أَخْلاقُهُ أَحْلى مِنَ الأَمْنِ
أَخْلاقُهُ أَحْلى مِنَ الأَمْنِ / وَكَفُّهُ أَنْدى مِنَ الْمُزْنِ
إِذا وَصَفْناهُ وَلَمْ نُسْمِهِ / قَالَ الْوَرى ذاكَ أَبُو الْيُمْنِ
ذاكَ الَّذِي لَوْ لَمْ نَبُحْ بِاسْمِهِ / لَمْ يَجْهَلِ الْعالَمُ مَنْ نَعْنِي
رَأَيْتُكَ تَقْتَضِي شُكْرَ الرِّجالِ / وَلَسْتَ بِمُقْتَضى بَذْلِ النَّوالِ
غَراماً بِالْمَحامِدِ وَالْمَساعِي / وَوَجْداً بِالْمَكارِمِ وَالْمَعالِي
وَلَسْتَ بِعاطِلٍ مِنْ حَلْيِ حَمْدٍ / وَكُلُّ مُؤَمِّلٍ بِنَداكَ حالِ
وَلَيسَ الشُّكْرُ بَعْدَ الْجُودِ إِلاّ / أَسِيرَ الْجُودِ مِنْ قَبْلِ السُّؤالِ
عَلَوْتَ عَنِ الثَّناءِ وَأَيُّ خِرْقٍ / سِواكَ عَنِ الثَّناءِ الْمَحْضِ عالِ
وَأَيْنَ الشُّكْرُ مِنْ هذِي الْعَطايا / وَأَيْنَ الْحَمْدُ مِنْ هذا الْجَلالِ
سَلا الْعُذْرِيُّ عَمَّنْ باتَ يَهْوى / وَلَسْتَ عَنِ النَّدى يَوْماً بِسالِ
بَقِيتَ مُمَلأً غَفَلاتِ عَيْشٍ / نَمِيرِ الْوِرْدِ مَمْدُودِ الظِّلالِ
تُعَمَّرُ وَالْمُيَسَّرَ فِيهِ عُمْراً / جَدِيداً ثَوْبُهُ وَالدَّهْرُ بالِ
تُسَرُّ بِهِ وَتُمْنَحُهُ أَمِينَ الْ / فِطامِ حَمِيدَ عاقِبَةِ الْفِصالِ
بِيُمْنِكَ يا أَبا الْيُمْنِ اسْتَطَلْنا / إِلى الْعَلْياءِ مِنْ كَرَمِ الْخِلالِ
سَعِيداً يا سَعِيدُ تَفُوزُ مِنْهُ / بِأَيّامٍ كَأَيّامِ الْوِصالِ
لَقَدْ شَرُفَتْ بِكَ الدُّنْيا وَطالَتْ / بِكَ الأَيّامُ فَخْراً وَاللَّيالِي
فَعِشْتَ بِها تُسَرْبَلُ مِنْكَ فَخْراً / وَتَلْبَسُ مِنْكَ أَثْوابَ الْجَمالِ