المجموع : 464
يا رُبَّ مَن يُبغِضُ أَذوادَنا
يا رُبَّ مَن يُبغِضُ أَذوادَنا / رُحنَ عَلى بَغضائِهِ وَاِغتَدَينَ
هَوِّن عَلَيكَ العَيشَ صَفحاً يَهُن
هَوِّن عَلَيكَ العَيشَ صَفحاً يَهُن / لَقَلَّما سَكَّنتَ إِلّا سَكَن
إِقبَل مِنَ العَيشِ تَصاريفَهُ / وَارضَ بِهِ إِن لانَ أَو إِن خَشُن
كَم لَذَّةٍ في ساعَةٍ نِلتَها / كانَت فَوَلَّت فَكَأَن لَم تَكُن
صُن كُلَّ ما شِئتَ فَإِنَّ البِلى / يَمضي بِما صُنتَ وَما لَم تَصُن
تَأمَنُ وَالأَيّامُ خُوّانَةٌ / لَم نَرَ يَوماً واحِداً لَم يَخُن
لاعَيبَ في جَفوَةِ إِخواني
لاعَيبَ في جَفوَةِ إِخواني / فَبارَكَ اللَهُ لِإِخواني
لَستُ بِذي مالٍ فَأُرعى عَلى ال / مالِ وَلاصاحِبَ سُلطانِ
ما يَرتَجي مِنّي أَخٌ شَأنُهُ / في نَفسِهِ أَرفَعُ مِن شاني
لارَهبَةٌ مِنّي وَلارَغبَةٌ / عِندي فَيَرجوني وَيَخشاني
وَقَلَّما يَصفو عَلى غَيرِ ذا / تِ اللَهِ إِنسانٌ لِإِنسانِ
يا عُتبَ ما شاني وَما شانِك
يا عُتبَ ما شاني وَما شانِك / تَرَفَّقي أُختي بِسُلطانِك
لَما تَبَدَّيتِ عَلى بَغلَةٍ / أَشرَقَتِ الأَرضُ لِبُرهانِك
حَتّى كَأَنَّ الشَمسَ مَخفوفَةٌ / بَينَ جَواريكِ وَخِصيانِك
يا عُتبُ ما شاني وَماشانِك / تَرَفَّقي سِتّي بِسُلطانِك
أَخَذتِ قَلبي هَكَذا عَنوَةً / ثُمَّ شَدَدتيهِ بِأَشطانِك
اللَهَ في قَتلِ فَتىً مُسلِمٍ / ما نَقَضَ العَهدَ وَما خانِك
حَرَمتِني مِنكِ دُنوٌّ فَيا / وَيلِيَ ما لي وَلِحِرمانِك
يا جَنَّةَ الفِردَوسِ جودي فَقَد / طابَت ثَناياكِ وَأَردانِك
وَاللَهِ لَولا أَن أَخافَ الرَدى / لَقُلتُ لَبَّيكِ وَسُبحانِك
يا مَن تَبَغّى زَمَناً صالِحاً
يا مَن تَبَغّى زَمَناً صالِحاً / صَلاحُ هارونَ صَلاحُ الزَمَن
كُلُّ لِسانٍ هُوَ في مُلكِهِ / بِالشُكرِ في إِحسانِهِ مُرتَهَن
بِدَيرِ بَهرَذانَ لي مَجلِسٌ
بِدَيرِ بَهرَذانَ لي مَجلِسٌ / وَمَلعَبٌ وَسطَ بَساتينِهِ
رُحتُ إِلَيهِ وَمَعي فِتيَةٌ / نَزورُهُ يَومَ سَعانينِهِ
بِكُلِّ طَلّابِ الهَوى فاتِكٍ / قَد آثَرَ الدُنيا عَلى دينِهِ
حَتّى تَوافَينا إِلى مَجلِسٍ / تَضحَكُ أَلوانُ رَياحينِهِ
وَالنَرجِسُ الغَضُّ لَدى وَردَهُ / وَالوَردُ قَد حُفَّ بِنِسرينِهِ
وَجيءَ بِالدَنِّ عَلى مَرفَعٍ / وَخاتَمُ العِلجِ عَلى طينِهِ
وَافتُصِدَ الأَكحَلُ مِن دَنِّنا / فَانصاعَ في حُمرَةِ تَلوينِهِ
وَطافَ بِالكَأسِ لَنا شادِنٌ / يُدميهِ مَسُّ الكَفِّ مِن لينِهِ
يَكادُ مِن إِشراقِ خَدَّيهِ أَن / تُختَطَفَ الأَبصارُ مِن دونِهِ
فَلَم نَزَل نُسقى وَنَلهو بِهِ / وَنَأخُذُ القَصفَ بِآيِينِهِ
حَتّى غَدا السَكرانُ مِن سُكرِهِ / كَالمَيتِ في بَعضِ أَحايِينِهِ
قَد هَتَكَ الصُبحُ سَدولِ الدُجى
قَد هَتَكَ الصُبحُ سَدولِ الدُجى / فَانحَسَرَت أَثوابُهُ الجونُ
فَاصبِح نَداماكَ سُخامِيَّةً / أَتى لَها في دَنِّها حينُ
زُفَّت إِلى أَكرَمِ خُطّابِها / وِشاحُها وَردٌ وَنَسرينُ
تَسعى بِها حَوراءُ في طَرفِها / ضَحكٌ وَفي المَضحَكِ تَقيِيِنُ
ما الناسُ إِلّا رَجُلٌ فاتِكٌ / أَو رَجُلٌ وَقَّرَهُ دينُ
يا مُنسِيَ المَأتَمِ أَشجانَهُم
يا مُنسِيَ المَأتَمِ أَشجانَهُم / لَمّا أَتاهُم في المُعَزّينا
حَلَّت قِناعَ الوَشيِ عَن صورَةٍ / أَلبَسَها اللَهُ التَحاسينا
فَاستَفتَنَتهُنَّ بِتِمثالِها / فَهُنَّ لِلتَكليفِ يَبكينا
حَقٌّ لِذاكَ الوَجهِ أَن يَزدَهي / عَن حُزنِهِ مَن كانَ مَخزونا
إِذا التَقى في النَومِ طَيفانا
إِذا التَقى في النَومِ طَيفانا / عادَ لَنا الوَصلُ كَما كانا
يا قُرَّةَ العَينَينِ ما بالُنا / نَشقى وَيَلتَذُّ خَيالانا
لَو شِئتَ إِذ أَحسَنتِ لي في الكَرى / أَتمَمتِ إِحسانَكِ يَقظانا
يا عاشِقَينِ اصطَلَحا في الكَرى / وَأَصبَحا غَضبى وَغَضبانا
كَذَلِكَ الأَحلامُ غَدّارَةٌ / وَرُبَّما تَصدُقُ أَحيانا
أَعلَمُ أَن لا خَيرَ لي عِندَكُم
أَعلَمُ أَن لا خَيرَ لي عِندَكُم / إِنَّ رَسولي جاءَ غَضبانا
لَو كانَ خَيرٌ لِابتِداني بِهِ / وَجاءَني يَضحَكُ جَذلانا
روحي مُقيمٌ عِندَ خُلصاني
روحي مُقيمٌ عِندَ خُلصاني / وَإِنَّما الشاخِصُ جُثماني
إِذا المَطايا ازدَدنَ بُعداً بِنا / وَاشتاقَهُ قَلبي وَإِنساني
مَثَّلَهُ في القَلبِ ذِكري لَهُ / كَبَعضِ ما قَد كانَ أَبلاني
فَتارَةً مَثَّلَهُ راضِياً / وَتارَةً في شَخصِ غَضبانِ
كُنتُ لِذِكراهُ الفِدا وَالحِمى / وَقَلَّ لِلمُذهِبِ أَحزاني
أَضحَكَني الحُبُّ وَأَبكاني
أَضحَكَني الحُبُّ وَأَبكاني / وَهاجَ شَوقي طولُ كِتماني
مِن حُبِّ حَوراءَ رُصافِيَّةٍ / كَرَنَّها غُصنٌ مِنَ البانِ
مَخروطَةُ الكُمَّينِ قَصرِيَّةٌ / جِنِّيَّةٌ في خَلقِ إِنسانِ
مَطمومَةُ الشَعرِ غُلامِيَّةٌ / تَصلُحُ لِلّوطِيِّ وَالزاني
كَأَنَّها مِن حُسنِها دُرَّةٌ / بارِزَةٌ مِن كَفِّ دَهقانِ
أَو مِسكَةٌ خالَطَها عَنبَرٌ / وَاستَودَعَت طاقَةَ رَيحانِ
مَنَحتُ طَرفي الأَرضَ خَوفاً لِأَن
مَنَحتُ طَرفي الأَرضَ خَوفاً لِأَن / أَجعَلَ طَرفي عُرضَةً لِلفِتَن
إِذ كُنتُ لا أَنظُرُ مِن حَيثُ لا / أَنظُرُ إِلّا نَحوَ وَجهٍ حَسَن
يَزرَعُ قَلبي في الهَوى ثُمَّ لا / يَحصُدُ في كَفَّيَّ غَيرَ الحَزَن
أَفدي الَّتي قالَت لِأُختٍ لَها / إِنّي أَرى هَذا الفَتى ذا شَجَن
قالَت نَعَم ذو شَجَنٍ عاشِقٌ / قالَت لِمَن قُلتُ اتَّفَقنا إِذَن
عِنانُ يا مَن تُشبِهُ العينا
عِنانُ يا مَن تُشبِهُ العينا / أَنتُم عَلى الحُبِّ تَلومونا
حُسنُكِ حُسنٌ لا أَرى مِثلَهُ / قَد تَرَكَ الناسُ مَجانينا
قَد قُلتُ قَولاً فَاِسمَعي ذاكُمُ
قَد قُلتُ قَولاً فَاِسمَعي ذاكُمُ / مِنّي وَرُدّي مِثلَهُ يا عَنان
إِنّي لَأَهواكِ وَإِنّي جَبان / أَفرَقُ مِن عِلمي بِغَدرِ القِيان
يَصِلنَ مَن واصَلنَهُ خُدعَةً / بِكَسرَةِ الأَتفِ وَمَزحِ اللِسان
لَستُ أَرى وَصلَكِ أَو تَحلِفي / أَلّا تَخوني وَتَفي بِالضَمان
أَو فَذَريني وَصِلي جاهِلاً / يَلقى مِنَ الغَيرَةِ فيكِ الهَوان
حُبُّكَ يا أَحمَدُ أَضناني
حُبُّكَ يا أَحمَدُ أَضناني / يا قَمَراً في شَخصِ إِنسانِ
يا وَردَةً أَعجَلَها قاطِفٌ / مَرَّ بِها مِن بابِ عُثمانِ
أَظهَرَ بَعدَ الوَصلِ هِجرانا
أَظهَرَ بَعدَ الوَصلِ هِجرانا / وَصَيَّرَ العِلّاتِ أَعوانا
يَعُدُّ إِحساني ذُنوباً كَما / أَعُدُّ مِنهُ الذَنبَ غُفرانا
يا مُظهِراً في النَومِ هِجرانا / حَسبُكَ ما تَفعَلُ يَقظانا
لَو كُنتَ في حُبّيكَ لي مُنصِفاً / جازَيتَ بِالإِحسانِ إِحسانا
إِنَّ الَّذي تَيَّمَني حُبُّهُ
إِنَّ الَّذي تَيَّمَني حُبُّهُ / أَمرَدُ مِن نَشءِ الدَواوينِ
قَد نَشَرَ الطومارَ في حِجرِهِ / مُبتَدِئً بِالباءِ وَالسينِ
يُطَرِّرُ الوَردَ عَلى خَدِّهِ / مِن عَرَقٍ بِالمِسكِ مَعجونِ
إِنّي لَفي شُغلٍ عَنِ العاذِلينَ
إِنّي لَفي شُغلٍ عَنِ العاذِلينَ / بِالراحِ وَالرَيحانِ وَالياسَمين
أَشرَبُها صِرفاً فَإِن هِيَ قَسَت / زَوَّجتُها بِالماءِ حَتّى تَلين
لَدى شَريفٍ حَسَنٍ وَجهُهُ / أَحوَرَ قَلبي بِهَواهُ رَهين
مِن وَلَدِ المَهدِيِّ في ذِروَةٍ / مُهَذَّبٍ يَخلِطُ حَزناً بِلين
فَهوَ مُغَنٍّ لي وَساقٍ مَعاً / ثُمَّ خَدينٌ بِأَبي مِن خَدين
سُبحانَ مَن سَخَّرَ هَذا لَنا / يَوماً وَما كُنّا لَهُ مُقرِنين
يا عَمروُ ما هَذا الغُلامُ الَّذي
يا عَمروُ ما هَذا الغُلامُ الَّذي / مَرَّ بِنا في الحَيِّ مُستَنّا
أَفازِعٌ مِن وَصلِ شُطّارِكُم / فَرُبَّما قَد شُغِلوا عَنّا
بِاللَهِ أَسقِطني عَلى أَمرِهِ / فَإِنَّ بَعضَ الناسِ قَد جُنّا