المجموع : 8
قل لضياء الدين أنت امرؤ
قل لضياء الدين أنت امرؤ / أشكره سرا وإعلانا
قم وادخل الساعة مستعجلا / إلى علاء الدين مولانا
وقل له عني يا ماجد ا / لم أره بالعرف منانا
لو حزت بغداد بأعمالها / وصرت في الملك سليانا
ظننت أن الدهر قد خانني / ما لم أفز بالكوثر الخانا
فلست بالمقصر حتى أرى / ساحبها ذيلا واردانا
فالرأى أن يصنع في حق من / يحسن فيه المدح إحسانا
يا ابن حوانويه ما المشتري
يا ابن حوانويه ما المشتري / مدحي من الناس بمغبونِ
سميت بالبائع لا بائع ال / بّر ولكن بائع الدينِ
يا شاهداً تشهد أفعاله / بأنّه نسل الملاعينِ
جدك في خيبر كان الذي / سن الهجا في آل ياسينِ
قد قدم الحجاج هيا إلى / بطّك هيا للممايينِ
أخرج لهم في شكلب واتّزن / منهم وطفف في الموازينِ
لو قيل في الصين فتىً أيِّرٌ / رجعت في الحال إِلى الصنينِ
أوقام أيري لك بين المَلا / قيام شعري كنت تغنيني
والله ما جئتك مسترفدا / ولا إذا جئتك تعطيني
وإنما بنتك مذ لم تزل / قبل توفيها توافيني
قد شربت في بيتنا وحده / ماء بدينار وخمسينِ
لها يد عندى ورجل معا / والرجل دون البد تكفيني
وإن تكن قد درجت هذه / فاختها الحيّة تحبيني
حسنية الوقت ولكنها / أقبح أنثى بعد تحسينِ
قرنك إن أعطيتني حبَّة / ولو تشبهت بقارونِ
قل للنجيب ابن سديد الدين
قل للنجيب ابن سديد الدين / أعن ولا تقبل من المعينِ
السفلة النذل القليل الدين / الفاجر الزوجة واليمينِ
متسم بصفتي هجين / عرض هزيل وقفا سينِ
يغزو التجار غزو جوسلين / معاقل الشام وقنسرينِ
كم حازبين البيع والتثمينٍِ / مال يتيم أبله مسكينِ
خلاه بالنرد وبالتدخينِ / أعرى من الكروم في تشرينِ
ولو تمكنت المكينِ / أخيك والعفو من المهينِ
فولت كفيه بكندبرينِ /
يا ناصر الدين ويا ماجدا
يا ناصر الدين ويا ماجدا / ليس له في جوده ثانِ
يا فارسا أبيضه لم يزل / من دم أبطال الوغى قانِ
يا من نظمت المدح في مجده / حسنا ولا زهرة بسنانِ
قد طوَّف الشام وأعمالها / وسار في أقصى خراسانِ
قد دخل الناس فما لي أنا / أخرج من ذا الطهر براني
حاشاك أن تنسي مارمته / يا مسلف الجود وتنساني
عاش لك أبناك فحقاهما / في فلك العلياء نجمانِ
يا من يداه ونداه لمن / يؤمه ينبوع إحسانِ
بقيت لي حتى أنال المني / ودمت ماكر الجديدانِ
من يد عون الدين صدر الزمان
من يد عون الدين صدر الزمان / يحيي المرجّى تخجل المرزمان
رب سيوف الهند مشحوذه / والخيل قبا والرماح اللدان
وكل جيل لجب أرعن / كأنه السيل يطول الرعان
تتبعه الطير خماصا فلا / ترجع من مغزاه الأبطانُ
الورع الأروع والحازم الا / أصمع والجرف الأعر الهجان
وصاحب العرض الذيب صانه / بالعرض النهب الذي يصان
دانت ملوك الأرض طوعا له / وعم جودا كل قار ودان
ذو همّة قاضية بالعلى / وعزمة ماضية كالسنان
تلقاه في يومي ندى أو ردى / حلو مجاني الرفد مر الطَّعان
مجرب تشرف آراؤه / في كل يوم أيومٍ أرونان
أغلى عذارى الشعر من بعدما / بيعت على جهالها بالهوان
ما لروض مطلول بكى شجوه / فيه الحيا وابتسم الأقحوان
كأنما عبرن أنفاسه / عن نفحة العنبر والزعفران
يوما بأذكى أرجا لا ولا / أحسن من أخلاق يحيى الحمان
سحاب جود غدى باللهى / سحاب ذيل الدرع يوم الرهان
مبتسم إن كلحت أزمة / جعد الثرى سبق حواشي البنان
أثبت خلف الله جأشا إذا / طاش من الرعب جنان الجبان
وأصبح البر دما مائرا / بأنه بحر من الأرجوان
ذلّل صرف الدهر لي جوده / حتى لقد أصحب بعد الحران
قسا على الأعداء عنفا بهم / ثمّت لطفا للموالين لأن
ما مال عن منهج حق ولا / شاب لنا منته بامتنان
إذا سمعنا خبرا للندى / عن جوده زادج عليه العيان
ثبت إذا خفَّت حلوم الورى / أبان عن حلم كركني أبان
لله كم عندي له من يد / مالي بحمل البعض منها يدان
قد بان للد وله أن قد غدا / معزها الحامي لها خير بان
يذب عنها تاره بالظبي / وتارةة ينصرها باللسان
مامان من أفرط في مدحه / فعا من صرف الردى في أمان
إن زارنا طيفك أحيانا
إن زارنا طيفك أحيانا / على تنائي الدار أحيانا
لا تأخذي بالهجر قلبا أبي / في الحب أن يأخذ سلوانا
رفقا فما قاسيت بعض الذي / قاسه ولا عانبت أهلنا
لولا الهوى ما وصلت خلتي / جاف ولا استأمنت خوّانا
ولا تذكرت على حالة / ملي ومن لمياء إنسانا
سمراء لولا هيف بأن في / أعطافها لم أعرف البانا
كأنما حركن أنفاسها / في أخريات الليل ريحانا
تزيد في الأعين حسنا كما / يزيد زين الدين إحسانا
تلقاه طلق الوجه بادي الحيا / مظفر الآراء غيرانا
عمر الندى إن أنت خاشنته / قاوان لا ينته لانا
تلقاه مطعاما إذا ما اعترف ال / جدب ويوم الحرب مطعانا
معتدل الشيمة ما مال عن / قضيّة الحق ولا مانا
لا يقرب الفحشاء منه ولا / تراه بالمعروف منانا
غناه بالنفس ومن أجل ذا / يرى غنيّا كيف ما كانا
يمد بذل المال ربحا إذا / ما عّه الباخل خسرانا
بنت له الأنصار مجدا سما / يعانق النسر وكيوانا
قوم أقاموا الدين من بعدما / وهي وشادوا منه أركانا
هم أعدوا للقاء العدا / ضوامرا تحسب عقبانا
وكل عسّال وفضفاضه / ومطلق الحدَّين عريانا
ما روضة ثراها الحيا / مجلجل الدّيمة هتّانا
نصافح الأنداء من زهرها / وردا وخيرياً وحواذانا
إذا تغنت طربا ورقها / مال قضيب البان نشوانا
يوما بأندى لك من يونس / يدا وأذكى منه أردانا
يا محيي الأنصار مهلا فقد / أنطقت بالإحسان حسانا
مذ صدَّ عنّي وتجافاني
مذ صدَّ عنّي وتجافاني / واصلت العبرة أَجفاني
ريم إذا رمَت سلوا له / طاوعني الشوق وعاصاني
بدر دجى تحسب في مرطه / إذا انثنى خوطا من البان
بالأرحِ لفائح من نشره / يعرف عرف المسك والبان
لهفي على فيه العقيق الذي / فيه من اللؤلؤ سمطان
كم أكتم الوجد عليه وكم / يذيعه شأني إلى الشاني
ومغرب في الحسن ما ضره / لو شفع الحسن بإحسانِ
في خده روضة حزن إذا / نظرتها تزداد أحزاني
شوك الفتى يمنع أن نجتني / يا للحظ يوما وردها القاني
يا عاذلي إن كنت لي ناصحاً / فخلني خلاً لأشجاني
أبكي من الهجر إلى ضاحك / وأسهر الليل لو سنان
فليس لي في الوجد ثان ولا / لابن علي عن ندى ثاني
ذي السؤدد النائي على المبتغي / مناله والكرم الداني
ذاك الذي أشكره دائما / في حالتي سري وإعلاني
شكر رياض الحزن معهودة / لمرجحن الردق حنّانِ
قلت لمنضي العيسى من بازل / عود ومن هوجاء مذعان
يفلي ا لفلا وخدا عسى أن يرى / إنسانه صورة إنسانِ
لا تعد مجد الدين فهو امرؤ / رحيب أوطان وأعطانِ
مرحب بالوفد مستبشر / منا بزوار وضيفانِ
ليس عن المعروف المنتهي / ولا عن الإحسان بالواني
له ثمار دانيات الجنى / جودا وعفو يسع الجاني
خرق يرى ذا منن جمّة / ولا يرى يوما بمنانِ
حساب من يعلم إن الثنا / باق وما يذخره فانِ
فيا أبا الفضل الذي لم يزل / يعني بفك الموثق العاني
خففت أثقالي بجدوى يد / سماعها ثقل ميزاني
فدمت في سلم وحرب معا / تدعى بمطعام ومطعانِ
يا بدر جود كفه مزنة / وخلقه زهرة بستانِ
وواحدا في المجد مسعاته / ثالثة النسر وكيوانِ
نداك والغيث سواء كما / عزمك والمنصل سيّانِ
يا فرحة العائد والمجتدي / وترحة الحاسد والشاني
أصبحت حسانك حقا لما / توليه من بر وإحسانِ
فدمت في إخلاق عمر المدى / والدهر ماكر الجديدانِ
أقسمت برا أَن بوري له
أقسمت برا أَن بوري له / مؤاجر من عهد بورانِ
قد خرف العلق وما علقت / في خدّه مخلاة زهمانِ
العفو من كتّاب ديوانِنا / إن كان مكتوبا بديوانِ