القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو نُوَاس الكل
المجموع : 24
بِدَيرِ بَهرَذانَ لي مَجلِسٌ
بِدَيرِ بَهرَذانَ لي مَجلِسٌ / وَمَلعَبٌ وَسطَ بَساتينِهِ
رُحتُ إِلَيهِ وَمَعي فِتيَةٌ / نَزورُهُ يَومَ سَعانينِهِ
بِكُلِّ طَلّابِ الهَوى فاتِكٍ / قَد آثَرَ الدُنيا عَلى دينِهِ
حَتّى تَوافَينا إِلى مَجلِسٍ / تَضحَكُ أَلوانُ رَياحينِهِ
وَالنَرجِسُ الغَضُّ لَدى وَردَهُ / وَالوَردُ قَد حُفَّ بِنِسرينِهِ
وَجيءَ بِالدَنِّ عَلى مَرفَعٍ / وَخاتَمُ العِلجِ عَلى طينِهِ
وَافتُصِدَ الأَكحَلُ مِن دَنِّنا / فَانصاعَ في حُمرَةِ تَلوينِهِ
وَطافَ بِالكَأسِ لَنا شادِنٌ / يُدميهِ مَسُّ الكَفِّ مِن لينِهِ
يَكادُ مِن إِشراقِ خَدَّيهِ أَن / تُختَطَفَ الأَبصارُ مِن دونِهِ
فَلَم نَزَل نُسقى وَنَلهو بِهِ / وَنَأخُذُ القَصفَ بِآيِينِهِ
حَتّى غَدا السَكرانُ مِن سُكرِهِ / كَالمَيتِ في بَعضِ أَحايِينِهِ
قَد هَتَكَ الصُبحُ سَدولِ الدُجى
قَد هَتَكَ الصُبحُ سَدولِ الدُجى / فَانحَسَرَت أَثوابُهُ الجونُ
فَاصبِح نَداماكَ سُخامِيَّةً / أَتى لَها في دَنِّها حينُ
زُفَّت إِلى أَكرَمِ خُطّابِها / وِشاحُها وَردٌ وَنَسرينُ
تَسعى بِها حَوراءُ في طَرفِها / ضَحكٌ وَفي المَضحَكِ تَقيِيِنُ
ما الناسُ إِلّا رَجُلٌ فاتِكٌ / أَو رَجُلٌ وَقَّرَهُ دينُ
يا مُنسِيَ المَأتَمِ أَشجانَهُم
يا مُنسِيَ المَأتَمِ أَشجانَهُم / لَمّا أَتاهُم في المُعَزّينا
حَلَّت قِناعَ الوَشيِ عَن صورَةٍ / أَلبَسَها اللَهُ التَحاسينا
فَاستَفتَنَتهُنَّ بِتِمثالِها / فَهُنَّ لِلتَكليفِ يَبكينا
حَقٌّ لِذاكَ الوَجهِ أَن يَزدَهي / عَن حُزنِهِ مَن كانَ مَخزونا
إِذا التَقى في النَومِ طَيفانا
إِذا التَقى في النَومِ طَيفانا / عادَ لَنا الوَصلُ كَما كانا
يا قُرَّةَ العَينَينِ ما بالُنا / نَشقى وَيَلتَذُّ خَيالانا
لَو شِئتَ إِذ أَحسَنتِ لي في الكَرى / أَتمَمتِ إِحسانَكِ يَقظانا
يا عاشِقَينِ اصطَلَحا في الكَرى / وَأَصبَحا غَضبى وَغَضبانا
كَذَلِكَ الأَحلامُ غَدّارَةٌ / وَرُبَّما تَصدُقُ أَحيانا
أَعلَمُ أَن لا خَيرَ لي عِندَكُم
أَعلَمُ أَن لا خَيرَ لي عِندَكُم / إِنَّ رَسولي جاءَ غَضبانا
لَو كانَ خَيرٌ لِابتِداني بِهِ / وَجاءَني يَضحَكُ جَذلانا
روحي مُقيمٌ عِندَ خُلصاني
روحي مُقيمٌ عِندَ خُلصاني / وَإِنَّما الشاخِصُ جُثماني
إِذا المَطايا ازدَدنَ بُعداً بِنا / وَاشتاقَهُ قَلبي وَإِنساني
مَثَّلَهُ في القَلبِ ذِكري لَهُ / كَبَعضِ ما قَد كانَ أَبلاني
فَتارَةً مَثَّلَهُ راضِياً / وَتارَةً في شَخصِ غَضبانِ
كُنتُ لِذِكراهُ الفِدا وَالحِمى / وَقَلَّ لِلمُذهِبِ أَحزاني
أَضحَكَني الحُبُّ وَأَبكاني
أَضحَكَني الحُبُّ وَأَبكاني / وَهاجَ شَوقي طولُ كِتماني
مِن حُبِّ حَوراءَ رُصافِيَّةٍ / كَرَنَّها غُصنٌ مِنَ البانِ
مَخروطَةُ الكُمَّينِ قَصرِيَّةٌ / جِنِّيَّةٌ في خَلقِ إِنسانِ
مَطمومَةُ الشَعرِ غُلامِيَّةٌ / تَصلُحُ لِلّوطِيِّ وَالزاني
كَأَنَّها مِن حُسنِها دُرَّةٌ / بارِزَةٌ مِن كَفِّ دَهقانِ
أَو مِسكَةٌ خالَطَها عَنبَرٌ / وَاستَودَعَت طاقَةَ رَيحانِ
مَنَحتُ طَرفي الأَرضَ خَوفاً لِأَن
مَنَحتُ طَرفي الأَرضَ خَوفاً لِأَن / أَجعَلَ طَرفي عُرضَةً لِلفِتَن
إِذ كُنتُ لا أَنظُرُ مِن حَيثُ لا / أَنظُرُ إِلّا نَحوَ وَجهٍ حَسَن
يَزرَعُ قَلبي في الهَوى ثُمَّ لا / يَحصُدُ في كَفَّيَّ غَيرَ الحَزَن
أَفدي الَّتي قالَت لِأُختٍ لَها / إِنّي أَرى هَذا الفَتى ذا شَجَن
قالَت نَعَم ذو شَجَنٍ عاشِقٌ / قالَت لِمَن قُلتُ اتَّفَقنا إِذَن
عِنانُ يا مَن تُشبِهُ العينا
عِنانُ يا مَن تُشبِهُ العينا / أَنتُم عَلى الحُبِّ تَلومونا
حُسنُكِ حُسنٌ لا أَرى مِثلَهُ / قَد تَرَكَ الناسُ مَجانينا
قَد قُلتُ قَولاً فَاِسمَعي ذاكُمُ
قَد قُلتُ قَولاً فَاِسمَعي ذاكُمُ / مِنّي وَرُدّي مِثلَهُ يا عَنان
إِنّي لَأَهواكِ وَإِنّي جَبان / أَفرَقُ مِن عِلمي بِغَدرِ القِيان
يَصِلنَ مَن واصَلنَهُ خُدعَةً / بِكَسرَةِ الأَتفِ وَمَزحِ اللِسان
لَستُ أَرى وَصلَكِ أَو تَحلِفي / أَلّا تَخوني وَتَفي بِالضَمان
أَو فَذَريني وَصِلي جاهِلاً / يَلقى مِنَ الغَيرَةِ فيكِ الهَوان
حُبُّكَ يا أَحمَدُ أَضناني
حُبُّكَ يا أَحمَدُ أَضناني / يا قَمَراً في شَخصِ إِنسانِ
يا وَردَةً أَعجَلَها قاطِفٌ / مَرَّ بِها مِن بابِ عُثمانِ
أَظهَرَ بَعدَ الوَصلِ هِجرانا
أَظهَرَ بَعدَ الوَصلِ هِجرانا / وَصَيَّرَ العِلّاتِ أَعوانا
يَعُدُّ إِحساني ذُنوباً كَما / أَعُدُّ مِنهُ الذَنبَ غُفرانا
يا مُظهِراً في النَومِ هِجرانا / حَسبُكَ ما تَفعَلُ يَقظانا
لَو كُنتَ في حُبّيكَ لي مُنصِفاً / جازَيتَ بِالإِحسانِ إِحسانا
إِنَّ الَّذي تَيَّمَني حُبُّهُ
إِنَّ الَّذي تَيَّمَني حُبُّهُ / أَمرَدُ مِن نَشءِ الدَواوينِ
قَد نَشَرَ الطومارَ في حِجرِهِ / مُبتَدِئً بِالباءِ وَالسينِ
يُطَرِّرُ الوَردَ عَلى خَدِّهِ / مِن عَرَقٍ بِالمِسكِ مَعجونِ
إِنّي لَفي شُغلٍ عَنِ العاذِلينَ
إِنّي لَفي شُغلٍ عَنِ العاذِلينَ / بِالراحِ وَالرَيحانِ وَالياسَمين
أَشرَبُها صِرفاً فَإِن هِيَ قَسَت / زَوَّجتُها بِالماءِ حَتّى تَلين
لَدى شَريفٍ حَسَنٍ وَجهُهُ / أَحوَرَ قَلبي بِهَواهُ رَهين
مِن وَلَدِ المَهدِيِّ في ذِروَةٍ / مُهَذَّبٍ يَخلِطُ حَزناً بِلين
فَهوَ مُغَنٍّ لي وَساقٍ مَعاً / ثُمَّ خَدينٌ بِأَبي مِن خَدين
سُبحانَ مَن سَخَّرَ هَذا لَنا / يَوماً وَما كُنّا لَهُ مُقرِنين
يا عَمروُ ما هَذا الغُلامُ الَّذي
يا عَمروُ ما هَذا الغُلامُ الَّذي / مَرَّ بِنا في الحَيِّ مُستَنّا
أَفازِعٌ مِن وَصلِ شُطّارِكُم / فَرُبَّما قَد شُغِلوا عَنّا
بِاللَهِ أَسقِطني عَلى أَمرِهِ / فَإِنَّ بَعضَ الناسِ قَد جُنّا
قَد صَكَّ لي بِالقُربِ مِن سَيِّدي
قَد صَكَّ لي بِالقُربِ مِن سَيِّدي / وَدارَ صَكّي في الدَواوينِ
وَاستَأذَنَ الكاتِبُ في خَتمِهِ / وَقَد دَعَوا لِلخَتمِ بِالطينِ
كَيفَ خَطا النَتنُ إِلى مِنخَري
كَيفَ خَطا النَتنُ إِلى مِنخَري / وَدونَهُ راحٌ وَرَيحانُ
أَظُنُّ كِرياساً طَما قُربَنا / أَو ذَكَرَ اليُؤيُؤَ إِنسانُ
وَصاحِبٍ أَخلَفَ ظَنّي بِهِ
وَصاحِبٍ أَخلَفَ ظَنّي بِهِ / وَالخَيرُ بِالصاحِبِ مَظنونُ
جامَلَني بِالقَولِ حَتّى إِذا / صارَ لَهُ مالٌ وَتَمكينُ
أَعرَضَ عَنّي لاوِياً شِدقَهُ / كَأَنَّهُ في الوَفرِ قارونُ
أَنكَرتُها مِنهُ فَعاتَبتُهُ / وَالنُصحُ في الإِخوانِ مَضمونُ
فَتاهَ إِذ عاتَبتُهُ شامِخاً / وَأَصلُهُ في أَهلِهِ دونُ
قَد أَسبِقُ الجارِيَةَ الجونا
قَد أَسبِقُ الجارِيَةَ الجونا / مِن قَبلِ تَثويبِ المُنادينا
بِكُلِّ مَعروفٍ بِأَعراقِهِ / عَلى عُيونِ الأَرمَنِيِّينا
رَبيبُ بَيتٍ وَأَنيسٌ وَلَم / يُربَ بِريشِ الأُمِّ مَحضونا
لَم يُنكِهِ جُرحُ حِياصٍ وَلَم / يَبغِ لَهُ بِالثُفلِ تَسكينا
كُرُّزُ عامٍ صاغَهُ صائِغٌ / لَم يَدَّخِر عَنهُ التَحاسينا
أَلبَسَهُ التَكريزُ مِن حَوكِهِ / وَشياً عَلى الجُؤجُؤِ مَوضونا
لَهُ حِرابٌ فَوقَ قُفّازِهِ / يَجمَعنَ تَأنيفاً وَتَسنينا
كُلُّ سِنانٍ عيجَ مِن صَدرِهِ / تَخالُ عِطفَي رَأسِهِ نونا
وَمِنسَرٍ أَكلَفَ فيهِ شَفاً / كَأَنَّهُ عِقدُ ثَمانينا
في هامَةٍ كَأَنَّما قُنِّعَت / بَعضَ حِبالِ السابِرِيِّينا
وَمُقلَةٍ أَشرِبَ آماقُها / تِبراً يَروقُ الصَيرَفِيِّينا
نُرسِلُ مِنهُ عِندَ إِطلاقِهِ / عَلى الكَراكِيِّ دُرَخمينا
داهِيَةٌ تَخبِطُ أَعجازُها / خَبطاً يُحِسّيها الأَمَرّينا
يَحمي عَلَيها الجَوَّ مِن فَوقِها / حيناً وَيُغريها الأَحايِينا
وَهُنَّ يَرفَعنَ صُراخاً كَما / جَهوَرَ في الشَعبِ المُلَبّونا
فَمُقعَصٌ أُثبِتَ في سَحرِهِ / وَخاضِبٌ مِن دَمِهِ الطينا
قَد مَشَقَتهُ في الحَشا مَشقَةٌ / أَلقَت مِنَ الجَوفِ المَصارينا
رُحنا بِهِ نَحمِلُ أَكبادَها / في زَورَةٍ عَشراً وَعِشرينا
أَعطى البُزاةَ اللَهُ مِن قِسمِهِ / ما لَم يُخَوِّلهُ الشَواهينا
لِكُلِّ سَبعٍ طُعمَةٌ مِثلَهُ / في القَدرِ إِن فَوقاً وَإِن دونا
أصبح أيري مُعرضاً عنّي
أصبح أيري مُعرضاً عنّي / وكان من قصّتهِ أنّي
كنتُ بقصرِ الخلد في روضةٍ / بين نخيل الطنّ والبَرني
خلا لها الوردُ لذي نرجس / معتنقٍ للآسِ في غصنِ
نيطَ بتفّاحٍ إلى مشمشٍ / تخرقه الأنهارُ بالسُفنِ
فمرتعُ الروضةِ نوّارهُ / مختلفُ البهجةِ في الحسنِ
من أصفر يرنو إلى أحمرٍ / وأبيض في اللونِ كالقطنِ
وبرمكيُّ الحسنِ في حلّةٍ / كأنّهُ من حسنهِ جنّي
ظلّ يسقي الشربَ من قهوةٍ / ناصعةٍ في صبغة الدهن
حتى إذا الفجر حدا بالدجا / ودارت القهوة في قَرني
وصاحبُ الفرحةِ مستوفزٌ / لحيث ما يبلغهُ عنّي
قلتُ لأيري حين أبصرتهُ / تدمعُ عيناه من الحزنِ
إنكَ إن قصرتَ عمّا أرى / بتّ سخين العين ذا غَبنٍ
فخرَّ يدنو نحوه مطرقاً / ونور معمورٍ إلى الرهن
حتى توفّاه رسولُ الكرى / فأطبقَ الجفنَ على الجفنِ
فلم أزل أصبر حتى إذا / مالَ على الجنبِ من الوهنِ
دببتُ كالعقربِ جنبيّةٌ / وتارةً أحبو على بطني
قصداً إليه فتبطّنتُ ما / حوى السراويل إلى المتنِ
فكان من وجدي به أنني / أخطأتُ مجرى الرمح في الطعنِ
وحسَّ بالدسرة في ظهرهِ / فقام كالحيران من جُبني
حتى علاني وأنا تحته / أدعو على الحرمات باللعنِ
مُندّي الجبهةِ من بعد أن / أفلتّ منه صفدي الأذنِ
ثم رمى وجهي بتفاحةٍ / لم يخطِها لمّا رمّى سنّي
فرحتُ محروماً بلا حاجةٍ / وقام أيري ضاحكاً منّي
يقول والذَنبُ له كلّهُ / كذاكَ من يعمل بالظنِّ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025