جزيرة النور تحيّينا
جزيرة النور تحيّينا / وتنشر رفحتها فينا
اضواؤها أبهج أشعارها / وألوانها تحكي أغانينا
ما عابها الصمت ففي صمتها / ما يلهم الشدو أفانينا
ساءلتها لما تأملتها / عن عشقها مثلي المجانينا
من أصغروا المال الذي عندها / وأكبروا النور المناجينا
فاستضحكت ثم تهادت كما / يستضحك الروض رياحينا
وعطرتني مثل تعطيرها / بالنور أحلام المحبينا
دين لأهليها ولم يعرفوا / من قبل إلاه لهم دينا
لولاه رغم كنوز لهم / كانوا عفاة بل مساكينا
البسمة ملء أساريرهم / فما ترى الباكين باكينا
وإن تنادوا بشكاة لهم / لم يصبح الشاكون شاكينا
أنفاس هذا النور لما سرت / حولت العانين لاهينا
فجلجلت فيه فكاهاتهم / كأنهم باتوا فراعينا
لا تنهني عن أيّ مجلى أرى / الفتنة فيه تحيينا
فإنني الشاعر من فنّه / يخلق للنور موازينا
ويسبغ النعمة مما يرى / شتى على الخلق المعانينا
هشت لي الأشجار في نشوة / والماء والطير مغنينا
كأنما قد زدت تطريبها / وأسكنتها شعري بساتينا
وداعبتني السامقات الذرى / بألسن للنور راوينا
وبعضها من خلفه جنة / وبعضه بالنار يغوينا
فكان إحساسي بها أنها / قد حجبت جنا ملاعينا
وأنهم مثلي بعرفانهم / للحسن لاهين مصلينا
وإنما الدنيا بآياتها / وخيرها من صنع أيدينا