أَشكو إِلى مَولاي ما رابَني
أَشكو إِلى مَولاي ما رابَني / وَلست أَعدوه بشكراني
محبّب تَحلو أَحاديثهُ / إِذا جنا الحنظلة الجاني
ما زالَ يدنيني حَتّى إِذا / تملّك المهجة أَقصاني
عاديت كلّ الناس من أَجلهِ / فَصادق الناس وَعاداني
خادَعني حيناً وَخادَعته / وَقبل أَن أُغريه أَغراني
أَثلج قَلبي بِمَواعيده / لكنّه بالخلف أَصلاني
يَعتَرِض الردّ بإِعراضه / وَيخلف الوعد بإمعانِ
وَيأكلُ الحقّ كَما يَشتَهي / وَيطبخ العذر بإِتقانِ
لَو كانَ قَلبي بَينَ أَضلاعه / ما قابل الوصل بهجرانِ
لَو عرفَ الحبّ وَأَسبابه / أَيقن باللوعة إِيقاني
يُرافِق المَولى وَلا يَقتَدي / برعي مَولاه فيرعاني
أَلَم يَكُن أَبصر ما خَصّني ال / مَولى به يَوم تَولّاني
كأَنَّه لَم يَر ما أَجزلت / نعماهُ مِن عطفٍ وَتحنانِ
إِن قيلَ في الذكر له حامِد / قلت نعم حامِد نسيانِ
وَكَيفَ لا أَذكر خلّات من / يذكرني حيناً وَيَنساني
يَقول من شاهده ما اِعتَدى / وَلا سعى يَوماً لحرماني
لَو وقف الرأي عَلى مكره / لَقالَ ذا فارِس فرسانِ
أَستَغفِر اللَه إِذا لَم أَزِن / فعاله الغرّ بميزانِ
مواعد لكنّه مسرع / وَمنجز لكنّه وانِ
إِنجازه جرَّ إِلى أَحقب / وَوعده يدرك في آنِ
لا عيب فيه غير فرط الحَيا / وَنفعه لكلّ إِنسانِ
وَهوَ لِمَولاه إِذ داهمت / جامحة أَقرب قربانِ
وَهوَ عَلى ما فيهِ من جفوة / أَخلص أَحبابي وَخلّاني
إِن كانَ قَد أَذنَب أَو قَد جَنا / فالذَنب ذَنبي وَأَنا الجاني
إِنّي أقاضيه وَلا أَكتَفي / وَحَبّذا لَو كانَ قاضاني
فاِحكم له أَو ليَ فيما تَرى / واِجز المسيئين بإِحسانِ
وَاِقض عَلى المذنب أَو جازِهِ / صَفحاً وَعاقبه بِغُفرانِ
لَولا رَباب وَنزار وَما / يَبتَغيان وَيريدانِ
ما كانَ أَغناني عَن حامِدٍ / عَن حامِدٍ ما كانَ أَغناني