المجموع : 9
لو كان للنُّوروزِ لمّا أتى
لو كان للنُّوروزِ لمّا أتى / فمٌ ولفظٌ مٌعرِبٌ أو لِسانْ
ناداك أنت العِيد يا عِيدَ مَن / عَيَّد والنَّوْروز والمِهرَجان
لو جَلَّ عن قَدْرِ الْعِيانِ امرُؤٌ / لِلفضلِ ما نالك مِنّا العِيان
أوتيتَ في المَهدِ العُلا والنَّدَى / وخصّك اللهُ بحسْنِ البيانْ
فما عسى يُحصِيهِ فيك الثنا / وأنتَ عالي القَدْرِ عن كلّ شان
يا حُسنَ ما أَصبحَ يسمو بِه / يا صفوةَ الرّحمانِ مِنك الحَنان
قد سافرتْ فيك بمَدْحي الورى / وغرّدتْ فيك بشِعري القِيانْ
وسالمتْني منذ نَوَّهْت بي / سودُ الرّزايا وخُطوبُ الزمان
لا زلتَ تَبقى قاهِراً لِلعِدا / بالغَ ما أمّلتَ عالي المكان
إنْ تكن قد سلوتَ عمّا عهِدنا
إنْ تكن قد سلوتَ عمّا عهِدنا / واطرحْتَ السؤالَ لما بَعُدْنا
فأنا حافظٌ لِعهدِك راعٍ / لك ما عشتُ إن حضرنا وغِبنا
ما تعرّفتَ حالَنا بِكتابٍ / مِثل ما يفعل المحبّ المعنىَّ
لا ولا رحتَ حين غِبْنا ثلاثاً / تشتكي وحشةَ التفرّق مِنّا
خيرُ أهلِ الوفاءِ ذو الحِفْظ بالأَف / عالِ لا مَن يقول إِنّا وإِنّا
ألبسَني حُسْنك يا حُسْنه
ألبسَني حُسْنك يا حُسْنه / ما لم يَخَلْ وهمٌ ولا ظنُّ
أُعطِيتُ ما لَم تَرَه مُقْلَةٌ / مِنك وما لَمْ تَسمعِ الأُذْنُ
أَقَلُّ ما خُوِّلْتُه أنّني / يَعبُد وجهِي الإِنسُ والجِنُّ
لو حملَتْني مُقْلةٌ لم يكن / يَألَمُ مِنْ حَمْلي لها جَفْنُ
قل للأمِيرِ ابنِ الإمامِ الّذي
قل للأمِيرِ ابنِ الإمامِ الّذي / أمّنَنا من نائباتِ الزمانْ
لو صُوِّرتْ أفعالُك الغُرُّ ما / أصبحنَ إلاّ أوْجُهاً لِلحسانْ
نحن من المَعْشوقِ في لّذَّةٍ / زادت على لَذّة طِيبِ الأَمان
فأيَّ شيء أبتدي وَصْفَه / منه وقد أفرَطَ في كل شان
أماءَه العَذْبَ القليلَ القَذَى / أم ظِلَّه الدانيَ من كلِّ دان
رُحْتُ به لِلّهوِ في فتيةٍ / كلّهمُ حُرٌّ كريمٌ هِجان
نَلقَى الصَّبَا فيه بَحرِّ الصِّبَا / ونطرد الهمَّ بِبنت الدِّنان
صفراءُ لولا طِيبُ أنفاسِها / غابت عن الحسّ ولُطْفِ العِيان
نَشْربُها مَزْجاً وصِرْفاً وما / لنا سِوى المَثْلَثِ من تَرْجُمان
والبَمُّ يَهْدِينا لِطُرْقِ الصِّبا / إذا تبارتْ فيهِ أيدي القِيانْ
كأنّما رِقّةُ مَسْموعهِ / رِقّة ما يلفظ مِنك اللِّسان
لا تُقتَل الأحزانُ إلاّ بما
لا تُقتَل الأحزانُ إلاّ بما / أودَعَه الإبريَق دمعُ الدِّنان
صفراءُ في الكأس خَلُوقيّةٌ / مخلوقةٌ من قَبْلِ خَلْقِ الزَّمان
أدقّ محسوساً إذا صُرِّفتْ / مِن دِقّةِ الفهمِ ولطفِ البيان
يَقتَصُّ مِن أقدامِنا ثَأُرُها / وتَعقِد اللَّفْظ وتَلْوي اللسان
ينظِم فيها ماؤها لؤلؤاً / كأنّه نَظمُ ثغُورِ القِيان
كأنّما الكأسُ بها ثَلْجةٌ / يَكيلُ ساقِيها بها زَعْفَرانْ
أو دُرّةٌ ضُمّت على عَسْجدٍ / أو عَسجَدٌ قد ذاب في أقْحُوان
دونَكُمُوها فاشربوا صِرْفَها / هَنَاكُم القَصْفُ وطِيبُ المَكان
وأَنصِتوا ما بين أَقداحها / إلى الأغاني مِن حلُوقِ الغوان
حتّى إذا هَزّتكُم نَشْوَةٌ / هَزَّ الشُّجاع المتَّقي للجَبان
فادَّرِعوا أخلاقَكم واطرَبوا / بين تَناغي زِيركُمْ والمَثان
وإن أَغِبْ عنكْم فإني كمن / يراكُمُ في القربِ رأىَ العِيان
هَنّاكُمُ اللهُ ومَلاّكُمُ / وعاشَ من عاداكُمُ في هوان
يا مَن رَعَى وُدِّي وأَدْناني
يا مَن رَعَى وُدِّي وأَدْناني / وَصْلاً ولم يَهْمُمْ بهِجْراني
متى أُجازِيهِ على بعِض ما / أَخْلَص مِن حُبِّي وأولاني
أَم كيف أَسْطيع مكافاةَ مَنْ / أَسْخَطَ حُسَّادي وأَرضاني
واللهِ لا زِلتُ له باذِلاً / قلبي في الحُبِّ وجُثْماني
لا نِلْتُ سؤلي منه إن لم يكن / سِرِّىَ فيه مِثْلَ إعلاني
بدرُ دُجىً يُشرِقُ لألاؤُه / رُكِّب في غُصْنِ من البانِ
ما زالَ يعصي فيّ مَن قد غَدَا / يَلْحَاه في الحُبّ ويلحاني
فلستُ فيه قائلاً قولَ مَن / يَرضَى من الحُبّ بأَلوانِ
فَدَيتُ مَن أعرَضَ حتَّى إذا / خاف عَلَى قلبي ترضّاني
بَعَثْتُهُ يحكيكَ في بعضِ ما
بَعَثْتُهُ يحكيكَ في بعضِ ما / أَلبَسَكَ الشوقُ لرؤيانا
لكنّه يُهدي بأَرْواحِه / إليك مَغْدانا ومُمْسانا
نَبِّيءْ أيا نِيلُوفَرَ النَّبْت عَنْ / وُدّي بتَضْوِيعكَ إنْسانا
وقل له لاَ صلَحتْ حالةٌ / تَنْهاك عن أن تتلقَّانا
ما جَمّل الأيّامَ خَلْقٌ كما / جمّلْتَها حُسْنا وإحسانا
لو طُويَ الجود إذا أصبحتْ / لِطيِّهِ كفُّك عُنْوانا
كأنَّما أنتَ رأيتَ النَّدى / والناسُ أمْسَوا عنه عُمْيانا
قَفَوْتَ في المعروف أَخلاقَنا / وسُمْت في هَدْيك مَهدانا
لا كانَ من فرَق ما بينَنا / في جملة الأَحياءِ لا كانا
أشربْ فهذي ليلةٌ ممكنَهْ
أشربْ فهذي ليلةٌ ممكنَهْ / قد نَفَحَ اللَّهْوُ بها أُرغُنَهْ
والنِّيلُ قد حاربَ رِيحَ الصَّبا / ثمّ تَبدَّى لابِساً جَوْشَنَهْ
قمْ نَغْبِنِ الدهرَ فإنّي امرؤٌ / آليتُ بالنَّشوةِ أَن أَغْبِنَهْ
فسقِّني صِرفاً وممزوجَةً / وغنّني بالله يا جنْجنَهْ
وَيلِي من الرَّشأ الّذي
وَيلِي من الرَّشأ الّذي / سُلْطانُه في المقُلْتينِ
لم تَستَطِعْه مَلافِظي / فشكَتْ إِلى عينيهِ عيني
فاعتلّ عِلّة خائفٍ / وشكا مَلامَ العاذِلَين
ثم استهلّت عينُه / في وجنتَيهِ بِدَمْعَتين
فكأنّما في خدّه / ذهبٌ يَذوبُ على لُجَين
فضممُته ولثمتُه / وأخذْتُ من خدّيه دَيْني
ولقد سألتُ مُعَذَّبي / يومَ التفرُّقِ قُبْلَتَينِ
وكنَنْتُها في عينِه / خوفَ الرَّقيبِ بلَحْظِ عَيني
فأجابني إِن شئتَ أن / تَحظَى بقَطْفِ الوَجْنتَينِ
فاقطِفهُما بين الرَّقِي / بِ وبين لحظِ الحاسِديَن