المجموع : 5
إن أقبل السعد وزال العنا
إن أقبل السعد وزال العنا /
وقد سكرنا بكؤوس المنى /
وموسم الأفراح لي إن دنا /
يا ربةَ العود خذي في الغنا / وحرِّكي من صوته ما ونى
قم يا نديمي موسم القرب جا /
وأبدل اليأس لنا بالرجا /
ولا تخف ظلم ظلام دجا /
فإن مسودَّ قميص الدجى / لوَّنه الصبح بما لوَّنا
حسن ملاح الكون لي هيما /
وتوبتي وهبتها اللوَّما /
فرحت مُغرىً في الهوى مغرما /
وفاز بالتوبة قوم وما / تاب من التوبة إلا أنا
إن قلتَ لم أقدر ولم أستطع
إن قلتَ لم أقدر ولم أستطع / ادفع عني كيد شيطاني
أو قلتَ ذا صعب على همتي / فأنت في كذب وبهتان
إن الشياطين من النار هم / والماء منه كل إنسان
والماء يطفي النار والنار لا / تسطو على الماء بسلطان
ما لم يحل بينهما موصل / لبرد ماء حر نيران
وها هنا النفس غدت حائلاً / فاكسر إناء الحائل الفاني
يبقى بعيداً عنك يخشاك أن / تُطفِيَهُ شيطانُك الداني
لله حمدي دائماً في الورى
لله حمدي دائماً في الورى / حمد مقيم النعمة القاطنِ
على انصلاح القلب والجسم من / سوء بليدٍ ضلَّ أو فاطن
أمامنا الأعظم في ظاهر / وشيخنا الأكبر في الباطن
لا معه نحن ولا معْنا
لا معه نحن ولا معْنا / ونحن لا حرفٌ ولا معنى
بل نحن أمر واحد كلنا / إشارة القوسين أو أدنى
وهو الوجود الحق كنّا به / وهماً على وهمٍ وما كنا
نذوب ذوب الثلج في مائه / إذا تجلى عندنا استغنى
صفاته مرجعها ذاته / إذ لا ثلاثٌ لا ولا مثنى
يا وحدةً مطلقةً ما على / وجودها حكم له يُعنى
بالعدم الصرف أحاطت كما / قالت لنا لما لها قلنا
ونحن لا قول ولا قائل / ولا نرى خوفاً ولا أمنا
وقد وقفنا عند أسمائه / شرعاً فما أغنى وما أقنى
وكلما جزنا به جاءنا / شرك الخفا يدني إلى المغنى
والأصل لا علمٌ به عندنا / كلا ولا جهلٌ به منا
ولا حضور لا ولا غيبة / وقد عدمنا الظهر والبطنا
هذا جنون الحق في عقلنا / يدريه من في الحق قد جنا
يا ابن طريق الحق لا تلحني / من وحد الموجود ما ثنّى
قول المجانين الذي قلته / أنَّى لعقلٍ فهمُه أنَّى
لا تخلط الواجب بالممكنِ
لا تخلط الواجب بالممكنِ / وكن بتمييزهما معتني
فالواجب الحق وجود وما / سواه غير العدم الممكن
لم يتغير واحد منهما / عما عليه كان قدماً بني
هذا الوجود الحق باد على / كل التقادير بما يعتني
بعلمه قامت سماواته / والأرض حتى كل شيء فني
وهو كثير في ظهوراته / وواحد في ذاته الأبين
مكوّن الذرات يأتي بها / وجوده بالقلم المقتني
يركّب الأشياء منها على / تصويرها من فاضل أو دني
حتى تراه ظاهراً بالذي / ركَّبه ينطق بالألسن
تراه في صورة ناعورة / وتارةً في شكل روض جني
وتارة في شكل بدر على / غصن مليح أهيف ينثني
وهو الذي قد جل في نفسه / عن صورة التصوير للأعين
والجاهل المنكر في غيه / وللذي يعرف عيش هني
تبارك الله الغني الذي / يعرفه بالحسِّ عبد الغني