المجموع : 18
لِباسِيَ البُرسُ فَلا أَخضَرٌ
لِباسِيَ البُرسُ فَلا أَخضَرٌ / وَلا خَلوقِيٌّ وَلا أَدكَنُ
وَقوتِيَ الشَيءُ أَبى مِثلَهُ / فَصيحُ هَذا الخَلقِ وَالأَلكَنُ
وَأَسأَلُ الخالِقَ مِن عِزِهِ / ما لَم يَكُن إِلّا لَهُ يُمكِنُ
سَيراً إِلى المَوتِ وَعَفواً إِذا / مِتُّ فَفي الآخِرَةِ المَوكِنُ
وَالرُفقُ بِالنَفسِ لَدى بَينِها / عَن جَسَدٍ ظَلَّت بِهِ تَسكُنُ
وَكُنتُ وَالناسَ إِلى هَذِهِ ال / دُنيا فَخانَت عَهدَ مَن يَركُنُ
لَو لَم تَكُن دُنياكَ مَذمومَةٌ
لَو لَم تَكُن دُنياكَ مَذمومَةٌ / ما أَولَعَ اللَهُ بِها الأَلسُنا
ما أَحمَدُ الخَيرِيِّ فَألاً بِهِ / وَلا أَذُمُّ الوَردَ وَالسَوسَنا
أَجهَلُ مِنّي رَجُلٌ يَبتَغي / عِندِيَ ما لَستُ لَهُ مُحسِنا
حُقَّ وَإِن كانَ أَخا صورَةٍ / في الإِنسِ أَن يُلجَمَ أَو يُرسَنا
وَأَن تُسَمّى رِجلُهُ حافِراً / في واجِبِ التَشبيهِ أَو فِرسِنا
ما وَقَعَ التَقصيرُ في لَفظِنا
ما وَقَعَ التَقصيرُ في لَفظِنا / لَو صَدَقَت أَفعالُنا الأَلسِنَه
كَم حَسُنَت في الأَرضِ مِن صورَةٍ / وَلَم تَكُن في عَمَلٍ مُحسِنَه
وَما عُيونُ الناسِ فيما أَرى / مُنتَبِهاتٍ مِن طَويلِ السِنَه
إِنَّ أَمامِيَ أَسَداً فارِساً / لا بازِلاً يوطِئُني فِرسَنَه
إِن تَتَطَيَّر أَو تَفاءَل فَما / تَملِكُ ريبَ الدَهرِ أَن تَرسِنَه
خيرِيَّةٌ في لَفظِها خيرَةٌ / جاءَتكَ بِالسوءِ مِنَ السَوسَنَه
وَالأَمَلُ المَبسوطُ قِرنٌ إِزا / ءَ اللَيثِ لا يَترُكُ أَن يَلسُنَه
لَو قيلَ لَم يَبقَ سِوى ساعَةٍ / أَمَّلتَ ما تَعجِزُ عَنهُ سَنَه
طَودانِ قالا زَلَّ غُفرانا
طَودانِ قالا زَلَّ غُفرانا / فَنَسأَلُ الخالِقَ غُفرانا
أَبرَأَنا الواحِدُ مِن سُقمِنا / وَرَمَّنا المَلكُ وَأَبرانا
اللَهُ أَدرانا بِأَمرٍ فَما / نَغسِلُ بِالتَوبَةِ أَدرانا
أَجرَأَنا الجَهلُ عَلى إِثمِنا / وَهوَ عَلى الإِحسانِ أَجرانا
وَالبَغيُ أَشرانا فَأَلفَيتَنا / وَكُلُّنا يوجَدُ أَشرانا
إِنِّيَ حَيٌّ رانَ ذَنبي عَلى / قَلبي فَما أَنفَكُّ حَيرانا
نَجرانَ مِن قَيظٍ وَهَمٍّ فَمَن / يَغدو عَلى مَسجِدٍ نَجرانا
إِن يَفنَ بَدرانا فَنَرجو الَّذي / أَغنى وَلا نَسأَلُ بَدرانا
إِثرانِ مِن خَيرٍ وَشَرٍّ لَنا / وَيَلحَقُ التَثريبُ أَثرانا
عُمرانِ مَرّا لِكَبيرٍ وَلا / يَترُكُ لِلدامِرِ عُمرانا
فَرَحمَةُ اللَهِ عَلى أُمَّةٍ / عَهِدتُها في الأَرضِ جيرانا
أَقَرَأنا مِنها السَلامَ الكَرى / وَكَم أَبادَ الحَتفُ أَقرانا
غَيرانِ مِن حَمدٍ وَمِن عِفَّةٍ / خَيرٌ لِمَن أُلفِيَ غَيرانا
نُهمِلُ أَسرانا بِأَيدي الرَدى / وَيُدلِجُ اللَيلَةَ أَسرانا
نيرانِ لاحا في ظَلامٍ لَنا / وَقَد لَمَحنا فيهِ نيرانا
لَو عَقَلَ الإِنسانُ رامَ الهُدى / وَلَم يَبِت في النَومِ سَدرانا
مُرّانِ عَيشٌ وَحِمامٌ فَما / أَغناهُ أَن يَحمِلَ مُرّانا
أُفٍّ لِدُنيانا وَأَحزانِها
أُفٍّ لِدُنيانا وَأَحزانِها / خَفَّفتُ مِن كِفَّةِ ميزانِها
وَتِلكَ دارٌ غَيرَ مَأمونَةٍ / أَولِعَ ضاريها بِخَزّانِها
في بُقعَةٍ مِن رُقعَةٍ يَسَّرَت / لِلبَيذَقِ الفَتكَ بِفِرزانِها
أَينَ مُلوكٌ غَبَرَت مُدَّةً / بَينَ رَوابيها وَحِزّانِها
تُردي بِشَنِّ البَدرِ أَضيافَها / وَتَشتَري الخَيلَ بِأَوزانِها
قَد ذَهَبَت عَن ذَهَبٍ صامِتٍ / وَخَلَّفَتهُ عِندَ خُزّانِها
هَل قَبِلَت مِن ناصِحٍ أُمَّةٌ
هَل قَبِلَت مِن ناصِحٍ أُمَّةٌ / تَغدو إِلى الفِصحِ بِصُلبانِها
كَنائِسُ يَجمَعُها وَصلَةٌ / بَينَ غَوانيها وَشُبّانِها
ما بالُها عَذراءَ أَو ثَيِّباً / كَوَردَةِ الجاني بِإِبّانِها
راحَت إِلى القَسِّ بِتَقريبِها / وَبَيتُها أَولى بِقُربانِها
قَد جَرَّبَت مِن فِعلِهِ سَيِّئاً / وَالطيبُ جارٍ بِجُرَّبانِها
وَرَبَّها تُسخِطُ بَل زَوجَها ال / بائِسَ في طاعَةِ رُبّانِها
وَزارَتِ الدَيرَ وَأَثوابُها / ضامِنَةٌ فِتنَةَ رُهبانِها
قَرَنتَ جَيشَينِ فَكَم مِن دَمٍ
قَرَنتَ جَيشَينِ فَكَم مِن دَمٍ / أَرَقتَ لا هَدياً عَنِ القارِنِ
فَمارِني إِن شِئتَ أَولا فَما / يُعرَفُ إِلّا ذِلَّةَ مارِني
وارٍ زِنادُ الشَرِّ في هَذِهِ الدُن / يا فَقُل يا جَدَثي وارِني
وَيا خَليلي دَرَني زائِدٌ / فَأَقصِني في الأَرضِ أَو دارِني
عِندَكَ مالٌ فَأَعِن سائِلاً / وَلا تَبِت كَالسابِقِ الحارِنِ
فَالرَجُلُ لِلرَجلَةِ وَالكَفُّ لِل / كَفَّةِ وَالعِرنينُ لِلعارِنِ
ما هاجَني البارِقُ مِن بارِقٍ
ما هاجَني البارِقُ مِن بارِقٍ / يَوماً وَلا هَزَّ لِهَزّانِ
حَربَةُ زانٍ بِفُؤادِ الفَتى / خَيرٌ لَهُ مِن خَربَةِ الزاني
لا أَشرَبُ الرَاحَ وَلَو / ضُمِّنَت ذَهابَ لَوعاتي وَأَحزاني
مُخَفِّفاً ميزانَ حِلمي بِها / كَأَنَّني ما خَفَّ ميزاني
عُمرٌ مَضى لا كانَ مِن ذاهِبٍ / جَزَّيتُهُ شَرّاً وَجَزّاني
أُجامِلُ الناسَ وَلَو أَنَّني / كَشَفتُ ما في السِرِّ أَخزاني
أَسيتُ مِن نَقصي وَلَكِنَّ ما / يَظهَرُ مِن غَيرِيَ عَزّاني
الحَمدُ لِلَّهِ الَّذي صاغَني
الحَمدُ لِلَّهِ الَّذي صاغَني / أَطعَمَني رِزقي وَأَحياني
شَخصِيَ هَذا عُرضَةٌ لِلرَدى / وَلَم يَزَل مَعدِنَ عِصيانِ
مِن كُلِّ فَنٍّ فيهِ أُعجوبَةٌ / كَأَنَّهُ جامِعُ سُفيانِ
يا آلَ يَعقوبَ خُذوا حَذرَكُم / في الدَهرِ مِن حَبرٍ وَدَيّانِ
يَزعَمُ نارٌ مِن سَماءٍ هَوَت / تَأكُلُ ذا إِفكٍ وَطُغيانِ
لَو كُنتَ فيما قُلتَهُ صادِقاً / لَم تَعدُ لِلشَرِّ بِهَيمانِ
وَلَم تَكُن تَرغَبُ في زُيَّفٍ / تُؤخَذُ مِن عُرجٍ وَعُميانِ
أَما تَوَقّى كَذِباً فاحِشاً / أَذهَلَني مِنكَ وَأَعياني
تَجعَلُ نَمِيَّكَ تِبراً وَما / تَخلُطُهُ حَبَّةَ عُقيانِ
يا شائِمَ البارِقِ لا تُشجِكَ ال
يا شائِمَ البارِقِ لا تُشجِكَ ال / أَظعانُ فُوِّضنَ إِلى أَرضِ بَبنَ
أُبنَ إِلى الأَوطانِ في عازِبِ ال / رَوضِ فَما وَجدُك لَمّا أَبَبنَ
يَشبُبنَ بِالعودِ وَيُخلِفنَ في ال / مَوعودِ لا كانَ صِلاءٌ شَبَبنَ
صَبَبنَ في الوادي إِلى قَريَةٍ / غَنّاءَ لَكِن بِالهَوى ما صَبَبنَ
يُسبَبنَ بِالفِعلِ فَأَمّا إِذا / قيلَ فَما يَعلَمنَ يَوماً سُبِبنَ
يَحمِلُها العيسُ وَمِن حَولِها الشِر / بُ قَرَّبنَ ضُحىً أَو خَبنَ
مَها نَقاءٍ لا مَهاً في نَقاً / رُبِّبنَ في ظِلِّ قَناً أَو رَبَبنَ
عَقارِبٌ قاتِلَةٌ مِن مُنىً / عَلى لِساني وَضَميري دَبَبنَ
آهٍ مِنَ العَيشِ وَإِفراطِهِ / وَرُبَّ أَيدٍ في بَقاءٍ تَبَبنَ
تُذَكِّرُني راحَةَ أَهلِ البِلى / أَرواحُ لَيلٍ بِخُزامى هَبَبنَ
لا تَأمَنِ الدَهرَ وَتَحويلَهُ المُل / كَ إِلى آلِ إِماءٍ ضَبَبنَ
إِنَّ اللَبيباتِ إِذا مِلنَ لِلدُن / يا وَأَلغَينَ التُقى ما لَبَبنَ
وَفي مَزيجِ الراحِ أَو في صَريحِ ال / رِسلِ وَالعامُ جَديبٌ عَبَبنَ
ضَمَّكُمُ جِنسٌ وَأَزرى بِكُم
ضَمَّكُمُ جِنسٌ وَأَزرى بِكُم / قِنسٌ وَأَنتُم في دُجاً تَخبِطون
حَفَرتُم صَخراً وَأَنبَطتُمُ / ماءً فَهَلّا العِلمَ تَستَنبِطون
بَعضُكُمُ يَقتُلُ بَعضاً كَأَن / جوزيتُمُ عَن غَنَمٍ تَعبِطون
رابَطتُمُ الثَغرَ بِأَفراسِكُم / وَفَوقَكُم في العَقلِ ما تَربِطون
لَم تُرزَقوا خَيراً وَلَم تُعدَموا / شَرّاً فَما بالُكُمُ تَغبِطون
ظَنَّ اِرتِقاءً بِكُم جاهِلٌ / وَكُلُّكُم في صَبَبٍ تَهبِطون
ضَبَطتُمُ المالَ وَلَكِنَّ ما / يَجمَحُ بِالإِنسانِ لا تَضبُطون
لَم تَقتَنوا مَجداً وَأَصبَحتُمُ / قِنَّ فُروجٍ لَكُم أَو بُطون
كَم آيَةٍ يُؤنِسُها مَعشَرٌ
كَم آيَةٍ يُؤنِسُها مَعشَرٌ / فَلا يُبالونَ وَلا يَتَّقون
في هُوَّةٍ حَطّوا وَمِن رَأيِهِم / أَنَّهُم في رَفعَةٍ يَرتَقون
وَهُم أُسارى في يَدَي عَيشِهِم / لَعَلَّهُم عِندَ الرَدى يُعتَقون
ما أَغدَرَ الدَهرَ وَأَبناءَهُ / لِأَنَّهُم مِن بَحرِهِ يَستَقون
كَم ظَلَمَ الأَقوامُ أَمثالَهُم / ثُمَّتَ بادوا فَمَتى يَلتَقون
كُل وَاِشرَبِ الناسَ عَلى خِبرَةٍ
كُل وَاِشرَبِ الناسَ عَلى خِبرَةٍ / فَهُم يَمُرّونَ وَلا يَعذُبون
وَلا تُصَدِّقهُم إِذا حَدَّثوا / فَإِنَّني أَعهَدُهُم يَكذِبون
وَإِن أَرَوكَ الوُدَّ عَن حاجَةٍ / فَفي حِبالٍ لَهُم يَجذِبون
قَد غَدَتِ النَحلُ إِلى نورِها
قَد غَدَتِ النَحلُ إِلى نورِها / وَيحَكِ يا نَحلُ لِمَن تَكسِبين
يُجيءُ مُشتارٌ بِآلاتِهِ / فَيَلسَبُ الأَريَ وَلا تَلسِبين
أَتَحسَبينَ العُمرَ عِلماً بِهِ / لا بَل تَعيشينَ وَلا تَحسَبين
هَل لَكِ بِالآباءِ مِن خِبرَةٍ / كَم والِدٍ في زَمَنٍ تَنسِبين
أَتَحسَبينَ الدَهرَ ذا غَفلَةٍ / هَيهاتَ ما الأَمرُ كَما تَحسَبين
سِنُّكَ خَيرٌ لَكَ مِن دُرَّةٍ
سِنُّكَ خَيرٌ لَكَ مِن دُرَّةٍ / زَهراءَ تُعشي أَعيُنَ الناظِرين
عَجِبتُ لِلضارِبِ في غَمرَةٍ / لَم يُطِعِ الناهِزينَ وَالآمِرين
يَكسِرُ بِاللُؤلُؤِ مِن جَهلِهِ / خُشُباً عَتَت عَن أَنمُلِ الكاسِرين
مَن كانَ مِن أَسراهُ مالٌ لَهُ / فَلَستَ لِلمالِ مِنَ الآسِرين
أَعُدُّ أَسنى الرِبحِ فِعلَ التُقى / فَلا أَكُن رَبِّ مِنَ الخاسِرين
مَضى زَماني وَتَقَضّى المَدى
مَضى زَماني وَتَقَضّى المَدى / فَلَيتَني وُفِّقتُ في ذا الزُمَين
أَرزَمتِ النابُ وَعارَضتُها / فَلِيَعجَبِ السامِعُ لِلمُرزَمَين
أَمطَرَنا اللَهُ بِإِحسانِهِ / لا أَنسُبُ الغَيثَ إِلى المِرزَمَين
لَيتَ دُموعي بِمِنىً سُيِّلَت / لِيَشرَبَ الحُجّاجُ مِن زَمزَمَين
إِن شِئتُما أَن تَنسُكا فَاِسكُنا
إِن شِئتُما أَن تَنسُكا فَاِسكُنا / وَأَنفِقا المالَ الَّذي تُمسِكان
وَاِعتَقِدا في حالِ تَقواكُما / أَنَّكُما بِاللَهِ لا تُشرِكان
إِن تَتبَعا في مَذهَبٍ جاهِلاً / فَالحَقُّ مِن خُلقِكُما تَترُكان
وَتَطلُبانِ الأَمرَ يُعيِيكُما / وَتُفنِيانِ العُمرَ لا تُدرِكان
لَم يَفدِ سابورَ وَلا تُبَّعاً / ما وَجَدا مِن ذَهَبٍ يَملِكان
وَنَيِّرُ اللَيلِ وَشَمسُ الضُحى / داما وَلَكِنَّهُما يَهلَكان
سُبحانَ مَن سَخَّرَ نَجمَ الدُجى / وَالبَدرَ في قُدرَتِهِ يَسلُكان
هَذا الفَتى أَوقَحُ مِن صَخرَةٍ / يَبهَتُ مِن ناظِرَهُ حَيثُ كان
وَيَدَّعي الإِخلاصَ في دينِهِ / وَهوَ عَنِ الإِلحادِ في القَولِ كان
يَزعَمُ أَنَّ العَشرَ ما نِصفُها / خَمسٌ وَأَنَّ الجِسمَ لا في مَكانِ
كَم صَرَفَ المَولودُ عَن والِدٍ
كَم صَرَفَ المَولودُ عَن والِدٍ / خَيراً وَكَم أُمٍّ لَهُ لَم يَمُن
الرُبعُ لِلزَوجَةِ إِن لَم يَكُن / نَسلٌ وَإِن كانَ غَدَت بِالثُمُن
وَالزَوجُ يَزوي النِصفَ أَبناؤُهُ / عَنهُ وَفي الدَهرِ خُطوبٌ كُمُن
قالَ أُناسٌ باطِلٌ زَعمُهُم / فَراقِبوا اللَهَ وَلا تَزعَمُن
فَكَّرَ يَزدانُ عَلى غِرَّةٍ / فَصيغَ مِن تَفكيرِهِ أَهرُمُن