَ الآمَالَ مَنْثُورَةً / كَالوَرَقِ السَّاقِطِ عَنْ وَرْدِهِ
وَدَارَ فِي الغَوْرِ بِمَا كَانَ مِنْ / هَوَاهُ أَوْ شَكْوَاهُ أَوْ وَجْدِهِ
فَرَاحَ لَا يَشْعُرُ إلّا وَقَدْ / أَلقَاهُ تَيارٌ إلى نِدهِ
بَاغَتَهُ اليَأْسُ وَأَيُّ امْرِيءٍ / يَقْدِرُ فِي حَالٍ عَلَى رَدِّهِ
وَاليَأْسُ إِنْ فَاجَأَ ذَا مَرَّةٍ / دَوَّخَ ذَا المِرَّةِ عَنْ قَصْدِهِ
طَيْفٌ بِلا ظِلٍّ كَتُومُ الخُطَى / مَنْ يَعْتَرِضْ مَسْلَكَهُ يُرْدِهِ
مُنْتَعِلُ البَرْقِ خَفِيُّ السُّرَى / يُصِمُّ بِالرَّعْدَةِ عَنْ رَعْدِهِ
مَهْلكَةُ الآسَادِ فِي نَابِهِ / وَصَرْعَةُ الأَطْوَادِ فِي زَنْدِهِ
كُلُّ قُوَى التَّشْتِيتِ فِي لِينِهِ / وَكُّلُّ بَطْشِ البَيْنِ فِي شَدِّهِ
يُلابِسُ الجِسْمَ وَيَغْشَى الحَشَى / وَيَمْلأُ الهَامَةَ مِنْ وَقْدِهِ
فَالمُبْتَلَى فِي حُلُمِ مُوهِنٍ / مُوهٍ يَكِلُّ العَزْمَ عَنْ صَدِّهِ
حُلْمٍ هُلامِيُّ اللَّظَى فَاجِعٍ / يَبْلُغُ مِنْهُ مُنْتَهَى جَهْدِهِ
حَتَّى إِذَا مَا امْتَصَّ مِنْهُ النُّهَى / فِي مُسْتَطِيلِ الجُنْحِ مُسْوَدِّهِ
أَطْلِقْهُ مِنْ حَالِقٍ ذَاهِلاً / فِي نِيلِهِ يَهْلِكُ أَوْ سِنْدِهِ
مُفَارِقاً غُرَّ أَمَانِيهِ / أَوْ مُوتِمَ الأَطْهَارِ مِنْ وَلْدِهِ
وَاهاً لِمَبْكِيٍّ عَلَى فَضْلِهِ / مُفْتَقِدِ الآدَابِ فِي فَقْدِهِ
صِيدَ مِنَ المَاءِ وَلَوْ أَنْصَفُوا / لَظَلَّ فِي المَاءِ عَلَى وُدِّهِ
يَهُزُّهُ المَوْجُ رَفِيقاً بِهِ / كَمَا يُهَزُّ الطِّفْلُ فِي مَهْدِهِ
مَضَى نَقِيَّ الجِسْمِ وَالبُرْدِ لا / فِي جِسْمِهِ لَوْثٌ وَلا بُرْدِهِ
مَا ضُرِّجَتْ بِالدَّمِ أَثْوَابُهُ / وَلا وَرَى الصَّادِعُ مِنْ زِنْدِهِ
مُبْتَرِداً بِالمَاءِ فِي نَفْسِهِ / شُغْلٌ عَنِ المَاءِ وَعَنْ بَرْدِهِ
مَاتَ مُرَجًّى فِي اقْتِبَالِ الصِّبَا / يَا خَيْبَةَ الدُّنْيَا وَلَمْ تَفْدِهِ
طَلَّقَهَا زَلاَّءَ لَمْ تَرْعَ مَا / آثَرَ أَنْ تَرْعَاهُ مِنْ عَهْدِهِ
وَلَمْ يُفَارِقْ بِمُنَاءاتِهَا / سِوَى أَذَاهَا وَسِوَى سُهْدِهِ
مَا كَانَ أَدْنَى العَيْشَ عَنْ رَأْيِهِ / وَأَضْيَقَ الأَرْضِ عَلَى جُهْدِهِ
وَكَانَ أَوْفَاهُ لِمَحْبُوبِهِ / لَوْلا انْحِطَاطُ العُمْرِ عَنْ قَصْدِهِ
فَرُبَّ رَسْمٍ بَاتَ فِي جَيْبِهِ / وَعَنْ ذَاكَ الرَّسْمِ فِي كِبْدِهِ
هَوَى أَبَى دَارَ التَّنَاهِي لَهُ / دَاراً فَرَقَّاهُ إِلَى خُلْدِهِ
مَا مَاتَ بَلْ نَام أَلَمْ تَنْظُرُوا / إِلي احْمِرَارِ الوَرْدِ فِي خَدِّهِ
مَا مَاتَ بَلْ نَام أَلَمْ تُبْصِرُوا / لَيَانَةَ المَعطِفِ فِي قَدِّهِ
نَامَ عَنِ الدَّهْرِ الخَؤُونِ الَّذِي / فِي هَزْلِهِ الغَدْرُ وَفِي جِدِّهِ
عَنْ قَاتِلِ النُّبْلِ عَدُوِّ الحِجَى / مُظْمِيءِ نصْلِ السَّيْفِ فِي غِمْدِهِ
عَنْ صَادِقِ الرَّمْزِ بِإِبْعَادِهِ / وَكَاذَبَ الإَيْمَانِ فِي وَعْدِهِ
عَنْ مُغْرِقِ العَالِمِ فِي بُؤْسِهِ / وَمُغْرِقِ الجَاهِلِ فِي سَعْدِهِ
عَنْ ظَالِمِ القَاصِدِ فِي حُكْمِهِ / وَفَاطِمِ المَاجِدِ عَنْ مَجْدِهِ
بِنْتَ حَكِيماً فَاسْتَرِحْ نَاسِياً / مَا نِلْتَ مِنْ خَيْرٍ وَمِنْ ضِدِّهِ
لا سُبَّةً تَخْشَى وَلا شُبْهَةً / مِنْ سُقْمَاءِ الرَّأْيِ أَوْ رُمْدِهِ
أَقَالَكَ الحَقُّ فَمَا عَاثِرٌ / مَنْ كَانَتْ العَثْرَةُ فِي جِدِّهِ
مَنْ ذَلَّ فَلْيُولِكَ مِنْ عُذْرِهِ / أَوْ عَزَّ فَلْيُولِكَ مِنْ حَمْدِهِ
سَقَاكَ دَمْعِي نَضْحَةً صُنْتُهَا / إِلاَّ عَنِ الوَافِي وَعَنْ وُدِّهِ
وَعَنْ عَظِيمِ الخُلْقِ مُسْتَنِّهِ / وَعَنْ قَوِيمِ الفِكْرِ مُسْتَدِّهِ
وَاللهُ رَاعِيكَ أَلَيْسَ الَّذِي / جَاءَكَ فِي الحَالَيْنِ مِنْ عِنْدِهِ
ضَعِي عَلَى عَيْنَيْكِ بَلُّورَةً
ضَعِي عَلَى عَيْنَيْكِ بَلُّورَةً / لِتَسْلَمِي مِنْ وَهَجِ الهَاجِرَهْ
وَيَسْلَمَ العَالَمُ مِنْ فِتْنَةٍ / تَشُبُّهَا أَلْحَاظُكِ السَّاحِرَهْ
كَانَتْ عُيُونُ الرِّيَبِ السَّاهِرَهْ
كَانَتْ عُيُونُ الرِّيَبِ السَّاهِرَهْ / تَرْمُقُ تِلْكَ الطِّفْلَةَ الطَّاهِرَهْ
مَنْ هِيَ بِنْتٌ مِنْ بَنَاتِ الأَسَى / مَعْرُوضَةٌ لِلصَّفْقَةِ الخَاسِرَهْ
يُطْمِعُ فِيهَا حُسْنُهَا وَالصِّبَا / وَالفَاقَةُ العَضَّاضَةُ الكَافِرَهْ
مَا زَالَ غِرّاً قَلْبُهَا لاهِياً / عَمَّا يَهِيجُ الشَّهْوَةَ الخَادِرَهْ
أَيْأَسُ مَا سَارَتْ بِأَطْمَارِهَا / لَمْ تَكُ إِلاَّ بَهْجَةً سَائِرَهُ
تحِسُّ لِلأَبْصَارِ فِي نَفْسِهَا / وَقْعَ النَّدَى مِنْ نَبْتَةٍ نَاضِرَهْ
وَتَلْتَقِي كُلَّ ابْتِسَامٍ كَمَا / تَلْقَى الشُّعَاعَ الدُّرَّة الزَّاهِرَهْ
وَتَقْبَلُ المَدْحَ عَلَى أَنَّهُ / مِصْدَاقُ مَا فِي المُقْلَةِ النَّاظِرَهْ
جَاهِلَةً مَا فِي قلوبِ الأُولى / تَأْمَنُهُمْ مِنْ شِيمَةٍ غَادِرَهْ
لا تُضْمِرُ المِرْآةُ فِي زَعْمِهَا / شَيْئاً وَرَاءَ الصُّورَةِ الظَّاهِرَهْ
وَيْحَ الفَقِيرَاتِ الجَمِيلاتِ مِنْ
وَيْحَ الفَقِيرَاتِ الجَمِيلاتِ مِنْ / حَبَائِلِ القَنَّاصَةِ المَاكِرَهْ
كَالوَرْدِ لا يَعْصِمُهُ شَوْكُهُ / إِذَا دَنَتْ مِنْهُ يَدٌ جَائِرَهْ
تَمُرُّ بَيْنَ النَّاسِ ذَاتُ الغِنَى / تُقِلُّهَا جَوَّابَةٌ طَائِرَهْ
فَتَثِبُ الأَبْصَارُ شَوْطاً بِهَا / ثُمَّ تَنِي ظَالِعَةً حَاسِرَهْ
وَالحُسْنُ إِنْ لَمْ يَرْجَ يُمْلَلْ كَمَا / يُمَلُّ حُسْنُ الأَنْجُمِ السَّافِرَهْ
أَمَّا ابْنَةُ البُؤْسِ فَهَيهاتُ أَنْ / تَمْلِكُ دَفْعَ القُوَّةِ القَاهِرَهْ
أَنَّى تَكُنْ تَلْحَقْ بِهَا لَفْظَةٌ / مُرِيبَةٌ أَوْ لَحْظَةٌ فَاجِرَهْ
أَوْ عِدَةٌ فَاتِنَة لِلنُّهَى / أَوْ هِبَةٌ خَلاَّبَة سَاحِرَهْ
لا تَفْتَأُ الخِدْعَة فِي إِثْرِهَا / سَاعِيَةً أَوْ حَوْلَهَا دَائِرَهْ
حَتَّى إِذَا أَضْرَمَتْ قَلْبَهَا / فَشَبَّ كَالمِجْمَرَةِ الثَّائِرَهْ
أَشْبَعَتِ الفُسَّاقَ مِنْ لَحْمِهَا / وَسَفَكَتْ هَدْراً دَمَ العَاهِرَهْ
تِلْكَ الَّتِي سُقْتَ عَلَى ذِكْرِهَا / تَفْصِيلَ هَذِي العِظَةِ الزَّاجِرَهْ
كَانَتْ عَلَى وَشْكِ السقوطِ الَّذِي / تَسقُطُهُ المِسكِينَةُ العَاثِرَهْ
قَدْ أَحْدَقَ السُّوءُ بِهَا مُنْذِراً / بِالوَيْلِ مِمَّا تَزِرُ الوَازِرَهْ
لَوْلا فَتى جَمٌّ مُرُوءاتهُ / شِيمَتهُ فِي عَصْرِهِ نَادِرَهْ
لا يَكْبُرُ الدَّهْرُ بِأَحْدَاثِهِ / يَوْماً عَلَى هِمَّتِهِ الكَابِرَهْ
أَنْقَذَهَا مُحْتَسِباً رَبَّهُ / بِهَا وَنِعْمَتْ حِسْبَةُ الآخِرَهْ
أَدْخَلَهَا مَعْهَدَ عِلْمٍ بِهِ / تَحْفَظُ حِفْظَ القُنْيَةِ الفَاخِرَهْ
تُتِم بِالآدَابِ فِي عِصْمَةٍ / جَمَالَ تِلْكَ الصُّورَةِ البَاهِرَهْ
أَعْظِمْ بِلُطْفِ اللهِ عَوْناً عَلَى / صِيَانَةِ البَائِسَةِ القَاصِرَهْ
أَلْبِرُّ فِي أَنْبَلِ غَايَاتِهِ
أَلْبِرُّ فِي أَنْبَلِ غَايَاتِهِ / مُمَثَّلٌ فِي هَذِهِ الْجَامِعَهْ
مَصْدَرُ أَنْوَارٍ كَفَى أَنَّهُ / مَطْلَعُ هّذِي الشُّهُبِ اللاَّمِعَهْ
يَا أُمَّةً ضَدْجٌ وَأَنْدَادُهُ / جَلَوا لَنَا صُورَتَهَا الرَّائِعَهْ
بَنَيْتِهَا دَاراً أَوَى الشَّرْقُ فِي / رُحْبٍ إِلَى أَفْيَائِهَا الْواسِعَهْ
وَقُلْتِ لِلدُّنْيَا وَلَمْ تُخْطِئِي / خَيْرُ المَوَدَّاتِ هِيَ النَّافِعَهْ
إِنَّ رِيَاضاً أَخْرَجَتْ لِلنُّهَى / هَذِي الثِّمَارَ الغَضَّةَ الْيَانِعَهْ
تُهْدِي إِلَى الْفَارِسِ حَمْداً بِهِ / طَابَ تَغَنِّي طَيْرِهَا السَّاجِعَهْ
تَكْتُبُ يَوْمِيَّاتِهَا عَادِلَهْ
تَكْتُبُ يَوْمِيَّاتِهَا عَادِلَهْ / نَاقِدَةً فِي حُكْمِهَا عَادِلَهْ
تَذْكُرُ مَا يَخْطُرُ فِي بَالِهَا / فِي كَلِمٍ مَعْدُودَةٍ حَافِلَهْ
وَتَصِفُ النَّاسَ عَلَى خِبْرَةٍ / حَتَّى تَرَاهُمْ صُوَراً مَاثِلَهْ
وَتَصِفُ الأَحْوَالَ مَشْهُودَةً / كَأَنَّهَا المِرْسَمَةُ النَّاقِلَهْ
فِي جُمَلٍ مُوجَزَةٍ جَزْلَةٍ / وَاضِحَةٍ نُرْسِلُهَا عَاجِلَهْ
أَعْجَبَنِي مِنْ نَقْدِهَا قَوْلُهَا / فِي غَادَةٍ بَادِنَةٍ جَاهِلَهْ
فُلانَةٌ حَسْنَاءُ لَكِنَّهَا / عَلَى صِبَاهَا بَضَّةٌ خَامِلَهْ
إِنْ تَتَكَلَّمْ فَهْيَ مَجْهُودَةٌ / أَوْ تَتَحَرَّكْ فَهْيَ مُثَّاقِلَهْ
كَوَرْدَةٍ أُكْثِرَ إِرْوَاؤُهَا / فَنَشَأَتْ مَائِيَّةً ذَابِلَهْ
وَقَوْلُهَا فِي هَرِمٍ جَاعِلٍ / هَوَى الغوَانِي شُغُلاً شَاغِلَهْ
وَجْهُ الثَّمَانِينَ وَشِعْرُ الصِّبَا / أَلشَّيْبُ حِلْيَ الأَنْفُسِ الكَامِلَهْ
لَمْ يَتَزَوَّجْ وَهْوَ شَأْنُ امْرِيءٍ / يَحْسَبُ جَهْلاً نِسْوَةَ النَّاسِ لَهْ
فَضَاعَ فِي إِسْرَافِهِ عُمْرُهُ / وَلَمْ يَنَلْ إِلاَّ المُنَى السَّافِلَهْ
وَمَا دَرَى أَنَّ سُعُودَ الْهَوَى / لِفَاضِلٍ زَوْجَتُهُ فَاضِلَهْ
وَقَوْلُهَا خَطْرَة فِكْرٍ لَهَا / كَأَنَّهَا عَنْ نَفْسِهَا قَائلَهْ
فُلانَةٌ حَسْنَاءُ لي زَعْمِهِمْ / أَدِيبَةٌ آنِسَةٌ عَاقِلَهْ
لَكِنَّهَا لَيْسَتْ عَلَى ثَرْوَةٍ / إِذَن فَهَاتِيكَ الحِلَى بَاطِلَهْ
يَزْدَحِمُ الفِتْيَانُ فِي بَابِهَا / وَتَتْبَعُ الْقَافِلَةُ الَقَافِلَهْ
كَأَنَّهَا التِّمْثَالُ فِي مُتْحَفٍ / تَزُورُهُ لِلرُّؤُيَةِ السَّابِلَهْ
يَا مُسْهِدَ القَوْمِ أَطَلْتَ السِّنَهْ
يَا مُسْهِدَ القَوْمِ أَطَلْتَ السِّنَهْ / مَا الدَّهْرُ إِلاَّ بَعْضُ هَذِي السَّنَهْ
يَوْمُكَ فِي لُبْنَانَ يَوْمٌ لَهُ / أَنْبَاؤُهُ فِي آخِرِ الأَزْمِنَهْ
هَوَّنَ مِنْ دَمعِي عَزِيزاً أَجَلْ / وَعِزَّةِ الخَطْبِ الَّذِي هَوَّنَهْ
بَكَيْتُ تِلْكَ المَحْمَدَاتِ الَّتِي / بَعْدَكَ أَمْسَتْ بِالنوى مُؤْذِنَهْ
وَهَى بِهَا الرُّكُنُ الرَّكِينُ الَّذِي / مَا لَبِثَ الوَاجِبُ أَنْ أَوْهَنَهْ
بَكَيْتُ ذَاكَ الخُلٌقَ الحْرَّ مَا / أَحْصَنَهْ وَالخَلْقُ مَا أَحْسَنَهْ
بَكَيْتُ ذَاكَ الوُدِّ أَتْحَفْتَنِي / بِآيَةٍ مِنْ أُنْسِهِ بَيِّنَهْ
بَكَيْتُ عِلْماً شَامِلاً نَفْعُهُ / دَوَّنَ مِنْهُ المَجْدُ مَا دَوَّنَهْ
بَكَيْتُ إِلهَاماً أَتَاهُ عَلَى / أَقْرَانِكَ الوَحْيُ الَّذِي لَقَّنَهْ
بِالفِكْرِ تَسْتَنْزِلُهُ مِنْ عَلٍ / وَالصَّوْغُ تُغْلِي فِي الحِلَى مَعْدَنَهْ
مَعنَاهُ مَا أَبْلَغَ وَاللَّفَّظُ مَا / أَفْصَحَ وَالأُسْلُوبُ مَا أَرْصَنَهْ
بَكَيْتُ ذَاكَ الأَدَبَ العَذْبَ فِي / جَاعِلِهِ مِنْ كَرَمٍ دَيْدنَهْ
وَالجَانِبَ اللَّيِّنَ حَتَّى إِذَا / دَعَا حِفَاظٌ عَادَ مَا أَخْشَنَهْ
وَالجُودَ تَفْنِي فِيهِ مِنْ رِقَّةٍ / مَا صَوَّرَ اللُّطْفَ وَمَا فَنَّنَهْ
بِلَحْظَةٍ أَوْ لَفْظَةٍ تَغْتَدِي / مُحْسِنَةً قَبْلَ اليَدِ المُحسِنَهْ
أَمْرٌ عَظِيمٌ أَنْ يَجُودَ امْرُوءٌ / وَسِرُّهُ مِصْدَاق مَا أَعْلَنَهْ
مَا نَفَقَاتُ المَالِ إِلاَّ عَلَى / مَا تَشْتَهِيهِ النَّفْسُ بِالهَيِّنَهْ
يَا أَيُّهَا النَّاعِيِهِ فِي قَوْمِهِ / نَعَيْتَ أَوْفَى خَادِمٍ مَوْطِنَهْ
فَتىً رَعَى كُلَّ مَوَاثِيقِهِ / عَلَى اخْتِلافِ الحَالِ وَالآوِنَهْ
إِنْ يَرْأَسِ الشُّورَى يَسُسْهَا وَلَمْ / تُؤْخَذْ عَلَيْهِ فِي مَقَامٍ هَنَهْ
وَلَمْ يَكُنْ إِلاَّ أَخاً نَاصِحاً / فِي رُفْقَةٍ عَنْ ثِقَةٍ مُذْعِنَهْ
أَوْ يَبْرَحِ المَنْصِبَ تَنْهَضْ عَلَى / قُدرَتهِ فِي ذَاتِهِ البَيِّنَهْ
فِي جَنْبِ ذَاكَ الفَضْلِ أَقْلِلْ بِمَا / تُعَدِّدُ الأَقلامُ وَالأَلسِنَهْ
يَا عَانِياً يَفْدِيهِ مِنْ قَيْدِهِ / أَعِزَّةٌ لَوْ فِدْيَةٌ مُمْكِنَهْ
ضَمَّكَ لُبْنَانُ إِلَى صَدْرِهِ / وَقَدْ يَجِد الحِسُّ بِالأَمْكَنَهْ
رَقَّتْ لَكَ الأَضْلاعُ مِنْهُ فَمَا / وُسِّدْتَ إِلاَّ مُهْجَةً لَيِّنَهْ
نَمْ هَانِئاً كَمْ سَاهِدٍ فِي ثَرَى / غُرْبَتِهِ وَدِّ بِهِ مَدفَنَهْ
وَلَتَكْسُ مَثْوَاكَ غَوَادِي الحَيَا / مِنْ كُلِّ نَاضِرٍ أَزْيَنَهْ
فِيهِ صِبىً حَقَّ عَلَى مِثْلِهِ / أَنْ تَحْنُوَ الوَرْدَةُ وَالسَّوْسَنَه
شَيَّدَهَا إِلياسُ داراً وَمَا
شَيَّدَهَا إِلياسُ داراً وَمَا / أَسعَدَهَا داراً بِأَهْلِيهَا
أَبهَجُ مِنْ ظَاهِرِ زينَاتِهَا / لِلْمُجْتَلِي زِينَاتِ منْ فِيهَا
قَصِيدَةٌ رَائِعَةٌ أَكْمَلَتْ / حَلَى مَبَانِيَها معانِيَهَا
بُورِكَ فِي البَانِي وَفِي أُسْرَةٍ / لَمْ تَعْرِفِ الزهْوَ وَلا التِّيْهَا
مِنْ نَفْسِهَا لا جَاهِهَا مَجْدُهَا / ومِنْ سجاياهَا مِعالِيهَا
لَيْسَ عَلَى النعْمَى لَهَا حَاسِدٌ / يحْفَظُهَا اللهُ وَيحمِيهَا
لَيْلَى اجْمَعِي النَّاسَ إِلَى محفِلٍ
لَيْلَى اجْمَعِي النَّاسَ إِلَى محفِلٍ / مُصْغٍ وَكونِي القَيْنَةَ الشَّادِيَهْ
دَعَوْتِ لِلْخَيْرِ فَجَاءُوا لَهُ / بِأَنْفسٍ طَيِّبةٍ رَاضِيَهْ
مَا كَلِمَاتُ الشكرِ إِنْ نُهْدِهَا / بِبَعْضِ مَا جُدْتَ بِهِ وَافِيَهْ
آهاً لَمَنْكُوبِينَ قَدْ أَحْرَقَتْ / دِيارهُم غَائِلَةٌ جانِيهْ
رِيعَ يَتَامَاهُمْ وَأَطْفَالُهُمْ / وَشُرِّدَتْ نِسَّوتُهُمْ باكِيَهْ
بَاتوا وَمَا بَعْدَ الحِمَى مِنْ حِمىً / إِلاَّ كُهُوفٌ فِي الدُّجَى الغَاشِيَهْ
كهُوفُ نُورٍ شَادَهَا سَاخِراً / شُعَاعُ تِلْكَ الشُّغْلِ الطَّاغِيَهْ
أَطْنَافُهَا تَنْدَى شَراراً فَمَا / تَحْسَبُهَا إِلاَّ بِهِ دامِيَهْ
مَنْ يَرْجِعُ الشَّيْخُ إِلَى بَيْتِهِ / إِلَى مُصَلاَّهُ مِنَ الزَّاوِيَهْ
مَنْ يُسْعِفُ الكَهْلَ وَحَاجَاتُ منْ / يَعُولُ مِنْ أُسْرَتِهِ مَاهِيَهْ
مَنْ لِعَرُوسٍ فَارَقَتْ خِدْرَهَا / وَأَصْبَحَتَ بَعْدَ الحُلَى عَارِيَهْ
رَأَيْتِ يَا لَيْلَى بِعَينِ النُّهَى / أًَهْوَالَ تِلْكَ النَّكْبَةِ الدَّاهِيَهْ
فَهزَّتِ الرَّأْفَةُ أَوْتَارَهَا / فِي نَفْسِكِ المِرْنَانَةِ الصَّافِيَهْ
وَمَا أَناشِيدُكَ إِلاَّ صدىً / مِنْهَا لِتِلْكَ الشِّيْمَةِ السَّامِيَهْ
لَيْلَى اسْتَوِي فِي التَّخْتِ سُلْطَانَةً / عَلَى قلُوبِ الرّفْقَةِ الصَّاغِيَهْ
فِي رَوْضَةٍ شَائِقَةٍ أُنْشِئَتْ / لسَاعَةٍ أَزْهَارُهَا زَاهِيهْ
تَحْتَ سَماءٍ فَائِضٍ نُورُهَا / مِنْ أَلفِ مِصبَاحٍ بِهَا ذَاكِيَهْ
لَيْلَى أَثِيرِي مِنْ خَبايَا المُنى / كُنوزَ تِلْكَ النَّغْمَةِ الخَافِيَهْ
وَليَذْكُرِ النَّاسُ غَراماً مَضَى / ولتَذْكُرِ العاشِقَةُ النَّاسِيهْ
وَليَجْذَلِ الجَذْلان وَليَبْكِ مَنْ / يبكي لِشَكْوى نَفْسِهِ الشَّاكِيهْ
فَفِي مَثَارَاتِ الهَوى عِنْدَهًم / خَيْر لِتِلْكَ الأَنْفُسِ العانِيهْ
قولِي لَهُمْ يَا لَيْلُ يطْرَبْ لَهُ / أشْهاد تِلْكَ اللَّيْلَةِ القَاسِيَهْ
كَأَنَّنِي أَنْظُرُ مِنْ حَيْثُمَا / أَرْسَلْتِ تِلْكَ الدُّرَر الغَالِيهْ
نَدىً مِنَ الرَّحْمَةِ يَهمِي عَلَى / نِيرَانِ تِلْكَ الأَرْبَعِ الصَّالِيهْ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025