المجموع : 3
يا وردة طابت وطبنا بها
يا وردة طابت وطبنا بها / أيام نسقيها بماء العيون
نحفظ بالأجفان اكمامها / ونسكب الأرواح تحت الغصون
وننفح الناس بأعرافها / فيعرف الفضل لنا الناشقون
ونلبس الأشعار من حسنها / ما شاءه إبداعنا أن يكون
حتى إذا دان لها في الهوى / من لم يدن وبايع المشركون
ودارت الأكؤس في عرسها / يرشفها الراوون والظامئون
وكثرت دعوى الهوى فيهمِ / وحبّذا لو صحّ ما يدعون
عدنا إلى شيمتِنا في الوفا / نحن نغنيها وهم يشربون
روحي فدى الوردة مهما تجُر / إنا إلى الله بها راجعون
ماذا؟ أحقاً كنت بي تهزئين
ماذا؟ أحقاً كنت بي تهزئين / وكنت في حبك لي تكذبين
لم تخدعيني مطلقاً إنما / نفسك يا هذي التي تخدعين
منعت حبي عنك لكنما / منحت عفوي شيمة الأكرمين
مهلاً فمصباحك لم يأتلق / إلا بما من شعلتي تقبسين
مهلاً فإني مثل ذاك الذي / في عرس قانا أدهش العالمين
صيرت خمراً آسن الماء في / نفسك: خمراً ينعش الشاربين
وليمة كانت لنا في الهوى / أكثرت فيها عدد المعجبين
هل كنت في أبهى ليالي الهوى / أيام كنت فتنة الناظرين
هل كنت إذ ذاك سوى آلة / ألحانها مني ومنها الرنين
أنشدت أحلامي على فارغ / من القلب الذي تحملين
كالنغم الرنان في آلة / فارغة تحت يد الضاربين
إن جاءت الألحان تسبي النهى / فأي فضل عندها تدعين؟
ألم أكن استطيع إنشادها / على الملا من غير ما تذكرين؟
إني الذي أبدع هذا السنا / من عدمٍ..ولم يعش غير حين
لقد كفاني أنني عاشق / وأنني كنت من المؤمنين
والآن سيري في الطريق الذي / شئت فلي أيضاً طريق أمين
سيري ولا تنسي بأن تستري / إن كنت تستحين، ذاك الجبين
مأدبة افرغت كأسي بها / وقمت عنها لا كما تزعمين
ففضلة الكأس التي عفتها / تركتها للخدم الساقطين
تهوَينَ أن أملأَها صفحةٌ
تهوَينَ أن أملأَها صفحةٌ / بيضاء كالقلب الذي تحملين
برِئتُ من علمي وشعري معا / إن كنتُ أرضى لهما ما يشين
أأحملُ السحر إلى بابلٍ / واسكبُ العطرَ على الياسمين